إعلام الاحتلال: مقتل 6 ضباط وجنود فى غزة وعلى الحدود مع الأردن خلال اليوم    جاهزية 75 قطعة أرض بمشروع «بيت وطن» لتوصيل الكهرباء في القاهرة الجديدة    قرض ومنحة ب60 مليون يورو.. قرار جمهوري بشأن مركز التحكم الإقليمي بالإسكندرية    جامعة الإسماعيلية الجديدة تستقبل طلابها بجاهزية كاملة للعام الدراسي    تجهيز 558 مدرسة لاستقبال 186 ألف طالب بالعام الدراسي الجديد في بورسعيد    وزير التعليم ومحافظ الجيزة يفتتحان 3 مدارس جديدة استعدادًا لانطلاق العام الدراسي الجديد    المشاط تلتقي وزيرة الدولة للتجارة الإسبانية خلال فعاليات منتدى الأعمال المصري الإسباني    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات الخميس    أسعار المستلزمات المدرسية 2025 في محافظة الدقهلية اليوم 18+9-2025    الوزير " محمد صلاح ": الشركات والوحدات التابعة للوزارة تذخر بإمكانيات تصنيعية وتكنولوجية وفنية على أعلى مستوى    «الري»: خرائط لاستهلاك المحاصيل للمياه للوفاء بالتصرفات المائية المطلوبة    80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين من الهلال الأحمر المصري عبر قافلة زاد العزة ال40    أشعر بكِ جدا.. ملك إسبانيا ينزل من المنصة ليصافح سيدة فلسطينية ويتحدث عن غزة    بعد افتتاح سفارتها في القدس.. فيجي الدولة الجزرية الصغيرة التي أثارت جدلًا دوليًا    محمد صلاح يرفع شعار الأرقام خلقت لتحطم    إنتر ميامي يتفق مع ميسي على تجديد تعاقده    ميدو: مواجهة الزمالك والإسماعيلي فقدت بريقها.. وأتمنى عودة الدراويش    الكلاسيكو 147.. التاريخ يميل نحو الزمالك قبل مواجهة الإسماعيلي الليلة    شبانة: وكيل إمام عاشور تخطى حدوده    بينهم رضيع.. إصابة 12 شخصا في حادث انقلاب سيارة أجرة بأسوان    المشدد 15 عاما وغرامة 200 ألف جنيه لمتهمين بالاتجار في المخدرات بالشرقية    هل اقترب موعد زفافها؟.. إيناس الدغيدي وعريسها المنتظر يشعلان مواقع التواصل    بعد اختفاء إسورة أثرية.. أول تحرك برلماني من المتحف المصري بالتحرير    فى حوار له مع باريس ريفيو فلاديمير سوروكين: نغمة الصفحة الأولى مفتتح سيمفونية    معا من أجل فلسطين.. حفل خيري بريطاني يهدم جدار الخوف من إعلان التضامن مع غزة    الصحة: المبادرة الرئاسية «صحتك سعادة» تقدم خدماتها المتكاملة في مكافحة الإدمان    نائب وزير الصحة تشهد إطلاق ورشة عمل للإعلاميين حول الصحة الإنجابية والتنمية السكانية    وزير الدفاع الصيني يجدد تهديداته بالاستيلاء على تايوان لدى افتتاحه منتدى أمنيا    "الرحلة انتهت".. إقالة جديدة في الدوري المصري    آثار تحت قصر ثقافة ومستوصف.. سر اللقية المستخبية فى الأقصر وقنا -فيديو وصور    فيديو متداول يكشف مشاجرة دامية بين جارين في الشرقية    فرنسا تستعد لاحتجاجات واسعة وسط إضرابات وطنية ضد خطط التقشف الحكومية    ديستيني كوسيسو خليفة ميسي ويامال يتألق فى أكاديمية لا ماسيا    "الطفولة والأمومة" يطلق حملة "واعي وغالي" لحماية الأطفال من العنف    مفتى كازاخستان يستقبل وزير الأوقاف على هامش قمة زعماء الأديان    اليوم.. افتتاح الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    النقل تناشد المواطنين الالتزام بعدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه    النقل تناشد المواطنين الالتزام بقواعد عبور المزلقانات حفاظًا على الأرواح    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    الصحة تشارك في مؤتمر إيجي هيلث لدعم الخطط الاستراتيجية لتطوير القطاع الصحي    مورينيو يرحب بالعودة لتدريب بنفيكا بعد رحيل لاجي    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    10 ورش تدريبية وماستر كلاس في الدورة العاشرة لمهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب    ضبط المتهم بإنهاء حياة زوجته بمساكن الأمل في بورسعيد    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    التحفظ على أكثر من 1400 كتاب دراسى خارجى مقلد داخل مكتبتين    رئيس اتحاد الصناعات: العمالة المصرية المعتمدة تجذب الشركات الأجنبية    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    ملك إسبانيا: المتحف الكبير أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة    حكم تعديل صور المتوفين باستخدام الذكاء الاصطناعي.. دار الإفتاء توضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    شديد الحرارة.. حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    "معندهمش دم".. هجوم حاد من هاني رمزي ضد لاعبي الأهلي    سعر الأرز والفول والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    احتفظ بانجازاتك لنفسك.. حظ برج الدلو اليوم 18 سبتمبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيديو..سكينة فؤاد: ليلة القبض علي النظام
نشر في الوفد يوم 27 - 02 - 2011


حاورها - خيري حسن: تصوير - أشرف شبانة
سيحدث‮..‬ سيكون للحب زمان‮..‬ ولكن‮ غير هذا الزمان‮.. آخر كلمات تنتهي‮ بها قصة‮ "‬ليلة القبض علي‮ فاطمة‮" للكاتبة القديرة سكينة فؤاد‮.. حيث حدث ما كانت تحلم به‮.. توقف الزمان‮..
‬وحل مكانه زمان آخر‮.. عنوانه حب الوطن،‮ والموت في‮ سبيله‮ يوم‮ 25‮ يناير‮. لكن إذا عدنا بالزمان قليلا،‮ نجد صورة تدل علي‮ ما كانت عليه مصر قبل هذا اليوم‮.. الكاتبة سكينة فؤاد تنزل من بيتها،‮ وتتجه إلي‮ مكتبها في‮ الأهرام‮.. تصعد بالأسانسير،‮ تتلقي‮ تحية الصباح من الأبناء والأصدقاء‮. تخرج مفتاح المكتب وتحاول فتحه‮. المكتب‮ يرفض إطاعة المفتاح‮.. ماذا حدث؟‮ يأتيها الرد‮.. "‬احنا آسفين‮ يا أستاذة‮.. غيرنا‮ القفل‮"!!‬
فهمت‮ "سكينة فؤاد‮" الرسالة،‮ وانسحبت من الأهرام بعد سنوات من العمل والعطاء‮. ومازال مكتبها ومتعلقاتها،‮ وكتبها،‮ وذكرياتها حبيسة المكتب الذي‮ تغير مفتاحه‮.. عقاباً‮ لها ربما علي‮ حبها وإخلاصها للكلمة والوطن‮.‬
هذه الصورة دالة بشكل أو بآخر علي‮ ما كان‮ يحدث في‮ مصر أيام مبارك‮. ومرت السنوات‮.. وأصبح للحب زمان‮.. ولمصر مكان‮.. عنوانه ميدان التحرير‮.‬
ذهبت إليها في‮ مسكنها بالمعادي‮.. الكتب والصحف والرسوم والأشكال الفرعونية أول ما‮ يلفت نظرك من مصر القديمة‮. أما مصر الجديدة فموجود منها علم مصر ما بعد مبارك ويافطة‮ - التي‮ تعلق علي‮ السيارات في‮ شوارع القاهرة الآن‮ - مكتوب عليها‮:‬
‮"‬25‮ ي‮ ن ا‮ ي‮ ر‮" وفوقها مصر‮.. وإلي‮ نص الحوار‮:‬
‮* في‮ البداية‮.. بعد ثورة‮ 25‮ يناير‮.. والبعض‮ يسأل‮.. من أين نبدأ؟
‮** أنا أنادي‮ أي‮ نظام قادم،‮ وأقول له ونحن نهدم الماضي،‮ علينا أن نبدأ بسرعة خطوات البناء،‮ وأن‮ يتم استدعاء قاعدة العلماء العظيمة،‮ لأننا نستطيع أن نكون دولة كبيرة،‮ في‮ سنوات قليلة‮.. هل‮ يعقل أن نكون الدولة الأولي‮ في‮ الاستيراد؟
‮* يمكن البعض‮ يطالب أولاً‮ بالأموال التي‮ نهبت وضرورة عودتها للبلد؟
‮** الأموال التي‮ نهبت من أخطر القضايا،‮ ولكن أريد أن أسأل‮.. وماذا عن صحة المصريين التي‮ سرقت‮.. من سيعيدها إليهم؟ والذين دمروا الفلاح المصري‮.. هل سيدفعون الثمن؟ نعم عودة الثروات مهمة جدا‮.. والأراضي‮ المنهوبة،‮ لكن أكباد المصريين التي‮ دمرت‮. وأطفال المصريين وأورام المصريين،‮ والمياه الملوثة التي‮ شربوها،‮ كل هذا نحاسب من عليه‮.. وكم هي‮ فاتورة الحساب‮. والأرض‮.. ماذا بقي‮ منها؟ لقد صدرت قوانين من النظام السابق لأكل لحم هذه الأرض‮.‬
‮* الأسئلة كثيرة ومؤلمة‮ يا أستاذة‮.. أليس كذلك؟
‮** نعم‮.. لكن أقول إن الخير في‮ هذا البلد،‮ لا أول له ولا آخر،‮ برغم كل ما نهب‮. ولكن كيف نحاسب‮ "‬بجد"؟
‮* وكيف‮ يكون الحساب لنسترجع ما سرق أو نهب؟
‮** أدعو إلي‮ تأميم‮ - ولكن ليس علي‮ طريقة الستينيات لكل ما تم بيعه،‮ ويتم استرجاعه،‮ ومن‮ يثبت له حق‮ يأخذه،‮ إذا كان قد اشتري‮ بحق وبالتكلفة الحقيقية،‮ ولكن ما أخذ في‮ عصر النهب العظيم ودفعت فيه‮ "‬أراض أو شركات‮" جنيهات ودفعت فيه المليارات تحت الموائد،‮ كل هذا‮ يجب أن‮ يعود للشعب،‮ عن طريق‮ "‬تأميم" بلاش تأميم نقول استرجاع وايقاف كل ما تم من مشروعات،‮ ومراجعتها قانونيا،‮ فالنظام سقط،‮ وبالتالي‮ تسقط معه شرعية ما باعه بأبخس الأثمان،‮ والآن هناك محاولات لترتيب الأوراق‮.‬
‮* ترتيب الأوراق من من؟
‮** من فلول النظام‮.. وإذا كانوا‮ يستطيعون ترتيب الأوراق،‮ فكيف سيقومون بترتيب الواقع المرير الذي‮ صنعوه‮.‬
‮* يتحدث البعض عن مليارات خسرناها أثناء وبعد الثورة بماذا نرد عليهم؟
‮** نقول لهم‮.. طيب والمليارات التي‮ نهبت في‮ عصر النهب العظيم علي‮ مدار‮ 30‮ سنة،‮ ونريد استرجاعها بأي‮ صيغة قانونية،‮ ثم تتم المراجعة،‮ ومن له حق‮ يأخذه وما لمصر من حق تأخذه،‮ عندما خرج الشعب العظيم في‮ 25‮ يناير،‮ خرج بعدما أثقله النظام بالجراح‮. وأنا ظللت‮ 15‮ سنة أكتب عن الفساد،‮ ولم أكن أتصوره بهذا الحجم‮.‬
‮* لهذه الدرجة؟
‮** طبعاً‮.. عشنا في‮ ظل فساد‮ غير مسبوق‮. وهذا الشعب خرج وقرر أن‮ يستشهد بسبب ذلك،‮ وما رأيته في‮ ميدان التحرير من مشاهد أعاد لذاكرتي‮ زمن المقاومة في‮ سنة‮ 56‮ وزمن الانتصار في‮ 73،‮ إن لحظات السعادة في‮ حياة هذا الشعب شعرت معها بأن الاستشهاد‮ يتجاور معها‮.‬
‮* وكأن هذا الوطن دائماً‮ ما‮ يرويه دم أبنائه؟
‮** بالضبط‮.. هذا الوطن‮ يجعلك تكتشف معني‮ الحياة،‮ عندما تضيق بك الحياة‮. شباب هذا الشعب ورجاله ونساؤه في‮ ميدان التحرير قالوا إنهم لا‮ يستحقون ما فعل بهم‮.. ولا مصر تستحق ما فُعل بها‮. وهذا الشعب دفع الدم‮.. وعندي‮ إيمان بأن الأرض عندما تتخضب بالدم الطاهر،‮ تتعطر وتستعيد حيويتها،‮ وتجاهد مع الشعب‮.‬
‮* هل الأرض المصرية تجاهد اليوم؟
‮** ليست المصرية فقط،‮ بل والعربية أيضاً‮. إن الأرض العربية تجاهد اليوم مع الشعوب،‮ وهي‮ لا تتكلم‮ »‬عربي‮« فقط كما‮ يقال بل تتكلم حرية،‮ وتحارب مع شعوبها ضد الظلم والفساد والقهر‮.‬
‮* بالنسبة لمصر‮.. ما هي‮ أكثر القطاعات التي‮ تأثرت بالفساد؟
‮** الأرض المصرية‮.. حد‮ يقولي‮.. لما القطن‮ يضيع والقمح‮ يضيع‮.. والزيت نستورد‮ 80٪‮ منه ونستورد الفول المدمس والثوم،‮ نحن بلد زراعي‮ أصلا‮. فماذا‮ يعني‮ هذا؟ ثم كيف نغلق الوادي‮ القديم،‮ حتي‮ استصلح الصحراء وياريت صلحنا وكم‮ يتكلف الاستصلاح؟ ثم كيف أدمر مشروعات العلماء؟
وكيف‮ يستطيع‮ "‬الصهيوني‮" أن‮ يعمل في‮ الزراعة المصرية،‮ والعالم المصري‮ يُدمر‮!‬
‮* كانت هذه سياسة‮ يوسف والي‮.. أليس كذلك؟
‮** نعم‮.. وأنا لا أعرف‮ يوسف والي‮ لماذا حتي‮ هذه اللحظة لم‮ يحاسب‮. لابد من وضع النقاط علي‮ الحروف‮.. وحد‮ يقول لي‮.. لماذا لم‮ يحاسب‮ يوسف والي‮ حتي‮ الآن؟‮.. لقد دمر هذا الرجل الزراعة المصرية علي‮ مدار سنوات‮.. ما حدث في‮ مصر أكبر من تصور أي‮ أحد‮.. وكأن مصر لم تعد بعد سقوط النظام إلا مجموعة من ملفات الفساد‮.‬
‮* طيب‮.. فين الدولة ومؤسساتها؟
‮** الواقع‮ يقول لنا لا توجد‮.. كان‮ "‬وهماً‮" عشنا فيه سنوات‮. وتذكر معي‮ الساعات الأخيرة من ليل‮ يوم جمعة الغضب،‮ في‮ هذه الساعات‮ غابت مصر المؤسسة في‮ لحظة‮.. ولولا أن قام أولادها لحماية الليل والنهار فيها‮.. كان الموقف سيكون صعباً‮.‬
‮* هل هناك وطن‮ يتحمل‮ 30‮ سنة فساداً‮ مثل مصر؟
‮** في‮ ظني‮ لا‮ يوجد‮.. هؤلاء الفاسدون أثق أن دفاعهم عن فسادهم لن يهدأ‮.‬
‮* حتي بعد الثورة؟
‮** طبعًا‮.. وأنا واثقة من أن الجيش يعرف أن هناك محاولات للالتفاف وتفكيك مصر‮.‬
‮* ومن الهدف من ذلك؟
‮** الهدف واضح‮.. وهو أن إما يكملوا‮ "‬نهشها‮" والاستيلاء عليها وسرقتها‮. أو أن تغرق بالكامل‮. نحن في مرحلة بالغة الخطورة‮.‬
‮* ومن أين تطل علينا الخطورة؟
‮** من كل مكان‮.. فالمرحلة تمتلئ بالفساد‮.. والضرورة تقتضي مواجهة هذا الفساد ومحاسبة رموزه،‮ ومنعهم من التمادي‮. ومنع مخططات الالتفاف والتفكيك‮.‬
‮* طيب‮.. هذا عما سبق‮ - فماذا عما هو قادم؟
‮** نعيد بناء ديمقراطية سليمة‮.. ويكون لديك برلمان حقيقي وأن يكون لديك انتخابات حقيقية،‮ وأحزاب حقيقية‮.. ورئيس حقيقي،‮ رئيس بمعني أن يكون خادما للشعب،‮ يستمد وجوده وقيمته من احترام سيادة الشعب وأن يكون لديك مؤسسات تراقب وتراجع‮.‬
‮* إذن نحن في حاجة لرئيس خادم للشعب وليس رئيسًا يخدمه الشعب؟
‮** نعم‮.. هذا هو الأمل الذي نعمل من أجله،‮ ويكون لديك دستور يحدد ويحجم من سلطات الرئيس بدلاً‮ من دستور ممتلئ بالعورات،‮ يعمل علي تجميع سلطات الحاكم وقتل الحريات‮.. لقد صنع النظام البائد فتنًا بين الشعب لا حصر لها‮.‬
‮* مثل ماذا؟
‮** مثل فتنة الشرطة والشعب التي صنعها النظام‮.. من يداويها؟ إنها صناعة جهاز توغل وتسرطن في جسد الشعب أيام هذا النظام،‮ لقد فكك نظام مبارك الوطن‮.. وقام بتدمير البنية الأساسية للبلد‮. هذا البلد الذي قام علي التكافل والحب والاحترام‮. نحن اليوم في مواجهة لخطة قامت علي تمزيق نسيج الوطن الواحد‮. راجع عبقرية الشعب في بورسعيد أيام‮ 56‮ وعبقرية الجندي المصري في‮ 73‮ وانظر كيف كان العزف الوطني في الميدان في‮ 25‮ يناير‮.‬
‮* غاب هذا العزف لسنوات؟
‮** نعم‮.. لكنه عاد في ميدان التحرير في‮ 25‮ يناير وما بعده‮. في ميدان التحرير كان الشعب روحًا واحدة،‮ وحلمًا واحدًا،‮ مصر من‮ 25‮ يناير وحتي‮ 2‮ فبراير‮ »‬الأربعاء الأسود‮« كانت مصر في حماية أولادها أبناء الحضارة العريقة لهذا الشعب‮.‬
‮* كيف رأيت هذا اليوم 2فبراير‮ الذي عرف بموقعة البغال والحمير؟
‮** رأيت مصر الحضارة في مواجهة جحافل من حكموها وأفسدوها‮ 30‮ عاما‮. لقد جاء الحزب الحاكم في هذا اليوم بكل فساده لمواجهة الحضارة في ميدان التحرير‮. وأنا أرجو قريبًا أن تظهر نتائج التحقيقات في هذه المهزلة،‮ مع العلم أن كل المصريين يعلمون ماذا حدث في هذا اليوم؟
‮* في رأيك‮.. ما هو المطلوب عمله في هذه المرحلة؟
‮** إلغاء جهاز أمن الدولة الذي توحش وتجبر وسرطن الحرية في البلد‮.. وكذلك قانون الطوارئ،‮ هذا القانون هل منع حادث القديسين‮. إن الذين سرقوا الأرض يجب حسابهم وكذلك الذين سرقوا أمن المواطن والأمن الإنساني يجب حسابهم‮. إنهم فعلوا الفتنة من قبل ويجددونها الآن‮.‬
‮* وما دوافعهم في إشعال الفتن في المجتمع؟
‮** الاستمرار حتي ولو علي جسد الوطن‮. لذلك أطالب بتجميد الحزب الذي كان حاكمًا،‮ حتي تتضح الرؤية‮.. والكل يحاسب علي ما قام به‮. وعلينا أن ننتبه للمحليات‮. لقد أقاموا عليها بتزوير الانتخابات،‮ فالمحليات هي البنية التحتية لأي نظام سياسي،‮ ويأتي منها أفضل أبناء الاقاليم‮.‬
‮* كيف ترين شكلها أو مضمونها بعد‮ 25‮ يناير؟
‮** أدعو أن يكون شباب الثوار هم الذين يتولون المحليات في اقاليمهم هؤلاء الذين حموا مصر،‮ فلا أقل من أن يتولوا المحليات‮.‬
‮* تلوين بعض الأقلام بلون الثورة في بعض كتاباتها‮.. كيف ترين ذلك؟
‮** أري أنه لا مبدأ‮. لأنه لو كان هناك مبدأ تريد أن تعرف أين كان المبدأ‮.. هل كان بالأمس أم اليوم‮. ولو بقي أصحاب هذه الأقلام علي مواقفهم واعترفوا بالخطأ،‮ لكنت قدمت لهم الاحترام‮.. ومنظومة الإعلام الرسمي،‮ أيام الثورة كانت كارثة‮. وزير الإعلام السابق قال لم تكن عندي كاميرا أخري حتي أضعها علي ميدان التحرير لقد كانت كارثة إعلامية‮.. والإعلام يصنع الوجدان‮.‬
‮* البعض يقول لا نريد انتقامًا؟
‮** طبعًا‮.. ثورات مصر لا تعرف الانتقام‮.. هذا الشعب عظيم من صنيعة نيله العظيم‮.. ومن يصنعه النيل لا ينتقم‮. لكن نحن نقولاً‮ انتقال وليس انتقامًا‮. أنت كنت في مرحلة‮.. وانتهت المرحلة‮.. وعليك الآن أن تترك المرحلة لغيرك‮. لأن الناس لن تصدقك‮.. فأنت كنت بالأمس تضحك وتكذب عليها‮.. فكيف تصدقك اليوم؟ إن رموز نظام‮ 30‮ عامًا حان وقت رحيلها،‮ وليتركوا المرحلة لغيرهم‮.‬
‮* أيهما أهم‮.. نحاسب ونحقق أم نبدأ في البناء؟
‮** الأثنان معا‮.. نحقق ونحاسب،‮ ونبدأ فورًا في البناء‮.. إن التحقيق في كارثة‮ 30‮ سنة يحتاج لسنوات‮.. والمرحلة الآن لا تحتاج تأخيرًا‮.. النهاردة أوضاع مصر،‮ استطاع هذا النظام أن يضعها عند خطوط الخطر كلها‮.‬
‮* وما المشاكل التي تعطيها الأولوية في البناء؟
‮** الفقر‮.. لازم نشوف له حلولاً‮ سريعة‮.. وجنوب الوادي وانفصال السودان مشكلة‮.. والهيمنة الأمريكية والصهيونية مشكلة‮.. بناء جهاز أمني وطني يدرك أنه من جسد الشعب‮.. وأن كرامته من كرامة هذا الشعب‮. ونحتاج لمنظومة تنمية‮.‬
‮* وما الأولويات في التنمية؟
‮** زراعة القمح تبدأ فورًا‮.. ولدينا علماء جاهزون خاصة أنها مشروعات تتدخر وتوفر وتعيد القطن لعرشه الذهبي وتحفظ أمنك الغذائي والصحي‮. وأيضًا تعديل منظومة الأجور‮.‬
‮* يا أستاذة‮.. مصر كانت مع من قبل‮ 25‮ يناير؟
‮** كانت مع من لم يحبوها ولم يحترموها‮.. ومن لم يدركوا قيمتها‮. وكان همهم نهبها فقط‮.‬
* وجاءت الثورة‮..‬
** نعم‮.. جاءت لتعيد مصر إلي وضعها الطبيعي‮.. ولتعيد بناء الفلاح‮.. والعامل‮.. وبناء المصانع،‮ وتشغيل الشباب‮.. ونحن في لحظة فيها كل مقومات البناء‮.. وعلينا أن نعطي الدفعة للخبراء والعلماء والأمناء‮.. وأن يتنحي كل من بقي من رموز النظام القديم‮. مصر اليوم فيها شعب قرر أن يستشهد ودفع الدم من أجل مصر‮.. ومن يرد أن يري ذلك فلير وجوه الناس في شوارع المحروسة أو‮ "‬يخطف‮" رجله لميدان التحرير‮.‬
‮* بمناسبة ميدان التحرير‮.. كيف رأيته أيام الثورة؟
‮** رأيت كل ما كتبته طارح‮ "‬قمح‮" في الميدان‮.‬
‮* هل رأيت‮ "‬فاطمة‮" في ميدان التحرير؟
‮** في الميدان اقترب مني أحد الثوار وقال‮: دي ليلة القبض علي النظام‮. فقلت‮. لا دي ليلة الافراج عن مصر‮.‬
شاهد فيديو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.