كشف مؤتمر صحفي عقدته الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء منذ قليل عن أحدث الدراسات والأبحاث التي سيتناولها المؤتمر المزمع عقده فى الفترة من 14-15 يناير 2016 .. بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للأورام والمدرسة الأوروبية لعلاج الأورام، والجمعية الأوروبية لجراحة الأورام تحت رعاية وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد الدين راضى، ووزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور أشرف الشيحى، والدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس، والدكتور عبد الوهاب عزت نائب رئيس الجامعة، والدكتور محمود المتينى عميد الكلية، حيث كشفت الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء عن تطور علمى كبير بظهور علاج جديد مناعى يمكنه تحقيق الشفاء لأورام الرئة، والمثانة ، وصبغية الجلد ، فيما أظهرت النتائج الحديثة إمكانية أستخدامه فى أورام الثدى، وأعلنت عن توقعاتها بأنتهاء عرش العلاج " الكيميائى " تماما خلال 5 سنوات، كما كشفت عن العلاجات الموجة لأورام الثدى " الشرسة " لأول مرة ، والعقاقير الوقائية لتجنب الأورام بين الأشخاص الأكثر عرضه للأصابة، و أستئصال الغدة " الحارسة " لتجنب مضاعفات جراحات الأورام .. جاء ذلك اليوم خلال المؤتمر الصحفى الذى قامت بتنظيمة الجمعية الدولية لأورام الثدى برئاسة الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام جامعة عين شمس وسكرتير عام المؤتمر تمهيدا لإطلاق مؤتمرها الدولى الثامن ويقول الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام جامعة عين شمس ورئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء وسكرتير عام المؤتمر أن العلاج المناعى للأورام الجديد ظهر فى العالم خلال العامين الماضيين وأدى الى إرتفاع فى نسب الشفاء بشكل ملحوظ بدأت بعلاج الأورام الصبغية للجلد ثم أمتدت لعلاج أورام الرئة وأورام المثانة، وأظهرت النتائج الحديثة إمكانية إستخدامه فى أورام الثدى، وقد أدى الى نسب شفاء تامه، كما حدث للرئيس الأمريكى كارتر حيث تم القضاء على الورم المصاب به فى الخلايا الصبغية المنتشرة بالمخ، كما قام هو شخصيا بإعلانه عبر الأعلام مما يعد إنتصارا علميا كبيرا . وأوضح بان العلاج المناعى يعتمد على تنشيط الجهاز المناعى بالجسم ليهاجم بقوة الأورام المنتشرة للقضاء عليها، ويتميز بأستمرار نسب الشفاء التى تحققت ولمدد طويلة وبأقل أثار جانبية ممكنه، مما يجعله يتفوق على العلاج الكيميائى التقليدى الذى يحقق نسب شفاء مصحوبة بأثار جانبية كثيرة، مع وجود فرص متاحة لأرتجاع الأورام، مشيرا الى أن تلك النتائج تحمل بشرى كبيرة قد يترتب عليها إستخدام العلماء تلك العلاجات المناعية بشكل أكبر بمفردها أو بمصاحبة العلاجات الموجهة للقضاء على الأورام دون الحاجة الى العلاج الكيميائى بشكل نهائى خلال 5 أعوام. وأضاف بأن المؤتمر ولأول مرة سوف يعرض أنواع جديدة من العقاقير التى تستخدم كعلاجات موجة فى أورام الثدى " الشرسة " ثلاثية السلبية، وكان لا يمكن علاجها بالعقاقير الموجهة، حيث أكتشف العلماء أن هذه النوعية تنقسم الى ثمانى أنواع مختلفة وكلا منها له طريقة العلاج المتفردة طبقا للجين المميز له، وربما تؤدى هذه الأنواع الجديدة للشفاء من الأورام حتى المنتشر منها فى الجسم. وأشار الى أنه من الانتصارات العلمية الجديدة التى سيقدمها المؤتمر أيضا هو ظهور عقاقير جديدة تؤدى الى الوقاية من سرطان الثدى يمكن إستخدامها خصوصا بين السيدات الذين يحملوا عوامل خطورة أهمها التاريخ المرضى فى الأصابة بأورام الثدى، وهؤلاء تزداد لديهم أحتمالات الأصابة بأورام الثدى ، وتتميز تلك العقاقير بأثارها الجانبية الطفيفة، بالمقارنه بما سيعود بالنفع على هؤلاء السيدات حيث يمكنهم تجنب الاصابة تماما.. ويوجد عدة أنواع من تلك العقاقير تناسب الأعمار المختلفة من السيدات. وأضاف بان العلاج الأستباقى قبل الجراحة أحد أهم المحاور التى يقدمها المؤتمر هذا العام ويعتمد على إعطاء العلاج الموجه أو الهرمونى أو الكيمائى معا أو بمفردهم ، للقضاء على الأورام أو خفض حجمها قبل إجراء العملية الجراحية، حيث أكدت الأبحاث العلمية إمكانية إختفاء الأورام تماما قبل العملية الجراحية بنسب تصل الى 60٪، لافتا الى ان المرضى الذين أختفى الورم لديهم بالعلاج الاستباقى ترتفع نسب الشفاء التام بينهم الى 98٪ بعد الجراحة التى تتحول من جراحة كبيرة الى جراحة صغيرة. ومن أبرز الأبحاث العلمية التى يناقشها مؤتمر الجمعية هذا العام إمكانية الحفاظ على قدرة المرأه على ممارسة حياتها الطبيعية جنسيا، بالأضافة الى إمكانية الحفاظ على خصوبتها وقدرتها على الأنجاب بعد العلاج الكيميائى أو الجراحى للشفاء من أورام الثدى وأورام المبيض .. فقد أثبتت الأبحاث الجديدة إمكانية الحفاظ على خصوبة المرأة بعدة وسائل منها إستخدام بعض العلاجات الهرمونية لجعل المبيض لا يتأثر من العلاج الكميائى نهائيها ثم إزالة تلك العلاجات الهرمونية بعد إنتهاء العلاج الكيميائى فيعود المبيض الى حالته الطبيعية. كما يناقش المؤتمر إستخدام العلاجات الموجهه بالفم ضمن بروتوكولات علاج الأورام بالخطوط الإرشادية العالمية للعلاج، كما تم إعتمادها ضمن بروتوكول وزارة الصحة أخيرا، حيث أدت العلاجات الموجه بالفم بأجيالها المختلفة الى تجنب مرضى أورام الثدى المنتشر تلقى العلاج الكيميائى عند فشل العلاج الهرمونى، نظرا لأنها تعيد حساسية المريض للأستجابة للعلاج الهرمونى مرة أخرى ، و يعطي للمرأة المصابة في المتوسط مدة أطول في التحكم بالمرض تصل في أحسن الأحيان الي 15 شهر الذي يساوي من اثنان الى ثلاث خطوط من العلاج الكيماوى. وبذلك تتجنب المريضة الأثار السلبية للعلاج الكيميائى، و اللتي تتضمن معاناة المريضة ومن أشهرها تساقط الشعر ، والغثيان ومعاناة ذويهم حيث يتطلب العلاج الكيميائى الأحتجاز بالمستشفيات و تكاليف التنقلات من المحافضات المختلفة الي المراكز الطبية المتخصصة لتلقي العلاج بالإضافة الى تحمل نفقات العلاج بالمستشفيات و إستهلاك موارد الدولة مقارنة بالعلاج الموجه بالفم التي توفر من العبىء المادى و المعنوي على مستوى المرضى و ذويهم. ويناقش المؤتمر 120 ورقة علمية من مصر ومختلف أنحاء العالم، كما يقدم 9 ورش عمل حول الصيدلة الأكلينيكة للأورام يرأسها البروفوسيور كلاوس ماير رئيس الجمعية الأوروبية لصيدلة الأورام الأكلينيكية، ويحصل الأطباء على شهادة معتمدة من الجمعية الاوروبية للصيدلة الاكينيكية بعد اجتيازهم الاختبارات العملية اثناء المؤتمر، وكما يناقش المؤتمر جراحة أورام وتجميل الثدى، والطرق الحديثة لاعادة بناء الثدى واستخدام الحقن بالدهون بعد فرزها، وأعادة زرع الحلمة بعد عمليات اسئصال الثدى. جدير بالذكر ان البروفيسيور كلف هوديس رئيس الجمعية الامريكية للأورام اسكو سوف يحضر الجلسة الأفتتاحية للمؤتمر وذلك ضمن مشاركة الجمعية الامريكية للأورام فى مؤتمر هذا العام. ومن ناحية أخرى أوضح الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الاورام بكلية طب جامعة القاهرة ورئيس شرف المؤتمر أن العلاج المناعى حصل على موافقة هيئة الغذاء والدواء عام 2015 لعلاج سرطان الرئة، لافتا الى أنه بدء فى مصر استخدامه فى بعض الحالات المنتقاه والتى تصلح لهذا العلاج حيث يسبقه تحليل بيولوجى غير متوفر فى كل الحالات وأوضح ان العلاج المناعى بصفة خاصة فى اورام الرئة تم الموافقة عليه فى مناهج العلاج العالمية ويسخدم كخط دفاع ثانى بديلا عن العلاج الكيميائى مما يترتب عليه نتائج افضل واثار جانبية اقل وهى مختلفة عن العلاج التقليدي، وفى عام 2017و2018 متوقع ظهور النتائج الاولية مقارنة بالعلاج الكيميائى ليصبح المناعى خط دفاع اول .. وأضاف بأنه يستخدم أيضا فى علاج اورام الكلى ويحل محل العلاج الكيميائى ويحقق نتائج افضل، لافتا الى أن جيمى كارتر أعلن عن تناوله العلاج المناعى فى مؤتمر صحفى وشفى من سرطان الجلد، كما تم شفاءه من ثانويات فى الكبد والمخ طبقا لقوله. وأشار الى أن المشكلة فى مصر حاليا هى عدم أمكانية استخدامه فى بعض الحالات الا بعد اجراء تحليل بيولوجى، الا أن سعره مرتفع جدا .. والمشكلة الاخرى تتعلق بسعر الدواء المناعى نفسه، وتكلفته مرتفعه ، ولكن من المنتظر ان تنخفض بعد فترة. ومن جانبه أوضح الدكتور ماجد أبو سعدة أستاذ أمراض النساء والتوليد كلية طب عين شمس ورئيس المؤتمر أنه سوف يناقش هذا العام آخر المستجدات في تشخيص و علاج أورام الجهاز التناسلي للأنثي و ذلك في ثلاث جلسات علمية، و الجلسة الرابعة سوف تناقش حالات أورام المبيض المختلف علي هيئة طرح سيناريوهات مختلفة للمرض ثم مناقشتها مع الأطباء المتخصصين المصريين و الأجانب في مختلف مجالات العلاج سواء الجراحي أو الكيماوي للوصول إلي أفضل صور العلاج و المتابعة و التشخيص المبكر لحالات سرطان المبيض بأنواعه المختلفة و في الأعمار المختلفة . وأضاف بأن الجلسات العلمية الأخري سوف تناقش آخر ما تم التوصل إليه لعلاج سرطان بطانة الرحم و تحديد أبعاد العلاج الجراحي و دور العلاج الكيماوي و الإشعاعي في مثل هذه الحالات و مدي إستفادة المريضة من هذه الوسائل العلاجية، كما تناقش وسائل تشخيص و علاج الأمراض المختلفة التي تسبق التحول السرطاني في الأعضاء المختلفة لأن هذا سيوفر للمريض القلق و المعاناة و التكلفة المادية لعلاج الأورام السرطانية المختلفة. ونظرا لأن ارتجاع أورام المبيض الخبيثة بعد علاجها يمثل تحدياً كبيراً للقائمين علي علاج الأورام السرطانية للمبيض سوف يتم مناقشة تلك الحالات بشكل مستفيض لتحديد أفضل وسائل التشخيص و العلاج و المتابعة . كما سيتم عرض خبرات علاج أورام المبيض الخبيثة و أورام الغشاء البريتوني بواسطة العلاج الكيماوي الموضعي عالي الحرارة، حيث أن هذه الطريقة من العلاج أثبتت فاعلية مرتفعة و تم دعوة مبتكر البروفوسير بول شوجر بيكر هذه الطريقة لحضور المؤتمر لكي يتم الإستفادة من علمه و خبرته في هذا المجال . جدير بالذكر أن أورام الثدى هى الأكثر شيوعا بين سيدات مصر .. وتشير نتائج أبحاث التسجيل القومية لمرضى الأورام فى مصر أنخفاض أعمار الأصابة بسرطان الثدى الى 18 عام لدى بعض السيدات.