لا يوجد«يمين» و«يسار» داخل الحزب.. و80% من المجموعة الجديدة فازت فى الانتخابات الداخلية انتخاب رئيس الحزب بعد الانتخابات البرلمانية.. وهناك دعوات لأترأس مجلس الأمناء ما حدث فى الحزب لن يؤثر على استعداده للانتخابات.. والنظام الانتخابى سيحد من فرصنا فى النجاح أزمة «المصري الديمقراطي» انتهت.. والبرلمان المقبل لن يمثل المصريين لكن وجوده أفضل من عدمه تعديل الدستور يعنى إن مصر "باظت".. والمطالبون بالتعديل يموتون فى الديكتاتورية أهلاً وسهلاً بأعضاء «الوطنى» فى حزبنا ولكن شرط حسن السمعة والنزاهة
هو أحد أهم الأحزاب التى تأسست عقب ثورة 25 يناير، وعلى الرغم من حداثة عهده بالعمل السياسي وقتها، فإن الحزب المصري الديمقراطى الاجتماعى استطاع خلال الانتخابات البرلمانية 2012، أى بعد مرور عام واحد على تأسيسه من الفوز ب16 مقعدا فى البرلمان، ليقع فى المركز الرابع بعد الإخوان المسلمين و"النور" و"الوفد"، وجميعها أحزاب وجماعات كان لها باع طويل فى الشارع المصري. ومع قدوم هلال الانتخابات البرلمانية لعام 2015، عانى "المصري الديمقراطى" كثيرًا من وجود خلافات داخلية فى طريقة إدارته، مثلما عانى كثير من الأحزاب مؤخرًا كالوفد والدستور والحركة الوطنية وغيرها، إلا أن الأمور هدأت قليلا أو هكذا يتصور البعض حتى الآن- بعد إجراء الانتخابات الداخلية للحزب يوم الجمعة الماضية. وبعد فترة صمت طويلة على مدار الأشهر الماضية وامتناع للتصريح بأى شيء، عاد إلينا الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب، الذى كان قد تقدم باستقالته مؤخرًا ليتحدث ل"البرلمان"عن حقيقة ما يدور فى حزبه، وتأثير ذلك على خطواته المقبلة وتوقعاته لمستقبل الحزب السياسي ورأيه فى مطالبات تعديل الدستور.. وإليكم نص الحوار.
ما حقيقة الأزمة التى يمر بها حزبك؟ نحن حزب كبير وبه أعضاء كثيرون، والادعاء بأن هناك تيارين داخل الحزب "يمين ويسار" غير صادق وغير صحيح، فأعضاء الحزب جميعهم ديمقراطيون اجتماعيون وهذا خط سياسي له تعريف واضح فى كل العالم الآن، ولا يوجد أى خلاف أو اختلاف فى وجهات النظر أو "خناقة" داخل الحزب إطلاقًا. وهناك مجموعات جديدة انضمت للحزب خلال العام الماضي وهذه المجموعات تريد أن تدير الحزب وتستخدم الوسائل الحديثة فى إدارته ولديها رؤية مختلفة عن عدد من أعضاء الحزب القدامى، وأنا شعرت أنه ربما تنشأ أزمة فى الحزب إذا لم يتم التفاهم بين الجانبين، وقمنا بكل المحاولات الممكنة لإيجاد تفاهم، وبالفعل وصلت المجموعة الجديدة لحلول معقولة مع الجناح القديم ووافقوا عليها ثم تراجعوا بعد ذلك، مما دفعنى لتقديم استقالتى من رئاسة الحزب، وبعدها عقدت الهيئة العليا للحزب اجتماعًا كبيرًا لم أحضره وقرروا بالإجماع رفض استقالتى وإجراء الانتخابات الداخلية للحزب فى المواعيد المحددة لها، وفى هذه الأثناء حاول الدكتور زياد بهاء الدين محاولة أخرى لاحتواء الخلاف، لكنها باءت بالفشل أيضًا وقبل إجراء الانتخابات الداخلية بثلاثة أيام حاول الأستاذ كامل صالح ولكنه فشل. ولكن ما حقيقة الخلاف بين المجموعتين؟ هو خلاف فى الرؤى وكيفية زيادة العضويات الحقيقية فى الحزب وزيادة تمويل الحزب من الأعضاء والمتبرعين، وفى النهاية هو خلاف فى الآراء، فبعض الأعضاء من المجموعة القديمة فى الحزب خاضوا الانتخابات وفازوا بها، فالأستاذ أحمد فوزى فاز بمنصب أمين عام الحزب، وباسم كامل فاز بمنصب أمين التثقيف، ومحمد عرفات فاز بمنصب أمين العمل الجماهيري، وفى هذه المناصب الثلاثة لم ترشح المجموعة الجديدة أى مرشحين عنها، ففاز هؤلاء بالتزكية وفاز أشرف حلمى وهو من المجموعة القديمة بالانتخاب كعضو فى المكتب التنفيذى، وفيما عدا هؤلاء الأربعة فاز كل مرشحى المجموعة الجديدة فى جميع الأمانات، وفازوا ب10 أعضاء فى المكتب السياسي و3 من أصل 4 مقاعد فى المكتب التنفيذي، وفى الهيئة العليا نجح أعضاء من الفريقين ولكن المجموعة الجديدة كان نصيبها أكثر، وإجمالا فازت الوجوه الجديدة بما يقرب من 80% من كل الأماكن التى أجرى الترشح عليها، وفى النهاية الأمور انتهت وخلال الأيام المقبلة سيكون هناك توافق بين الجميع، وسأقوم بمبادرة لعمل هذا بعد أن تهدأ الاعصاب، فلا بد من الاستفادة من خبرة المجموعة القديمة، وفى العمل السياسي معروف أنه من الممكن أن تنجح مرة ولا يحالفك الحظ مرة أخرى.
وما الحلول التى توافقتم عليها وتراجعت عنها المجموعة القديمة بعد ذلك؟ إخلاء بعض الأماكن لهم فى مناصب الحزب وهو ما حدث بالفعل فى المناصب التى فازت بالتزكية، فالوحيد الذى فاز بالانتخابات من المجموعة القديمة هو الدكتور أشرف حلمى، وفى النهاية هو خلاف على بعض الأمور فى إدارة الحزب ولكن جميع أعضاء الحزب قدامى وجدد متوافقون على قضايا الحريات وحقوق الإنسان بنفس القوة والمكانة، ولا يوجد أى اختلاف فى الأيديولوجيات ومناهضة القوانين الظالمة. ولماذا قيل إن هناك تيارا يساريا وتيارا يمينيا فى حزبك؟ هذا كلام غير صحيح ووهم، ومن قال هذا يستند إلى أن هناك بعض الزملاء القدامى فى الحزب كانوا فى السابق أعضاء فى أحزاب يسارية، ولكنهم الآن أعضاء فى الحزب المصري الديمقراطى وجميعهم اقتنعوا بالديمقراطية الاجتماعية، سواء المجموعة القديمة أو المجموعة الجديدة. لكن كيف ينتهى الخلاف على الرؤى باتفاق على إخلاء بعض المناصب؟ لأن هناك رأيين داخل الحزب أحدهما أقوى وأكبر من الآخر، وليس من الديمقراطية أن يفوز تيار منهما بكل المناصب وحده، ففى الهيئة العليا من الممكن أن يحصل كلا الطرفين على مقاعد، ولكن فى مناصب كالأمين العام وأمناء اللجان والمكتب التنفيذى يترشح شخص أمام شخص، وفى هذه الحالة سيفوز المرشح المنتمى للكتلة الأكبر، ولن يكون هناك تمثيل للكتلة الأخرى، ولذلك كان هناك طرح لإخلاء بعض المقاعد لهم، لأنهم بهذه الطريقة لن يحصلوا على مقاعد كثيرة إلا بالتفاهم. وما توقعاتك للحزب فى المرحلة المقبلة؟ الحزب سيكون أقوى والجميع سيعمل معا وسيحدث اندماج بين كل الأطراف لصالح مستقبل الحزب، وبالفعل بدأنا فى عمل هذا، فقبل انتخابات الحزب الداخلية بيوم كان هناك ولأول مرة فى الأحزاب ينتخب اتحاد الشباب قياداته على المستوى المحلى فى جميع الأمانات على مستوى الجمهورية، وكانت المنافسة عنيفة وشرسة وانتهت باحترام شديد بين الجميع وفوز مجموعات مختلفة من جميع الاتجاهات، وكانوا جزءا لا يتجزأ من المؤتمر العام للحزب يوم الجمعة الماضية.
ومن هو رئيس الحزب المقبل؟ لا أعلم ذلك بالطبع، فحتى الآن أنا الرئيس المنتخب للحزب لمدة شهرين مقبلين، كما قررت الهيئة العليا للحزب عند تقديمي استقالتى، وبعدها سيتم فتح باب الترشح على منصب رئيس الحزب. لكن ماذا عن الدكتور زياد بهاء الدين؟ بالفعل هو أحد الأسماء المطروحة، ولكن قد يفكر آخرون فى الترشح أيضًا، فلا أستطيع أن أجزم من الآن بشخص رئيس الحزب المقبل. وماذا عن دورك المستقبلي فى الحزب؟ إذا مرت الأمور بسلام، هناك أفكار لدعوتى لتولى منصب رئيس مجلس أمناء الحزب، والمساعدة فى تحديد الخط السياسي للحزب وتنشيط العضويات والتبرعات. هل ترى أن الأزمة انتهت بانتهاء الانتخابات الداخلية؟ دعينى أقل إننى عانيت كثيرًا بسبب هذه الأزمة، ومنذ فترة طويلة وكنت أريد حلا لها، ولكن دائمًا كان هناك رفض من المجموعة القديمة والآن أستطيع أن أقول إنها انتهت فعليا، وإذا كان هناك البعض يريد افتعال مشكلات وخناقات فسيكون هو أول المتضررين منها، مثلما حدث أثناء الانتخابات الداخلية للحزب الجمعة الماضية، وأثر هذا على تصويت أعضاء الحزب لهم. وما تأثير ما مر به الحزب على استعداداته للانتخابات البرلمانية؟ ليس له أى تأثير، فجميع مرشحينا كانوا يجهزون أنفسهم فى دوائرهم لم ينشغلوا بالانتخابات الداخلية للحزب كثيرًا ولجنة الانتخابات كانت تقوم بعملها على أكمل وجه. ما توقعاتك للحزب فى الانتخابات؟ لا أحد يستطيع التنبؤ بنتائج الانتخابات من الآن خاصة وأن الظروف السياسية منعت الأحزاب من النزول بأعداد كبيرة من المرشحين كى يحصلوا على مقاعد أكثر، إضافة إلى أننا لا نملك الكثير من الأموال كباقى الأحزاب، وليس لدينا زعماء قبائل أو ملاك أراضٍ كبار، فنحن حزب يمثل الشعب، بالإضافة إلى أنه كان لنا شروط صعبة فى اختيار مرشحينا، كما أن النظام الانتخابى الحالى صعب، فلو كان بالقوائم النسبية لكنا حصلنا على عدد كبير من المقاعد. هل رشحتم أعضاء من الحزب الوطنى؟ كانت لدينا شروط فى اختيار مرشحينا على رأسها الأمانة والنزاهة وحسن السمعة، فكون المرشح كان عضوًا بالحزب الوطنى المنحل ولديه هذه الشروط فأهلا وسهلا به، ولا نمانع ولكن إذا كان عضوا بالحزب الوطنى وسيئ السمعة فلا يمكن أن نرشحه على الإطلاق، ونحن أتى لنا أشخاص كثيرون من هذه النوعيات وكان نجاحهم مضمونا بالنسبة لنا ولكننا رفضناهم. هل صحيح أن الدولة زرعت أعضاء داخل الأحزاب لضربها من الداخل وخلق مشكلات بها؟ أنا أسمع هذا الحديث كثيرًا، وما أستطيع الحديث عنه هو حزبى، فما حدث لدينا خلاف عادى فى الرؤى وأمور طبيعية تحدث قبل أى انتخابات، وما أؤكده أن الدولة لا تستطيع أن تتدخل فى الحزب المصري الديمقراطى الاجتماعى. هل تأمل أن يصل حزبكم للحكومة ويشكلها مرة أخرى؟ حزبنا لم يصل إلى الحكومة ولم يشكلها مطلقًا، ولم يصل أى حزب آخر.. تم اختيار اثنين من قادة حزبنا وهما الدكتور حازم الببلاوى والدكتور زياد بهاء الدين فى حكومة إنقاذ مصر، ووقتها كانا يمثلان أنفسهما ولم يمثلا الحزب، وقاما بتجميد عضويتهما داخل الحزب حتى خرجا من الحكومة.
وما رأيك فى الانتخابات البرلمانية؟ رغم كل الملاحظات التى لدينا على قوانين الانتخابات فإننا كنا نبحث عن البرلمان منذ فترة طويلة، ونريد أن تجرى الانتخابات البرلمانية، فوجود برلمان سيئ أفضل من عدم وجود برلمان إطلاقًا، فأى برلمان مهما كان به عوار وعيوب ونظام انتخابى سيئ جدا ولكن وجوده فى النهاية مهم. وما توقعاتك لشكل البرلمان المقبل؟ سيكون برلمانا سيئا، ولن يمثل الشعب المصري، ولكنه أفضل من عدم وجود برلمان من الأساس. هل سيكون هناك معارضة فى البرلمان؟ لا أعرف، ولكن أعتقد أن البرلمان سيتوافق مع الرئيس، فقانون الانتخابات سيأتى بأشخاص يتوافقون مع الرئيس، بالإضافة إلى أن الوضع الحالى للشعب المصري هو أن الناس يريدون التوافق مع الرئيس كى تسير الأمور. ما رأيك فى مطالبات تعديل الدستور؟ أعتقد أن الدستور إذا تم الاقتراب منه ستكون" باظت" مصر كلها، فتعديل الدستور يعنى انهيار مصر، فلا يمكن أن يتم تعديل دستور قبل أن يطبق! وأنا ضد تعديل الدستور، والذين يطالبون بهذا يموتون فى الديكتاتورية والاستعباد فكيف يتم تعديل دستور تمت الموافقة عليه بنسبة 90% من الشعب المصري ولم يطبق حتى الآن؟!