الدم بالدم يا سيسى خالص العزاء إلى كل أم مصرية فقدت ابنها برصاص الغدر والإرهاب الإخوانى، خالص العزاء إلى كل مصرى ومصرية سالت دموعهم على أرواح الشهداء الأطهار من خيرة جنود مصر، والعزاء لكل رجال القوات المسلحة فى أبنائهم الذين يتساقطون برصاص الغدر والخيانة منذ سقوط دولة المعزول وجماعته الإرهابية، إن الدم المصرى الذى يروى رمال سيناء المحررة بشكل شبه يومى يضعنا جميعاً فى مسئولية كبيرة عن مستقبل أولادنا وأحفادنا فإذا كنا لا نستطيع حماية أولادنا فلا يمكن بأى شكل من الأشكال أن نرسم المستقبل ولا أن نخطط لحياة أفضل ولا يجعلنا نستطيع التفرغ لعلاج أخطاء الماضى، إن الدم المصرى يتساقط بمؤامرة كبرى داخلية وأخرى خارجية، ولقد أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ذلك فى كلمته التى وجهها إلى الشعب المصرى صباح السبت الأسود وبعد ساعات من المذبحة الأخيرة التى سقط فيها 30 جندياً مصرياً حتى كتابة هذه السطور. ورغم صعوبة المشهد فإن الشعب المصرى كله يطالب الرئيس بالقصاص وبسرعة لأبنائنا الأطهار، لابد من إجراءات فورية تثلج قلوب أمهات الشهداء، وعلى رأس تلك الإجراءات تطبيق الأحكام العرفية على القتلة والإرهابيين القابعين فى السجون، والذين حركوا عمليات الإرهاب ضد مصر وجنودها على مدار أكثر من 19 شهراً سقط خلالها مئات من أبنائنا وجنودنا، وهنا نتذكر عبارة محمد البلتاجى التى قال فيها إن الإرهاب فى سيناء لن يتوقف إلا بعودة مرسى، إن إعدام هذا الإرهابى حق للدولة المصرية ولشعبها الذى يدفع الثمن يوميا من دماء أبنائه، إن هذا الإرهابى لابد أنه يعرف قادة من الإرهابيين ولاشك أنه كان يتواصل معهم قبل سقوط عصابته فى 30 يونيو. ولا يختلف الموقف بالنسبة لمحمد البلتاجى عن الموقف من إمبراطور الجماعة خيرت الشاطر الذى كان ومازال يقود الجماعة من خلف القضبان ويتحكم فى تحركاتها الدولية، ومن الغريب والمثير أن الأخبار عن محاكمته تكاد تختفى أو يتم إخفاؤها، ومع كامل الاحترام لقضائنا المصرى إلا أن محاكمة قادة الإرهاب والقصاص من هذين الشخصين تحديداً وبصورة عاجلة يقطع رأس الحية ويفرض كلمة مصر وشعبها على الجميع، فالأول حرض الإرهابيين على تفجير مصر وإشعال النار على حدودها فى تسجيلات صوتية مشهورة، والثانى قام بتمويل جماعة الإرهاب فى الداخل والخارج. لن تنطفئ النار فى قلوب أمهات الشهداء إلا بقطع رأس الشيطان، لن تنطفىء النار إلا بتعليق المشانق للإرهابيين ورئيسهم المعزول بإرادة شعبية «محمد مرسى»، لا تأخذك رحمة بهم وتذكر يا سيادة الرئيس أن دماء جنودنا فى رقبتك ورقبتنا جميعاً لكننا لا نملك القرار ولكننا منحناك تفويضاً كاملاً للقصاص لدماء أبنائنا فى تلك المذابح التى لم تتوقف. نعم يا سيادة الرئيس هناك مؤامرة كبرى كما أشرت سيادتكم، ولكن القصاص لا يحتمل الانتظار لكشف كافة خيوط المؤامرة التى تشارك فيها كبرى أجهزة المخابرات فى العالم سواء بالدعم المادى أو المعنوى وحسب أهداف ومصالح عدد من الدول المعروفة بالاسم تقريباً ويكاد يعرفها المواطن المصرى العادى، إن القصاص من القتلة والإرهابيين فى سيناء يبدأ من الداخل ومن تجفيف المنابع الداخلية التى تغذى الإرهاب، وأعتقد يا سيادة الرئيس أن كل قادة الجماعة الذين يقبعون خلف القضبان حالياً والذين يتعاملون بكل غرور وغطرسة اعتماداً على مساندة الغرب هم أول القتلة وأعتقد أن القصاص منهم مطلب شعبى فى تلك الظروف الصعبة التى نعيشها وسط الأحزان. سيادة الرئيس: هناك ملايين تتدفق بشكل شبه يومى على منظمات وهيئات ومؤسسات حقوقية داخلية وخارجية والهدف هو تخريب مصر وتعجيزها كما أشرت فى كلمتك، ولكن اسمح لى يا سيادة الرئيس وقبل الكشف عما تحت أيدينا من معلومات موثقة عن جهات التمويل والمنظمات التى تتلقى التمويل أن نتوقف قليلاً أمام عدة أسباب تساهم بشكل كبير وأساسى فى نمو الإرهاب وتغذيته واتساع دائرته وتساهم أيضاً فى تعاطف البعض مع الإرهابيين والقتلة، وعلى رأس تلك الأمور عودة رجال مبارك وبقوة إلى المشهد السياسى والإعلامى والاقتصادى، واتضح ذلك فى الفترة الأخيرة بشكل يثير التساؤلات وكأن هناك من يسعى بكل الطرق لكى يقول للشارع المصرى إن عصر مبارك مازال باقياً كما هو وإن رجال مبارك الذين خرجوا من السجون أشرف من الجميع، وتعلم يا سيادة الرئيس أن فى ذلك استفزازاً لشعب ثار على هذا النظام كما تعلم كم يؤثر ذلك بصورة سلبية على منجزات ثورة يونيو وما يتم تحقيقه على أرض الواقع، وتعلم يا سيادة الرئيس أن الذين يهاجمون ثورة يناير يقصدون مهاجمة ثورة يونيو أيضاً، وتعلم يا سيادة الرئيس أن لدينا إعلاماً يتحرك بقوة المال السياسى الذى لا يعترف بسلطة الدولة بقدر ما يعترف بسلطة النفوذ والبيزنس، وهؤلاء أشد خطراً من الإرهاب لأنهم يغذون الشارع بكراهية ثورة يونيو ويصرون على بقاء مبارك فى المشهد وعلى قمة الأحداث وكأنه مازال يحكم! شاهدنا كيف يتم إعادة إنتاج عصر مبارك بصورة كاملة من خلال تلميع رجاله ومؤيديه،وهناك حرص على ظهور عدد من المقربين لمبارك كأنهم أبطال. وهنا نتساءل: لماذا لا تتوقف بعض الصحف والفضائيات المملوكة لرجال الأعمال عن تلميع أحمد عز وتقديمه كبطل كان ضحية لثورة يناير؟ لماذا تنمو وتتوسع استثمارات منصور عامر رغم القضايا المرفوعة ضده تتهمه بالفساد وسرقة أموال الدولة؟ ماذا يفعل طاهر حلمى فى مصر؟ وما هو الموقف منه بعد التقارير التى وصلت الرئاسة مؤخراً؟ إن هذه النماذج لا حصر لها وهناك عشرات من رجال مبارك وحاشيته يملأون الفضائيات والصحف، ولاشك أن مجرد ظهور أحد أباطرة المال فى عصر مبارك يتحول إلى سلاح ذى حدين يتم استغلاله من جانب قوى الظلام المتربصة، وتتلقف الصحف والمواقع الأليكترونية المملوكة للإخوان هذا الخبر لترويج مئات الشائعات التى تثير البلبلة والقلاقل فى الشارع المصرى، كما أن الائتلافات والتيارات المحسوبة على ثورة يناير و الممولة من الخارج والتى تتفق فى أهدافها مع أهداف الإخوان تتصيد تلك الأخبار لتصنع منها أكاذيب عن دخول رجال مبارك فى صفقات سياسية وبرلمانية مع النظام الجديد، وبكل بساطة يتم غرس هذا السلاح فى قلب الوطن ومستقبله ومشروعاته وأحلامه. سيادة الرئيس: ليس هناك شك فى عدالة القضاء المصرى الذى منح هؤلاء البراءة، ولكن لماذا لا يبتعدون عن المشهد؟ لقد حصلوا على ثروات طائلة وليس معنى تبرئة بعضهم أنهم لم يسرقوا وينهبوا ثروات المصريين، وليس معنى عدم الإدانة القانونية أنهم أبرياء، إن الأحكام القضائية لن تمحو من ذاكرة المصريين كل ما حدث من فساد ومحسوبية وشللية وتوزيع لثروات البلد على المحاسيب والمقربين من مبارك. سيادة الرئيس إن مصر التى تخوض أعنف حرب ضد الإرهاب لن تنتصر وهناك كل هذه الأعباء على كاهلها، إن تطهير الداخل وترتيب بيت الثورة وإزاحة الفساد أهم أسلحة الانتصار، أما إن بقى الحال كما هو عليه ولم نقتص للشهداء من رؤس الشيطان الإرهابية التى تدير المعركة من خلف القضبان فسيظل الإرهاب يحاصرنا فى الداخل والخارج، وكذلك إن ظلت حيتان البيزنس فى عصر مبارك تتسيد المشهد وتطارد المواطنين عبر الفضائيات وصحف المال السياسى فلن ننتصر. القصاص وتطهير مصر من رموز الفساد أولى خطوات الأمان يا سيادة الرئيس.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.