تقود الدكتورة هنا أبو الغار القيادية بالحزب المصرى الديمقراطي سلسلة من الاستقالات الجماعية داخل أروقة الحزب الذى يبدو أنه دخل فى مرحلة جديدة من الانشقاقات الداخلية بعد رحيل الدكتور محمد أبو الغار عن رئاسة الحزب وهو المنصب الذى شغله لمدة خمس سنوات قبل أن يفوز الدكتور فريد زهران بالمنصب فى الانتخابات الأخيرة. المستقيلون أرجعوا أسباب استقالتهم إلى المهندس باسم كامل، نائب رئيس الحزب، الذى يصر على إسقاط الحزب وانهياره، من خلال تصرفاته غير المسئولة والتي استفزت الكثير من أعضاء وقيادات الحزب ودفعتهم للتقدم بالاستقالة، على رأسهم الدكتورة ولاء عز لدين، أمين الإعلام، والدكتور تامر النحاس، أمين التنظيم للحزب ،والدكتورة هنا أبو الغار، نجلة رئيس الحزب السابق، وعضو الهيئة العليا وعضو المكتب السياسي، وخالد راشد، الأمين العام المنتخب، والكثير من أعضاء وقيادات أمانات المحافظات. وقالت الدكتورة ولاء عز الدين، أمين الإعلام السابق بالحزب، أنه رغم أنها لم تكن تدعم قائمة الدكتور فريد زهران والمهندس باسم كامل لكنها لم تفكر في الاستقالة بعد فوزهما، والدليل أنها واظبت وزملاؤها المتقدمين باستقالتهم على حضور الاجتماعات الدورية واجتماعات المكتب التنفيذي للحزب.. مشيرة إلى أنه لا مشكلة لديها في أن يكون هناك اختلاف في الآراء والتوجهات ولكن ما يصدر من المهندس باسم كامل منذ توليه منصبه من تصرفات غير مسئولة بالمرة، أهمها تسريب تفاصيل اجتماعاتهم الداخلية وقراراتها قبل صياغتها بمحضر الجلسة لزملائه وهو ما لم ينكره "كامل" وهي مؤشرات على أنه يريد الوصول بالحزب إلى حافة الهاوية. وأضافت "عز الدين" أن اللائحة التي تقدمت بها مع زملائها الخاصة بالاستقالة صريحة وواضحة، حيث أن استقالتهم كانت مسببة، وللدكتور فريد زهران رئيس الحزب إذا أراد البت في الأمر بشكل جدي أن يجري تحقيقاً موسعاً خلال 15 يوم ثم يرفع تقريراً للهيئة العليا للحزب للموافقة على الاستقالة أو رفضها هذا إذا كان مهتماً بالحزب. وعلقت "عز الدين" على ما يتردد بشأن قيام "زهران" و"كامل" بتهميش دورها ودور القيادات الأخرى قائلة إنه لا يمكن تهميش دورهم، لأن القيادات المستقيلة هم المتحكمون الأساسين في الحزب،موضحة أن "زهران" و"كامل" استحوذا على 10% فقط من المناصب بعد فوز قائمتهما بفارق 4 أصوات فقط عن القائمة الأخرى، ولكننا فضلنا الاستقالة لأن أخلاقنا لا تسمح بالموافقة على تصرفات نائب رئيس الحزب التي لم ينكرها واعترف بها والتي تعتبر بمثابة انتحار سياسي له في بداية توليه منصبه. وأكدت "عز الدين" أنها لن تتراجع عن استقالتها، لأنها لا تُؤمن على نفسها ومستقبلها السياسي داخل الحزب حالياً، مضيفة أن الحزب لن ينهار بسبب تلك الاستقالات الجماعية، حيث أنه سيتم تكليف عدد من الأشخاص بتولي الهيئة العليا، حتى عقد مؤتمر عام آخر بعد شهرين وانتخاب أعضاء جدد. ومن جانبه رفض تامر النحاس، الأمين العام السابق للحزب التعليق على أسباب استقالته مرجعاً ذلك إلى أنه إذا علق فإنه سيسيء إلى الحزب بشكل كبير ومن الممكن أن يفقد الناس ثقتهم في الحزب مما قد يؤدي إلى انهياره. وأضاف أن الظروف السياسية المحيطة بالأعضاء والقيادات داخل الحزب منذ تولي "زهران" رئاسة الحزب و"كامل" نائباً له لا تسمح له – أى النحاس - بالاستمرار في ظل ذلك التعامل غير الأخلاقي، حيث أصبح المناخ العام للحزب يتسم بكثرة الكلام فقط وليس الفعل، مشيراً أن الحزب بالنسبة له وسيلة وليس غاية. وتابع: كنت أود أن أحقق مفاهيم ومبادئ أؤمن بها منذ ثورة يناير ولكن الجو العام الحالي للحزب لا يبشر بالوصول للنتائج المرجوة. وأضاف "النحاس" أن ما يحدث داخل الحزب قد يكون طبيعياً في فترة التحول الديمقراطي الحالية، واستقالتهم ليست دليل على انهيار الحزب.