وزير النقل: شبكة القطار الكهربائي السريع ملحمة وطنية كبرى    تحصين 10110 رأس ماشية في أول أيام انطلاق الحملة القومية للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية في الدقهلية    وزير السياحة يطلق اليوم حملة ترويجية سياحية تحت شعار إحنا مصر    محافظ المنوفية يقرر صرف مساعدات مالية ومواد غذائية لعدد من الحالات الإنسانية    وزير الصناعة والنقل يتفقد مصنع الملابس الجاهزة بالمنطقة الصناعية الثانية بمدينة 15 مايو    خسائر بملايين الشواكل.. توقف حركة القطارات في إسرائيل بسبب حادث بكابلات الكهرباء    قافلة المساعدات الإنسانية المصرية ال16 تدخل قطاع غزة لدعم الفلسطينيين    محمد صلاح: علاقتي ب فان دايك استثنائية.. ولحظة التتويج بالدوري لا تُنسى    "لم يقدم عرضاً حتى الآن".. ليكيب: لانس يستهدف التعاقد مع مصطفى محمد    مصر تحصد ذهبية تتابع المختلط في بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 سنة    حملات تفتيشية مفاجئة لضبط التكاتك المخالفة لخطوط السير بمدينة الزقازيق    حظر بيع وتداول وتركيب عدادات المياه غير المدموغة من مصلحة المصوغات والموازين    عاجل- روسيا تعلن دعمها لمرشح مصر خالد العناني لتولي منصب مدير عام اليونسكو    «شاعرة جامدة».. عمرو دياب يوجه رسالة لمنة القيعي خلال حفله بالساحل الشمالي (فيديو)    بحضور شقيقه ومصطفى كامل.. أحمد سعد يتألق بحفله الثاني في مهرجان "ليالي مراسي"    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة لاستقطاب الخبرات الطبية المصرية العالمية    السيطرة على حريق محول كهرباء بالبدرشين    ضبط قضايا اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي بقيمة 11 مليون جنيه    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    قرار من جامعة حلوان للطلاب الجدد بشأن التقديمات والكشف الطبي    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    قمة إنجليزية.. مواعيد مباريات اليوم الأحد    "الجونة السينمائي" ينعى مدير التصوير تيمور تيمور    من جبل الطير إلى درنكة.. صوم العذراء يعيد إحياء مسار العائلة المقدسة    موعد آخر فرصة لتقليل الاغتراب والتحويلات بتنسيق المرحلتين الأولى والثانية    الأنبا مقار يترأس القداس الإلهي بكنيسة البابا أثناسيوس بالعاشر    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض الحرارة والعظمى تسجل 31 درجة    ثلاث ولايات أمريكية ترسل قوات من الحرس الوطني إلى واشنطن    إصلاح الإعلام    فتنة إسرائيلية    صناديق «الشيوخ» تعيد ترتيب الكراسى    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    الشناوي يعود لحراسة مرمى الأهلي.. سيف زاهر يكشف التفاصيل    رويترز: سماع دوي انفجارات قرب محطة للكهرباء في العاصمة اليمنية صنعاء    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    "محدش يقدر يمنعني".. طارق سليمان يعلق على أزمة تعليقه على أداء حراس الأهلي وشوبير يتحمل هدف فاركو    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    «مش عايز حب جمهور الزمالك».. تعليق مثير من مدرب الأهلي السابق بشأن سب الجماهير ل زيزو    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    البيت الأبيض يرد على تقارير العثور على وثائق تخص قمة ألاسكا.. ماذا قال؟    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    «قطاع الأعمال»: تجهيزات نهائية لبدء إنتاج مصنع «الملاكي»    أسباب وطرق علاج الصداع الناتج عن الفك    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية الشاب الإسرائيلى الغامض فى ثورة يناير!!
نشر في الموجز يوم 13 - 11 - 2014

يفتح الملف ويطالب بتطهير الثورة من العملاء والمشبوهين
مؤسس «ويكيليكس» يتحدث لأول مرة عن وائل غنيم:
اعترافات جاريد كوهين تلميذ كونداليزا رايس وهيلارى كلينتون عن ميدان التحرير!
تفاصيل الصفقات السرية بين «جوجل» والمخابرات الأمريكية
إعلام «الردح» المجانى رفع أسهم الخونة والعملاء وفشل فى كشف الحقائق الموثقة
كتب أعداء ثورة يناير مئات المقالات التى تصف 25 يناير بالمؤامرة وتتهم كل رموزها بالعمالة والخيانة، ولكن كل هذه المقالات لا تعادل كلمة واحدة من كلمات مؤسس ويكيليكس الذى لا يسمح بتسريب معلومة أو وثيقة إلا بعد دراستها وفحصها والتأكد من صحتها، وهذا معروف عن «جوليان أسانج» الذى تحدى أجهزة العالم وبالتحديد أمريكا ونشر عشرات الوثائق المهمة عن أسرار حرب العراق وأفغانستان ولم يتم تكذيبه فى وثيقة واحدة من مليون وثيقة تقريباً نشرها موقع «ويكليكيس » الذى أصبح الأشهر والأصدق فى العالم. كتب «أسانج» مقالاً خطيراً فى مجلة «نيوزويك» يوم 24 أكتوبر الماضى، تحدث فيه عن وائل غنيم وعلاقته بالشاب الإسرائيلى جاريد كوهين، ومن الغريب والمثير أيضاً أن الصحف المصرية التى تهتم بكل كلمة تخص مصر تجاهلت هذا المقال الذى نشر قبل أكثر من أسبوعين، تحت عنوان Google Is Not What It Seems أو «جوجل ليست كما نراها». وقبل الدخول إلى تفاصيل هذا المقال الخطير عن أحد رموز ثورة يناير وهو وائل غنيم، يجب التأكيد على الفصل التام بين الأشخاص ودورهم وبين الثورة التى انطلقت فى 25 يناير ضد الظلم والفساد والمحسوبية والتى خرج فيها شباب مصر رافضاً لعصر الظلم والديكتاتورية، وتم تشويه الثورة من خلال بعض الأسماء المشبوهة التى ارتبطت بها والتى تم تقديمها فى وسائل الإعلام الغربية كأبطال ورموز للثورة فى حين كان هؤلاء مجرد أدوات فى أيدى الأجهزة الخارجية. وهذا توضيح ضرورى ولا يقل أهمية عن اسم صاحب المقال المشهور بمصداقيته على مستوى العالم. كان مقال «أسانج» يتناول علاقة شركة جوجل بالبيت الأبيض والبنتاجون والخارجية الأمريكية والمخابرات المركزية وكيف يقوم محرك البحث الأشهر فى العالم بالتخديم على السياسة الأمريكية فى المناطق التى لها مصالح بها وبينها منطقة الشرق الأوسط، لدرجة أن جوجل ساعدتها فى إطلاق أقمار تجسس تحركها وتستفيد منها المخابرات الأمريكية، كما أبدى «أسانج» فى المقال دهشته من إنفاق الولايات المتحدة لملايين الدولارات على استضافة نشطاء ومدونين من الدول النامية وعن أهدافها من وراء ذلك، موضحاً أن دور منظمات المجتمع المدنى فى الدول النامية والمضطربة ينحصر فى تنفيذ أجندات سياسية لصالح الولايات المتحدة، ورصد ازدواجية معايير تلك المنظمات التى تجعلها تدين انتهاكات حقوق الإنسان فى تلك الدول، بينما تتجاهل تماماً الانتهاكات الصارخة التى تقوم بها الولايات المتحدة وإسرائيل مثلاً. وفى هذا السياق، جاءت الفقرة التى تخصنا أو التى تهمنا، وهى الفقرة التى يتناول فيها «جوليان أسانج» الدور الذى لعبه الإسرائيلى الأمريكى جاريد كوهين، مدير أفكار «جوجل» فى 25 يناير، وكيف قام بزرع «وائل غنيم» الموظف ب«جوجل» ليجعل منه رمزاً للثورة المصرية فى وسائل الإعلام العالمية، بعد ساعات قليلة من إلقاء السلطات المصرية القبض عليه. وأشار «جوليان أسانج» فى مقال «النيوزويك» بالاسم إلى وائل غنيم، ذلك الاسم الذى نطقه الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بكثير من التقدير وتمنى أن يراه رئيساً لمصر عندما قال «أريد فتى جوجل على رأس الحكم فى القاهرة». وصاحب الاسم الذى كان ضيفاً على كل المؤتمرات الخارجية التى دارت حول مصر دون أن يسأل أحد من أين أتى وما هو تاريخه وهل هو حقا وطنى رافض لنظام؟!.. أم أنه جزء أو يعمل لحساب نظام آخر؟! ولسنا بصدد استعراض السيرة الذاتية الخاصة ب«وائل سعيد عباس غنيم» المولود فى 23 ديسمبر 1980 بالقاهرة، منذ تخرجه فى كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة، سنة 2004 حتى سمعنا عنه بعد 25 يناير 2011 وعرفنا وقتها أن جوجل اختارته من بين الآلاف أو الملايين لتجعله المدير الإقليمى لها بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لسنا بصدد الحديث عنه، أو استعراض سيرته الذاتية، لكن يكفى قبل أن نتوقف عند «جاريد كوهين» أن نشير مرة ثانية إلى أن ويكيليكس لم تفرج عن أى وثيقة ذات تصنيف خاطئ، وأنها تقيم الوثائق قبل الإفراج عنها. وأنها فى ردها على مخاوف من احتمال تسريبات مضللة أو مزورة ذكر أسانج فى سنة 2010 أن فحص الوثائق المقدمة يتم عبر مجموعة من خمسة مراجعين من ذوى الخبرة فى مجالات مختلفة مثل اللغة والبرمجة وأيضا يدققون فى خلفية المسرب إذا كانت هويته معروفة. ومع تلك المجموعة يبقى لجوليان أسانج القرار النهائى حول تقييم أى وثيقة. وعندما يتحدث «أسانج» بنفسه عن وائل غنيم ويربط بينه وبين جاريد كوهين لابد أن نتوقف أمام المعلومات المؤكدة التى تقول أنه كان بصحبة وائل غنيم حين تم إلقاء القبض عليه مساء يوم 27 يناير 2011. وكوهين الذى يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية كان وقتها يشغل منصب مدير أفكار شركة جوجل وفى الوقت نفسه يعمل فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية CFR المعروف بعلاقاته مع المحافظين الجدد المتحكمين فى سياسات الولايات المتحدة. وقبلها، كان كوهين هو أصغر المستشارين فى مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ثم بعدها هيلارى كلينتون، وأبرز أعضاء برنامج جيل جديد بمنظمة فريدوم هاوس وهو كذلك مؤسس منظمة «تحالف حركات الشباب» AYM تحت رعاية وتمويل وزارة الخارجية الأمريكية. وطبقاً للمنشور على موقع تلك المنظمة، منظمة تحالف حركات الشباب «AYM»، فهى ترعى نشر الديمقراطية الأمريكية فى العالم واستقبلت أعضاء من جميع أنحاء العالم العربى عام 2008 لتدريبهم ودعمهم لتنفيذ دراسات مراكز السياسات الخارجية الأمريكية باسم الحرية والديمقراطية والسلام. وكان كوهين -كما أشرنا- موجوداً فى مصر يوم 27 يناير 2011 مع وائل غنيم وكان هذا هو سبب القبض على غنيم وهى المعلومة التى أكدها كوهين بنفسه حين كتب على حسابه الشخصى على تويتر أنه وصل إلى القاهرة!! وجدت أمريكا فى جاريد كوهين النموذج الذى تبحث عنه لخوض حروب الجيل الرابع التى اخترعتها أمريكا لزعزعة استقرار الدول دون حاجة إلى شن عدوان خارجى عليها، فهذه الحروب تستهدف نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلى.. لايختلف اثنان أن أمريكا خرجت من حروبها المتعددة التى خاضتها بدروس مهمة جعلتها تغير استراتيجيتها الحربية لتظهر بشكل جديد يوفر عليها فقد الأرواح والمعدات واستعداء شعبها فكانت فكرة حروب الجيل الرابع التى تقوم على استهداف دولة معادية لها فتعمل على إفشالها وتدميرها باستخدام جماعات من داخل الدولة نفسها يقومون بزعزعة استقرار البلد. وجاريد كوهين هو شاب أمريكى إسرائيلى درس فى جامعة هارفرد، وتفاعل أثناء دراسته مع المجتمعات العربية وقام بعدة رحلات لدول عربية واختلط بالمجتمع العربى دون أن يعلم أحد بيهوديته حيث إنه يجيد اللغة العربية إجادة تامة، سافر كوهين إلى إيران والتقى بالشباب هناك ووجد أن الشباب لهم شخصية مزدوجة فهم فى الليل يذهبون للحفلات ويرقصون ويشربون الخمر، وذهب من إيران لبيروت والتقى هناك بشباب من حزب الله فى ماكدونالدز، والتقى بقادة من فتح «اللواء منير مقدح» حيث اصطحبه إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين بلبنان، والتقى بشباب من حماس وسألهم ماذا ستفعلون لو التقيتم بيهودى؟ فقال أحدهم سنقطع رأسه، «كوهين لا يخبرهم أنه يهودى ويتحدث العربية ويعرف نفسه على أنه أمريكى» وبالرغم من ذلك فقد تواصل جاريد مع هؤلاء الشباب وسألهم عن أى وسائل التواصل الاجتماعى يفضلون وعن نوع البنات الذى يرونه جذاباً وعن طموحاتهم لمستقبلهم الشخصى والرياضة التى يحبونها وعدة تفاصيل تهمه فى دراساته وبعد أن يمضى معهم فترة ويختلط بهم يخبرهم بديانته ولكنهم كانوا «عاشروه» فلم يتغير موقفهم منه، ويقول لو بدأت الحديث معهم بقولى «أنا يهودى، وأريد منك أن تشرح لى...» فإن ذلك لن ينجح، وبطريقته البديلة فقد أجبر هؤلاء الشباب على إعادة النظر فى أفكارهم النمطية المسبقة عن اليهود. ثم ذهب جاريد من لبنان إلى سوريا ووجد الشباب هناك يستخدمون البلوتوث والكافيهات للتواصل، ثم ذهب منها للعراق ثم عاد إلى دمشق. وقرر كتابة كتاب عن رحلته بعنوان «أطفال الجهاد». فى كتابه «أطفال الجهاد» يشير جاريد كوهين إلى أن الاتجاهات الديموغرافية الشرق أوسطية تبشر بتغيرات إيجابية فى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى.. وأن العامل المهم بالنسبة ل«كوهين» هو أن الشباب فى المنطقة مرتبطون ببعضهم البعض وبالعالم الخارجى بشكل لم يحدث قبل ذلك مطلقاً بفضل التكنولوجيا؛ وانتشار الاتصالات السهلة والرخيصة الذى قد يترجم إلى انفتاح كبير وتحرر سياسى ورغبة فى السلام والتعايش المشترك؛ كما تطرق فى الكتاب إلى دور التكنولوجيا فى إحداث الاضطرابات الاجتماعية. هذا المفهوم الجديد للقوة عمل على صياغته علماء مراكز الدراسات الاستراتيجية والدولية تحت اسم «القوة الذكية» وهو مفهوم يدمج بين مفهومى القوة الناعمة والقوة الصلبة حيث يتم استخدام القوة الناعمة فى احتلال الدول بدلاً من القوة الصلبة التى تم استخدامها فى العراق وأفغانستان مما أسفر عن غضب عالمى، واستراتيجية القوة الناعمة عن طريق تجنيد جيل جديد من الطابور الخامس داخل الدول العربية ليقوموا بتفكيك دولهم وزعزعة استقرارها من الداخل وذلك بمساعدة التكنولوجيا بدلاً من تدخل قوات أجنبية لتقوم بهذه المهمة. وبعد رحلاته وكتابه «أطفال الجهاد»، عمل كوهين عضواً فى طاقم تخطيط السياسات التابع لوزارة الخارجية الأمريكية من 2006 إلى 2010 وقد التحق بالوزارة فى عمر 24 سنة، الأمر الذى يجعله أصغر شخص يلتحق بمنصب رفيع فى وزارة الخارجية الأمريكية تحت رئاسة كونداليزا رايس التى كان كوهين على تواصل معها وهو لازال طالباً لم يتخرج بعد، وكان دور كوهين فى وزارة الخارجية إيجاد طرق جديدة لصرف الشباب عن العنف، وكوهين كان واحداً من القلائل الذين احتفظوا بمواقعهم بعد انتقال الوزارة إلى هيلارى كلينتون، وساعد فى تطوير ما صار معروفاً باسم «صناعة الدول فى القرن 21» ركز كوهين على مكافحة الإرهاب والتطرف، ودراسة شئون الشرق الأوسط وجنوب آسيا وتدريب الشباب على وسائل التكنولوجيا الحديثة. ركز على ربط كبار التنفيذيين فى شركات التكنولوجيا مع الزعامات المحلية فى العراق وروسيا والمكسيك والكونغو وسوريا، بهدف تطوير مبادرات حديثة ومبتكرة. وكوهين هو ثالث مسئول فى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية له أكبر عدد من المتابعين لصفحته على تويتر بعد باراك أوباما وجون ماكين. وفى 30 أبريل 2008 التقى جاريد كوهين ب«داليا مجاهد» مستشارة أوباما لشئون العالم الإسلامى، فى مؤتمر نظمه معهد ميلكين Milken لبحث دراسة تحت عنوان «تغيير ديموجرافية العالم الإسلامى: الاستعداد للمستقبل». والأغرب أن كوهين قام كممثل لوزارة الخارجية الأمريكية، بزيارة سوريا فى خريف 2010، على رأس وفد أمريكى،كما قام بزيارة للبحرين خلال شهر فبراير 2011 والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء هناك الشيخ محمد آل خليفة،وزار كذلك تونس وبالطبع كان لابد أن يأخذ صورة تذكارية مع والدة بو العزيزى المنتحر مفجر الثورة التونسية وما تبعها من ثورات أحرقت المنطقة،وكذلك ذهب جاريد كوهين إلى ليبيا وتراه بالصورة يقف سعيداً على أطلال منزل العقيد معمر القذافى بعد قصفه بجيوش الناتو،واستخدم الصفة نفسها «صفة ممثل وزارة الخارجية الأمريكية» حين تم إلقاء القبض عليه مساء 27 يناير 2011 برفقة وائل غنيم! وتبقى الإشارة إلى أن جاريد كوهين صدر له فى 2013 كتاب عن «العصر الرقمى الجديد» بالتعاون مع إيريك شميديث رئيس مجلس إدارة مؤسسة جوجل!
«أسانج».. وتفاصيل معركة وائل غنيم وجوجل
إن المقال الخطير الذى تضمن فقرات واضحة ومحددة عن تورط وائل غنيم مع الإسرائيلى جاريد كوهين يجب ألا يمر مرور الكرام لمحاسبة هؤلاء المتاجرين بثورة يناير والمحسوبين عليها، فلسنا بصدد تقييم الثورة نفسها ولكننا بصدد تبرئتها من العملاء والمتورطين فى شبهات مؤكدة كشف عنها «أسانج» الذى يقف أمام مستعمرة « جوجل « بالمرصاد والذى كرس حياته المهنية لفضح مؤامراتها على العالم، فليست هذه هى المرة الأولى التى يهاجم فيها جوليان أسانج شركة جوجل، فقد سبق لمؤسس ويكيليكس، الذى يقيم منذ عامين فى سفارة الأكوادور فى العاصمة البريطانية لندن، أن هاجم محرك البحث الشهير فى لقاءين مع ال«بى بى سى» أو هيئة الإذاعة البريطانية، وقناة «سكاى نيوز»، مؤكدا أن موقع جوجل يقوم بجمع بيانات مستخدميه، وتخزينها، وتصنيفها، ويتيح للمخابرات المركزية الأمريكية الاطلاع عليها. وجوليان أسانج -لمن لا يعرف- أسس فى عام 2006، موقع «ويكيليكس»، الذى «يهدف إلى نشر الأخبار والمعلومات المهمة إلى الجمهور من خلال نشر وثائق سرية، لا سيما حول الحرب الأمريكية فى أفغانستان والعراق». ووفقاً لما قاله أسانج لصحيفة «سيدنى مورنينج هيرالد»، فإن الموقع أصدر أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو رقم أكثر بكثير مما نشرته الصحافة حول العالم. وقد أصبح ويكيليكس، أحد أهم المواقع التى يزورها الباحثون عن طرق جديدة لعرض المعلومات السرية أمام العامة، عوضاً عن الأسلوب التقليدى. أصبحت ويكيليكس معروفة عالمياً فى عام 2010 عندما بدأ فى نشر وثائق عسكرية ودبلوماسية عن الولايات المتحدة بمساعدة من شركائها فى وسائل الإعلام. ومنذ ذلك الحين تم اعتقال برادلى مانينج للاشتباه فى تسريب وثائق إلى ويكيليكس. كما قامت وزارة العدل فى الولايات المتحدة بالنظر فى مقاضاة أسانج بعدة اتهامات، خلال محاكمة مانينج حين قدم ممثلو الادعاء أدلة يدعون فيها أن مانينج وأسانج تعاونا لسرقة ونشر وثائق عسكرية ودبلوماسية من الولايات المتحدة. وفى 7 ديسمبر 2010 تم اعتقال أسانج فى بريطانيا بموجب مذكرة دولية صادرة عن القضاء السويدى بتهمة اغتصاب وتحرش جنسى، فى الوقت الذى تهدده الولايات المتحدة بالملاحقة القضائية بزعم أنه نشر على موقع ويكيليكس مذكرات دبلوماسية أمريكية سرية أثارت حرجاً للولايات المتحدة والعديد من الدول، كما حكم القضاء البريطانى بتسليمه إلى السويد فى فبراير 2012، فقدم اعتراضاً إلى محكمة أخرى رفضته، فلجأ إلى المحكمة العليا للمملكة المتحدة، فحكمت فى 30 مايو 2012 بتسليمه إلى السويد، لكنه فضل عدم الرجوع إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ولجأ فى 19 يونيو 2012 إلى سفارة الإكوادور فى لندن وطلب اللجوء السياسى. ووعده رئيس الإكوادور رافائيل كوريا بدراسة طلبه، وحاولت الإكوادور التوسط بين المملكة المتحدة والسويد لضمان محاكمة عادلة لأسانج، لكنها لم تنجح. وفى يونيو 2011، تلقى «جوليان أسانج»، الصحفى والمشارك فى موقع ويكيليكس لتسريبات الوثائق الحكومية والرسمية على الإنترنت، زائراً غير معتاد فى منزله الريفى فى نورفولك بإنجلترا، حيث كان «أسانج» يعيش تحت الإقامة الجبرية فى ذلك الوقت، وقد كان ضيفه هو «إريك شميدت»، رئيس شركة جوجل، الذى وصل رأساً من الولايات المتحدة الأمريكية، وتطرقت مناقشة الرجلين، التى امتدت لعدة ساعات، إلى المعضلات السياسية التى يواجهها العالم، والحلول التكنولوجية التى توفرها الشبكة العالمية، من الربيع العربى إلى أزمة عملات الإنترنت «بيتكوين»، وصولاً إلى وجهات نظرهما المتعارضة حول حرية الإنترنت. وفى كتابه «عندما قابلت جوجل ويكيليكس When Google Met WikiLeaks، عرض «أسانج» قصة لقائه مع «شميدت»، من بين مواد جديدة كتبت خصيصاً للكتاب، تناولت رؤية مؤلفه حول مستقبل الإنترنت، وفلسفة عمل ويكيليكس، التى تشكل صداعاً مزمناً للكثير من الشركات والحكومات العالمية. تضمن الكتاب اقتراح «أسانج» بإصلاح جذرى فى طريقة الوصول إلى المعلومات على الإنترنت، يجعلها أكثر سرعة وصعوبة فى الخضوع للرقابة، وقدم نقداً حاداً للتوسع الجغرافى لجوجل، والذى تدعمه وزارة الخارجية الأمريكية بصورة رآها «أسانج» نوعاً من «الإمبريالية التكنولوجية»، وهو ما ظهر تجاه رد فعل الاثنين، أسانج وشميدت، أو ويكيليكس وجوجل، تجاه قضية العميل الأمريكى السابق «إدوارد سنودن»، ففى الوقت الذى ساعدت فيه «ويكيليكس» على هروب «سنودن»، كان ل«جوجل» رد فعل عنيف تجاه القضية التى كشفت تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكية على العالم لحساب الحكومة الأمريكية. إن الإشارات التى تضمنها مقال أسانج عن دور وائل غنيم وجاريد كوهين تكتسب أهميتها من مصداقية صاحبها، وتكشف بما لا يحمل مجالاً للشك أن ثورة يناير ركب عليها الكثير من المتاجرين والعملاء والخونة والعناصر التى تم تجنيدها للعمل لصالح أجهزة مخابراتية أمريكية وغيرها، وجاء الوقت لتصفية هؤلاء الذين يلعبون اليوم لصالح جماعات العنف والإرهاب ويضعون إيديهم فى أيدى القتلة والإرهابيين لتظل مصر أرضاً خصبة للفوضى، إن هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الأوطان ويبيعون أنفسهم لأى عابر سبيل حتى ولو كان إسرائيلياً هم الخطر الحقيقى على ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ويجب تطهير مصر منهم بكشف وثائقهم وتقديم المعلومات عنهم وليس بالردح الذى نراه حالياً فى الإعلام المملوك لأباطرة المال.. وتلك هى أزمة مصر حالياً لأن الردح المجانى القائم على المعلومات العشوائية يعود بنتائج عكسية ويرفع أسهم العملاء والخونة خاصة عندما يتصدى لهم أصحاب التاريخ الأسود فى الإعلام منذ عهد صفوت الشريف وحتى اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.