أكدت مصادر أمريكية أن جماعة الإخوان تقوم بحملة توقيعات لإلغاء زيارة الرئيس السيسى إلى أمريكا وذلك من خلال مركز العلاقات الأمريكية المصرية ( سير) ، بالإشتراك مع منظمات "كود بينك" ومؤسسة غاندي للسلام و "بي مجازين" و"إنترناشونال أكشن" وحركة المصريين بالخارج من أجل الديموقراطية حول العالم، وحملة "وطن للجميع" ومنظمات أخرى. وأشارت المصادر إلى أن الحملة تنقسم إلى خمسة محاور، المحور الأول يتمثل فى مخاطبة وسائل الإعلام الأمريكية للتحذير من زيارة الرئيس السيسي على المجتمع الأمريكي، كما يصفونها، من منطلق أن اللجوء السياسي لأمريكا الذي يحاربه دونالد ترامب يعتبر نظام السيسي أحد أسبابه بسبب مطاردته للمعارضة التي تفر للخارج. وقالت المصادر إن بعض وسائل الإعلام اهتمت بالحملة ووجهت دعوة لرموزها من الأمريكيين مثل قناة سي إن إن وصحيفتى نيويورك تايمز وواشنطن بوست وسيجري اللقاء خلال الأيام المقبلة. أما المحور الثاني فتمثل فى التواصل مع أعضاء الكونجرس للضغط على البيت الأبيض لإلغاء الزيارة ، على أن يكون المحور الثالث تنظيم مظاهرات قبيل الزيارة ولكن لم يتم التوصل بعد لآلياتها وأماكن التظاهر. وأضافت المصادر: المحور الرابع يتمثل فى تقديم عريضة للبيت الأبيض، تحت عنوان "أمريكا في مفترق طرق في علاقتها الخارجية بمصر" ،ومفادها أن الحملة ضد الإرهاب اتخذها نظام السيسي ذريعة لنسف الحريات ونتج عنها قمع واستبداد على حد قولهم، وكان نتيجة لهذه السياسة زيادة العنف والتطرف كما لم يحدث من قبل، ومن جانب آخر تسببت في ما شهدته الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى من موجة من اللاجئين المصريين. وبحسب العريضة فإن العديد من المصريين حظروا من دخول بلدهم، وجمدت أصولهم المالية وممتلكاتهم، لدفاعهم عن الحريات، مستشهدين بتقرير مكتب الإحصاء الأمريكي بتضاعف عدد المصريين لديهم من 195 ألف مصري أمريكي في 2007 إلى قرابة ال450 ألفا في 2013. وطالبت المنظمات الحقوقية الأمريكية والمصرية البيت الأبيض والكونجرس بإعادة التفكير في علاقة واشنطن بحلفائها، وقالت: لا يمكن لأمريكا أن تقوض التزامها بدعم الديموقراطية والحرية بسبب تقديم دعم عسكري ومالي غير مشروط لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي. وتضمنت العريضة المقدمة للبيت الأبيض تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التي انتقدت أوضاع الحريات في مصر كمنظمة أمنيستي، وهيومان رايتس ووتش، والمنتدى الدولي للديموقراطية وحقوق الإنسان، وغيرها وأشارت المصادر إلى أن المحور الخامس للحملة جاء موجها للجماهير حول العالم، بإطلاق منصة إلكترونية لجمع توقيعات لصالح إلغاء الزيارة، كوسيلة ضغط أخرى على البيت الأبيض, وتضمنت المنصة الموجهة للجماهير أرقام المحتجزين سياسيا في مصر منذ أحداث يوليو 2013 ، مؤكدين أن استراتيجية النظام المصري تزيد من ظاهرة الإرهاب التي يحاربها ترامب، بسبب الانتهاكات والتعذيب الذي يتعرض له الشباب في مصر بحد تعبيرهم. وحذروا المجتمع الأمريكي من تضاعف أعداد اللاجئين للولايات المتحدة إذا استمرت سياسات النظام المصري التي وصفوها بالوحشية. ورأي عدد من المحللين السياسيين أن جماعة الإخوان المسلمين ستقوم باستغلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للولايات المتحدةالأمريكية لمحاولة تشويه صورة النظام خارجيا لعدم انسياق أمريكا وراء رغبة مصر في وضع الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية. لافتين إلى أن الجماعة ستحاول الضغط إعلاميا عن طريق قنواتها ومواقع السوشيال ميديا، بتشويه صورة مصر عن طريق إظهارها بصورة سلبية مستخدمين أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة كدليل على وحشية النظام كما يدعون. ومن جانبها ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية التي اهتمت بموقف الإخوان بعد تحديد موعد زيارة السيسي لواشنطن ، أنه بعد نية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المضي قدما في تحديد جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، بدأ ضغط اللوبي الإخواني لمنع هذه الخطوة وأشارت القناة إلى أن قرب زيارة الرئيس، عبد الفتاح السيسي إلى الولاياتالمتحدة، يعني نيته عرض مشروع قانون يعرف الجماعة بأنها تنظيم إرهابي. وأوضحت القناة أن الجماعة شنت حملة إعلامية دعائية واسعة تشمل التعاقد مع شركة ضغط ومكاتب محاماة أمريكية، وتأسيس علاقات مع الصحف الأمريكية، ونشر مواد إعلامية مكثفة، لتحسين صورة الجماعة في الغرب، خاصة في الولاياتالمتحدة، لإثبات أنها ليست تنظيما إرهابيا وإنما جماعة فكرية تعمل بطرق سلمية. وأشارت مصادر أخرى إلى أن الحملة التىي ستطلقها الجماعة باللغة الإنجليزية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب العربية، ستكون ضد كلا الرئيسين، المصري والأمريكي. وكان الدكتور عمرو درّاج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة محمد مرسي، أكد أن وصول دونالد ترمب إلى موقع الرئاسة في البيت الأبيض أدى إلى تعرض الإسلاميين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام لتهديدات مباشرة وسريعة وأوضح في دراسة حديثة له بعنوان سياسات ترامب ضد الإخوان أم ضد الإسلام؟، و نشرها المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه من تلك التهديدات مشروعات قرارات قدمت للكونجرس تطلب من الإدارة الأمريكية تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية أجنبية، مضيفا ، لا تحتاج الإدارة في الواقع لمثل هذه الطلبات، بل بدأت في التجهيز لاستصدار هذا التصنيف بشكل سريع. ولفت إلى أن الأهداف السياسية الظاهرة خلف هذه التوجهات تسعى بالأساس لتحجيم نفوذ وأثر المنظمات الإسلامية الأمريكية الصاعدة، وتحجيم العمل الإسلامي حول العالم، فضلا عن الاستجابة للضغوط الواقعة من بعض حلفاء الولاياتالمتحدة ممن يحملون عداوات سياسية مع الإخوان المسلمين بشكل خاص والإسلاميين بشكل عام.