سفير السودان بالقاهرة : الأزمة بين الخرطوم ومصر قاربت على الإنتهاء

أكد سفير السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية محمود عبدالحليم، أن اتصالات تجرى حاليا بين المسؤلين فى مصر والسودان لتحديد موعد لعقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى قيادة البلدين، نافيا وجود تعثر فى عمل اللجنة.
وشدد على أن الاتصالات فى هذا الشأن ممتازة، وأن الكرة الآن فى ملعب الجانب المصرى ليحدد توقيتها، نظرا لانعقادها فى القاهرة وذكر أن الرئيسين المصرى والسودانى اتفقا خلال لقائهما فى الخرطوم فى أكتوبر الماضى على الإعداد والتحضير لعقد اللجنة العليا، بما يضمن فاعليتها، مرجحا عقد اللجنة فى الربع الأول من العام القادم.
وحول ما إذا كان يرى أن أزمة السودانيين المحتجزين فى مصر والتى تسببت فى توتر فى العلاقات بين البلدين انتهت، قال أستطيع القول إن الأزمة بين مصر والسودان فى طريقها للانتهاء، ونحن نرى أن مصر والسودان بلدان شقيقان بل شعب واحد فى بلدين وعادة يحدث تشاكس من مرة لأخرى بين الأشقاء، ولكننا نثق فى حكمة البلدين وقيادتهما وقدرتهما على التوصل لمعالجات نهائية وحاسمة.
وذكر أن هناك مجموعات تم الإفراج عنها عقب اللقاء مع وزير الخارجية سامح شكرى، لكن هناك مجموعة لا تزال محتجزة ومجموعة أخرى تم إطلاق سراحها وتبرئتها من قضايا الاتجار بالعملة، ولكن لم يستردوا ممتلكاتهم وأموالهم بعد ونتمنى أن ترد عاجلا لهم.
وحول قيام السودان من آن لآخر، بإثارة موضوع حلايب وتبعيتها للسودان. قال السفير السودانى بالقاهرة، إن هناك مشكلة قائمة بين مصر والسودان حول حلايب، وهناك رغبة من السودان فى إجراء حوار سياسى سلمى ليس بشأن حلايب وتبعتها فقط وإنما لإزالة أى منغصات تؤثر على التعاون بين مصر والسودان فى المستقبل.
وعن أسباب تأجيل ونقل الاجتماع السداسى المشترك لوزراء الخارجية والرى فى مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة إلى الخرطوم، بعد أن كان مقررا عقده فى القاهرة فى السادس من ديسمبر الحالى، قال سفير السودان، إنه تم الاتفاق بعد التشاور بين الدول الثلاث على الحفاظ على دورية مكان الانعقاد، حيث كان الاجتماع الاخير فى القاهرة. أما التأجيل فجاء بطلب من وزير خارجية إثيوبيا لارتباطه بمهام خارجية.
وتابع: «إنما الإعلام المصرى يرى أن الجانب الإثيوبى يتنصل من الالتزامات، كما يشوه الإعلام المصرى موقف السودان مما يحدث ربكة لسير المفاوضات وللمفاوضين ولكن فى نهاية المطاف المفاوض المصرى هو الذى يعبر عن الموقف المصرى الذى يتخذ عبر الحكومة المصرية»، مؤكدا أن الفنيين فى الدول الثلاث سيبحثون فى المسار الفنى والسياسيين فى المسار السياسى ليصلوا إلى الموقف النهائى الذى يحقق مصالح الدول الثلاث.
وبشأن الاجتماع السداسى الذى ستستضيفه الخرطوم الجمعة المقبلة، حول سد النهضة وما يتردد حول انحياز السودان للموقف الإثيوبى، قال السفير محمود عبدالحليم، إن السودان منحاز لمصالحه وهى ليست خصما على حقوق الآخرين، وهذا لا يعنى أن مصالحه تتعارض مع مصالح مصر أو إثيوبيا، فنحن نرى أن إعلان المبادئ الذى وقعت عليه الخرطوم جاء بمبادرة سودانية وتضمن أنه لا ضرر ولا ضرار، وأن الحقوق التنموية لأى طرف يجب ألا تكون خصما على حقوق الآخرين، وإن النهر يجب أن يكون ساحة للتعاون وليس ساحة للصراع. وأوضح أن بلاده تتابع باهتمام الجهود الحالية الخاصة بانعقاد اجتماع بسد النهضة ونتمنى أن يتم التغلب على المشكلات الراهنة ويسير النهر ساحة للتعاون وهوما نثق فى أن البلدان الثلاثة سترى ذلك فى نهاية المطاف.