أشاد عدد من الدبلوماسيين بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لعدد من الدول خلال الأيام الماضية فضلا عن مشاركته فى القمة الأفريقية بغينيا والتزامه بالبروتوكول الرسمى وهو ما أعاد لمصر هيبتها على خلاف الرئيس المعزول محمد مرسى. وأضافوا أن مصرعائدة بكافة نشاطها للعب دورها الأساسى والقوى فى القارة الأفريقية بعد تراجعها على مدار السنوات السابقة. من جانبها ترى السفيرة جيلان علام مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى جاءت فى وقتها المناسب فى ظل الاضطرابات العصيبة التى تمر بها مصر حاليا, واصفة إياها بأنها "زيارة مكوكية"، تناولت عدة محطات كانت أولها مؤتمر الاتحاد الأفريقى لتوثيق العلاقات مع الدول الأفريقية, مشيرة إلى أن التخطيط لهذه الزيارات كان مدروسا بعناية فائقة ومحدد الأهداف من خلال زيارته للجزائر والسودان وغينيا الاستوائية فجميعها دول هامة فى المنطقة وكان من الضرورى استعادة العلاقات السياسية والاقتصادية معها. وأضافت علام: أن زيارة غينيا كان موفقا للغاية نظرا لتدهور العلاقة مع الاشقاء الافارقة وتجميد عضوية مصر بالاتحاد الأفريقى لكن الرئيس استطاع أن يخرج من هذا الحصار، لافتة إلى أن زيارته أيضا لمشروعات المقاولون العرب كانت هامة باعتبارها تعبر عن الشراكة بين الدولتين. وأكدت, أن خطاب الرئيس السيسي كان واضحاً ومناسبا لمسار السياسة الخارجية المصرية والعلاقات الدبلوماسية التى نسعى للعب دور الريادة فيها خلال الفترة المقبلة، وأشارت علام إلى أن لقاءه برئيس وزراء اثيوبيا يعد هام جدا لحل أزمة سد النهضة. وأضافت أن زيارته للسودان كانت موفقه أيضا حيث من المتوقع أن ينتج عنها بوادر ايجابية للعلاقة بين البلدين بعد فترة من التدهور عقب عزل الرئيس مرسى, مؤكدة أن زيارة الرئيس حققت كل الأهداف التى وضعت من أجلها. وفيما يتعلق بالتزام السيسى بالبروتوكول الدبلوماسى على عكس الرئيس المعزول محمد مرسى، قالت:" بالرغم من أنه لا يجب أن نقارن أى رئيس بما سبقه لأن كل شخصية تختلف عن الأخرى فى تعاملها الدبلوماسى وبالتالى لا أستطيع أن أثمن الأسلوب الذى يتبعه كل رئيس فى تناول الدبلوماسية فى مصر ولكن فى حالة الرئيس المعزول محمد مرسى الذى تسببت ادارته للسياسة الخارجية بتوجيه أمور قد تصل الى حد الصفعات الدبلوماسية لمصر والاستهانة بها لا يجب مقارنته بالرئيس السيسى الذى كانت زياراته الأولى موفقه للغاية سواء من خلال خطابه وسلوكه مع الخارج". وأضاف وهيب المنياوى سفير مصر الأسبق فى اليابان، أن الرئيس السيسى يتحرك الآن بصورة مدروسة وذكية فى السياسة الخارجية وخاصة فى أولى زياراته والتى ستأتى بثمارها فى توطيد العلاقات بين الدول وخاصة الأفريقية لحل أزمة "سد النهضة" ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الرئيس أعاد هيبة مصر من جديد بمشاركته فى القمة الأفريقية وكان ذلك واضحا وبقوة فى خطابه الذى أكد على أهمية أفريقيا وضرورة تماسك دولها. وقال المنياوى:" هذه الزيارة جاءت تأكيدا كاملا لتوطيد العلاقات المصرية الافريقية، وعلى الدولة استغلال قرار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي ، بإلغاء تجميد عضوية مصر بالاتحاد في توثيق هذه العلاقات، وأسعدنى أيضا رؤيته وهو يعاتب هذه الدول بشكل أخوى رقيق على هذا التجميد ". وأشاد أيضا بلقاء السيسى مع رئيس الوزراء الأثيوبى مؤكدا أن هذا اللقاء أعطى صورة سليمة مع الأشقاء الافارقة وبالتالى وضع اللبنة الأولى لبداية حل الأزمة بين مصر وأثيوبيا حول سد النهضة. ووصف المنياوى زيارة الرئيس للسودان بأنها "ضربة معلم" استطاع من خلالها إعادة العلاقات بين البلدين والتى لم تكن على المستوى المطلوب فى الفترة الأخيرة، فالزيارة وضعت بداية طيبة جدا لعودة العلاقات مع السودان وتطوير التعامل بينهما باعتبار أنها عضو باللجنة الثلاثية فى سد النهضة وهذا سيعطى الأطراف الثلاثة تناولا جيدا للأزمة بشكل موضوعى بحيث لا يضر أى طرف بآخر. وذكر المنياوى أن الرئيس السيسى التزم بالبروتوكول الدبلوماسى فى خطابه على عكس الرئيس المعزول فقد كان واضحا ومقنعا الى حد كبير كما أن زيارته الاولى تبشر بانطلاقة جديدة يجب أن تخرج إلى آفاق كبيرة وذلك للتغلب على الاثار السلبية التى نتجت من الزيارات السابقة التى قام بها مرسى أو غيره. وأوضح أحمد فتحى أبو الخير، سفير مصر السابق بالأمم المتحدة، أن الزيارات التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى تؤكد على إدراكه التام لأهمية العمق الأفريقي وتأثيره على مصر، وكذلك أهمية مصر وتأثيرها على أفريقيا ، كما أن زيارته لدولة الجزائر كانت مهمة جدا فقد جاءت فى الوقت المناسب تقديراً للدور الذى قامت به فى عودة مصر للاتحاد الأفريقى. وأشار إلى أن زيارته لأفريقيا سيترتب عليها نتائج مبهرة فى المرحلة المقبلة على جميع المستويات سواء الاقتصادية أو الأمنية أو الاستراتيجية. وأضاف أبو الخير أن الرئيس السيسى يسير على النهج السليم فى السياسة الخارجية على عكس مرسى الذى كان يتخبط فى زياراته، مشددا على وزارة الخارجية في هذا الوقت أن تشرح باستمرار ما يحدث في مصر أولا بأول وتوضيح ما يحدث للعالم كله من خلال السفارات المصرية وذلك بشكل يومى مستمر. وقال السفير عادل الصفطى سفير مصر الأسبق في كندا، إن زيارة السيسى للدول الأفريقية بادرة طيبة , كما أن السيسى نجح فى اختياره الأول لأنه واجب على مصر أن تهتم بأفريقيا قبل اهتمامها بأوروبا. ولفت إلى أن خطابه الذى القاه فى القمة الأفريقية فتح الباب لحوار علمى وعملى متواصل يحقق مصالح العلاقات بين الدول كما أنها بادرة خير لإزالة أى خلاف نشب فى المرحلة الماضية ويعد أيضا بادرة لحل الأزمة بين الطرفين المصرى والأثيوبى حول سد النهضة وذكر أن الرئيس السيسى استطاع بلباقته وكيانه العسكرى السابق أن يلتزم بالبروتوكول الدبلوماسى فى سياسته الخارجية والتى من خلالها سيسعى لتوسيع التمثيل الدبلوماسي في أفريقيا وباقى دول العالم على عكس ما كان يقوم به الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته.