على عكس إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما التي دعمت جماعة الإخوان المسلمين بكل ما أوتيت من قوة والذى تمثل فى الدعم الواضح والعلنى من قبل وزير الخارجية جون كيرى , يبدو أن الأمر سيختلف تماما مع الرئيس الجديد دونالد ترامب وهو ما وضح فى اختياره ل "ريكس تيلرسون" وزيرا للخارجية , الذى يعد ألد أعداء الإخوان فى أمريكا ويكن لهم عداءا منقطع النظير وهو ما ظهر فى جلسة الاستماع الذى عقدها له الكونجرس الأمريكى , والتى أشار خلالها إلى أنه يجب التصدي للإسلام المتشدد المتمثل في داعش وجماعة الإخوان المسلمين والقاعدة وغيرها, داعيا إلى إعطاء الأولوية القصوى للتشدد الإسلامي. وأضاف أننا في حاجه لكي نكون أمناء مع أنفسنا تجاه الإرهاب الإسلامي لأن مواطنين أعربوا عن قلق متزايد تجاه الإرهاب المتشدد، والأعمال الإجرامية التي ترتكب باسم الإسلام ضد الأمريكيين وحلفائنا. وقال إن هزيمة تنظيم داعش يعد مفتاح إجهاض ما يسمى بالإسلام المتشدد الذي يشكل خطرا داهما على استقرار بلادنا ورفاهية مواطنينا. وأشار تيلرسون إلى أن القضاء على داعش سيتيح لنا فرصة لزيادة انتباهنا لما يسمى وكلاء الإسلام المتشدد كالقاعدة والإخوان المسلمين وعملاء إيران، وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية سوف تقوم بدورها في دعم المسلمين في جميع أنحاء العالم الذين يرفضون الإسلام المتشدد بكافة أشكاله. و يبدو أن ترامب مقتنع جدا بأفكار تيلرسون حيث أثنى على المرشح البالغ من العمر 64 عاما، في بيان قائلا إنه "واحد من أبرع مبرمي الصفقات في العالم، وأنه سيساعد في تغيير مسار سنوات من السياسة الخارجية الخاطئة والأفعال التي أضعفت أمريكا". ويأتي هذا الإعلان بالرغم من المخاوف المتعلقة بعلاقة تيلرسون الوثيقة بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من قبل كل من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء ، حيث أن من أكثر الأمور التي أثارت الجدل حول تيلرسون هو علاقته بروسيا و على الرغم من أنه سبق لترامب خلال حملته الانتخابية وعقب فوزه في الانتخابات، أن قال إنه لا يستبعد الاعتراف بدخول القرم إلى قوام روسيا، في إطار مساعيه لتطبيع العلاقات مع موسكو. لكن تيلرسون خلال أول إفادة له في مجلس الشيوخ الأمريكي، في 12 يناير الجارى قدم مواقف أكثر صرامة تجاه موسكو، مما جاء في تصريحات ترامب السابقة، مؤكدا التزام واشنطن بتعهداتها أمام حلفائها الأوروبيين في المجال العسكري، وكذلك لم يستبعد الشروع في توريد الأسلحة الفتاكة لأوكرانيا. وسأل أحد السيناتورات الذين شاركوا في اجتماع لجنة الشئون الدولية بمجلس الشيوخ حول موقفه من وضع القرم، وعما إذا كان على واشنطن أن تتمسك برفضها الاعتراف بتبعية شبه الجزيرة هذه لروسيا، مثلما فعلت تجاه وضع جمهوريات البلطيق عندما كانت في قوام الاتحاد السوفيتي. وأجاب تيلرسون قائلا: "الطريق الوحيد الذي قد يمكننا من القيام بهذه الخطوة، هو عقد اتفاقية أوسع نطاقا تحترم مصالح الشعب الأوكراني. وبدون مثل هذه الاتفاقية، لا يجوز أن نعترف بانضمام القرم لروسيا أبدا". ولم يوضح تيلرسون ما إذا كان يتحدث عن عقد اتفاقية خاصة بالقرم، أو عن اتفاقية جديدة لتسوية النزاع المسلح في جنوب شرق أوكرانيا. جدير بالذكر أن هناك علاقات تجارية تجمع بين تيلرسون وروسيا من خلال شركة النفط التي يترأسها ،حيث تعتبر "إيكسون موبيل" من أكبر شركات النفط الخاصة بالعالم ويقع مقرها في ولاية تكساس وتشارك الشركة في عدة مشاريع في روسيا، من بينها مشروع "سخالين ،حيث تعمل في استثمار تطوير عدة حقول للنفط والغاز في الجرف القاري لجزيرة سخالين. وأشرف تيلرسون على مشاريع ايكسون في روسيا ومنطقة بحر قزوين، وكذلك على نشاط كونسورتيوم سخالين منذ 14 عاما, وكان تيلرسون قد زار روسيا عدة مرات والتقى مع الرئيس فلاديمير بوتين، فعلى سبيل المثال، شارك تيلرسون عام 2003 في لقاء عقده بوتين مع رؤساء الشركات الطاقة الروسية والأجنبية. وفي خريف عام 2005 التقى بوتين في واشنطن، خلال زيارة عمل للرئيس الروسي. وفي يونيو 2012، حضر بوتين حفل افتتاح لشحن مشتقات النفط في توابسي على البحر الأسود، حيث شارك تيلرسون في الحفل ووقع مع رئيس شركة " روس نفط" ايجور سيتشين على اتفاق للاستثمار المشترك للنفط في سيبيريا, وشارك تيلرسون عدة مرات في فعاليات منتدى بترسبورج الاقتصادي الدولي، كان آخرها العام الحالي. ويحمل ريكس تيلرسون وسام الصداقة الروسي. وقام الرئيس بوتين شخصيا بتقليده هذا الوسام في صيف عام 2013. وككل اختيارات ترامب تجمعه المصالح مع تيلرسون حيث أعلنت كالين كونواي مستشارة الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب أن علاقة تيلرسون مع ترامب مبنية على المصالح التجارية, وذكرت أنه "ليس شخصية حميمة.. لم يتبادلا الأنخاب ولم يشربا الفودكا في البارات معا". وفي بيان صدر عن فريق ترامب الانتقالي، وصف الرئيس المنتخب مرشحه لشغل منصب وزير الخارجية – قبل أن يتولى المنصب رسميا- بأنه "تجسيد للحلم الأمريكي" واستكمل ترامب قائلا: "عن طريق العمل الدؤوب والإخلاص وعقد الصفقات الذكية، ارتقى ريكس في السلم الوظيفي وصولا إلى منصب الرئيس التنفيذي ل"إكسون موبيل"، وهي من أكبر الشركات ذات السمعة الحسنة عبر العالم". واعتبر ترامب أن مميزات تيلرسون المتمثلة في المثابرة والخبرات الواسعة وتفهمه العميق للشئون الجيوسياسية، تجعله مرشحا ممتازا لشغل منصب وزير الخارجية. وأعرب عن ثقته بأن وزير الخارجية الجديد سيعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي وسيركز على مصالح الأمن القومي المحورية للولايات المتحدة. وأضاف ترامب أن تيلرسون يجيد إدارة مشاريع عالمية، وله علاقات ممتازة مع مختلف الزعماء عبر العالم. واستطرد قائلا: "أعتقد أنه لا يوجد هناك مرشح آخر لديه كفاءة أو إخلاص أكبر لشغل منصب وزير الخارجية في هذا الوقت الحرج لتاريخنا". وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن هذا التعيين في إدارة ترامب المستقبلية يعتبر تأكيدا جديدا على بناء علاقة حميمة بقدر أكبر مع موسكو. ونقلت قناة "سي ان ان" عن مصادر أمريكية قولها إن وزيري الخارجية السابقين جيمس بيكر وكوندوليزا رايس، وكذلك وزير الدفاع السابق بوب جيتس أوصوا ترامب باختبار تيلرسون لهذا المنصب. جدير بالذكر أن تيلرسون ولد عام 1952 في ويتشيتا فولز بولاية تكساس، حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1975، من جامعة تكساس ويُدير تيلرسون شركة إكسون موبيل منذ عام 2006. وتيلرسون سياسي، ورجل أعمال أمريكي، يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة إكسون موبيل النفطية، والتي تعتبر خامس أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية.