الشركات العربية تستعد لاحتكار دراما رمضان 2016 رامي عبد الرازق : المنتجون المصريون يتحملون المسئولية هشام شعبان:تدهور الحالة الاقتصادية سبب أساسي في تراجع الإنتاج المصري وظهور الأموال الخليجية أحمد الجابري: إنتاج الشركات الخليجية لمسلسلات مصرية يدل على أن مصر هي مركز صناعة الدراما في المنطقة --------------------------------------------------------------------------------------------------------- شهدت السنوات الماضية تراجعاً ملحوظاً فى الإنتاج الفني المصري فى مجال الدراما لصالح الإنتاج الخليجي الذى اقتحم الساحة الفنية المصرية مستغلاً فى ذلك حالة عدم الاستقرار الذي تشهده البلاد خلال السنوات الاخيرة، وبعد أن كان الإنتاج المصري يحتل الصدارة في إنتاج المسلسلات أصبح لا ينتج سوى عشرة أعمال على الأكثر كل عام. المسلسلات المصرية المنتجة بأموال خليجية كثيرة منها "خيبر" وهو مسلسل تاريخى شارك فى بطولته مجموعة من الفنانين السوريين والمصريين، ومسلسل "حياة أو موت" وهو إنتاج مشترك مصري سوري بالاشتراك مع قناة "سي بي سي" قام ببطولته اللبنانية سيرين عبد النور وماجد المصري، كما تستعد شركه إنتاج كويتية لإنتاج مسلسل بعنوان "فارس المنابر" وإن كانت قد واجهت هذه الشركة العديد من العقبات بسبب اعتذار عدد من الفنانين عن المشاركة فى العمل. كما تقوم مجموعة قنوات "ام بي سي" لأول مرة منذ أعوام بإنتاج مسلسل مصرى خالص، بعد أن كانت تشترط فى إنتاجها وجود عناصر سورية وخليجية، ومعظم إنتاجها الدرامى الأعوام السابقة كانت خليجية سورية، إلا ان إدارة القناة قررت إنتاج مسلسل مصرى وجميع أبطاله وفريق عمله من المصريين، "القاصرات" من بطولة صلاح السعدنى وداليا البحيرى وإخراج مجدى أبو عميرة. وفى السياق ذاته تستعد العديد من الشركات الخليجية لدخول سوق الدراما المصرية خلال الفترة المقبلة للقيام بإنتاج أو المشاركة فى إنتاج أعمال درامية مصرية بدأ التحضير لها بالفعل ويعانى منتجوها من ضعف السيولة لديهم، مما يجعلهم يحتاجون إلى منتج مشارك وقد لا يجدون بديلا عن المنتج الخليجى فى الوقت التى تتعثر فيه القنوات الفضائية المصرية، وهى التى كانت تقوم بدور الداعم المالى الرئيسى فى إنتاج أى مسلسل على مدار السنوات العشر الأخيرة على الأقل. ويؤكد منتجو الدراما أن الأعمال الفنية التي ستخوض السباق الرمضاني لعام 2016 لا تتجاوز ال30 مسلسلاً، وأن بعضهم يتم تصويره في الوقت الحالي، والبعض الآخر اكتفى منتجيه بتوزيع الأدوار على الفنانين، ومن الممكن ألا يعرضوا في السباق الرمضاني القادم. دخول رؤوس الأموال الخليجية إلى الدراما المصرية أمر ليس بجديد فقد بدأ فى الثمانينيات من القرن الماضى إلا أن الأمر كان فى الإطار الذى يسمح بالمشاركة المتوازنة بين الإنتاج المصري والخليجي، إلا أن السياق بدأ يتجه نحو الاحتكار، وخصوصا بعد أن بدأت القنوات الخليجية بمحاصرة الإنتاج المصري وتحجيم عدد المسلسلات المصرية التي تعرض على القنوات الخليجية. ويمكن القول أن الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر، أخذت في طريقها معظم أفرع صناعة الفن من سينما وموسيقى ودراما وإعلام، وفتحت الباب على مصراعيه أمام رؤوس الأموال الخليجية للتدفق فى الإنتاج الدرامى خلال الأعوام الماضية إلى حد كبير، ويضاف إلى ذلك نقص السيولة المالية لدى معظم منتجي الدراما، كما أن تأثير الأحداث السياسية التى تخيم على الشارع المصرى زاد من المخاوف تجاه الدفع بأى مبالغ فى هذا السياق وهو ما جعل الدخول فى إنتاج أى عمل درامى أشبه بالمغامرة فى ظل هذه الظروف غير المستقرة، حتى أن المنتج الذى يقرر المغامرة أصبح يقوم بإنتاج مسلسل واحد، وهناك تأخر سداد الفضائيات لمستحقات المنتجين المتأخرة من عرض أعمالهم، بسبب قلة السيولة. من جانبه أوضح المنتج هشام شعبان أن الظروف الاقتصادية والأزمة المالية الطاحنة، ألقت بتأثيراتها السلبية على السوق كله وليست على صناع الدراما فقط خاصة على القنوات الفضائية التى تتحكم بشكل كبير فى خريطة الموسم الدرامي. وأضاف شعبان أن الشركات الخليجية استغلت هذه الأزمة، ودخلت فى الوقت المناسب لها خاصة وأن لديها أموالا كثيرة جداً ويستطيعون تسويق هذه الأعمال على القنوات الخليجية الخاصة بهذه الشركات. وتابع أن عدد الأعمال التى يتم إنتاجها فى مصر تراجع قياساً بالأعوام السابقة، لافتاً إلى أنه غير متخوف من هذا التوغل فى الأعوام المقبلة لأن الإنتاج المصرى مازال قادرا على المواجهة. وأكد أن اتجاه الخليجيين إلى إنشاء شركات إنتاج خليجية خاصة بهم، تزايد فى الفترة الأخيرة وأن هذا يمثل خطراً حقيقيا على الدراما المصرية، فهناك شركات خليجية تنتج أكثر من 15 مسلسلاً فى العام الواحد، خاصة أن هناك أكثر من قناة فضائية مصرية متخصصة فى عرض المسلسلات تم افتتاحها مؤخرا وتشترى مسلسلاتنا بالأسعار نفسها التى تشترى بها القنوات العربية. أما المنتج أحمد الجابري فله رأي آخر حيث رحب بدخول الأموال الخليجية إلى صناعة الدراما المصرية لأن ذلك يدل على أن مصر هي مركز صناعة الدراما في الشرق الأوسط مثلما نرى أن فناني ومخرجي العالم بأكمله يتجهون إلى السينما الأمريكية باعتبارها الأشهر والأهم. وأضاف أن الإنتاج في مصر تراجع خلال الأعوام السابقة لعدة أسباب أولها نقص السيولة الناتجة عن الأزمة الاقتصادية، والتي أثرت على الفضائيات التي لم تسدد المستحقات المتأخرة للمنتجين، ورغم ذلك يقومون بشراء وعرض المسلسلات التركية، والكورية، والهندية التى تعد الخطر الأكبر على الدراما المصرية وليس الإنتاج الخليجي الذى سينتج مسلسلات سواء فى مصر أو خارجها. وفي نفس السياق أكد الناقد رامي عبدالرازق أن السبب الرئيسي في دخول الإنتاج الخليجي في الدراما المصرية هو توافر رأس المال لدي الشركات الخليجية، ونحن نتعامل في سوق مفتوح، وطالما نلتزم بمعايير الإنتاج المتعارف عليها، لا يوجد أي مشكلة. وتابع أن الإنتاج الخليجي هو السبب في وجود دراما في مصر الآن، ولو تركت هذه الشركات فكرة الإنتاج في مصر سيحدث خلل في الأعمال الدرامية كما حدث في صناعة السينما بعد أن انسحبت الشركات الخليجية من تمويلها، وأصابتها بخمول شديد، وكما كنا نقول بعد ان أغلقت روتانا "حنفيتها"، تراجعت السينما المصرية بشكل ملحوظ، لأنها كانت العامل الرئيسي في ازدهارها. واستبعد "رامي" أن تكون هناك نظرية مؤامرة تسيطر على اقتحام الشركات الخليجية للإنتاج الدرامي، وذلك لأن الخسارة ستصيبهم قبل أن تصيبنا، بمعنى أن الشركات الخليجية لا تستطيع أن تفعل ما فعلته في السينما، وذلك لأن النجوم المصرية تحجز مقاعدها داخل كل بيت في رمضان. وأكد أن المنتجين المصريين هم من فعلوا ذلك بأنفسهم، فنحن من رفعنا الأجور، وجعلنا الفنان يتحكم في أجره، وأجر من يخصه من فنانين حتى أصبح انتاج المسلسل يتجاوز مائة مليون جنيه دون أي داعي.