أوقفت الشرطة التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة، المشتبه فيه بقتل رجل سبعيني في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة صباح أول من أمس أثناء محاولته سرقة منزله، وهي جريمة القتل الثالثة خلال أقل من أسبوع. وذكر أن من بين أسباب تفشي الجريمة والسرقات زيادة نسبة تعاطي المخدر ودخول أنواع جديدة منه إلى القطاع، بينها «الفيل الأزرق» و «الثور». وقالت وزارة الداخلية التي تديرها الحركة، إن المباحث العامة في الشرطة اعتقلت شاباً (17 عاماً) من سكان الحي ذاته للاشتباه بأنه القاتل. وأضافت أنها «لا تزال تستكمل إجراءات التحقيق وأحالت ملف القضية للنيابة العامة». تزامناً، تمكنت دائرة مباحث التموين والمعادن الثمينة في المباحث العامة من «منع جريمة سطو مسلح» قبل وقوعها. وقال الرائد جهاد حمادة مدير الدائرة، إن أفراداً من الدائرة تمكنوا من ضبط مواطن في شقة سكنية تعود إلى مواطنة غزية وبحوزته سكين وعدد من قطع الذهب التي كان يحاول سرقتها من الشقة. وأشار حمادة إلى أن المباحث العامة حصلت على معلومات قبل فترة عن نية هذا المواطن ارتكاب جرائم عدة، من بينها محاولة الاعتداء على أحد تجار الذهب، فنصبت له مكمناً مسبقاً وتم إلقاء القبض عليه قبل ارتكاب الجريمة. وأضاف أن المشتبه فيه «اعترف خلال التحقيق معه بما نسب إليه، وتم تحويله إلى مفتش التحقيق لاستكمال الإجراءات القانونية في حقه». وارتفع معدل ارتكاب جرائم السرقة وجرائم القتل وغيرها من الجرائم في الآونة الأخيرة في قطاع غزة، كما انتشرت تجارة المخدرات وتعاطيها على نطاق واسع خلال الشهور الماضية التي تم خلالها ضبط كميات أكبر بكثير مما تم ضبطه خلال العام 2016 كله. وعزا غزيون ارتفاع معدلات الجريمة، بخاصة جرائم القتل، إلى تعاطي أنواع جديدة خطرة من المخدرات وحبوب الهلوسة، من بينها «الفيل الأزرق» و «الثور». ويُعتقد أن معظم أنواع المخدرات وعقاقير الهلوسة وغيرها يتم تهريبها عبر الأنفاق التي تصل إلى مدينة رفح الفلسطينية، ومن ثم يتم توزيعها في مختلف مدن القطاع. ونفى مدير شرطة مكافحة المخدرات في مدينة رفح أنور حماد «توافر حبوب مخدرة تؤدي إلى ارتكاب جرائم قتل». وقال حماد إن ذلك «ليس له أساس من الصحة، لا سيما بعد شح وجفاف (عقار) الترامادول والحشيش في شكل غير مسبوق في قطاع غزة». وأضاف أن «ما يشاع في الآونة الأخيرة عن توافر حبوب مخدرة في القطاع، كحبة الفيل الأزرق أو حبة الثور أو ما تعرف بتجربة الموت أو حبوب أخرى تؤدي إلى ارتكاب جرائم قتل، ليس له أساس من الصحة، وكذب يشيعه بعض المتربصين بقطاعنا الحبيب». ونفى صيدلاني شهير في غزة أن يكون مثل هذه العقاقير سبباً للقتل. وقال الصيدلاني ذو الفقار سويرجو إنه «لم يصادف طوال مسيرته الطبية منذ أكثر من 30 عاماً مثل هذه العقاقير التي تُذهب العقل وتتسبب بإصابة المتعاطي بالعدوانية والنزوع إلى القتل». وحبة الفيل الأزرق (الثور) معروفة علمياً ب «DMT»، ويبلغ سعر الواحدة منها 40 دولاراً، ويبدأ مفعولها بعد 20 ثانية من تناولها، ويستمر لساعتين أو ثلاث ساعات. وشعر معظم الغزيين خلال الأيام الأخيرة بالقلق الشديد نتيجة ارتفاع معدلات السرقة المفضية إلى القتل، وتداولوا جرائمها على شبكات التواصل الاجتماعي. ورفض كثير منهم أن يكون السبب تعاطي المخدرات أو عقاقير الهلوسة. كما رفض كثيرون البحث عن أي مبررات لجرائم القتل، بخاصة قتل النساء. واعتبر أستاذ القانون الدولي سامر موسى في حسابه على «فايسبوك»، أن «محاولات إلصاق الجرائم البشعة بقضية انتشار إدمان المخدرات فقط، أمر غير منطقي، لسببين: الأول أن هناك أسباباً أخرى أهمها فقدان الأمل بمستقبل أفضل، بخاصة لدى الشباب، والثاني غياب العدالة والمعالجة الحقيقية لقضايا اجتماعية». وكتبت الناشطة النسائية تهاني قاسم: «الجرائم التي تحدث يومياً ليست في حاجة إلى تبرير، بل إلى معالجة أسبابها يا حكومة يا فاضلة»، في إشارة إلى حكومة «حماس» التي تدير القطاع منفردة منذ عام 2007.