يعقد رئيس الحزب "المصري الديمقراطي" فريد زهران، اجتماعات مكثفة مع أنصاره بالحزب لاحتواء أزمة الاستقالات الجماعية التي ضربت الحزب مؤخرا، بعد فوزه برئاسته خلفا للدكتور محمد أبو الغار. وعلمت "الوطن" أن هناك اتجاها داخل الحزب لإعداد شخصيات بديلة لشغل مناصب القيادات المستقيلة، حيث تم الاتفاق على تدشين حملة موسعة تهدف لاستقطاب أعضاء جدد. وقالت مصادر، إن "الحزب يشهد حالة من الانهيار بعد انسحاب الكثير من قياداته، وهناك توقعات بمزيد من الاستقالات"، مشيرة إلى أن "زهران" يعمل في الوقت الراهن على تجهيز بدائل للقيادات المستقيلة، بعد فشله في إنهاء الخلافات الداخلية التي يمر بها الحزب. وأضافت أن الاجتماعات المكثفة التي يعقدها رئيس الحزب حالياً لم تخرج بنتائج قادرة على احتواء الأزمة لأنها تضم أنصاره فقط، وتتجاهل المجموعة الغاضبة، ما أدى إلى استقالات جديدة حيث قدم كل من الدكتور أحمد حسني، وإيمان العجوز، استقالتهما أثناء اجتماعهما مع "زهران" لبحث مشكلة استقالة أعضاء المكتب التنفيذي. وتابعت المصادر، أن اجتماع زهران مع عدد من قيادات الحزب، السبت الماضي، بحث سبل تصعيد القيادات البديلة، وتم الاتفاق على عقد اجتماع طارئ للهيئة العليا خلال 15 يوما للاستقرار على الشخصيات البديلة وفقا للائحة الحزب والمناصب التي أصبحت شاغلة وتتطلب إعادة اجراء الانتخابات عليها. وأكدت أن فريد زهران رئيس الحزب وجه الشكر للقيادات والأعضاء المنسحبين، وقال إن "أبواب الحزب ستظل مفتوحة أمام من أراد العودة منهم مرة أخرى"، مؤكدا أن باسم كامل النائب الأول لرئيس الحزب يرى أن أعضاء المكتب التنفيذي المستقيلين صنعوا "تمثيلية" لافتعال أزمة، بحسب قوله. وأشار إلى أنه يوجد حالة من الارتياح لدى نسبة كبيرة من أنصار "زهران" بعد انسحاب تلك المجموعة، لأنهم يرون أن الحزب لن يتأثر كثيرا بسبب الفراغ الذي خلفه المستقيلون لأنهم تسببوا في انحراف الحزب عن مساره وفشله في إدارة ملفات مهمة، ومنها الانتخابات البرلمانية التي حقق فيها الحزب 4 مقاعد فقط بمجلس النواب. وكشفت المصادر أن هناك اتجاهاً من المجموعة المستقيلة، لتكوين حزب سياسي جديد في محاولة منهم لضم معظم الشخصيات العامة التي ترشحت على قائمة "صحوة مصر"، سواء من داخل الحزب أو خارجه، مؤكدة أن هناك مشاورات تجرى في الوقت الراهن لحسم هذا الأمر، خاصة وأن هناك أراء أخرى تدرس الاندماج في أحد الأحزاب الليبرالية. وأضافت أن الدكتورة هنا أبو الغار نجلة الرئيس السابق للحزب، والدكتور أحمد حسني عضو الهيئة العليا بالحزب المستقيل، يقودان المشاورات مع الدكتور عبدالجليل مصطفى مؤسس قائمة "صحوة مصر". النحاس: رئيس الحزب لا يتواصل معنا للعودة من جانبه، أكد تامر النحاس أمين التنظيم المستقيل من منصبه بالحزب، أن الاستقالات نهائية ولا رجعة فيها لأن الأوضاع داخل الحزب وصلت إلى طريق مسدود يستحيل معها مواصلة العمل والمناخ أصبح غير ملائم، نافيا وجود أي تواصل من جانب رئيس الحزب أو نائبه، مع المجموعة المستقيلة لإقناعهم بالعودة. وأضاف النحاس ل"الوطن"، أن "هناك اختلافات عديدة مع القيادات الجديدة التي تولت مهام الحزب ما يدفعنا للاستقالة، لأن الأمور لا تستحق الضغط النفسي الذي نتعرض له". فرحات: لم أتقدم باستقالتي من الحزب.. و"زهران" يتحمل مسؤولية الأزمة وقال الدكتور نور فرحات، إن الأزمة الحالية وسوء أوضاع الحزب والعمل على تعديلها، مسؤولية الإدارة الحالية التي تدير الحزب بقيادة فريد زهران الرئيس الجديد، ونائبه الأول المهندس باسم كامل، حيث يجب فتح حوار واسع مع كافة الأعضاء للتشاور والخروج من الأزمة. وأضاف فرحات ل"الوطن"، أنه لم يتقدم باستقالته عقب الانتخابات التي خسرها مع زياد بهاء الدين، لصالح فريد زهران وباسم كامل، وأنه مستمر بالحزب من خلال أمانته الفرعية.