اهتمت الصحف العالمية بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة ،حيث تناولت الحدث بالتحليل على المستويين الاقتصادي والسياسي ،وكيف ستساهم في زيادة حجم التجارة العالمية ،وكيف ستعمل على استقرار مصر ونظام السيسي؟ ومن جانبها قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إنه كنوع من استعراض العضلات المثير للإعجاب استطاعت مصر في عام واحد حفر قناة جديدة وهو ثلث الوقت الذي حدده المهندسون في البداية ،حيث أصبح الممر الملاحي يسمح بمرور أكبر السفن وبسرعة مما يجعله شريان حيوي للتجارة العالمية وأشارت إلى أنه من الناحية الاقتصادية فإن توسيع قناة السويس بهذا الشكل كان أمر مشكوك فيه في الوقت الذي كانت تجتهد فيه الحكومة لتوفير الخدمات الكافية لمواطنيها ،فعلى الرغم من أن القناة ساهمت بحوالي 5.5 مليار دولار للدخل القومي إلا ان هذا المعدل يعد ثابتا منذ عام 2008 ويزعم المسئولون المصريون أن المشروع الذي تكلف حوالي 8.2 مليار دولار سوف يزيد قدرة القناة لتسمح بعبور 97 سفينة يوميا ،مما يضاعف الإيرادات إلى 13.5 مليار دولار بحلول عام 2023 ،إلا ان هذا الأمر يتطلب نمو سنوي نحو 10% وأشارت المجلة إلى أنه قبل توسعة القناة كانت تعمل بأقل من طاقتها حيث كان يمر يمر 78 سفينة يوميا ،،ولكن كان من الصعب مرور ناقلات النفط العملاقة ،ومن وجهة نظر الاقتصاديين فإن ما ستضيفه القناة الجديدة هو نها ستسمح لهذه الناقلات بالمرور وبشكل أسرع في الاتجاهين ،حيث ستوفر السويس حوالي 10 أيام في البحر على هذه الناقلات التي كانت تضطر للإبحار حول أفريقيا إضافة إلى ذلك تخطط الحكومة لتحويل المنطقة إلى مركز لوجيستي عملاق ،يقدم الخدمات للسفن والصناعات التحويلية مما سيعمل على وجود طفرة حقيقية في مدخولات القناة ومن جانبها قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، إن الحكومة المصرية تستخدم إنهاء العمل على قناة السويس الجديدة في عام بدلا من ثلاثة أعوام كعلامة على قدرتها تحت إمرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونقلت الصحيفة رأي الأمين العام لغرفة التجارة الدولية للنقل البحري بيتر هينشليف الذي قال "الأمر مذهل ومبهر حقا أنهم أنجزوا هذا المشروع الضخم في وقت قصير للغاية"، وقوله أنه من الصعب التنبؤ بما ستكون عليه حركة النقل بعد 10 سنوات، ولكن المهم هو أن مصر تقدم خدمة أفضل وجاذبة للشحن ونقلت الصحيفة عن الباحث غير المقيم في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، عمرو عدلي، قوله إن القدرة على تسليم وإنجاز المشروع في عام واحد كما وعد السيسي هو أمر كبير، وهو إرسال رسالة محلية ودولية أنه يوجد نظام قادر على العمل وأضاف أن السيسي يحاول اكتساب ثقة من خلال إنجازات حكومته، مضيفا أن وجهة نظر السيسي هي أن قناة السويس تظهر قدرة الحكومة على التسليم، وأنه بمقدورها الالتزام بما تعد وإنجازه وأوضحت وكالة بلومبرج الأمريكية أن فوائد قناة السويس الجديدة ليست واضحة، بالرغم من زيادة طاقتها الإستيعابية وتقليل الوقت الذي تمر فيه السفن عبر الممر المائي بطول 193 كيلومترا، مستشهدة بقول رئيس قسم الأبحاث في شركة بانشيرو كوستا " Banchero Costa & Co" لسمسرة السفن أن إعلان القناة الجديدة كان مفاجئا، حيث إنه لم يكن هناك طلب على ذلك ونقلت عن رئيس قسم التحليل في شركة لويد ليست انتيليجنس المتخصصة في جمع البيانات حول النقل البحري قوله إنه حتى بدون أية تعديلات، فإن القناة ستظل دائما جذابة ونوهت الوكالة عن أن الحكومة المصرية لم تنشر دراسات جدوى توضح كيف ستحقق أرباح قدرها 64 مليار جنيه استثمرها المصريون في القناة، حيث إن حجم التجارة العالمية بحاجة للارتفاع بنسبة 9% سنويا لتحقق قناة السويس أهدافها من مرور السفن أما المتحدث باسم شركة الشحن الدنماركية "ميرسك"، مايكل شتوتجارد، فقال إن المشروع كان ضروريا للحفاظ على جاذبية قناة السويس، مضيفا أن الوقت لا يزال مبكرا لقول أن سفن أكثر تابعة لشركته ستمر منها أم لا ومن جانبها رأت وكالة رويترز أن السيسى يريد أن يجعل من هذا المشروع رمزا للكرامة الوطنية، خاصة بعد أن استطاع إنهائه فى 11 شهر تقريبا خصصت شبكة سي إن إن ملفا مصورا احتفالا بالقناة الجديدة، حيث عرضت صور للقناة القديمة وتطورها وحتى الانتهاء من الفرع الجديد. وقالت الشبكة إنه بافتتاح الخط الملاحى الجديد، تعيد مصر قناة السويس، والتى تم إنشائها من 150 سنة، إلى القرن الواحد والعشرين. وتتبع التقرير بداية العمل بقناة السويس وافتتاحها، فى 17 نوفمبر 1869، والتى وضعت مصر كأول دولة تقوم بحفر قناة ملاحية بيد أبنائها من أجل التجارة العالمية، مشيرة إلى أن قناة السويس هى أقصر الطرق الرابطة بين الشرق والغرب. وأوضحت صحيفة الجاردين البريطانية أن قناة السويس كانت تسمح للسفن بالعبور من أوروبا إلى آسيا دون الحاجة للمرور بجنوب إفريقيا، ولكن المرور كان في اتجاه واحد، مع وجود فرص موسمية للمرور في الاتجاه الآخر، إلا أن مشروع قناة السويس الجديد الذي أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي سيسمح للسفن بالمرور في كلا الاتجاهين ونقلت الصحيفة عن أنجوس بلير، رئيس معهد سيجنت للسياسة والإقتصاد والمقيم بالقاهرة قوله إن سنة واحدة لتنفيذ مشروع قناة السويس الجديد غير مؤكد بأي شكل، وأيضا من غير الواضح مدى تأثير التوسعات على سرعة العمليات في القناة وأضاف بلير أن القدرة الإستيعابية ستزيد في جزء فقط من القناة، لذا يجب وزن الأسس الموضوعية للمشروع، فهم بشكل أساسي يحولون طريقا سريعا إلى اتجاه واحد لنصف الطريق وأشارت الصحيفة إلى أن هدف المشروع هو زيادة عدد السفن المستخدمة للقناة يوميا، وأنه بعد استعادة التكاليف، ستوفر استقرارا لإقتصاد مصر المريض ، موضحة أن قناة السويس تدخل لمصر 5 مليار دولار كل عام، أي ما يعادل 3 مليار يورو، وهي مصدر أساسي للعملات الأجنبية للإقتصاد المصري، والذي تأثر بعدم الاستقرار السياسي لثلاث سنوات، مما دمر السياحة في مصر وأخاف المستثمرين الأجانب وذكرت الصحيفة أن قناة السويس رمز عظيم ومهم لمصر، فقد تم افتتاحها منذ 145 سنة، واستمرت تحت سيطرة الإستعمار حتي 1956، حين أممها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في حلقة تظل مصدرا للفخر في مصر بينما وصفت صحيفة جلوبال أند ميل الأمريكية مشروع توسيع قناة السويس بمثابة بداية عهد جديدة للشعب المصري ،مضيفة أن هذا المشروع الضخم هو حجر الزاوية لجهود الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لاستعادة الكبرياء الوطنى وإنعاش الاقتصاد بعد أربع سنوات من الاضطراب والانقسام . وأشارت إلى أن افتتاح القناة عام 1869 ربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط يعد نقلة نوعية فى العصر الحديث وقام الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر بتأميم القناة عام 1956 ونجح المصريون فى عبور القناة عام 1973 وهو ما يعتبر أعظم إنجاز عسكرى يعتز به المصريين وتأمل الحكومة المصرىة الحالية تحقيق لحظة تاريخية مهمة وفارقة بافتتاح قناة السويس الجديدة والتى مولها المصريون بأموالهم دون أى مساعدات أجنبية ورأت صحيفة ذا ناشونال الناطقة باللغة الانجليزية أن إنجاز مشروع القناة فى عام واحد يعزز ثقة لدى المصريين حيث تسعى مصر لتعزيز مكانتها الاقتصادية والعالمية، وأوضحت أن الرئيس السيسى حريص على وفاء حكومته بوعدها بالانتعاش الاقتصادي واهتمت وكالة الأسوشيتيدبرس الأمريكية بالتعليق على حفل افتتاح قناة السويس الخميس، حيث أوضحت أن حجم مشروع قناة السويس الجديدة وإتمامه خلال عام واحد وخلال 13 شهرا من تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى لرئاسة البلاد، فضلا عن التمثيل الأجنبى الكبير ورفيع المستوى عوامل ستعزز من شعبيته الكبيرة بالفعل بين المصريين على حد وصف الوكالة وأضافت الوكالة الأمريكية أن السيسى ترأس أمس الاحتفالات فى لحظة حاسمة من رئاسته الحديثة معلنا افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة الذى اعتبره إنجازا تاريخيا تحتاجه مصر للنهوض باقتصادها المتداعى بعد أربعة أعوام من الاضطرابات ووصفت الوكالة الاحتفالات بالمبهجة والمتطلعة والمليئة بالأبهة، قائلة إنه برغم ذلك، أوضح السيسى أن المشروع الذى تكلف 8.5 مليار دولار لن يحل أزمة الاقتصاد سريعا فى البلاد التى طالتها أعمال العنف والاضطرابات منذ 2011، ولكنه أكد أن إتمامه سيكون أول خطوة فى رحلة الألف ميل التى يجب أن يتخذها المصريون حتى يتعافى اقتصاد بلادهم وأوضح السيسى أن المشروع هدفه طمأنة المصريين وإظهار ما يمكن أن يفعلوه من إنجازات عظيمة أمام العالم واعتبرت الوكالة أن المشروع الجديد والذى اعتبرته وسائل الإعلام المحلية إنجازا تاريخيا قد أعاد إحياء فكرة إجلال الشخصية القومية متمثلة فى شخص عبد الفتاح السيسى