الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ لاستمرار القتال في ليبيا وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    القنوات الناقلة لمباراة ميلان وبولونيا في نهائي كأس إيطاليا    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 14-5-2025 مع بداية التعاملات    غرفة عمليات رئيسية لمتابعة تداعيات الزلزال في الإسكندرية.. ولا خسائر حتى الآن    رسالة مؤثرة يستعرضها أسامة كمال تكشف مخاوف أصحاب المعاشات من الإيجار القديم    وظائف للمصريين في الإمارات.. الراتب يصل ل4 آلاف درهم    فرار سجناء وفوضى أمنية.. ماذا حدث في اشتباكات طرابلس؟    المُنسخ.. شعلة النور والمعرفة في تاريخ الرهبنة القبطية    قبل التوقيع.. الخطيب يرفض طلب ريفيرو (تفاصيل)    حريق هائل في إحدى مصانع العاشر من رمضان بالشرقية- صور    بنظام البوكلت.. جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025 بالقليوبية (متى تبدأ؟)    طقس اليوم الأربعاء.. انخفاض لافت في درجات الحرارة    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    ماذا قررت النيابة بشأن نور النبوي في واقعة دهس محصل كهرباء ؟    إصابة 3 شباب باختناق أثناء محاولة التنقيب عن الآثار بأسوان    مصطفى شوبير يتفاعل ب دعاء الزلزال بعد هزة أرضية على القاهرة الكبرى    محامي رمضان صبحي يكشف حقيقة تورطه في واقعة الامتحانات    40 شهيدا في غارات إسرائيلية على منازل بمخيم جباليا بقطاع غزة    دفاع رمضان صبحي يكشف حقيقة القبض على شاب أدي امتحان بدلا لموكله    سقوط صاروخ مجهول المصدر في منطقة صحراوية بالأردن    يد الأهلي يتوج بالسوبر الأفريقي للمرة الرابعة على التوالي    البيئة تفحص شكوى تضرر سكان زهراء المعادي من حرائق يومية وتكشف مصدر التلوث    فتحي عبدالوهاب يوجه رسائل خاصة لعادل إمام وعبلة كامل.. ماذا قال؟    ماذا تفعل إذا شعرت بهزة أرضية؟ دليل مبسط للتصرف الآمن    بقوة 4.5 ريختر.. هزة أرضية تضرب محافظة القليوبية دون خسائر في الأرواح    معهد الفلك: زلزال كريت كان باتجاه شمال رشيد.. ولا يرد خسائر في الممتلكات أو الأرواح    بريطانيا تحث إسرائيل على رفع الحظر عن المساعدات الإنسانية لغزة    دعاء الزلازل.. "الإفتاء" توضح وتدعو للتضرع والاستغفار    د.حماد عبدالله يكتب: الأمن القومى المصرى !!    لماذا تذكر الكنيسة البابا والأسقف بأسمائهما الأولى فقط؟    اليوم.. انطلاق امتحانات الشهادة الابتدائية الأزهرية 2025 الترم الثاني (الجدول كاملًا)    أول رد رسمي من محامي رمضان صبحي بشأن أداء شاب واقعة «الامتحان»    ملف يلا كورة.. فوز الأهلي.. عودة بيراميدز.. والزمالك يغيب عن دوري أبطال أفريقيا    هل تنتمي لبرج العذراء؟ إليك أكثر ما يخيفك    استعدادًا لموسم حج 1446.. لقطات من عملية رفع كسوة الكعبة المشرفة    الخميس.. انطلاق مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الهمم في المحلة الكبرى تحت شعار «الإبداع حق للجميع»    مدرب الزمالك: الفوز على الأهلي نتيجة مجهود كبير..وسنقاتل للوصول للنهائي    تعليم سوهاج يعلن جدول امتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الثاني 2024-2025    عيار 21 يسجل مفاجأة.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 14 مايو بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    الكشف على 5800 مواطن في قافلة طبية بأسوان    فتحي عبد الوهاب: "مش بزعق في البيت وبحترم المرأة جداً"    نجم الأهلي: حزين على الزمالك ويجب التفاف أبناء النادي حول الرمادي    سامبدوريا الإيطالي إلى الدرجة الثالثة لأول مرة في التاريخ    محافظ الإسماعيلية يشيد بالمنظومة الصحية ويؤكد السعى إلى تطوير الأداء    محافظ الدقهلية يهنئ وكيل الصحة لتكريمه من نقابة الأطباء كطبيب مثالي    بحضور يسرا وأمينة خليل.. 20 صورة لنجمات الفن في مهرجان كان السينمائي    حدث بالفن | افتتاح مهرجان كان السينمائي وحقيقة منع هيفاء وهبي من المشاركة في فيلم والقبض على فنان    أرعبها وحملت منه.. المؤبد لعامل اعتدى جنسيًا على طفلته في القليوبية    نشرة التوك شو| استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير.. وتعديلات مشروع قانون الإيجار القديم    أحمد موسى: قانون الإيجار القديم "خطير".. ويجب التوازن بين حقوق الملاك وظروف المستأجرين    رئيس جامعة المنيا يستقبل أعضاء لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    "قومي المرأة" و"النيابة العامة" ينظمان ورشة عمل حول جرائم تقنية المعلومات المرتبطة بالعنف ضد المرأة    «بيطري دمياط»: مستعدون لتطبيق قرارات حيازة الحيوانات الخطرة.. والتنفيذ خلال أيام    فرصة لخوض تجربة جديدة.. توقعات برج الحمل اليوم 14 مايو    مهمة للرجال .. 4 فيتامينات أساسية بعد الأربعين    لتفادي الإجهاد الحراري واضطرابات المعدة.. ابتعد عن هذه الأطعمة في الصيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السوريين فى مصر.. المثقفون يروون تفاصيل اعتقالهم فى سجون بشار
نشر في الصباح يوم 28 - 02 - 2013

على مر التاريخ والعصور، كانت وما زالت الكلمة والقلم والفن، هما سلاح الإنسان البسيط ضد كل الأنظمة الديكتاتورية، فالتاريخ ملىء بالعديد من الروايات والمواقف التى تشهد بقوة الكلمة وتأثيرها، وربما أن المشهد السورى عبر السنوات الماضية شهد أكبر عملية قمع للحرية والإبداع إلى حد وصل إلى قطع لسان الشعراء، وكانت القضية الأشهر قطع لسان الشاعر «حسن الخير» وآخرها مقتل الفنان ياسين بقوش، إلى جانب طرد كل المبدعين الأحرار وملاحقتهم خارج حدود الوطن الذين تحدثوا عن رحلتهم عبر السنوات الماضية.

النظام يرسل شبيحته لملاحقتنا ونخشى سيطرة الإسلاميين بعد الثورة

السلطة والثقافة ألد الأعداء على مر العصور فالسلطة الديكتاتورية دائما ما تقمع كل الأساليب التى تعبر عن معاناة المواطن البسيط أو تكشف حماقة هذه الأنظمة.
هذا الأمر لم يقتصر على مصر فقط أو حتى الدول العربية فمنذ القدم كان هذا الأمر شائعا فى كل بلاد العالم والتاريخ ملىء بالشواهد، لكن الأمر الذى قد يعنينا الآن ويشغل الكثير من العرب هى القضية السورية التى تشابكت خيوطها حتى أصبحت غير معلومة الملامح ومن خلال أدبائها ومثقفيها الذين رسموا الصورة الحقيقية لذلك النظام الذى استخدم كل أسلحته ضد الحرية والإبداع.

«الأخوين ملص» ورحلة الفن ضد النظام
«الأخوين ملص» هما أحمد ومحمد التوءم اللذين أصبحا الأشهر حاليا على الساحة الفنية السورية بعد أن قاما بالعديد من الأعمال التى تفضح النظام الذى حاول أن يظهر أن الثوار ما هم إلا مجموعات إرهابية ذلك من أجل إخضاع الرأى العام لصالح النظام .
عانى الأخوان من اضطهاد النظام لهما مثل كل المبدعين فقد طردا خارج وطنهما حتى لا يتمكنا من إكمال مسيرتهما الفنية وهو ما قاله الأخوان، الاضطهاد للفن فى سورية لا تاريخ له كى تذكره.
هو عبارة عن حالة حياتية تعيشها كلما قررت أن تكون فنانا، وأذكر قول أناتول فرانس «وحشان يهددان الفن الفنان غير المتمكن والمتمكن غير الفنان».
وتعتبر أصعب المواقف التى قد تطبع صورتها داخل أى مبدع وفنان هو مغادرة الوطن مجبرا على ذلك وهو الذى وصفه «الأخوين ملص» كأنها لوحة بريشة فنان.

عندما يغتصب الوطن
أصعب المواقف التى تعرضنا لها، ليس اعتقالنا ولا حتى التهديدات، أصعبها كان عندما هربنا من سورية مضطرين بعد 7 شهور داخل الوطن كانت مسيرات التأييد المليئة بالشبيحة والموظفين المجبرين على النزول رغماً عنهم.. تملأ ساحة السبع بحرات.. ونحن كنا نودّع دمشق مرغمين كان موقفا ما زال حتى الآن يرهق الذاكرة وكأنك ترى وطنك يغتصب.. وأنت لا تستطيع أن تفعل شيئا وتركنا بعدها سوريا لا نعلم إلى أين تقودنا قدمانا ولكن أكثر الدول ومن دون منازع. وهى ما نطلق عليها اليوم وطننا الثانى «مصر».
نعم.. مصر هو وطننا الثانى بشوارعها المرهقة وأحجارها المتعبة والمقاهى المليئة بالحب
وقد يكون الوضع المستقبلى بالنسبة الثورة السورية هو ما يثير الخوف لدى بعض المبدعين خاصة بعد ظهور التيار الإسلامى هناك، فيقول الأخوان:
نحن متفائلان جدا رغم كل ما حدث ويحدث وبالنسبة للفن، لم ولن يقف فى وجهه أحد فدمشق لها سحر خاص يجعل الآخرين فنانين رغماً عنهم، وحتى الآن لازالت مطاردات الشبيحة تلاحقنا فى كل مكان.

الروائى مصطفى سعيد
مصطفى سعيد من الشخصيات التى قطعت مسافة كبيرة فى الأدب السورى له الكثير من الروايات لعل أشهرها والذى اعتقل على إثرها «أسياد بلا أجياد»، والتى طبعت منها ثلاث طبعات أولها 2006 ببيروت والثانية ببيروت أيضا أما الثالثة بالقاهرة 2013.
إضافة إلى مجموعات قصصية كثيرة وقدم العديد من البرامج التلفزيونية منها «تحرير دمشق، أعلن انشقاقى» والكثير من البرامج الأخرى وكتب العديد من الأفلام الروائية والوثائقية منها «سماء من تراب وزاويا رمادية إلى جانب عدد من المسرحيات».
وهى تجربة أمر من الواقع الذى يسمعه الكثيرون عن اضهاد النظام السورى فقد اعتقل وهجر لفترات كثيرة قبل الثورة يقول:
لا يمكن أن يعلق المرء أن العالم كله لن يشهد أسوأ من هذا النظام الطاغى خصوصاً بعد مقتل الفنان الكوميدى ياسين بقوش.. هو لا يعترف بفن إلا الذى يؤيده وكل من يقف برأيه ضده مستعد لتصفيته حتى لو كان فنانا له تاريخ مثل ياسين بقوش.

الغربة داخل الوطن
أما بالنسبة لمعاناتى ما من مرة دخلت بلادى إلا وشعرت بأنى بضاعة مهربة، دخولاً وخروجاً.. على مدار الساعة وأنت فى إجازتك تشعر بأنك مهدد فى أى لحظة، هذا ما عشته طيلة فترة إجازاتى والتى بدأت معاناتى مع الغربة منذ عام 1999 خرجت للسعودية وكنت آتى كل سنة إجازة لا تتعدى أسبوعين أقضيها فى أروقة فروع الأمن، ومؤخراً كنت ممنوعا من السفر وتهمتى كانت بسبب روايتى «أسياد بلا جياد» وهى السعى لاقتطاع جزء من الدولة وضمها لدولة أجنبية، تخيل هذه هى التهمة المعلبة الجاهزة ضد المبدعين، إما العمالة لإسرائيل أو السعى فى تنظيم سياسى لقلب موازين الحكم فى البلاد أو التهمة الأخيرة بالنسبة للأكراد وهى اقتطاع جزء من الدولة وضمها لدولة أجنبية.

وحين اعتقلت بعد الثورة ب 17 يوم تقريبا كتبت مقالة حين خرجت من البلاد بعنوان إلى وزير الداخلية السورى إليك تفاصيل اعتقالى، ذكرت فيها كل التفاصيل وكانت قد تداولاتها معظم المواقع والصحف الإلكترونية عن تفاصيل مداهمة بيتى واعتقالى وعاملونا بصورة وحشية ولا زلت حتى هذه اللحظة أعانى من وجع فى ظهرى من أثر الضرب المبرح الذى تعرضنا له أن ومن معي. وأظن ان أذرع النظام ما زالت تمتد لتصل إلينا وهم الشبحية الذين تواجدوا بأعداد كبيرة داخل مصر.

أما الأمر ذاته الذى يخيم شبحه على الساحة السورية وهو الأمر الذى قد يفطنه الأدباء السوريون هى نبرة التيارات الإسلامية التى دائما ما تعادى الإبداع ولا تؤمن سوى بالسمع والطاعة هى الأخرى فهذا ما يخشاه الأدباء السوريون.
إذا ما وصل هؤلاء إلى الحكم ليعيدوا السيطرة على الإبداع مرة أخرى فيقول مصطفى سعيد:
كل المعطيات على أرض الواقع تدل على ذلك، أن هناك مرحلة قادمة فى سوريا بعد سقوط النظام سيؤدى إلى سيطرة الإسلاميين وهذا ما خطط له النظام بأنه نجح بتحويل الثورة السليمة من سلمية إلى مسلحة وحقق بعضاً من مآربه.
أما دور المبدعين المصريين وتعانقهم مع أشقائهم السوريين هو ما أوضحه الروائى مصطفى سعيد:
بالنسبة للمبدعين المصريين. بصراحة لا يمكن إنكار دور الشعب المصرى العظيم ومواقفه ووقوفه مع مطالب الثورة السورية العادلة وهذا الموقف التاريخى لا يمكن لأى سورى على وجه الأرض إنكاره وقد رأينا التعاطف من أصغر مصرى حتى أكبرهم قدراً رغم أن هناك بعض التحفظات الطفيفة على دور الحكومة، لكن ذلك لا يؤثر على موقف الشعب الشجاع الذى أيد ووقف وساند كل سورى داعم للثورة فى كل تفاصيل ومناحى الحياة، ومعظم الكتاب والمبدعين لم يتأخروا فى إظهار دعمهم الحقيقى لمطالب الثورة السورية وهى إسقاط النظام بجميع رموزه وكانت لهم وقفات ومساندات لا يمكن أن تمحا من ذاكرة الشعب السوري.
عبد الكريم الحسن «الفرشاة حين تنطق تصرخ ثورة»
كل مبدع له وسيلته التى يستخدمها للتعبير عن فنه ولكن هناك بعض الأساليب المتميزة قد تكون من أعظمها القلم والفرشاة وهى التى تجسد الصورة التى قد تستدعيك للتفكير كثيرا، عبد الكريم الحسن ضمن المبدعين المتميزين فى الفن التشكيلى قام بعمل الكثير من المعارض التى جسدت صور النظام الديكتاتورى حتى تمت ملاحقته إلا أن القدر قدر له أن يعيش بعد أن استطاع الفرار من النظام واللجوء إلى مصر، يقول: الفرشاة واللوحة هما سر حياتى وقد تعلمت منذ صغرى تأثير الصورة على الإنسان، والنظام السورى من أكثر الأنظمة الديكتاتورية التى تعادى الإبداع والمبدعين ولها الكثير من الجرائم ضد المبدعين والتى كانت على مرأى ومسع من العالم بأكمله، أما خلال الثورة فقد قمت بتجسيد الثورة عبر المراحل التى تمر بها حتى الآن، وكذلك قمت بعمل مرسم للأطفال حتى يستطيعوا التعبير عما بداخلهم، لكن الأمر الذى يحزننى كثيرا هو عندما أرى طفلا يرسم دبابة أو بندقية هذا ما قد يبشر بأن الجيل القادم سيكون أكثر دموية وهذا ما دفعنا إلى أن نعالج هذه الظاهرة وتوصيل صورة الإبداع إلى أذهان الأطفال، أما الأمر الذى يفكر فيه الكثير من المبدعين هو ما بعد الثورة فنحن نخشى صعود التيارات الإسلامية وتعيد هى الأخرى معاداتها للإبداع والمبدعين، لكنه فى النهاية يبقى القول إن من وقف أمام نظام مثل نظام بشار الأسد لا يمكن لأى قوى أن تسيطر على حريته مرة أخرى وبرغم ان النظام أرسل عيونه للترصد بنا وملاحقتنا إلا أننا لا نخشى الموت وسنقدم فننا لآخر لحظة فى العمر .

رسالة «الأخوين ملص» إلى مصر بعد أول فيلم روائى عن الثورة
هذه الرسالة الخاصة قد وجهها «الأخوين ملص» من فرنسا إلى كل المصريين والسوريين فى مصر فى أول فيلم روائى عن الثورة السورية وكان عرضه الأول فى مصر، فيقول «الأخوين ملص» فى الرسالة حرفيا:
17 _2 _1997 قررنا أن نصبح ممثلين وفى 17_2_213 تحقق الحلم ربما... نعم فالفضل لله وللثورة فى تحقيق الحلم ... ومن كان يحاول اغتصاب طموحنا فى 16 سنة هو من حاول اغتصاب طموح أى شاب سورى أو فتاة سورية وهو من يحاول تدمير سوريا بعد أن ورثها عن أبيه هو وعصابته القذرة.
فى مثل هذا اليوم 17 _2_1997 قررنا أن نصبح ممثلين بعد أن قالت لنا أختنا الغالية علا استريحا قليلا استراحة المحارب من صالات (الكينج بوكسنج)، فأنا أدعوكما لحضور عرض مسرحى فى حياتكما وكان هذا العرض هو السبب، مسرحية للكاتب الروسى (أربوزوف) وكانت من إخراج حاتم على وبعدها بدأت رحلة الطموح مسرح الشبيه لفظنا.. المسرح الجامعى لفظنا ... المعهد العالى للفنون المسرحية لفظنا.. شركات الإنتاج لفظتنا .. فكان أمامنا خيار وحيد هو المعاهد الخاصة وتتلمذنا على يد كل من (نائلة الأطرش، باسم قهار ، أمل عمران ،ياسر عبد اللطيف، رأفت الزار قوت) وبعض ورشات العمل مع أساتذة عرب وأوروبيين، وبعد ذلك جاءت فكرة مسرح الغرفة التى أخذنا فيها موافقة البابا والماما الغاليين وبس .. وبدأت رحلة مسرح الغرفة التى همسنا بعدها تماما رغم ترشح أول عرض لموسوعة «جينيس» كأصغر خشبة فى العالم، ولكن مديرية المسارح العزيزة استكثرت علينا 2500 دولار كى تأتى لجنة موسوعة «جينيس» وتصور المكان وهنا لاحظنا أن المسرح لا يطعم خبزا ونحن نحتاج لفرصة ،فكان نصيبنا من 60 مسلسلا فى السنة مشهدين فى مسلسل أبو جانتى ومشهدين فى مسلسل كليوباترا إلى أن بدأت الثورة فكانت مسرحيتنا فى النزل وبعد اعتقالنا واعتقال بعض الأصدقاء هربنا من سوريا لنبدأ ببعض الارتجاليات على اليوتيوب تحت شعار (المعركة مستمرة والفن هو سلاحنا من فشأت الخلى إلى مسرحيات قصيرة مصورة إلى ثورة ضوء الخ.

ومن بيروت الى القاهرة الى فرنسا فى حفلات دعم الشعب السورى ... ندعوكم اليوم الى أول فرصة تشبه ما نريد من 16 عاما والفضل لله وللثورة ثانيا وللمخرج أحمد عاطف والفتاة رشا دندش التى اجتمعنا عن طريقها بصحفى كان يريد أن يتحدث عن الثورة السورية والفن فيها وما كان إلا ان سمع اللقاء المخرج أحمد عاطف وقال لنا أريدكم أبطال فيلمى القادم حول الثورة السورية.

اغتيال نجم الكوميديا «ياسين بقوش»
التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بعد مضى العديد من السنوات التى اغتيل فيها عدد من رموز الثقافة العربية وقد يكون أشهرها مصر وحادثة أخرى بسوريا وهو قطع لسان الفنان السورى، يعود المشهد مرة أخرى لاغتيال المبدعين والفنانين والمعارضين أيضا، يبدو أنها سمة الأنظمة البائدة والقادمة، فمن جديد يضاف ياسين بقوش إلى قائمة اغتيالات الفنانين والمبدعين.
وهذه هى شهادة أحد رفاقه السوريين يقول: بقوش هو قامة فى تاريخ الكوميديا السورية، هذا الإنسان كان (مهرج السلطان) دريد لحام وكان له الفضل فى تشكيل ثنائى جميل فى أغلب أعماله، مثل مسلسل«صح النوم» ومسلسل «حمام الهنا»، وهذه المسلسلات القديمة التى حفرت فى ذاكرة كل سورى، لكنه لم يكن مثل مهرج السلطان يماشى مصالحه مع النظام ولكنه حين بدأ يشعر بأن الفن فى سوريا مرهون بأروقة فروع الأمن، غضب عليه النظام وأقصاه واستبعده عن معظم الأعمال الفنية، وحين التقيته فى سنة 2011 قبل الثورة السورية بعدة شهور كنا قد تحدثنا عن تفاصيل إلصاق تهمة إليه، رغم أنه كان آنذاك يبلغ من العمر 73 سنة إلا أن النظام والأمن لم يحترما تاريخه الفنى الطويل ولا عمره وصار يزعجه، وكان يتعرض للمضايقة بسبب أنه شتم نقيب الفنانين آنذاك بسبب التعامل الإقصائى معه، وحين بدأت الثورة لم يتردد ياسين بقوش فى الوقوف مع مطالب الثورة السورية والشعب السورى الذى نادى بالحرية، وكان المشهد الأخير أن تتم تصفيته بهذه الطريقة البشعة والذى أدمى القلب والفؤاد بهذا الشكل المأساوى.

«نتلى مطر» أصغر فنانة سورية: أشكر الثورة التى منحتنى الشهرة
«نتلى مطر» فنانة سورية عمرها «10 سنوات» حضرت إلى مصر منذ سنة ونصف و مرت عليها العديد من المشاهد الأليمة مثل العديد من الأطفال الذين لم ينجوا من مجازر الأسد.
حضرت إلى مصر بصحبة أسرتها ووالدها الإعلامى المنشق عن نظام بشار «فرحان مطر» لتكون أصغر فنانة سورية بعد الثورة لتروى فى أول فيلم روائى لها عن الثورة السورية معاناة السوريين بالهجرة من بلادهم هربا من الموت.
تقول «مطر»: الفن موهبة جميلة وكنت أتمنى أن أصبح فنانة لأننى لدى الموهبة وسعيدة لأننى خرجت فى أول دور يمثل الأطفال السوريين فى سورية، خاصة بعد الألم الذى شعرت به بعد ترك الأرض التى عشنا بها ولى ذكريات فيها ولن أنساها.
أكدت مطر ان الثورة السورية هى التى جعلتها فنانة وهذا كان حلمها، و لكن لم تشعر بنشوة النجاح لأنها بعيدة عن بلدها وأن أصدقاءها فى المدرسة يموتون على يد السفاح «بشار الأسد» على حد وصفها.
قالت «مطر» بنبرة حزن إن كل ما تتمناه أن تعود إلى بلدها وأن يكون كل أطفال فى سوريا يعيش بأمان، وأن يكون فيلمها القادم على مسارح بلدها مثل ما مثلت فى مصر.
قالت «مطر» أتابع جميع المسلسلات وأخبار الفنانين كى أعلم نفسى بنفسى عن طريق المشاهدة حتى تأتى لى الفرصة فى الظهور أكثر، ومثلى الأعلى والدى، وأتمنى أن أجسد دور الأطفال السوريين فى سوريا وآلامهم لأننى فقدت العديد من أصدقائى نتيجة القذف فى سوريا.
وقال والدها فرحان مصر إن «نتلى» هى الابنة الأصغر له وأن لديها موهبة التمثيل وقد اكتشفها وأخرج موهبتها للنور المخرج المصرى «أحمد عاطف» ولم يطلب منها أحد المشاركة حتى الآن فى أى عمل سينمائى أو فنى لأن الفيلم السورى ما زال يعرض فى العديد من الدول والمهرجانات لكن أتوقع أن تكون فنانة جيدة بالرغم من صغر سنها.

«أبو على».. تجربة 32 عاما من الشتات
الظلم والاضطهاد تتوارثه الأنظمة الديكتاتورية، فما فعله حافظ الأسد فعله الابن بشار ليكمل مسيرة الدم التى بدأها والده إلا أن القدر شاء أن يضع نهاية لهذه الأنظمة، وهناك بعض ضحايا حافظ الأب التى شهدت مجازر الابن هو الآخر .
«أبو على مروان» فنان سورى خرج بأول دور له أمام كاميرات السينما بعد 67 عاما من عمره و32 عاما من طرده من سوريا بمدينة «حما» ليكون ضمن المضطهدين من نظام «حافظ الأسد» لأنه إخوانى.
لجأ إلى مصر ليعيش بها منذ أربع سنوات من خروجه أمام كاميرات الدراما يقول: «لقد شردت مثل الآلاف الذين طردهم حافظ الأسد ضمن الجرائم التى ارتكبها فى الماضى وتنقلت خلال 23 عاما بين كل البلاد العربية تاركا وطنى وأهلى، وكنت دائما ما يأخذنى الحنين لتراب الوطن لكنى كنت على قائمة المرتقبين تقف عقبة لتحقيق هذا الحلم فإن عدت سأقتل من ميليشيات بشار، لأن حافظ الأسد فى عام 1982 ضرب مدينة«حماه» التى كنت أعيش بها، وتم طردى أنا وأسرتى المكونة من تسعة أبناء وزوجتى وهو المشهد الذى قررت الخروج به فى أول فيلم سورى بعد الثورة السورية على نظام الأسد، وكان قرار المشاركة فيه بعد هذا العمر لأننى بالفعل لدى معاناة مع الغربة، وقد اعتمدت فى المشاهد على التجربة الذاتية فلم أعتمد على حفظ السيناريو، فما أقوله لم أحفظه على يد مخرج أو كاتب فلم تخرج كلمة واحدة إلا من واقع حياتى وإذا قررت أن أشارك فى أفلام أخرى سوف تكون بنفس الطريقة لأن بداخلى 32 عاما من الغربة لبلدى التى أحلم بالعودة إليها.
أضاف أبو على وعيناه تدمعان: «مازال لدى العديد من القصص التى مررت بها من العذاب أنا وأسرتى أثناء الانتقال فى الصحراء ومعاناة الخروج بدون أى شىء».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.