هو فنان كبير، استطاع أن ينفذ إلى قلب جمهوره بأدائه المبهر على تجسيد كل الأدوار التي تنوعت بين الخير والشر والفقير والغني والنصّاب وابن البلد الغلبان.. غير أن محمود الجندي من الفنانين القلائل الذي خاضوا رحلة طويلة مع الابداع والتألق ورحلة أطول منها بمئات الأميال للانتقال من الشك إلى الإيمان الكامل، بعد وفاة زوجته وإحدى بناته في حريق منزله. أثار قرار اعتزاله الفن وعودته إليه مرة أخرى كثيرًا من الجدل والقيل والقال، لكنه عاد بقوة وبإتقان بالغ في تجسيد الأدوار كافة.. ما بين محمود الجندي قبل الاعتزال وبعده دار حواره ل"الموجز" خلال السطور التالية. اعترف الجندي في بداية الحديث، عن دخوله في موجة اعتراضات كثيرة لكل ما يدور حوله في الحياة انتهت بإلحاده، إلى أن تمكّن من الرجوع إلى الله والتضرع إليه خيفة والتوبة النصوح، متسطردًا: "الشباب على قدر ما هو نعمة من الله هو أيضًا نقمة على صاحبه إذا لم يوجّه للخير، فقد حظيت في شبابي بالنجومية والشهرة وبشبكة علاقات واسعة، وهو ما أهلني كي أكون محبوبًا من الجميع، بعدها أدمنت قراءة الكتب التي تتحدث عن عالم التشكيك والإلحاد واكدت أن تصل بي هذه الكتب إلى مرحلة الكفر، بعد أن امتص عقلي هذه الأفكار كالإسفنجة، وعشت مرحلة طويلة من التخبط والضياع حتى تعرضت لموقفين اعتبرتهما درسًا قاسيًا لي ورسالة من الله عز وجل، الأول وفاة صديقي مصطفى متولي فجأة دون أي مقدمات،والثاني حريق منزلي ووفاة ابنتي وزوجتي، وإلتهام النيران لكل كتب التكفير التي ملأت المنزل.. وهنا شعرت بشدة الخوف وأخذت أردد يا رب خفف عني، والحمد لله عدلت عن هذا الفكر التكفيري ورجعت إلى الله مرة أخرى بقوة". وأوضح الجندي، أن ضعف الخطاب الديني وعدم قدرة الدعاة على التواصل مع الشباب، سبب اتجاههم للانضمام إلى جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات ذات المرجعية الفكرية المتشددة، مضيفًا أنه عاشر الإخوان كثيرًا إلى أن كبر ودخل الجيش وعرف معنى الوطنية والانتماء للوطن، ويجب أن يعلم الجميع أن هؤلاء الشباب الذين يقومون بأعمال إرهابية وتفجيرية ليسوا إرهابيين أو قتلة او بلطجية، بل تم اللعب بعقولهم كثيرًا وانساقوا وراء دعاوي مشبوهة، في ظل غياب كامل للقيم والأخلاق وتجاهل مؤسسات الدولة لهم منذ البداية. وأكد الجندي، أن موهبته بدأت تكبر مع جماعة الإخوان المسلمين، فقد كانوا حريصين على تبني الموهوبين وتشجيعهم، خاصة فيما يتعلق بالأنشايد الدينية، مشيرًا إلى أنه أحب الفن والتمثيل من خلال الجماعة، وبعد علمه بنشاطهم الإجرامي وحوادث الاغتيالات الكثيرة انفصل عنه وانتقل إلى القاهرة وبدأ مسيرته في عالم التمثيل. وعن حمدين صباحي، أشار الجندي، إلى أنه رجل وطني مخلص ومحترم، لكن أي شخص يدخل السياسية "لازم يتعور" فهي نجاسة ولازم تلط صاحبها، موضحًا أن المشير عبد الفتاح السيسي، اكتسح الانتخابات الرئاسية عن جدارة واستحقاق، لأنه ضحى كثيرًا في الفترة الأخيرة من أجل مصر والمصريين. ولفت الجندي، إلى ضرورة الانتباه إلى أن مصر على وشط السقوط، فهناك محاولات عديدة لتفتيتها وتفريغها من خلال فصل الجيش عن الشعب ووصمة بالخيانة، محذرًا من تلك المحاولات والممارسات العنيفة، لتخويف الناس وترويعهم. وختم الجندي، حديثه قائلًا: "رحل الإخوان وسيرحل غيرهم ممن لا يريدون الخير لمصر وشعبها، وسيبقى جيش مصر قوى بشعبه، وسيبقى أيضًا المصريون أقوى في صف بلدهم لدحر أي خائن أو عميل" متمنيًا الاستقرار والأمن لمصر خلال الفترة المقبلة وتضافر الجهور خلف الرئيس الجديد.