ضابط موساد: سعي "أوباما" لفرض الإخوان على المصريين أخرج القاهرة من العباءة الأمريكية الفريدو : أخطأنا حينما سمحنا للمصريين بالتواجد في سيناء بأحدث الأسلحة *نخب عسكرية: السادات "ضحك علينا" وبيجين خان الحلم الإسرائيلي بتسليم سيناء للمصريين. "لا تنسوا أن مصر هي العدو الأول، ويجب أن لا نغفل عن ما يحدث في القاهرة من تطور"، هكذا وبعد عامين من محاضرة "دافيد وينبرج" في "أوسلو" تغير الوضع، فقد رأت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمراكز البحثية الأمنية الإسرائيلية ضرورة دراسة التسليح المصري الجديد، مبينة أن حاملات الطائرات والفرقاطات والغواصات والمقاتلات الحديثة كالرافال والميج 35، ليست بالتأكيد لقتال الجماعات الإرهابية في سواء كانت ولاية سيناء أو بيت المقدس، وأنه على إسرائيل، أن تخشي من التوسع المصري. "إنهم يحيكون لنا مؤامرة وعلينا أن نحترس"، تحت هذا الشعار، انطلقت ورش "الفريدو للتنبؤ بالحرب القادمة" في "تل أبيب" بعد الإعلان عن شراء مصر لحاملات الطائرات الفرنسية "ميسترال"، وقد انعقدت حتى الآن أربعة ورش تخطى بعضها حاجز ال120 دقيقة، وجاءت تلك الورش لتظهر حجم الارتباك الإسرائيلي، مما يدور في "القاهرة"، والتخوف من احتمالية الانقضاض المصري عليها من الجنوب. وقد حملت اللقاءات البحثية لورش الفريدو للحرب والتي انفرد موقع "نيوز 1" الإسرائيلي، بنشره تحت عنوان "الجيش المصري في سيناء ومخاوف ذلك على الأمن القومي الإسرائيلي"، مما يؤكد سيطرة نظرية المؤامرة على فكر المشاركين فيها، رغم أنهم قيادات أمنية سابقة. "دول فراعنة بيحلموا بدولتهم ترجع تاني"، كانت أبرز عبارة جاءت في تلك الورش، على لسان ضابط الاستخبارات السابق بالموساد "يارون زخاي"، مما يظهر مدي الأزمة النفسية التاريخية التي يشعر بها جيل من الضباط الذين شاركوا في حرب أكتوبر. كما ذهب المشاركين في الورش، إلى أن نوايا مصر في سيناء خبيثة، وأنها تنوي الاستعداد للانقضاض على إسرائيل، فور سنوح الفرصة، وأن التسليح المصري في سيناء غير مبرر ويحتاج إلى مراجعة من الأجهزة الأمنية والعسكرية في "تل ابيب" قبل وقوع الكارثة، مشيرين إلى أهمية أن تنتبه الحكومة الإسرائيلية لما تقوم به مصر في سيناء. "يارون زخاي" خلال مشاركتة لم يكتفي باستعادة أمجاد الفراعنة، ولكنه تمادي حينما قال نصا: "بعد الإسكندر المقدوني سيطرت على مصر طيلة 2300 سنة ممالك البطالمة والرومان والبيزنطيين والعرب والمماليك والأتراك والبريطانيين، وبعد الحرب العالمية الأولي حظيت مصر بحكما ذاتيا محدودا، ولكن في الواقع كانت دولة تحت رعاية بريطانيا والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن هذا العصر قد انتهى، وأن مصر لم تعد تابعة للولايات المتحدةالأمريكية بسبب الخطأ التاريخي الذى ارتكبه "باراك أوباما" حينما حاول فرض الإخوان على المصريين، رغم معارضة الجيش ومؤسسات الدولة المعتدلة من الناحية الإسلامية. وأشار ضابط الموساد السابق، إلى أن مصر أصبحت مستقلة اليوم، بفضل دعم السعودية، وأنه من أهم مؤشرات هذا الاستقلال والتحرر من النفوذ الأمريكي شراء أحدث الاسلحة من فرنسا وروسيا، مشددا على أن تلك التغيرات كان لها أثرها الدراماتيكي علي وضع إسرائيل الاستراتيجي وهو ما يتطلب استيقاظ قياداتنا لتك التغيرات. أما اللواء المتقاعد "بيسح ملوباني" والمختص في تسليح الجيوش العربية، فكان له رأي مخالف أظهرة خلال مشاركتة في منتدى الفريدو للحرب، حيث أكد على أنه غير الصحيح أن مصر تحصن سيناء من أجل الهجوم على إسرائيل، مضيفاً إنه ومنذ حرب أكتوبر 1973 والسلطات المصرية تسمم الرأي العام في الشارع المصري ضد إسرائيل، وان الوضع اليوم تغير، والمصريين أصبحوا منشغلين بأنفسهم والدليل علي ذلك خروجهم ضد مبارك ومرسي. وقال اللواء المتقاعد نصا: "في حرب أكتوبر حارب المصريين إسرائيل من أجل إعادة أرضهم، واليوم ليس هناك ما ينبغي إعادته، حتى إنه لا يوجد شخص مصري مستعد أن يفقد حياته في سبيل حرب بلا هدف ضد إسرائيل"، مبينا أن الجيش المصري يحصن سيناء كنوع من التأمين من "البلطجة الإسرائيلية" فحتى الآن المصريين مستمرون في توبيخ إسرائيل، لأنهم عادو إلى العالم العربي ومن ثم فهناك حاجة لإظهار أن هناك عدو صهيوني". "المصريون يفتخرون أن جيشهم رقم 13 علي العالم والثالث في الشرق الأوسط بعد تركيا وإسرائيل لكنه قبل إيران"، هكذا تحدث المختص في تسليح الجيوش العربية، مشيرا إلى أن القوات المدرعة المصرية تضاعفت مرتين منذ حرب أكتوبر، وأن غالبية الدبابات الجديدة في مصر أمريكية الصنع من طراز "إبرامز"، وإن مصر اليوم ترى في نسفها ثقل إقليميا ودولة قائدة في إفريقيا والشرق الأوسط، وتستثمر كثيرا لتقويه جيشها وبالأخص من ناحية الصواريخ والمقاتلات الحديثة التي لها قدرة على اختراق الجبهة الإسرائيلية. علي الجانب الآخر رفض رجل الاستخبارات السابق "إيلي ديكل" تصريحات "ملوباني" حديثي "يارون زخاي" و"بيسح ملوباني"، مؤكدا أن الاستعدادات المصرية في سيناء ليست دفاعية وإنما هجومية، وإن اتفاق السلام سمح لهم بوجود فرقة عسكرية واحدة ولكنهم بنوا هناك نظاما للجيش، مبينا أن اتفاق السلام بالنسبة للمصريين مؤقت طالما أن إسرائيل قوية، لكنهم من المؤكد يحتفظون بخيار الهجوم على إسرائيل في حالة شعروا أنهم أقوي منها، فمن حيث العقيدة الوطنية والدينية وجود إسرائيل بمثابة عدو لهم. "الإرهاب في سيناء خدعة مصرية"، كانت هذه العبارة عنوانا لمحاضرة أخري قدمتها "ورشة الفريدو للحرب"، تحدثت من خلالها عن وجود الجيش المصري في سيناء، وأكد فيها العقيد متقاعد والمستشرق "شمعون مندس" والذى خدم في سلاح الاستخبارات العسكرية "أمان" أبان حرب أكتوبر، على أن مصر تستغل وجود الإرهاب في سيناء لخرق معاهدة السلام وتسليح الجيش، موضحا عدم وجود أي مشكلة أمام الرئيس "السيسي" للقضاء على الإرهاب في سيناء أو محاربة "داعش" ولكنه ليس معنيا بالقضاء عليه، وأنه يستغل وجوده لخداع إسرائيل من أجل سماح له بخرق بنود اتفاقية السلام وتزويد عتاد الجيش المصري في سيناء وبناء منشآت عسكرية نظامية ضد الجيش الإسرائيلي ليس ضد التنظيمات الإرهابية الصغيرة. ويضيف المستشرق "شمعون مندس": "خدعة مصر لإسرائيل في سيناء اليوم أكبر من خدعة حرب أكتوبر التي قادها الرئيس السادات"، مبينا أن المصريين قاموا باستثمارات ضخمة لربط قناة السويسبسيناء، وأن مصر لها اليوم 13 جسرا عسكريا في حالة تأهب قصوي، وأن هذا الجسر قادر في وقت قصير على نقل الدبابات والعربات المدرعة والمعدات العسكرية الثقيلة من كل نوع إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، مؤكدا في الوقت نفسه عدم وجود تفسير منطقي حول حاجة المصريين في العديد من الجسور العسكرية الجديدة على طول القناة بعد 36 عاما من اتفاقية السلام، فاليوم المصريين لديهم ضعف الجسور العسكرية بالمقارنة مع الجسور التي كانت موجودة أثناء حرب أكتوبر". وقال "ديكل" إنه وفقا لاتفاق السلام يسمح لمصر وجود 33 كتيبة فقط، أما اليوم فهناك 120 كتيبة مصرية، فمنذ اتفاقية السلام بنى المصريين بنية تحتية واستراتيجية ولوجستية عظيمة تسمح لهم بتخزين كميات كبيرة من الوقود والذخيرة، وأن المنظومة اللوجستية تضاعفت بين عامي 2007- 2010، ولم يتوقف نمو الجيش المصري حتى عهد السيسي، مشيرا إلى أن الرئيس أنور السادات جهز جيشه لحرب أكتوبر على مدي عامين، وأنه طيلة العامين كان يخدر الإسرائيليين، عبر إجراء تدريبات متواصلة علي طول قناه السويس، وأن "السيسي" ينتهج نفس استراتيجية الخداع في سيناء. "رامي أوشا" مقدم برامج بإذاعة "صوت إسرائيل" كان له دور في المناقشات، حيث قال نصا: "لدى المصريين ذكريات طويلة ووجهة نظر واسعة، منذ عهد الفراعنة، وأن وجهة النظر تقول إن إسرائيل دولة قوية، نجحت في اجتياح سيناء ثلاث مرات في وقت قياسي، في حرب الاستقلال "نكبة فلسطين" وفي حرب سيناء "العدوان الثلاثي" وفي حرب الأيام الستة "نكسة يونيو"، مبينا أنه بناء على ذلك فمن المتوقع أن تري مصر في إسرائيل تهديدا، حتى إذا ما كانت العلاقات بين الدولتين جيدة، وأنه بالنسبة للمصريين لا يدور الحديث عن سلام، بل عن هدنة، لذلك ليس هناك مبرر أن يتركوا سيناء خاليه من المواقع العسكرية، كما تنص معاهدة السلام، مطالبا الشعب الإسرائيلي للاستعداد بشكل لاي هجمة مصرية محتملة. "بيجن خان الحلم الإسرائيلي وسلم سيناء لهم بدون مقابل"، هكذا صرخ اللواء متقاعد المهندس "عامي زجاجي" والذى كان يعمل سابقا فى تطوير الأسلحة، مبينا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق مناحم بيجين قام بخيانة استراتيجية دولة إسرائيل، حينما سلم سيناء بأكملها للمصريين، وأن التسليح المصري اليوم، أضحى يفوق التسليح الإسرائيلي في عدد كبير من القطاعات.