فى الوقت الذى لا تتوقف فيه فضائيات رجال الأعمال عن الهجوم على الدولة التى لا توفر الحياة الكريمة للمواطن، نجد أن صاحب إحدى تلك الفضائيات الشهيرة يشترى شقة بفندق الفورسيزون بلازا المطل على نيل جاردن سيتى قيمتها 50 مليون جنيه كحد أدنى لأسعار الشقق والأجنحة المجهزة المخصصة للبيع بالفندق الشهير!! إن هذا الرجل الذى قام بتسريح العمال الشهر الماضى من إحدى الفضائيات التابعة له مدعياً الخسارة والذى لا تتوقف برامج المحطة التى يمتلكها عن شن الهجوم على الدولة واتهامها بالتقصير فى حق المواطن هو واحد من مئات يعيثون فى الأرض فساداً ويمارسون أخس الأدوار فى التحريض ضد الدولة وتقزيمها فى مؤامرة مقصودة يقودها أباطرة الأموال من فلول مبارك وأحمد شفيق وأحمد عز وغيرهم من صبيان قطر وتركيا. إن العيب ليس عند هؤلاء الذين يقيمون فى القصور ويمتلكون المليارات ويمارسون التحريض ضد الدولة، ولكن الخطأ عند هذه الدولة الرخوة التى تترك كل هؤلاء دون محاسبة ومعرفة مصادر أموالهم التى تضخمت بشكل مرعب، العيب والخطأ الكبير على عاتق الأجهزة الرقابية التى ناشدناها عشرات المرات وقدمنا إليها الوقائع والمستندات ومع ذلك تتجاهل الأمر وكأنها مؤامرة على مصر وشعبها قبل أن تكون مؤامرة على رئيس الدولة!!.. توحش رجال الأعمال الذين جمعوا ثرواتهم فى عصر مبارك والمعزول وشكل الطرفان جبهة واحدة رغم التناقض الكبير بينهما، وبدأ رجال الأعمال مخططهم منذ أن توترت العلاقة بينهم وبين الرئيس فى أول لقاء جمعه بهم، حين كان مرشّحاً للرئاسة، وطلب منهم التبرّع للدولة ب100 مليار جنيه دعماً للاقتصاد المصرىّ.. وهى الدعوة التى عاد وجددها حين دعاهم للتبرّع إلى صندوق «تحيا مصر».. فخذلوه ولم يحصد الصندوق -حسب علمنا-أكثر من 9 مليارات جنيه!!.. باختصار، كانت استجابات رجال الأعمال مخيّبة للآمال، وسقطت دعوة الرئيس كأنها لم تكن، وتركت الدولة الحبل على الغارب ليتحكم رجال الأعمال فى الإعلام وتحريك الرأى العام وتوحدوا فى جبهة واحدة مع الإخوان وحيتان البيزنس الذين يقومون بتمويل العنف والإرهاب. وما من شك فى أن تحرك رجال أعمال «بعينهم» للسيطرة على البرلمان وعقد الصفقات مع السلفيين يأتى تخوفاً من تهديدات كبرى تنتظرهم حال وصول برلمان داعم للرئيس بما يعنى الانتصار ل«مشروعه» الوطنى، الذى يتعارض مع طموحات الطامعين فى استمرار الأوضاع بالشكل الذى كانت عليه فى عهد مبارك أو عهد الإخوان!! الرئيس ليس بريئاً فمن حقه أن يطالب الجهات المسئولة بتفعيل دعوته التى وجهها إلى رجال الأعمال للنهوض باقتصاد البلاد وتحجيم تلك الثروات الضخمة التى تتراكم فى خزائن طبقة وحوش رجال الأعمال المالكين للصحف والفضائيات، هؤلاء هم الوحوش التى تنهب أموال الغلابة وترفض مساندة الدولة التى نهبوها عبر سنوات طويلة!! إن ثورة الفقراء قادمة.. وإن لم تنتبه الدولة إلى خطورة الموقف فسوف نحترق جميعاً ولن ينجو سوى هؤلاء الذين يمتلكون الثروات والحسابات الجارية فى أكبر بنوك العالم. إن المواطن المصرى الذى يقضى الساعات أمام طابور العيش والذى يتم طحنه تحت عجلة الفقر لن يصبر أكثر من ذلك، فإن لم تقيموا العدل بإعادة توزيع الثروات وتقليم أظافر حيتان البيزنس فالجحيم ينتظركم. إن الفساد الذى تراكم ويتراكم يوماً بعد يوم هو وقود الثورة القادمة.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.