ولد فى أسيوط سنة 1938 واسمه الحقيقي إميل عزيز جرجس اعتذر عن الترشح على منصب البطريرك فى الوقت الذى تقاتل فيه كثيرون على الكرسى البابوي قال ل"مبارك" "أنت فاسد".. وواجه "مرسى" بعدم انتخاب الأقباط له.. ودعم ثورة 30 يونيو وأعلن تأييده ل"السيسي" =مينا مجدى: بشاشته الدائمة ومشاعره الفياضة سر حب الجميع له =فادى يوسف: قلبه الملائكى يجعل الجميع يلتف حوله =أمير عياد:حكمته وسعة صدره تمتص حماس الشباب "الطائش" = نادر صبحي: كافح الأمية وحظى باحترام الجميع --------------------------------------------------------------------------------------------- الأنبا موسي أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. هو صاحب الوجه البشوش والابتسامة المميزة التي لا تفارقه وتبعث الطمأنينة والتفاؤل في نفوس مستمعيه.. هو أيضاً النموذج المثالي لرجل الدين المتواضع والمتسامح الذي يتمتع بمحبة الجميع والتي ظهرت جلياً خلال الأيام الماضية بعد تعرض نيافته لأزمة قلبية نُقل علي أثرها للمستشفي وبعدها غادر القاهرة إلي لندن لتركيب دعامة نتيجة وجود انسداد بالشريان التاجي وصل إلي 95% حيث انهالت عليه الكثير من الاتصالات الهاتفية والزيارات من قبل محبيه وزملائه للاطمئنان عليه ومتابعة حالته الصحية. ولد نيافة الأنبا موسى بمحافظة أسيوط فى 30 نوفمبر سنة 1938، واسمه العلماني - قبل الرهبنة - إميل عزيز جرجس، حصل على بكالوريوس طب سنة 1962.. سُمى كاهناً في 4 يونيو1976، ثم قمصاً فى يونيو 1978، وعين أميناً للدير، وتمت رسامته خورى أبسكوبوس بإيبارشية بنى سويف فى 18 يونيو 1978، وتم ترقيته أسقفاً فى 25 مايو 1980 ليصبح أول أسقفاً للشباب فى الكرازة المرقسية. ويعد الأنبا موسى تلميذ البابا شنودة النجيب، وهو أسقف الشباب والرجل الذى ربما يحظى باتفاق عام بين مختلف الأقباط نظرا لثقافته العالية وحكمته الموسوعية، وهو معروف في الأوساط القبطية والإسلامية بأفكاره المعتدلة. كان له دور كبير فى ربط الكنيسة بقطاعات الشباب وساهم أيضا فى الربط بين الشباب المسيحى والمسلم فى لقاءات ثقافية وأدبية وشعرية. هو واعظ متميز، وعظاته يعرضها بطريقة شيقة وله العديد من المؤلفات والمقالات ويصدر كتبًا سنوية في عيديّ الميلاد والقيامة، بخلاف كتب في موضوعات أخرى ومن أهم مؤلفاتة "الأسرار السبعة" و"أسئلة حول التجسد" و"الكتاب المقدس يتحدي الشكوك" و"رؤيا يوحنا اللاهوتي" و"اثناسيوس الرسولي يشرح التجسد" و"اسلكوا بالروح" و"لماذاالصليب؟" و"كيف نتعامل مع الأنترنت؟" و"كيف اتخذ قرارا؟" و"كيف نتحدث الي الشباب؟" و"فراغ الوقت وعواطف الشباب" و"الشباب وتحديات المستقبل". رؤى مستقبلية تحمل مقالات الأنبا موسى الكثير من الأفكار والرؤي المستقبلية علي سبيل المثال ما كتبه عام 2008 بعنوان "الإعلام سوف يحكم العالم" ووقتها قال "ربما تبدو هذه المقولة مسطحة ومبالغ فيها.. لكن الحقيقة أن وسائل الإعلام، سوف يكون لها دور أساسى وجوهرى فى تربية الأجيال الصاعدة ,تشكيل وتوجيه الرأى العام,الوصول إلى ثقافة كوكبية واحدة,التمهيد لتحريك الجيوش فى اتجاهات معينة ,التأثير فى الاقتصاديات العالمية والمحلية". وأكد خلال مقالته أن الذى يملك وسائل الأعلام، يملك، دون شك، وسائل التأثير في أي مجتمع ,مشيرا الي أن هناك بعض الامور التي ينبغي الاستعانه بها لمواجهة هذا التأثير ومنها :التأصيل الروحى للأجيال الصاعدة من خلال الرعاية الروحية العائلية والفردية والتعليم والافتقاد والصلوات والخدمة وإشباع كافة احتياجات الإنسان. وهناك التأصيل الإيمانى وذلك من خلال شرح وتفسير القضايا الدينية وتقوية النزعة الايمانية لدي الافراد حتى لا تتأثر بآى فكر غريب يأتى إليها من وسائل الأعلام أو غيرها,مشدداً علي ضرورة تنمية التأصيل الثقافى والتأصيل التاريخي من خلال اشباع العقل بالقراءة والثقافة والعلوم الإنسانية، وكافة إنجازات الإنسان عبر عصور التاريخ، وجغرافيا الأجناس، والفلسفات والقيم والهوية. تواصل مع الشباب وعلي الرغم من وجود فجوة عمرية بينه وبين أبنائه من الشباب إلا أنه نجح في التواصل معهم والتأثير علي أفكارهم وعواطفهم لدرجة أن البعض يلجأ إليه في مشاكله العاطفية ومن أبرز مقالاته في هذا المجال كان "الشباب والعاطفة" والتي قال فيها إن العاطفة هى طاقة الحب، التى تتشكل بنوع من هذه الأنواع، حينما يقودها الإنسان إلى الوجهة التى يريدها.. فهو يمكن أن يتدنى بها إلى مستوى الحسيات والخطيئة، أو يكتفى بمحبة إنسانية نشاهدها كل يوم فى الحياة العملية، أو يتسامى بها - بنعمة المسيح وعمل روح الله القدوس - لتصير محبة روحانية مقدسة، من خلالها يتعامل مع كل الناس فى الأسرة والكنيسة والمجمع والصداقة والزواج. هناك أيضاً العديد من المقالات المتنوعة مثل "المسيحي والعالم" و"ما لقيصر وما لله" و"المسيحية وتنظيم الأسرة" و"عبادة الشيطان" و"من أين يبدأ الفراغ؟" و"قيّم طموحك" و"تجاوز فشلك" وغيرها من المقالات. يحمل تاريخ الأنبا موسي الكثير من المواقف الإنسانية والوطنية التي لا تنسي ومنها موقفه البارز أثناء الترشح لمنصب البطريرك بعد تنيح البابا شنودة الثالث عام 2012 عندما أعلن عن اعتذاره عن الترشح في الوقت الذي كان كثير من عيون الأقباط تطلع إليه كبطريرك نظرًا لروحانيته وخدمته وتواضعه ومحبته ,في حين كان هناك صراع ومنافسة بين آخرون للوصول لهذا المنصب. مواجهة مبارك ومرسى لم تمنعه دبلوماسية "موسى" من أن يقول للرئيس الأسبق حسنى مبارك، أثناء ثورة يناير: "أنت فاسد ومستبد"، ليكون من أوائل رجال الكنيسة الذين بشّروا بالمستقبل المشرق بعد الثورة، ولم تمنعه دبلوماسيته من مصارحة الرئيس الإخواني محمد مرسى، وقت أن كان فى الحكم، بأن الأقباط لم يختاروه رئيساً، ولكنهم يأملون أن يحل مشكلاتهم. كان أحد الداعمين والمؤيدين لثورة 30 يونيو وكذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل إعلان فوزه بالرئاسة والتي أعلنها صراحة في إحدي تدويناته عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً "السيسي رئيسي" وكذلك لوفد الكونجرس الامريكي الذي زار الكاتدرائية في ذلك الوقت عندما قال لهم إن الأقباط أول من سيرشحون السيسي للرئاسة. ويمتاز الأنبا موسى بالطاعة الشديدة للقيادة الكنسية ,وهذا ما ذكره عنه أحد المقربين له حينما قال "حدث مرة أن البابا تواضروس أعطي استغلال حجرة واحده صغيره لاستخدامها في احدي أنشطة الخاصة بأسقفية الشباب وكانت لا تكفي للنشاط فتحدث معه الخادم لطلب مكان آخر فكان رده إحنا بنخدم مش بنجمع أملاك ومادام البابا شايف إنها تنفع للخدمة مش هنطلب منه حاجه تاني لأننا مش عارفين الظروف ,احنا نرتب أمورنا علي هذا الأساس ونستغل المكان لأقصي درجة وربنا عليه الباقي". وفي افتتاح معرض الكتاب القبطي العام الماضي وعندما أثُيرت أزمة كتب دير أبو مقار سجل نيافته مع قناة "مي سات" المسيحية وبعد انتهاء التسجيل عقب الافتتاح تقدم إليه مجموعة من الشباب الذين يعترضون علي عدم وجود كتب الأب متى المسكين فكان رده عليهم كالأتي "الكنيسة دورها تعلم ولا يمكن في مكان التعليم نضع كتب عليها ملاحظات في التعليم ,فرد شاب وقاله سوف يهاجمكم البعض يا سيدنا علي النت فكان رده يهاجموني علي النت أفضل من أن تقدم الكنيسة تعليم فيه مشاكل". أهم ما يميز نيافة الأنبا موسي أنه علي الرغم من المضايقات والحروب التي كان يتعرض لها من بعض المقربين له والتي كانت تحزنه كثيرا داخلياً ,إلا أنه كان يرفض التحدث عنها أو التعليق عليها.. كما أنه من الأساقفة القليليّن الذين يتيحون رقم هاتفهم للجميع وإذا أرسل إليه أحد رسالة فإنه يحرص علي الرد عليه فور استلامها . أما عن علاقته بزملائه الأساقفة فالأنبا موسى محبوب من الجميع ولكنه يكن للأنبا رفائيل سكرتير المجمع المقدس معزة خاصة ويقول عنه "أعرفه منذ كان طالبًا والآن صار سندي وأبي وأتعلم منه عندما اسمعه في عظاته واشكر الله أني اسمعه." شخصية فريدة من جانبه أكد مينا مجدى، المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو، أن الأنبا موسى أسقف الشباب شخصية فريدة جدا، له طريقة مختلفة فى الوعظ وتقديم النصيحة عن باقي آباء الكنيسة فى التعامل مع الجميع. وأضاف "الأنبا موسى أب لجميع الشباب، فنجد جميع الشباب القبطى يلتف حوله ويحبه، كما أنه مؤثر فى كافة القطاعات الشبابية وخدمته ورعايته للشباب ملحوظة، فهو يساند الشباب خاصة المغتربين ويساعد الشباب فى الإبداع وإخراج طاقتهم بشكل ايجابي". وأشار إلى أن أسقف الشباب على علاقة طيبة بجميع القيادات الكنسية، موضحاً انه يُعتبر ابناً للبابا شنودة الراحل وبمثابة أخ اكبر للبابا تواضروس، بابا الإسكندرية الحالى، إضافة الى انه محبوب من كافة آباء المجمع المقدس ومن الشعب القبطي عامة. وعن أسباب حب الشعب القبطى للأنبا موسى قال مجدى "بشاشته الدائمة ومشاعره الفياضة تجاه الجميع واهتمامه بكل شاب يقابله أو يتعامل معه في خدمته وأبوته الحانية ، كلها عوامل جعلت الجميع سواء داخل الكنيسة أو خارجها يحبه ويتمنى أن يخدم معه". وفى النهاية وجه مجدى رسالة للأنبا موسى قائلاً "ربنا يحفظك لنا دائما يا أبانا الحبيب، و أتمنى لك الصحة وطول العمر ودائما نتمتع بابوتك ورعايتك لنا". قلب ملائكي وفي نفس السياق قال فادى يوسف، مؤسس ائتلاف اقباط مصر، "الأنبا موسى رجل طبيب ويعلم كيف يعالج الأمراض التى يعانى منها الشباب، والتى يأتى على رأسها تجاهل الجميع لطموحاتهم وأحلامهم، ولكن أسقف الشباب اكتشف علاج هذا المرض من خلال الاهتمام بهم، كما انه أدرك كيف يحل تجاهل المجتمع لهم فجعل للشباب العديد من الفاعليات داخل أسقفية الشباب ومنها مهرجان الكرازة الذى تقيمه الكنيسة كل عام على مستوى الجمهورية". وأشار يوسف إلى أن الأنبا موسى ذو قلب ملائكى يجعل من يتعامل معه ولو بالرؤية يحبه فوراً، موضحاً أنه رغم من كبر سنه والأزمات الصحية التى يتعرض لها من وقت لآخر إلا أنه مازال أسقفاً للشباب وذلك لأنه ممتلىء بشباب القلب – علي حد وصفه -. وفيما يتعلق بعلاقته بالبابا شنودة ,قال "لا يمكن وصف هذه العلاقة إلا بكلمة واحد وهى المحبة، فحتى الآن الأنبا موسى يتحدث عن البابا شنودة بأجمل الكلمات وأصدقها، ويصف مدى عمق العلاقة الحميمة التي كانت تجمعهم والتى جعلت البابا شنودة يختاره أسقفا لكل شباب الكرازة" وأضاف "علاقته بالبابا تواضروس أيضا تتسم بمحبة واحترام، فعقب تولى البابا تواضروس الكرسى المرقسى أقام له الأنبا موسى حفل استقبال بمقر أسقفية الشباب وكان معه عدد من الأساقفة مثل الأنبا رافائيل والأنبا غبريال والأنبا سوريال". وأوضح يوسف أن أسقف الشباب معروف بين الأساقفة باسم "حبيب الكل" خاصة فى الخارج فعندما يذهب إلى أى مكان خارج مصر يُنظم له استقبال مهيب ويتم الترحيب به من قبل كبار الآباء والشباب وذلك بسبب قلبه الطيب ,مشيراً إلي أن سر حب الكل له هو القلب النقى الذى لا يخاصم احداً ويقابل أى نقد بصدر رحب وابتسامه جميلة. ووجه يوسف رسالة للأنبا موسى قائلاً " ابقي معنا ولا تفارقنا فنحن نستمد منك المحبة والخدمة، وكما وصفت الأنبا رافائيل بانه ابنك وسندك وروحك فأنت يا أبينا الحبيب أبونا وسندنا وروحنا". أبو الشباب من جانبه قال أمير عياد، مؤسس جماعة الأخوان المسيحيين، "فى الكنيسه ندعوه ب"ابو الشباب" وأنا اعرفه منذ حوالي 15 سنه فهو دائما شاب وسط الشباب، وهو من أكثر الآباء بالكنيسة تفهماً لاحتياجات الشباب وأحلامهم، إضافة إلى انه متخصص فى امتصاص غضبهم ورائع فى حواره معهم، فالأنبا موسى حكيم فى توجيه الشباب وإرشادهم بابتسامته الصافية التى دائماً ما تصرف الغضب وتقلل من حماس الشباب الطائش". وأوضح عياد أن سر حب الجميع لأسقف الشباب هو بساطته فى التعامل ونقاء قلبه، والابتسامة التى لا تفارق وجهه مع أبنائه من الشباب وكبار الأساقفة. وأضاف "علاقته بالجميع رائعة فهو رجل دين من الدرجة الأولى لا شأن له بأي شئ آخر غير الخدمات المنوط به تقديمها، وهو حريص دائما أن يتواصل مع الجميع بكل الحب". وأشار إلى أن الأنبا موسى هو الأسقف الوحيد الذي يلتف حوله الشباب فى كل الايباراشيات فلا يوجد اثنان من الشعب القبطى يختلفان عليه وعلى خلقه الطيب، وأكد أن علاقته بالبابا تواضروس لا تختلف كثيراً عن علاقته بالبابا شنودة الراحل، موضحاً أن العلاقة فى الحالتين تتسم بالحب والاحترام والتقدير ولكن الاختلاف الوحيد فى العلاقتين هو عمق العلاقة بين الأنبا موسى والبابا شنودة. خادم عظيم من جانبه قال نادر صبحي مؤسسس حركة "شباب كريستيان للأقباط الارثوذكس" إن الأنبا موسى، أسقف الشباب،خادم عظيم متواضع روحانى نشط محب، تتلمذ على يد أسقف عظيم هو الأنبا أثناسيوس الراحل مطران بنى سويف والبهنسا وهو عملاق من عمالقة الأرثوذكسية وترك بصمة كبيرة فى حياة و شخصية نيافة الانبا موسى. وتابع : خدم الأنبا موسى بمنتهى الحب والتواضع والتفانى، ولا نغفل أيضا أنه ترفع عن الترشح لمنصب البطريركية رغم أن عيون الأقباط كانت تتطلع إليه بطريركا نظرا لروحانيته وخدمته وتواضعه ومحبته التى يحظى بها من شعب كنيستنا. وأشار صبحي إلي أن الأنبا موسي كان له دور بارز فى بناء المجتمع ومحو الأمية وذلك عندما وجه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي وللبابا تواضروس بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية وكل القائمين على جهاز محو الأمية وكل العاملين من أجل هذه القضية, منوهاً إلي أن البابا شنودة الثالث، بمعاونة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة وأيضا الأنبا إثناسيوس مطران بني سويف، أبرز من كافحوا الأمية داخل الكنيسة وساعدوا الدولة أيضا في ذلك ثم تولي الأنبا موسي هذه المسئولية بعدهم.