السيد رئيس الجمهورية / عبد الفتاح السيسى ... كنت أفضل الصمت وعدم الكتابة إليك غير أن توالى الأحداث و قدرات المتربصين بالوطن تدفعني دفعاً إلى قول كلمة حق ، فإن قول الحق لن يكون مخاطرة أو مغامرة أو مقامرة بل يصبح واجباً ، كنا قد قدمنا ما هو أبعد منه أيام حكم المخلوع مبارك و أيام المعزول مرسى ، أقول لك الحق وإن لم يعجبك , أصدقك القول وإن لم تعينني الكلمات عليه ، فلا أنا أحترف فن التبخير ولا الطبل ، ولا أنا ممن يستريحون كثيرا للتعامل مع السلطة . السيد الرئيس .... أكتب إليك الآن و بعد مرور عام من وصولك لسدة الحكم ... فإنني أتوجس خيفة على مستقبل الوطن ونحن نجتاز أخطر مرحلة في تاريخنا المعاصر و أراها الأصعب على الإطلاق وعلى كل المستويات والأخطر و الأمر و الأقذر هو ما يحدث على الجبهة الداخلية التي حولها الخونة واللقطاء والعملاء إلى ساحة للمقامرة بالمستقبل و المقايضة بالمنافع والمصالح الخاصة ،فقد تواصلت معي أعداد كبيرة من مثقفين وصحفيين و أصدقاء من قطاعات مختلفة انتابتهم ذات الهواجس انطلاقا من خشيتهم على التجربة من انتقال عدوى نظام مبارك إليها أو تسرب إحساس التفرد الزائف الذي انتاب جماعة الإخوان الإرهابية التي هوت قبل عام من اعتلائها سلم السلطة في البلاد .... لكل هذا أكتب إليك من المحكوم إلى الحاكم الذي أختاره الشعب ظنا منه أنك القادر على قيادة السفينة والنجاة بالقوم من مصير الأمم المتخلفة .. وللنجاة شروط ليست مبهمة وليست لوغاريتمات صعبة الفهم وليست مستحيلا صعب المنال.
من سبقوك ****************** التاريخ يا سيادة الرئيس هو المعلم و هو النبراس وهو الدليل ، عذراً إن كنت أكرر على مسامعك ما أنت أعلم به مني ولكننا قوم نؤمن بما قاله الله سبحانه وتعالى :بسم الله الرحمن الرحيم ( فذكر إنما أنت مذكر ) صدق الله العظيم . و إنني أذكر في هذا الخطاب بمن سبقوك حتى تعرف من سيلاحقونك بطلا في صفحات التاريخ أو وهما إذا ما حدت عن الطريق فقد سبقك إلى حكم مصر كثيرون منهم من عاش في القلوب رغم رحيله ومنهم من مات قبل رحيله ، وسأكتفي بتجارب أربعة ... أولهم الرئيس جمال عبد الناصر ... ذلك الرجل الذي جاء من صعيد مصر منتميا إلى أسرة بسيطة لديه نفس الحلم و نفس الأمل و نفس الطموح الذي داعب (ملح الأرض ) قبل ثورة يوليو فماذا فعل بنا و ماذا فعل فينا ؟ جاء الرئيس جمال عبد الناصر و في رحم نضاله مشروع و طني به عاش في القلوب و لكنه يا سيادة الرئيس وأد الديمقراطية و داس عليها فظل هذا الملف جرحا غائرا سبب آلاما في بيوت كثيرة اعتقل و سجن وعذب وعندما أفاق لم يمهله قدره ... حقق انتصارات و أصاب الأمة بانكسارات ... وقف مع الفقراء فسكن قلوبهم ... و في عصره تمددت مصر شمالا وشرقا و غربا و لكنها تقطعت جنوبا. في عهده أصبحنا قوة كبري في محيطنا و عندما اختار الوحدة مع سوريا كان نصفنا الطبيعي السودان قد انشطر عنا وفقدناه . عاش حلما دون أن يربط ذاته بواقعه فسقط في 67 ... تعلم الدرس ... وعاد شامخا قويا منتصبا بإرادة شعبية ...عاد للبناء فكان لبنة البناء الأولي في حرب السادس من أكتوبر ... رحل دون أن يري حلمه ورحل دون أن يعيد للمظلومين حقوقهم رحل و في عنقه ملف الحرية الموءودة فكان له وكان عليه ... و جاء من بعده الرئيس محمد أنور السادات ... صال وجال ... ترفق و تشدد ... فاز على خصومه و تفرغ للمعركة الكبرى وحقق بجنوده و بشعبه المؤمن بالمعركة نصرا فاصلا حاسما قويا عزيزا ففتحت له الأبواب المؤصدة وأصبح نبضا يسرى في عروق المصريين واقتحم بجسارته معركة السلام ففاز فوزا كبيرا غير أن خسارته كانت أكبر خرج السادات ببلادنا من حضن عروبتنا ...تركناهم فأصبحنا نهبا لغرب يتفرد بنا وتركونا فصاروا نهبا لغرب أدمن رائحة الزيت فينا ... خسرنا الأمة وخسرتنا الأمة ... وفتح السادات باب الحرية بحسابات دقيقة و أنشا الأحزاب ومعها أطلق شبح التطرف من حجره فاكتوي بنيرانه ... بدأ معنا وطنيا بسيطا صعلوكا ومطاردا فلاحا ثم ممسكا بغليونه ثم ربا للعائلة المصرية ثم ديكتاتورا ثم رحل شهيدا ... ثم جاء الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك فماذا فعل ؟ هل تتذكر يا سيادة الرئيس عندما ضبطته كاميرات المصورين يقود سيارته بنفسه في شوارع الإسكندرية ؟! وهل تتذكر ماذا قال ساعتها ؟! لقد قال إني أتعجب ممن يرون في قيادتي لسيارتي والتنقل بين الناس شيئا غربيا...هل تتذكر عندما أقال صحفيا كبيرا من مؤسسته لأنه نشر موضوعا صحفيا عن دور زوجة الرئيس الاجتماعي في الفترة المقبلة ؟!ألا تتذكر ماذا قال؟! ألم يقل إن زوجتها السيدة سوزان ربة منزل متفرغة لتربية أولاده ولن يسمح بظهورها وقيامها بدور كما كانت تفعل السيدة جيهان السادات؟! وهل تتذكر يا سيادة الرئيس كيف انتهى المطاف بمبارك ؟! ألم ينته به المطاف بالجلوس في المنزل وسيطرة السيدة سوزان على كل شي ؟! إنني أذكرك دون ترويع و أهيب بك أن تقرأ التاريخ حتى تنجح وننجح ... أعود فأقول :انفصل مبارك ولم يعد يقود سيارته ولم يعد يري شوارع الإسكندرية وكان يخرج من قصر إلى قصر ... ابتنى له قصرا في شرم الشيخ ولم يعد يعرف حدود محافظة المنوفية ولم يعد يعرف أنات البسطاء في قرى مصر ونجوعها... لم يعد يرى الناس واكتفى برؤية خمسة أو عشرة أو عشرين ... باختصار يا سيادة الرئيس اعتقلوه داخل أسوار البطانة الحديدية . قبل ذلك ... يجب أن نحق الحق فقد استطاع مبارك أن يعود بمصر جزئيا إلى بيته القديم ...عاد منقوصا إلى عربته ولكن عودته لم تكن عودة خلاقة ..ولكنه قبل هذا وذاك قضى على أهم ما كان يجب عليه أن يقويه ... قضى على المعارضة الشرعية ومنح القوى الظلامية ما لم يمنحه لأحزاب كان من الممكن أن تكون سنده ... وقبل هذا وذاك يا سيادة الرئيس أرتكب أكبر حماقة تاريخية ، حماقة تتعارض مع أمننا القومى عندما قرر بعد حادث أديس أبابا الخروج النهائي من أفريقيا ... أختار أن نكون عبيدا في أوروبا وسلم أمريكا مفاتيح مصر بعد أن كنا نبلاء وسط أهلنا في القارة السمراء . و أنه انفصل عن واقعنا وانفصل عن محيطنا و انفصل عن الشعب كان الخروج عليه في ثورة 25يناير خروجا عظيما ( وكنت أنا واحد منهم) ....فجاءت من بعده جماعة الإخوان ، فأضاعت كل شئ ، أضاعوا القيم و تاجروا بالدين ... جاء الرئيس المعزول محمد مرسى فماذا فعل ؟ السيد الرئيس ... أعلم أنك تعرف أكثر مما نعرف و لكنى أذكرك بما نعلم ... قال محمد مرسى إنه سيكون رئيسا للمصريين فانتخبه المصريون ... أكل وعوده ... فرط في وطنه ... أطلق العنان للإرهاب والإرهابيين واحتفل مع قتلة الرئيس السادات بانتصار السادات ... الذين قتلوا أحد أهم رموز النصر احتفلوا بالنصر ... بالنصر على صاحب النصر فقد رحل السادات و تراقصوا في استاد القاهرة القريب جدا من طريق النصر الذي استشهد فيه بطل النصر برصاصات الغدر التي أطلقها أصدقاء محمد مرسى ... إلى أن كان اليوم الفاصل في تاريخ الشعب المصري يوم 30 يونيو يوم الخروج على عميل الإخوان (وكنت أنا معهم ) ... على من باع أجزاء من الوطن و تحالف مع الشيطان الأمريكي من جديد و قوض المقاومة في فلسطين ... ومن أجل واشنطن أعلن الجهاد ضد نصفنا الثاني في سوريا العزيزة ... فلم يكن نصيبه أكثر حظا من سلفه مبارك .
صناعة الديكتاتور قد بدأت *********************** السيد الرئيس .... دعني أسر لك بما هو معلن للجميع إلا أنت و أقول لك مالا يرضيك ... إن صناعة الديكتاتور قد بدأت و أنهم بدأوا معك بنفس السيناريو الذي بدأوه مع الرئيس جمال عبد الناصر فأغلق باب الحرية ...و فعلوه مع الرئيس السادات فظن أنه رب البيت و الأسرة والشعب ... ومع الرئيس المخلوع مبارك فصم أذنيه عن الجميع حتى عزل نفسه عن شعبه فكان ما كان ... السيد الرئيس لن أحدثك فيما حدثك به غيري حول عودة مصطلح (بناء على تعليمات الرئيس ) و لن أحدثك عن الطامعين فيك ممن يحيطونك بهالة من الكذب والرياء فربما كنت تعرفهم ... ولن أحدثك عن المهندس إبراهيم محلب الذي جاء بوزراء ينتظرون تعليمات السيد الرئيس دون أن يأتي واحد منهم بفكرة من خارج الصندوق ...كلهم لن يقاوموا رغباتك حتى لو كانت اختياراتك غير سلمية ... باختصار يا سيادة الرئيس (ليس معك فريق بل أتباع )... إنما أحدثك عن عدد من الامثله : 1 عند حضورك أي حفل أو للقاء في أي مكان ... نرى كل أجهزة المحافظة و أجهزة أخرى معاونة يغسلون الشوارع التي ستمر منها و يلقون بالأتربه والمخلفات في شوارعنا نحن الشعب ... أنهم يسيئون إليك أبلغ إساءه عندما أساءوا إلى شعبك الذي تحكمه بإرادة منه ... كانوا ينثرون زهريات الزرع المتأنق ... هذه المشهد يا سيادة رأيناه مرارا و تكرارا في كل العصور ... عصور من جاءوا إلى سدة الحكم بإرادة الديكتاتور أما أنت فقد جئت بأصوات المحبين و المؤمنين بك . 2 عندما كنت تقود ماراثون الدراجات فى بداية حكمك كنت راغبا في تغيير الأنماط السلوكية غير أن أحدا لم يقل لك إننا لا نملك رصيفا للمشاة من أصله و لم يقل لك واحد من معاونيك إن ركوب الدراجة في مصر مغامرة محفوفة بالمخاطر .... السادة( المطبلاتية) خرجوا علينا بأن الفكرة عبقرية و قال بعضهم إن إدارات المرور سوف تنشئ حارات مرورية فورا للدراجات و تجاهلوا أننا من الأساس بحاجة إلي إدارات مرورية و بحاجة إلى شوارع و بحاجة إلى أرصفة و بحاجة إلى ضمائر أيضا . 3 عندما ناديت بالاستيقاظ في الخامسة أو السادسة و طالبت الجميع أن يتوجهوا إلى أعمالهم في السابعة انطلق (المهللاتية ) يصفقون و لم يقل لك قائل يا سيادة الرئيس إن معظم إن لم يكون جميع أسر العاملين في المصانع و المزارع و الدولة لديهم أبناء في المدارس و هؤلاء لا يمكن لهم أن يتركوا أبناءهم نهبا للشوارع المرعبة أو للخطر الداهم في حوارينا و أزقتنا و شوارعنا ولم يقل لك قائل إن المطالبة بالجد في العمل والاجتهاد لا علاقة لها بالسابعة صباحا و أننا لسنا دولة خليجية شديدة الحرارة تحتاج إلى هذا البكور غير المبرر في حالتنا .... ولم يقل لك قائل ممن حولك إن عدد ساعات العمل هو الأصل ... ليلا كان أو نهارا والاجتهاد فيه هو الأساس ظهرا كان أو عصرا .و خلاصة القول من هذه الامثله يا سيادة الرئيس قرب إليك من فريق عملك من يعارضونك ... فهؤلاء مخلصون يحبونك و أبعد عنك كل من يردد دوما كلمات التمام والكمال ... ويحاول خلع البشرية عنك ... و قرب كل من يذكرك بالناس و معاناتهم و همومهم ... و يذكرك بما وعدت به ...قرب إليك من يذكرك بملفات الفساد و ابتن لنفسك جسورا من الثقة بينك وبين شعبك و أبعد عنك من يفصلك عن عالم الواقع.
ثورة 25يناير ************** في الوقت الذي لا تترك فيه مناسبة يا سيادة الرئيس ... دون التأكيد أن 25 يناير ثورة متكاملة الأركان لكنها سرقت فإن كل تحركاتك أنت ومن حولك لا تزال تشير وعلى استحياء إلى أن أرض المحروسة لم تشهد في الألفية الثالثة إلا ثورة واحدة هى ثورة 30يونيو ... يا سيادة الرئيس كل المحاولات المستميتة لإثبات حسن النوايا فيما يتعلق بموقف معسكر سيادتكم من 25 يناير تؤكد كل الشواهد أنها فشلت ب (التلاتة ) فالغالبية تتحدث عن أن دولة ( السيسى ) لا تتعدى كونها نسخة كربونية ل (إمبراطورية مبارك ) التي ثار عليها المصريون بعدما تعبوا من فسادها ... أذكرك أن المحاولات المستمرة من جانب رجال الحزب الوطني المنحل و أنصارك في تهميش 25 يناير وتشويهها خلال الشهور الماضية أسهمت بشكل كبير في خلق معسكر مضاد يرفض كل ما تطرحه و يحاول دائما السير في عكس الاتجاه ... السيد الرئيس أن محاولات تشويه ثورة 25 يناير التي تحاول بطريق مباشر وغير مباشر التقليل منها واستخدامك لأكثر من مرة لغة جادة في التحذير من استمرارها غير أن حالة (الفوارن) التي خلقتها ثورة 30 يونيو أعطت أعداء ثورة 25 يناير الفرصة كاملة لمحاولة تأكيد أن ( 25يناير ) مؤامرة غربية متكاملة الأركان و أنهم أصحاب الثورة الثانية هم الذين استطاعوا إبعاد شبه التدخل الخارجي في الشأن المصري عندما قرروا التمرد أولا والثورة ضد نظام حكم الأخوان الذين يتهمون ثوار يناير بأنهم السبب في وجوده ويحملونهم أيضا المسئولية الكاملة على حالة (التردي) التي شهدتها مصر طوال عام من حكم الإخوان . قانون التظاهر ***************** أخشى أننا تحت دعوى الممارسة الديمقراطية نفقد الوطن... هكذا جاءت إجابتك يا سيادة الرئيس على موقفك من قانون التظاهر الذي أصدرته حكومة المهندس إبراهيم محلب و أكملت بقولك ( قانون التظاهر أحد أدوات ضبط حالة الفوضى الحالية التي تمر بها مصر مؤكدا أن المخاطر التي تتعرض لها البلاد أكبر من ترف الحديث عنه و أى شئ سيسهم في تأمين مصر سوف أقوم به ) السيد الرئيس الموقف الدعم أسهم بشكل كبير في تزايد حدة غضب كثير من الشباب خلال الاشهر الماضية من سيادتكم خاصة أن غالبية الشباب الذين شاركوا في 25 يناير و 30 يونيو أكدوا أن الحكومة تريد معاقبتهم بالقانون وأن الرغبة في إقصائهم عن المشهد السياسي تعدت مرحلة (الاختلاف) لتدخل منعطف ( القمع ) .
الشباب و الجيش ******************** سوف يسجل دفتر التاريخ بحروف من نور هذا الدور العظيم الذي قام ويقوم به جيش مصر الذي ظهر في لحظات حالكة مصيرية من تاريخ الأمة في ثورة 25يناير و ثورة 30يونيو و الآن وهو يحارب الإرهاب .ولكن يا سيادة الرئيس ... ماذا عن حالة ( الجفاء ) التي أصابت العلاقة بين شباب 25 يناير و قيادات القوات المسلحة ففي الوقت الذي كان فيه الشباب وفقا لرؤيتهم و (و كنت أنا واحد منهم ) يواجهون ضرب البعض من رجال وزارة الداخلية في شارع محمد محمود كانت القوات المسلحة ممثلة في المجلس العسكري في ذلك الوقت تتفاوض مع قيادات جماعة الإخوان ... وبينما يحاول الشباب التأكد من أن ثورته لم تسرق ... وجد نفسه مجبرا على انتهاج سياسة عصر الليمون و انتخاب مرشح جماعة الإخوان الإرهابية الرئيس المعزول محمد مرسى لإسقاط مرشح دولة مبارك وقتها الفريق أحمد شفيق ( وكنت أنا واحد منهم ) ... كل ما سبق يا سيادة الرئيس أسهم بشكل كبير في أن يكون الخصام هو عنوان العلاقة بين الشباب و المؤسسة العسكرية ( وليس الجيش ) ورغم محاولات عدد من القادة الدخول في حوارات مع الشباب فإن اندلاع ثورة 30 يونيو و خروج من أطلقوا على أنفسهم (حزب الكنبة ) وفتح النار على كل ما تربطه صلة ب (25يناير )أسهم بشكل كبير في تزايد حجم الهوة بينك و بين الشباب الذين أعلنوا العصيان و كشفوا أن كل الخطوات التي تتخذها يا سيادة الرئيس تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم لا يحملون (تذكرة في طائرتك الثورية ) ليس هذا فحسب ولكن سارع عدد كبير منهم لتأكيد أنهم سيكونون أول ضحايا في دولة سيادتكم لأنهم أصبحوا على رأس قائمة الأعداء وساعد تجاهل سيادتكم مطالبهم أو محاولة فهم توجهاتهم السياسية والإنصات لمتطلباتهم خلال الشهور الماضية تأكيد لهم أن ( الأمور لن تسير على ما يرام الفترة القادمة ) و أن ما استطاع (الرئيس المخلوع مبارك ) صناعته في 30 عاما تمكن الذين حولك من ترسخه في عام بما يؤكد يا سيادة الرئيس إذ لم يكون هناك حلول حقيقية وجذرية لكل ما سبق ... عفوا سيادة الرئيس سيكون الرحيل بأمر الشباب.
الفساد و الإرهاب ****************** نعم الإرهاب خطر على سلامة الدولة و لا يصح التهوين من شأنه و لا التهويل الذي تتورط فيه وسائل إعلام الخبل الرسمى و الخاص بعضها يهول بسذاجة وحسن نوايا يؤدى إلى جهنم و بعضها الآخر يفعلها عمدا وعن سابق إصرار و تصميم وترصد وبهدف لفت النظر عن الخطر الأعظم الذي يهدد الكيان المصرى وهو الفساد يا سيادة الرئيس ... الفساد الذي ينخر في بدن الدولة و يراد له أن يظل في مكانه و أن يلهينا بعصفورة الإرهاب عن سرقة جيوبنا وعن تحالفات المماليك التى تكونت و تكرست في زمن انحطاط تاريخى طويل بدأ بانهيار أعقب الانتصار في حرب أكتوبر 1973 و إطلاق موجة نهب هدت حيل الدولة و المجتمع وتحطيم الركائز الإنتاجية و الاجتماعية لجهاز الدولة ودفع المجتمع للهجرة في الجغرافيا و التاريخ و تحويل المصريين إلى غبار بشرى تائه سادته مشاعر بؤس و يأس خاطبتها جماعات اليمين الديني التى تضخمت و استفحلت و حلت محل الدولة عند قواعد البؤس و اليأس الشعبي و بما أغراها مع حكم الإخوان بتحطيم الدولة نهائيا وهى المحاولة البائسة التى أسقطها الشعب المصرى في ثورة 30يونيو بصحوة وعيه وحيوية ثورته و رد الاعتبار لأولوية الدولة و على أمل أن يتغير النظام وأن يتوقف نزيف الثروة و الموارد العامة و أن يجرى تحطيم جماعات النهب و أن تتم تصفية نفوذ مماليك زمن الانحطاط و الذي أصاب الدولة بالهشاشة و لين المفاصل و الفساد المستشرى وحول الوظائف العامة إلى ماكينات بنوك تدر الملايين بالرشاوى و تقيم صلات العروة الوثقى مع جماعة مليارديرات المال الحرام و الذين نهبوا البلد كما لم ينهب في تاريخه الألفى ولا يريدون قيامة للدولة من جديد إلا أن تكون مجرد صندوق (بريد) تصل عليه طلباتهم و أوامرهم فتنفذها الحكومات بغير إبطاء ولا تردد وبدعوى تشجيع الاستثمار و المستثمرين . السيد الرئيس .... قد يقال لك إن الوقت لا يحتمل و أن فتح الحرب على الفساد قد يعيق الحرب الجارية على الإرهاب و أنه لا ينبغي القتال على جبهتين في نفس الوقت و هذه فرية مفضوحة ولا يراد بها سوى إبقاء (الحال المايل ) على ما هو عليه و حماية مصالح كبرى غير مشروعة بالمنطق الصحيح للقانون و ضوابط الدولة الحقيقة و منع الاقتراب أو المساس بثروات مليارديرات النهب و تخويف سيادتكم بدعوى الحفاظ على الاستقرار و كأن الدولة المريضة بالفساد هى التى تصنع الاستقرار (!) و كأن مليارديرات النهب هم عناوين الاستثمار بينما ما مارسوه ويمارسونه هو عين ( الاستحمار ) لا الاستثمار فهم لا يوظفون في مئات شركاتهم سوى نسبة لا تكاد تذكر من القوى العاملة المصرية وهم ليسوا القطاع الخاص بل ( القطاع الماص ) و لديك يا سيادة الرئيس ملفات سرقاتهم بمئات الممليارات ولم يبق إلا أن تضرب ضربتك و أن تغير النظام طلبا لسلامة الدولة و أن تجرى تطهيرا شاملا و أن تسترد تريليونات الأموال المنهوبة و أن تشفع إنجازه بانحيازك للفقراء والطبقات الوسطى وهم جمهورك الأكثر ثباتا وفاعلية وهم (المستثمر الأعظم ) على طريقة تمويلهم الأسطوري لمشروع قناة السويس وهم السند الأقوى في حرب تحطيم الإرهاب ويريدون إنقاذ الدولة من توحش الفساد و أهله .... السيد الرئيس .... أن الدولة الجديدة لن تستمر وهى تدار بوقود دولة سقطت بثورة شعبية إن مصر اليوم تشبه المجرى المالي الذي تم حفره بثورتين ولكنه يتعرض حاليا لضخ برميل من المازوت الأسود لتعكيره و لإفساده تماما قبل أن يروى المصريين الذين كاد العطش يقتلهم على مدار 30عاما . و أخيرا *********
أعلم يا سيادة الرئيس أنك مدين لشعب اختارك قائدا فكن خادما ولا تكن سيدا فخادم القوم سيدهم ... أنت مدين لأم لا تجد قوت يومها و مدين لعجوز يطرق أبواب المستشفيات فلا يجد دواء يحميه من المرض و مدين لشاب ينتظر في طابور البطالة منذ سنين ... واعلم أن بطانتك سر بقائك أو رحيلك فبعض المحيطين بك مخلصون و كثير منهم مغرضون رأيناهم كثيرا و بغضناهم كثيرا وهم كالحرابى وحتى تأمن مكرهم فلتكن أول من يبتني صروحا قوية لمعارضيك ... أدعم المعارضة الشرعية فهى سندك وهى سهمك وهى سيفك ضد أراجيف المرجفين .... وحتى تأمن شر المتحولين اقرأ من يقول ( لا ) قبل أن تنبهر بمن لا يرددون إلا ( نعم ) و إياك و الحرية ... نعم كن حاسما و لا تكن جبارا فالحسم خير والتجبر شر و مهما كانت قسوة الأقلام فلا تقصفها فأحبار الأقلام دماء تصنع القطيعة و تحاصر من يدميها وما من حاكم كمم الأفواه إلا و كان من الخاسرين ... و اعلم يا سيادة الرئيس إذ لم يكون هناك حلول حقيقية وجذرية لكل ما سبق ... عفوا سيادة الرئيس سيكون الرحيل هو الحل . ---------------- و للحديث بقية [email protected] خالد القاضي خالد القاضي