يمر الحزب المصري الديمقراطي بسلسلة من الأزمات الداخلية والتي تأتي بالتزامن مع استعداد الحزب للانتخابات البرلمانية، حيث يوجد به فريقان: الأول معترض على سياسات الحزب والقرارات التي تخرج من الهيئة العليا متجاهلة رأي عدد كبير من المكتب السياسي والذين كانوا يطالبون بإعلان رفض الحزب العديد من القرارات التي اتخذتها الدولة خلال الفترة الماضية، بداية من القوانين المنظمة للعملية الانتخابات والتي تسببت في مطالبة البعض داخل الحزب بمقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة، بجانب تقديم الدكتور محمد أبو الغار استقالته من منصب رئيس الحزب ثم التراجع عنها بعد اشتراطه إجراء الانتخابات الداخلية للحزب مطلع أكتوبر الماضي؛ لكي يتراجع عن الاستقالة، وكان هذا أيضًا سببًا في وجود خلاف داخل الحزب، خاصة أنه سبق فتح باب الدعاية الانتخابية بأيام قليلة؛ مما شغل مرشحي الحزب عن الاستعداد للانتخابات البرلمانية. ويأتي إجراء الانتخابات الداخلية على جميع المناصب القيادية داخل الحزب واستثناء منصب رئيس الحزب إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية سببًا آخر ليزيد "الطين بلة " ويشعل الصراع داخل الحزب، حيث طالب الفريق الأول إما بتأجيل الانتخابات الداخلية بأكملها أو إجرائها بأكملها لا أن يتم استثناء منصب رئيس الحزب والذي يعد سابقه في تاريخ الانتخابات الحزبية. ويترأس الفريق المعترض داخل الحزب أحمد فوزي أمين عام الحزب وتامر النحاس ومحمد عرفات ومها عبد الناصر أعضاء الهيئة العليا، ويأتي في المقابل الدكتور زياد بهاء الدين النائب الأول لرئيس الحزب، بجانب فريد زهران النائب الثاني لرئيس الحزب. ومن جانبه قال أحمد فوزي أمين عام الحزب إن الحزب يشهد انقسامًا داخليًّا بسبب سياسيات الحزب وإن الانتخابات الداخلية التي أجريت منذ عدت أيام بنقابة الصحفيين تمت بفضل حكمة بعض القيادات المعترضة داخل الحزب والتي اختارت عدم تصعيد الأزمة داخل الحزب. وأضاف فوزي أن هناك العديد من علامات الاستفهام حول قرارات الحزب الفترة الماضية، ولعل أبرزها عدم المنافسة على منصب رئيس الحزب، مشيرًا إلى أن الدكتور محمد أبو الغار هو الوحيد الذي يفسر هذا الإجراء الذي يعد سابقة في تاريخ الانتخابات الحزبية، حيث إنه اشترط الرحيل من الحزب إذا لم تتم الانتخابات الداخلية قبل الانتخابات البرلمانية وإذا لم ينفذ لن يتراجع عن الاستقالة، وهذا لا يليق بحزب كالمصري الديمقراطي الذي خرج من رحم الثورة، يؤمن بها ويسعى لتحقيق أهدافها. وتقول الدكتورة ولاء عز الدين أمين الإعلام بالحزب إنه من الوارد أن تكون هناك خلافات بين قيادات الحزب؛ بسبب تمسك كل منهم بوجهة نظره، ولكن في النهاية يتم التصويت والعمل علي رأي الأغلبية، مشيرًا إلى أن الحزب أجرى الانتخابات الداخلية في هذه المرحلة الصعبة؛ بسبب انتهاء مدة ولاية جميع القيادات التي تتولى مناصب تنفيذية، وإذا تم إجراء الانتخابات البرلمانية وهم قد انتهت ولايتهم فبهذا سيكون وجودهم ليس لها شرعية قانونية. وتابعت عز الدين أن القيادات التي كانت تعترض خاضت الانتخابات وحصلت على بعض المناصب التنفيذية داخل الحزب. أما ما خص تأجيل الانتخاب على منصب رئيس الحزب فإن بعض أعضاء الحزب يعتبرون الدكتور أبو الغار الأب الروحي للحزب وخروجه قبل الانتخابات البرلمانية كان سيتسبب في تفجير أزمة، حيث إن وجود العديد من الأعضاء والمرشحين باسم الحزب مرتبط بوجوده داخله.