"حمى الاستقالات" تغزو ال"الأحزاب السياسية" أبو الغار يعود بقرار من الهيئة العليا.. و قدري وشكر الله .. يستقيلون نتيجة الأزمات شفيق يقنع قدري بالعدول عن الاستقالة.. وانتخابات "الدستور" خلال شهر خبراء: يكشفون أسباب ارتباك المشهد الحزبي
مع بدء مارثون الترشح لانتخابات البرلمان، شهر واحد هو الذى يفصلنا عن إجراء الانتخابات التى لطالما حلمت بها الأحزاب السياسية المصرى لتكتمل خارطة الطريق بعد ثورة ال 30 من يونيو ليكون "قطار الاستقالات" يسير بسعة البرق فشهد شهر أغسطس العديد من الاستقالات من رئاسة الأحزاب "لترصد "المصريون" تفاصيل موجة تلك الاستقالات وأسبابها. أبو الغار "غير قادر على حل الأزمات" كان آخر من انضم لقطار الاستقالات هو محمد أبو الغار رئيس حزب المصرى الديمقراطي وإعلان استقالته فى بيان رسمي من الحزب وسبب تلك الاستقالة فى بيانه أنه قام بدعوة ما يقرب من 40 شخصية قيادية من الحزب إلى اجتماع تشاوري شرحت فيه كل المشاكل التى واجهت الحزب منذ تأسيسه لمحاولة إيجاد حلول لفك الشللية الحزبية التى أدت إلى الاستقطاب و كثير من المشاكل. وأضاف، أنه من بين الشخصيات زياد بهاء الدين كامل صالح والدكتور حسين جوهر وبذلت مجهودًا كبيرًا لمحاولة حل المشاكل و توصلوا إلى مقترحات محددة و لكن للأسف كانت هناك صعوبة فى تطبيقها و قد رأيت كرئيس مسئول عن الحزب أنني لا أستطيع أن أكمل العمل فى هذه الظروف و أعتذر لكل من وعدته بالمساعدة و التأييد فى الانتخابات القادمة عن العمل فى هذه الظروف الصعبة و المستحيلة. ومن جانبه كشف أحمد فوزي الأمين العام للحزب، عن وجود اجتماع للهيئة العليا للحزب اليوم بحضور القياديات وأعضاء الحزب وذلك للفصل فى مسألة استقالة الدكتور محمد أبو الغار من عدمه مشيرًا إلى أن اللجنة العليا للحزب ترفض بشكل قاطع تلك الاستقالة. وأضاف فوزي فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أنه يتوقع رجوع الدكتور محمد أبو الغار عن استقالته نتيجة ضغط الهيئة العليا وسيتمر فى رئاسة الحزب فى الفترة المقبلة مشيرًا إلى أن الحزب سيشارك فى الانتخابات البرلمانية على نظام "الفردي" فقط ،موضحًا أن عددا من الشخصيات التابعة للحزب مشتركة فى قوائم بعينها ولكن بشكل شخصي بعيد عن اسم "المصري الديمقراطي". يحيي قدرى .. يستقيل ويعود فى سابقة غريبة من التخبط تقدم المستشار يحيي قدري نائب رئيس حزب الحركة الوطنية باستقالته، إلى الحزب معلنًا ذلك عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" معللا ذلك إلى أنه تحمل الكثير من الهجوم ضده من ائتلاف الجبهة المصرية، مشددًا على أنه لا يقبل أن يكون فى قوائم تفتت التيار المدني وليست فى صالح مصر. فى الوقت الذى أكد فيه عدد من مسئولي الحزب أن الأسباب الحقيقة وراء استقالة قدري تكمن فى وجود خلافات داخلية بالحزب بين قدري وصفوت النحاس الأمين العام للحزب حول الانتخابات البرلمانية. وكانت المفاجأة فى إعلان أحمد شفيق رئيس الحزب عن عدم قبوله لاستقالة قدري مشددًا على ضرورة رجوعه إلى صفوف الحزب مرة أخرى وسرعان ما أعلن قدري عودته إلى صفوف الحزب كنائب عن شفيق وعودته مرة أخرى للمشاركة فى قائمة "فى حب مصر". وطالب قدري فى تصريحات خاصة ل "المصريون" من جميع المنتمين ل"الحركة الوطنية" بالتضحية من أجل الوطن خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن هذه التضحية أقل بكثير من التى قدمها كل جندي لحماية بلاده من الإرهاب. هالة شكر الله تهرب من سفينة "الأزمات" "أيقنت أن الحزب وصل لحلقة مفرغة من الخلافات والتعقيدات التى قد تطول ما يهدد مسيرة الحزب وقدرته على الفعل بصورة واضحة" كانت هذه الكلمات التى صرحت بها هالة شكر الله رئيس حزب الدستور" معلنة استقالتها من منصبها على الرغم من أن مدة رئاستها للحزب قد انتهت بالفعل فى 19 أغسطس الماضي وشددت انه أصبح لزامًا عليها خلق انفراجة للخروج من هذه الأزمة فكانت تلك الاستقالة بعد أن وصل بعضها إلى القضاء. وسرعان ما أعلن قيادات الحزب ومجلسه السياسي عن تولي تامر جمعة الأمين العام للحزب رئاسته وفقًا لمواد اللائحة 122 وأنه من المقرر أن يتم إجراء الانتخابات الخاصة باختيار رئيس الحزب فى موعد أقصاه شهر منذ توليه الرئاسة. خبراء: الأحزاب تعيش حياة سياسية غير ناجحة فى البداية قال مختار الغباشي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إنه يوجد ائتلافات أخرى لا يعلم أحد عنها شيء هى التى تدير الأحزاب فى مصر، وهو السبب الحقيقي فى حالة الضعف التى وصلت لها الأحزاب وافتقادها للمؤسسية. وأضاف الغباشي فى تصريح خاص ل "المصريون"، أن أعداد المستقلين المتقدمين لخوض الانتخابات البرلمانية على المقاعد الفردية فاق أعداد مرشحي الأحزاب السياسية، وذلك يرجع إلى المقاعد الفردية بها حرية أكثر من القوائم، لأن الفردي من يرى فى نفسه الأجدر بالترشح يتقدم فورًا لسحي أوراق ترشحه، هذا بالإضافة إلى أن الفردي له 120 مقعدا أى أكثر من ثلثي البرلمان. من جانبه قال محمد السعدني، الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إنه هذا ليس بجديد على الأحزاب المدنية فى مصر، نتيجة حياة سياسية غير ناجحة على مدار ال 40 عاما الماضية التى تنعكس آثارها السلبية على الأحزاب الآن. وعن تفوق عدد المرشحين لنظام الفردي على القوائم كشف السعدني فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن هناك عددا كبيرا من الأحزاب أعلن عن تقديمه للقوائم فى آخر اللحظات من غلق باب الترشح نظرا لدخول بعض التعديلات على بعض القوائم.