تتوالى ردود الأفعال الدولية والعربية بعد مفاجأة فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، بمنصب الرئاسة، أمس الأربعاء، أبرزها الموقف المصري؛ حيث اتضحت خلال الأيام القليلة الماضية أن العلاقات الأمريكية المصرية قد تأخذ منحنى مغايرا للتي كانت تسير عليه خلال عهد باراك أوباما. القاهرة.. المحطة العربية الأولى لترامب بعد ساعات من إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية وفوز ترامب بمنصب الرئاسة، أفاد مستشار الرئيس الأمريكي الجديد، وليد فارس، أن القاهرة ستكون المحطة الأولى في زيارات ترامب إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضيفا أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تنسى مصر وستدعمها في كل المجالات، خاصة أن مصر عانت كثيرا بسبب حكم الإخوان والغطاء الذي وفرته لهم إدارة الرئيس باراك أوباما، مؤكدا أن واشنطن ستكون صديقًا مقربًا لمصر، وأن ترامب أبدى اهتمامًا خاصًا بها ويدرك أهميتها كرمانة الميزان في المنطقة، وحريص على دعم التعاون المشترك بين القاهرةوواشنطن، وستكون القاهرة الوجهة الأولى لترامب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأكد مستشار الرئيس الأمريكي الجديد، أن ترامب سيزور مصر دون تحديد موعد الزيارة، كما ستوجه دعوة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة البيت الأبيض، وتابع: أن لقاء السيسي مع ترامب في نيويورك يحمل رسالة قوية للعالم في توقيت دقيق، ويعد بمثابة دفعة قوية للعلاقات مع مصر، وترامب سيسعى لتقوية العلاقات مع مصر والتنسيق معها في مواجهة الإرهاب؛ ودعمها ماديًا وعسكريًا، وكشف أن ترامب يؤيد إصلاح الخطاب الديني، ودور مصر مهم في مواجهة الأفكار المتطرفة، موضحا أن ترامب أيضا سيسعى لتقوية العلاقات المصرية الأمريكية من خلال عدة شراكات على الصعيد الاقتصادي، وتنفيذ خطط لإنعاش الاقتصاد المصري واستقدام مستثمرين أمريكيين. السيسي يستبق الزعماء العرب في التهنئة تأتي تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي الجديد لتؤكد وجود علاقات ودية بين القيادة الأمريكية الجديدة ونظيرتها المصرية، خاصة أن الرئيس السيسي استبق زعماء العالم العربي في تهنئة نظيره الأمريكي بالمنصب الجديد، حيث قالت رئاسة الجمهورية، إن السيسي هو أول زعيم دولي يجري اتصالًا هاتفيًا بالرئيس المنتخب دونالد ترامب لتهنئته، متمنيًا له كل التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته المقبلة في رعاية مصالح الشعب الأمريكي الصديق الذي منحه الثقة في القيادة، ومتطلعًا إلى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية على جميع المستويات، وأضافت الرئاسة في بيانها أن ترامب أعرب عن خالص تقديره لاتصال السيسي. اجتماع نيويورك.. محطة إعجاب بين الطرفين استباق الرئيس السيسي الزعماء العرب في تهنئته للرئيس الأمريكي الجديد، لم يكن أمرًا غريبًا أو مفاجئًا للمتابعين للعلاقات المصرية الأمريكية، فبلاشك كانت الانتخابات الأمريكية مصدر قلق كبير بالنسبة للقيادة المصرية التي ملت سياسات أوباما السلبية والمتهورة في المنطقة، فلم تكن تريد نموذجا مُصغرا له بفوز المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، ناهيك عن القضايا الخلافية بين كلينتون والسيسي، الأمر الذي دفعها مرارًا إلى إظهار دعمها لضخ دماء جديدة في البيت الأبيض، تتمثل في تولي الرئيس الجمهوري ترامب، وهو ما اتضح جليًا في اجتماع الرئيس السيسي مع المرشح الرئاسي الجمهوري في نيويورك في سبتمبر الماضي. خلال اجتماع نيويورك، أظهر الطرفان الأمريكي والمصري روحًا ودية، حيث قال السيسي حينها، إن ترامب من الممكن أن يصبح قائدًا قويًا، فيما أشاد ترامب بالسيسي، وقال إنه "رجل رائع، كانت توجد كيمياء جيدة، انت تعرف حين تكون لك كيمياء جيدة مع الناس، كان يوجد شعور جيد بيننا"، وتعهد ترامب حينها بدعوة السيسي إلى زيارة البيت الأبيض إذا انتخب رئيسًا لأمريكا، وقال إنه يود أيضًا زيارة مصر، وأضاف أن "السيسي حليفي في مواجهة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، وهدفنا القضاء على تنظيم داعش الإرهابي"، وأعرب عن تقديره للرئيس وللشعب المصري على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله؛ معبرًا عن دعمه الكامل لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب، وأن الولاياتالمتحدة ستكون تحت إدارته صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات المقبلة. ملفات التقارب.. سوريا أولًا بعيدًا عن التصريحات والاتصالات وكلمات الثناء والإشادة بين القيادة الأمريكية الجديدة والمصرية، تأتي بعض الملفات التي ستمثل المزيد من التقارب بين الطرفين، على رأسها الأزمة السورية، فعلى عكس سياسة أوباما المُعادية للرئيس السوري، بشار الأسد، والرافضة لاستمراره في السلطة والداعمة للحلول العسكرية هناك، تأتي سياسة ترامب على النقيض تمامًا، حيث أكد الرئيس الأمريكي الجديد مرارًا أنه لا ينوي الدخول في حرب ضد الأسد، ولن يتدخل فى سوريا، لكنه توعد بمطاردة داعش جديًا، كما يتوقع المراقبون أن يرفع "ترامب" الغطاء والدعم عن المعارضة المسلحة التي اعتبرها أوباما "معتدلة"، فيما يتهمها ترامب بالإرهاب ويضعها في نفس بوتقة داعش، ويرى ترامب أن سياسة أوباما في سوريا وحليفته كلينتون ستؤديان إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، وأعرب خلال حملته الانتخابية عن اعتقاده بأن على الولاياتالمتحدة التركيز على هزيمة تنظيم داعش بدلًا من محاولة إقناع الأسد بالتنحي عن منصبه. كما أن التصريحات الودية والإعجاب المتبادل الذي يوحي بوجود علاقات جيدة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، قد يدفع إلى المزيد من التقارب بين مصر وأمريكا، خاصة بعد التقارب المصري الروسي الأخير في الشأن السوري خصوصًا، حيث يرى مراقبون أن القاهرة لن تحمل بعد الآن ضغوط أمريكا التي تحاول إبعادها عن المحور الروسي وتخريب العلاقات بينهما، فقد تكون العلاقات بين الثلاثي المصري والروسي والأمريكي، علاقات شراكة أكثر منها حرب نفوذ. فوز ترامب هزيمة للإخوان لاشك أن وصول "ترامب" إلى البيت الأبيض يُعد كارثة على جماعة الإخوان، خاصة بعد تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي، وليد فارس، التي توحي بأن الجماعة تنتظر مصيرا أسود في عهد الرئيس الأمريكي الجديد؛ حيث قال إن ترامب تعهد عقب فوزه بأنه سيمرر مشروع اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية، وأضاف فارس، أمس الأربعاء، أن المشروع ظل معلقًا داخل الكونجرس لعدة أعوام بسبب عدم تصديق البيت الأبيض عليه؛ لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان يدعمهم، وأوضح أن ترامب يرى أن الإخوان من أخطر الجماعات التي تغذي الفكر المتطرف، لذا يريد توجيه ضربة عسكرية للتنظيم وليس احتواءه سياسيًا، مثلما فعل أوباما وهيلاري كلينتون.