أسعار الخضار والفاكهة اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025    أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025    تراجع إنتاج وودسايد إنيرجي الأسترالية خلال الربع الثالث    القوات الروسية تقضي على مرتزقة بولنديين وتكشف محاولات تسلل أوكرانية    ألمانيا والنرويج تناقشان بناء غواصات بالاشتراك مع كندا    29 قتيلاً على الأقل و42 جريحاً في انفجار شاحنة صهريج في نيجيريا    السوداني: الحكومة العراقية حريصة على مواصلة زخم التعاون الثنائي مع أمريكا    بعد الإكوادور، زلزال بقوة 6 درجات يهز كوستاريكا    طقس اليوم الأربعاء.. موجة حارة في غير موعدها تجتاح البلاد    اليوم.. نظر محاكمة البلوجر أكرم سلام لاتهامه بتهديد سيدة أجنبية    اليوم.. نظر محاكمة 10 متهمين ب"خلية التجمع"    هجوم غامض بأجسام مجهولة على القطار المعلق في ألمانيا    تعامد الشمس.. آلاف السائحين يصطفون لمشاهدة الظاهرة بمعبد أبوسمبل "فيديو"    تعليم المنوفية تحسم قرار غلق مدرسة بالباجور بعد ارتفاع إصابات الجدري المائي    حسين فهمي: الدفاع عن الوطن في غزة ليس إرهابًا.. واستقالتي من الأمم المتحدة جاءت بعد هجوم قانا    ترامب: لن ألتقي بوتين إلا إذا كانت القمة مثمرة    موعد مباراة الأهلي والاتحاد السكندري في الدوري والقنوات الناقلة    طالب يطعن زميله بسلاح أبيض في قرية كفور النيل بالفيوم.. والضحية في حالة حرجة    سعر الذهب اليوم الأربعاء 22-10-2025 بعد انخفاضه في الصاغة.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 22-10-2025.. كم سجل طن عز الآن؟    مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز يهدي دورته ال17 ل زياد الرحباني    عبد الله جورج: الجمعية العمومية للزمالك شهدت أجواء هادئة.. وواثقون في قدرة الفريق على حصد لقب الكونفدرالية    «حقك عليا».. أحمد فهمي يعتذر ل شيكابالا.. ويؤكد: «احنا الاتنين على الله» (فيديو)    رسميًا.. موعد افتتاح المتحف المصري الكبير وحقيقة تعميمه إجازة للموظفين (تفاصيل)    بعد انخفاضها 2040 للجنيه.. مفاجأة بأسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة محليًا وعالميًا    عاجل- بدء التقديم لحج الجمعيات الأهلية اليوم.. 12 ألف تأشيرة وتيسيرات جديدة في الخدمات    تعليمات جديدة من التعليم للمعلمين ومديري المدارس 2025-2026 (تفاصيل)    أكثر من 40 عضوًا ديمقراطيًا يطالبون ترامب بمعارضة خطة ضم الضفة الغربية    وزير الزراعة: تحديد مساحات البنجر لحماية الفلاحين وصادراتنا الزراعية تسجل 7.5 مليون طن    عاجل- الحكومة: لا تهاون في ضبط الأسعار.. ورئيس الوزراء يشدد على توافر السلع ومنع أي زيادات غير مبررة    جداول امتحانات شهر أكتوبر 2025 بالجيزة لجميع المراحل التعليمية (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)    موعد مباريات اليوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    أرتيتا: مواجهة أتلتيكو مدريد كانت صعبة.. وجيوكيريس استحق التسجيل    اعترافات المتهم بمحاولة سرقة مكتب بريد العوايد في الإسكندرية: من قنا وجاء لزيارة شقيقته    وفاة شاب ابتلع لسانه أثناء مباراة كرة قدم في الدقهلية    ريكو لويس: سيطرنا على مباراة فياريال.. وجوارديولا يعلم مركزي المفضل    ياسر عبدالحافظ يكتب: هدم العالم عبر اللغة    د. محمد العربي يكتب: دور الأزهر في التصدي للفكر الإرهابي    باريس سان جيرمان يكتسح ليفركوزن بسباعية في دوري الأبطال    رومانسي وحساس.. 4 أبراج بتحب بكل جوارحها    تكريم ياسر جلال فى مهرجان وهران للفيلم العربى بالجزائر    فعاليات للتوعية ضد الإدمان وزواج القاصرات بعدد من المواقع الثقافية بالغربية    جامعة طنطا تحتفي بإنجاز دولي للدكتورة فتحية الفرارجي بنشر كتابها في المكتبة القومية بفرنسا    مواقيت الصلاة فى أسيوط الاربعاء 22102025    إمام مسجد الحسين: المصريون يجددون العهد مع سيدنا النبي وآل البيت    «تقريره للاتحاد يدينه.. واختياراته مجاملات».. ميدو يفتح النار على أسامة نبيه    مجلس كلية طب طنطا يناقش مخطط تدشين مبنى الكلية الجديد    استشاري مناعة: الخريف أخطر فصول العام من حيث العدوى الفيروسية.. واللقاحات خط الدفاع الأول    خطر يتكرر يوميًا.. 7 أطعمة شائعة تتلف الكبد    تخلصك من الروائح الكريهة وتقلل استهلاك الكهرباء.. خطوات تنظيف غسالة الأطباق    وزير الخارجية: نشأت فى أسرة شديدة البساطة.. وأسيوط زرعت الوطنية فى داخلى    الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثماني محتجزين اثنين جنوب غزة    هل يجوز تهذيب الحواجب للمرأة إذا سبّب شكلها حرجًا نفسيًا؟.. أمين الفتوى يجيب    المصري الديمقراطي يدفع ب30 مرشحًا فرديًا ويشارك في «القائمة الوطنية»    رمضان عبد المعز: "ازرع جميلًا ولو في غير موضعه".. فالله لا يضيع إحسان المحسنين    شاريسا سولي تشارك في لجنة القضايا العامة بمجلس الكنائس المصلحة العالمي    رئيس الوزراء يتابع عددا من ملفات عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الإرهاب فى قلب أوروبا".. ننشر تفاصيل أخطر 10 دراسات عن تنظيم داعش
نشر في الموجز يوم 17 - 02 - 2016

أهداف التنظيم لم تعد تقتصر على المناطق العسكرية والأمنية بل امتدت لتشمل مراكز بحرية وهجمات إلكترونية
خطة داعش تقوم على إلحاق الضرر بقواعد البيانات وأهداف ناعمة تتمثل في المؤسسات التعليمية ومناطق تجمع المواطنين المدنيين
تويتر أصبح أهم أداة للقتل الجماعى بعد نجاح "البغدادى" في استخدامه لتجنيد الشباب بمختلف بلدان العالم
رأس المال الاجتماعي للإرهاب من خلال سيطرته على 70 % من النفط بسوريا والعراق أهم عوامل صموده حتى الآن
التنظيم نجح فى السيطرة على مواقع القيادة المركزية الأمريكية التي تقود العمليات الحربية في العراق وسوريا
تمكن من اختراق مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات شخصية لكبار العسكريين فى كافة أنحاء العالم
بمرور الوقت استطاعت الجماعات الإرهابية أن تطور نفسها من ناحية تنوع أهدافها التي باتت تشمل الدول العربية والغرب معا، كما تنوعت أساليب الهجمات فضلا عن تنوع مصادر التمويل ما بين تهريب النفط والآثار وطلب الفدية بعد عمليات الاختطاف ،وإلى جانب ذلك استطاعت الجماعات الإرهابية اعتمادا على شبكتها الاجتماعية أن تقنع عدد من الشباب الغربي والعربي بالانضمام إليها ،كل هذه الأمور نستطيع أن نرصد تفاصيلها من خلال الدراسات الغربية التي اهتمت مؤخرا بشكل كبير بما طرأ من تطورات على الجماعات الإرهابية ولاسيما داعش وقد أعدت الباحثة السياسية رضوى منتصر الفقي تقريرا نشر على موقع المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية يركز على أهم الدراسات الغربية التي نشرت مؤخرا حول هذا الموضوع.
يوضح التقرير أن دوائر الاستهداف من جانب التنظيمات الإرهابية تنوعت بحيث لم تعد قاصرة على الدول العربية القريبة من مناطق تمركز التنظيمات في سوريا والعراق واليمن وليبيا في إطار التمدد لتأسيس الدولة من جانب تنظيم داعش، وإنما باتت تتضمن عمليات في قلب الدول الغربية التي تصنفها التنظيمات الإرهابية ضمن "قوي الاستكبار العالمي" وفي هذا الإطار رصدت دراسة "باميلا أنجل" التى حملت عنوانا تساؤليا:" لماذا أصبحت فرنسا الهدف الرئيسي للإرهاب", وتطرقت الدراسة إلى أحداث باريس التى وقعت في 13 نوفمبر 2015 وخلفت وراها عشرات القتلى والمصابين. واوضحت الدراسة أن فرنسا تحولت إلى "منصة" تشن من خلالها التنظيمات الإرهابية عمليات إرهابية، على غرار إعلان داعش مسئوليتها عن الهجمات الإرهابية على العاصمة باريس، بدعوي اعتبارها عاصمة البغاء والرذيلة، لا سيما عقب قيادة فرنسا لحملة جوية ضد داعش في سوريا، وأشارت الدراسة إلى أن ما يشهده المسلمون في فرنسا من اضطهاد وتهميش قد أدي لتحولها لبيئة خصبة لتجنيد المقاتلين ودفعهم للقيام بالعمليات الإرهابية.
في المقابل وضح دانيال بايمان في دراسة له في إبريل 2015 على موقع مركز بروكينجز بعنوان "مقارنة تنظيم القاعدة وداعش: أهداف مختلفة", أن الإرهاب لم يعد موجها للخارج حصراً كما كان مسبقاً حيث أن القاعدة كانت تستند على فكرة العدو البعيد المتمثل في الولايات المتحدة ولم تعطي اهتمام لنظم الحكم في الشرق الأوسط بل ركزت علي إبعاد الولايات المتحدة عن المنطقة ووقف الدعم الأمريكي المقدم للنظم العربية لجعلها عرضة للانتقادات الداخلية على نحو يقود إلى إسقاط نظم الحكم على حد اعتقاد تنظيم القاعدة، في المقابل تحولت دوائر الاستهداف بالنسبة لداعش بشكل جذري فلم تعد تهتم بالعدو البعيد بل ركزت علي مهاجمة نظم الحكم في العالم العربي مثل نظام الأسد في سوريا والعبادي في العراق فضلا عن استهداف الأقليات المذهبية والطائفية والدينية المخالفة لمعتقداتها، حيث يركز التنظيم على مواجهة خصومه الداخليين أولا وبسط سيطرته على إقليم جغرافي متصل لتأسيس الدولة وفق منظور داعش وتوسيع حدودها.
وأضاف التقرير, أن الكتابات الغربية رصدت أيضا التنوع الشديد في الأهداف الإرهابية فلم تعد الأهداف العسكرية والأمنية فقط محل اهتمام الجماعات الإرهابية، وإنما امتدت هجمات التنظيمات الإرهابية لتشمل أهداف بحرية وهجمات الكترونية تستهدف إلحاق الضرر بقواعد البيانات وأهداف ناعمة تتمثل في المؤسسات التعليمية ومناطق تجمع المواطنين المدنيين, ففي دراسة لفيكتور أصال وجوستين هاستنجز التي نشرت في أغسطس 2015 بعنوان "عندما يتجه الإرهاب إلي البحر: المنظمات الإرهابية والتحرك إلى الأهداف البحرية", رصدت الدراسة تصاعداً في العمليات الإرهابية وأنماط الإرهاب البحري من جانب التنظيمات الإرهابية من خلال استهداف بعض سفن الدوريات البحرية والسفن.
وفي السياق ذاته ركز زاكاري جولدمان في دراسته المنشورة بعنوان "الإرهاب 0.2 : تحديات جديدة في الفضاء الالكتروني" على موقع مجلة جورج تاون للشئون الدولية، على الهجمات الالكترونية الصغيرة والكثيفة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في الآونة الأخيرة التي طالت عدد من الشركات الأمريكية للتأثير على المصالح الاقتصادية الأمريكية بالإضافة إلى عمليات التجسس والتخريب والهجوم على حساب القيادة المركزية الأمريكية على تويتر.
كما تناول عبد الباري عطوان الإرهاب الإلكتروني في كتاب له بعنوان "الدولة الإسلامية..الخلافة الرقمية" والذي تم نشرة في 2015 عن جامعة كاليفورنيا، حيث اعتبر الهجمات الالكترونية الاهتمام الأحدث للجماعات الإرهابية وخاصة "داعش"، حيث تمكنت من استخدام قراصنة الانترنت للسيطرة على مواقع القيادة المركزية الأمريكية التي تقود العمليات الحربية في العراق وسوريا، كما تمكن التنظيم من اختراق مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات شخصية للعسكريين الأمريكيين، فضلا عن تحقيق انتصارات عسكرية بفضل اختراق تكنولوجيا القوات العراقية والسورية لمعرفة سير العمليات العسكرية والتعرف على معارضي التنظيم لتحديد أماكنهم والتخلص منهم.
وعلى مستوي الأهداف المدنية الناعمة، ركًز جيك فلانجين في دراسة تم نشرها في إبريل 2015 بعنوان: "لماذا يستهدف الإرهابيون المدارس والجامعات "على تركيز التنظيمات الإرهابية على الأهداف الرمزية، وظهر ذلك في ظل ما قامت به حركة شباب المجاهدين في الصومال في ابريل 2015 من الهجوم على جامعة جاريسا في كينيا مما أسفر عن مقتل 147 فردا وإصابة العشرات وهو ما يراه الكاتب تحول جذري في طبيعة الأهداف العسكرية للتنظيمات الإرهابية التي باتت تشمل المطارات ومترو الأنفاق وملاعب كرة القدم والمقاهي والجامعات والمدارس.
ويرجع ذلك إلى أن هذه العمليات تعد الأسهل في التنفيذ مع عدم وجود الحراسات المشددة على الأماكن العامة، بالإضافة إلى أنها لا تستغرق وقت وجهد من التخطيط المكثف لها، فضلا عن تركز عدد كبير من الأفراد في هذه المناطق، مما يتيح فرصة الإيقاع بعدد كبير من الضحايا، ولكن هناك من يرجع استهداف المؤسسات التعليمية بشكل أساسي إلى رفض الجماعات الإرهابية ما تقدمه من تعاليم غربية ورفض لمحاولات التغريب بشكل عام وهو ما يبرز في أفكار جماعة بوكو حرام الرافضة للتعليم الغربي بالأساس.
وقال التقرير , إن هناك في المقابل دراسة صادرة لمجموعة من الباحثين والخبراء عن معهد دراسات الحرب تم نشرها في يونيو 2015 بعنوان "العمليات العسكرية لداعش خلال رمضان: التوقعات لعام 2015" أكدت على استمرارية تفوق الأهداف العسكرية علي حساب الأهداف الأخرى، وان كان هناك تغيير طفيف في ترتيب الأهداف، وهو ما يرجع للرغبة المستمرة في تحقيق المكاسب العسكرية والتوسع على أرض الواقع بالاعتماد على الهجوم العسكري.
وقال التقرير إن الجماعات الإرهابية اعتمدت في تمويلها وفقاً لوجهات النظر الغربية على قدراتها في عمليات السلب والنهب ومدي كفاءتها في العمليات غير المشروعة بالإضافة إلى اعتمادها الأساسي علي الثروات والموارد النفطية, وهو ما أشارت إليه سيسيليا فارفان في دراسة بعنوان "من يشتري النفط المسروق؟" والتي تم نشرها في أغسطس 2015.
واتضح ذلك فيما تناولته الباحثة عن تنظيم الدولة الإسلامية وموارده المالية التي تعتمد بالأساس على تهريب النفط مستغلة في ذلك الحقول النفطية بليبيا بجانب سيطرتها على 60% من النفط السوري و10% من حقول النفط العراقي، واستغلال جزء منها في تشغيل المعدات العسكرية وبيع الفائض في الأسواق من خلال عمليات التهريب عبر الحدود التركية لتوفير إيرادات لمؤسسات التنظيم، ووصلت عائداتها المالية جراء ذلك إلى ما يقدر بحوالي 2.3 مليون دولار يومياً.
كما أكد كيث كرين في دراسة صادرة عن مؤسسة راند في ديسمبر 2015 بعنوان "دور النفط في تمويل داعش" أن عمليات السرقة والابتزاز والسطو على البنوك وبيع السيارات والقطع الأثرية المسروقة ما هي إلا مصادر ثانوية للموارد المالية للجماعات الإرهابية فهي تعتمد بشكل أساسي على النفط كمصدر أساسي للتمويل، وهو ما ينعكس من سيطرة داعش على حقول النفط في سوريا والعراق، وتأمين التنظيم لمسارات التهريب عبر الحدود التركية.
على مستوى آخر، تناول كلا من هاردن لانج وبيتر جول وتريفور سوتون في دراسة نشرت في نوفمبر 2015 بعنوان "مواجهة تحدي تمويل الإرهاب في الشرق الأوسط" صادرة عن مركز التقدم الأمريكي، طرق مواجهة الولايات المتحدة للتمويل المتصاعد للجماعات الإرهابية، وقاموا بتحديد المصادر المالية لهذه الجماعات والتحولات التي طرأت عليها من الاقتصار على تلقي التبرعات والمساهمات المالية إلى الاعتماد على التمويل الذاتي، والذي يتجسًد في استخراج الموارد والثروات من الأراضي التي يسيطرون عليها وتلقي الضرائب ممن يقع تحت سيطرتهم، وخير مثال على ذلك داعش وبوكو حرام، فإلى جانب اعتمادهم على المتاجرة غير الشرعية للنفط تأتي النسبة الأكبر من إيرادات الجماعات الإرهابية من الأنشطة الإجرامية وعمليات الابتزاز والخطف ودفع الفدية ونهب للبنوك العراقية.
بالإضافة إلى ذلك أكد سيث جونز في دراسة صادرة عن مؤسسة راند في ابريل 2015 بعنوان "اقتحام البنك: تقويض لتمويل الإرهاب" على أن القوة المالية للجماعات الإرهابية لم تقتصر فقط على عمليات تكرير وتهريب النفط ولكن تحقق داعش أرباح متفاقمة من عمليات بيع القطع الأثرية المنهوبة حيث أشارت كافة التقديرات إلى أن ما تحصل علية داعش من عمليات بيع الآثار يأتي في المرتبة الثانية بعد الإيرادات النفطية مباشرة. فضلا عما كشفته الدراسة عن اعتماد بعض الجماعات الإرهابية في استمرارها وقدراتها العسكرية على التمويل الذي تتلقاه من دول لها مصالح محددة وهو ما يتضح في تمويل إيران لعدد من الميليشيات العسكرية والجماعات المسلحة في سوريا.
وأوضح التقرير أن الدراسات الغربية, رصدت تصاعد أعداد المقاتلين المنضمين للجماعات الإرهابية وتنوع الخلفيات الاجتماعية والثقافية والدينية بالإضافة إلى اختلاف جنسياتهم، مما دفع الباحثين الغربيين إلى محاولة معرفة التغيرات التي طرأت على عناصر قوة الجماعات الإرهابية وقدرتها على استقطاب متعاطفين ومتطوعين من خلفيات متنوعة.
وفي هذا الإطار رأي فيكتور اسال في دراسة له في فبراير 2015 بعنوان "بناء الإرهاب من الروابط الاجتماعية: الجانب المظلم لرأس المال الاجتماعي", أن هناك تحول واضح في عوامل قوة الجماعات الإرهابية فلم تعد تستند على الايديولوجيات الفكرية أو الدعم المالي فقط بل ارتكزت على ما يعرف برأس مال الاجتماعي، وهو ما يتركز في العلاقات العائلية سواء كانت قرابة أو نسب أو مصاهرة وهو ما يتضح في علاقات الأخوة التي تربط بين أيمن الظواهري ومحمد الظواهري، وكذلك سعد بن لادن الابن الأكبر لأسامة بن لادن والمنضم أيضا لتنظيم القاعدة، والمصاهرة عن طريق زواج سليمان بن غيث احد أعضاء القاعدة لإحدى بنات بن لادن.
ولا يقتصر الأمر علي العلاقات العائلية فقط بل كانت لعلاقات الصداقة دورا كبيرا في دعم أواصر الجماعات الإرهابية، وهو ما ظهر في اعتماد داعش في استقطابها للشباب على أصدقائهم على الرغم من عدم اقتناعهم بمبادئ التنظيم، وأخيرا استناد الجماعات الإرهابية على قاعدة شعبية في المناطق التي يسيطر عليها ومكنته من الحشد وجذب المتطوعين وهو ما اتضح في استطلاعات الرأي في مناطق تركز تنظيم القاعدة وطالبان أثبتت أن 47% يروا أن أنشطة القاعدة تهدف إلى تحقيق العدالة ونصرة المسلمين في العالم وهو ما يمثل تحول خطير في الظاهرة الإرهابية.
وفى السياق نفسه, أكد لورانس روبين في دراسة له منشورة في يوليو 2015 بعنوان "لماذا لن تصبح داعش دولة طبيعية" على أن قوة داعش ترجع إلى السمات الشخصية للقيادة فأبو بكر البغدادي لدية قدرة على إلقاء الخطب مستخدماً في ذلك اللغة العربية الفصحى بالإضافة إلى أصله القرشي وفق إدعاء التنظيم مما أكسبه مكانة بين أعضاء التنظيم، يضاف إلى ذلك تأثير المكاسب العسكرية التي حققها وقدرته على التحكم في أعضاء التنظيم والسيطرة على المناطق التي تقع تحت قيادته، مما مكنه من جذب أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب وظهور المزيد من التنظيمات التي أعلنت ولائها لداعش، فضلاً عن الاهتمام الإعلامي بالتنظيم والسعي نحو تضخيم أهميته.
وأشار التقرير إلى أن الإعلام الجهادي, أصبح في قلب اهتمام التنظيمات الإرهابية ، باعتباره المنبر الأساسي لبث ما تقوم به الجماعات الإرهابية من أعمال إجرامية للعالم وإطلاق الوعيد والنذير، وهي السبيل لجذب المقاتلين وتجنيدهم ومن ثم ركزت بعض الدراسات الغربية على التحولات التي طرأت على الإعلام الجهادي.
فذكر توماس فولك في دراسة منشورة في أكتوبر 2015 بعنوان "كيف جندت الدولة الإسلامية مقاتلين في ألمانيا؟" أن داعش استطاعت أن تحقق نجاحات هائلة من خلال إجادة استخدام الوسائل الإعلامية، فهي تعتمد عليها بشكل أساسي في استقطاب المقاتلين على الوسائل الالكترونية وظهر ذلك في إصدارها لكتاب الكتروني كدليل للسفر لمناطق تمركز داعش متاح على الانترنت باللغة الانجليزية ليقدم نصائح للسفر إليها وهو ما يعكس ما يمتلكه التنظيم من مهارات، فضلا عن استخدام الحسابات على تويتر من أجل جذب المقاتلين, ومن ثم دشنت التنظيمات الإرهابية لعدد من المواقع التي توفر معلومات عن رؤيتها المتطرفة للإسلام والعديد من الصفحات للتنظيمات الإرهابية على تويتر وفيسبوك وقنوات اليوتيوب خاصة قناة جهاد أونلاين من لجذب المقاتلين لها من كافة أرجاء العالم، إلى جانب ذلك تم إطلاق عدد من القنوات المتخصصة من أجل استقطاب المرأة وحثها على الجهاد، ومن المثير أن كافة المؤشرات تعكس مدي فعالية الحملة الإعلامية التي تدشنها داعش، خاصة في ظل تصاعد عدد زوار منصاتهم الإعلامية بالإضافة إلى تزايد أعداد المنضمين للتنظيم.
وتأكيداً على ما سبق يري كلا من آنيتا بريسين وألبرتو سيرفوني في دراستهما المنشورة في ابريل 2015 بعنوان "المهاجرات الغربيات لداعش" أن هناك تزايدا في اعتماد الجماعات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي والاستخدام المكثف للانترنت من أجل بث الأفكار المتطرفة وتجنيد المقاتلين الجدد وتشكيل هوية الشباب وحثهم على "استعادة الخلافة" وفق رؤية التنظيم.
أما عبد الباري عطوان في كتاب "الدولة الإسلامية .. الخلافة الرقمية" فيؤكدً أنه بدون التكنولوجيا الرقمية كان من المستحيل أن تقوم الدولة الإسلامية في تلك المدة الزمنية القصيرة بالسيطرة على تلك الأقاليم الممتدة وجذب تلك الأعداد من المقاتلين وضم الشباب والمراهقين، من خلال نشر الانتصارات التي حققها ونشر الأفكار التي تتعلق بنيل الشهادة وبث صورة جذابة للحياة اليومية في مناطق داعش، وقام التنظيم بنشر المادة الإعلامية بلغات مختلفة فلم تقتصر فقط على اللغة العربية والانجليزية بينما توافرت أيضا بالروسية والصينية ولغات أخرى' فضلا عن اعتماد التنظيم على تطبيقات "سكاى بى وواتس أب" من أجل جذب المقاتلين، ولتدعيم هذا الاتجاه أطلق التنظيم تطبيق للهواتف المحمولة يمكن من خلالها متابعة أخبار التنظيم.
وأشار جيمس جاي كارافانو في دراسة بعنوان "تويتر يقتل: كيف أصبحت شبكات الانترنت تهديد للأمن القومي" تم نشرها فى يونيو 2015 في مجلة ناشونال انترست، إلى أن الجماعات الإرهابية استطاعت أن تحقق ما يسمي بالاستخدام النشط لمواقع التواصل الاجتماعي فهي تعتمد كليةً عليها في نشر ما تقوم به من أعمال عنف وبث جرائم القتل والإعدام والإبادة الجماعية التي ترتكبها بهدف الانتشار العالمي وتصدر وسائل الإعلام بالإضافة إلى استخدامها لجذب المقاتلين من جميع أنحاء العالم من خلال الدخول في دوائر للحوار العلني.
وفيما يتعلق بتنوع تكتيكات الهجوم للجماعات الإرهابية أشارت أغلب الدراسات التي تناولت تنظيم داعش إلى وجود درجات متفاوتة من التغير في تكتيكات الهجمات الإرهابية، حيث لم تعد التفجيرات وإطلاق النيران هو الأسلوب السائد في العمليات الإرهابية بل ازدادت العمليات الإرهابية حدة، ومن هنا، رأى لويس دي لا كالي واجناسيو سانشيز كوينكا, أن الجماعات الإرهابية تعتمد بالأساس على الأساليب والتكتيكات العسكرية مثل القيام بعمليات مناوشات والهجوم على الكمائن والقيام بالاستيلاء على القرى وشن معارك على نطاق صغير والتركيز على عمليات الاغتيال وإطلاق النار التلقائي, فضلا عن التفجيرات والسطو على البنوك والقيام بعمليات الاختطاف فهناك مزج بين الأساليب التقليدية والحديثة، ولكن بأكثر بشاعة، على غرار ذبح الرهائن وبث تلك المشاهد للعالم مما يثير حالة من الذعر والخوف.
وهو ما أكدته إليزابيث بينيت في مقال لها في يوليو 2015 بعنوان "تعديلات تكتيكية لبوكو حرام"، حيث ركزت على التحول الذي طرأ على جماعة بوكو حرام خاصة في ظل استعانتها مؤخراُ للأساليب التقليدية التي تعتمد على التفجيرات والعمليات الانتحارية معتمدة في ذلك بشكل أساسي على العناصر النسائية وهو ما يعتبر مختلفاً حيث من الدارج أن يقوم الرجال بالعمليات الانتحارية.
وفى مقال لجوشوا ميسرفي في نوفمبر 2015 بعنوان "هجمات باريس تشير لتبنى داعش تكتيكات جديدة" تم التأكيد على استمرار اعتماد داعش على الوسائل التفجيرية وهو ما ظهر فيما قامت به داعش من هجمات إرهابية في باريس معتمدة في ذلك على استخدام البنادق الآلية لإطلاق النيران والقنابل اليدوية لإحداث تفجيرات واسعة والقيام بعمليات انتحارية من خلال ارتداء أحزمة ناسفة وهو ما يمثل استمرارا للنهج التقليدي.
وإجمالا، يمكن رصد عدة تحولات في الظاهرة الإرهابية من واقع الكتابات الغربية عن الإرهاب على مدار عام كامل يتمثل أهمها في عودة التنظيمات الإرهابية لاستهداف الدول الغربية بصورة أكثر كثافة، والتركيز على الأهداف الرمزية والاعتماد الاقتصادي على تصدير النفط وتركيز التنظيمات الإرهابية على تعزيز الحواضن الاجتماعية الداعمة لبقائها وتمددها والتطور الجوهري للإعلام الجهادي فضلاً عن تنوع التكتيكات الهجومية التي تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.