بحضور وزير الأوقاف.. «النواب» يناقش تضمين الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في الخطاب الديني اليوم    «مصادرة الآلة وإلغاء مادة الضبط».. إحالة 12 طالبًا ب«آداب وأعمال الإسكندرية» للتأديب بسبب الغش (صور)    تراجع طفيف لسعر الذهب اليوم الأحد في مصر ببداية التعاملات    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الأحد 19 مايو 2024.. الطماطم ب 5.5 جنيه    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    اليوم.. البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 55 مليار جنيه    الرئيس خلال كلمته بالقمة العربية.. السيسي: ثقة جميع شعوب العالم فى عدالة النظام الدولى تتعرض لاختبار.. لا مثيل له    تحديات وأزمات غير مسبوقة القمة العربية ومصير الشر ق الأوسط    القاهرة الإخبارية: مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لبحث عملية رفح الفلسطينية    كوريا الجنوبية تستضيف وفدا أمريكيا لبحث تقاسم تكاليف نشر القوات الأمريكية    الدفاع الروسية تعلن اعتراض 60 طائرة مسيرة في مقاطعة بيلغورود وإقليم كراسنودا    حصلت على أكثر من 500 ميدالية دولية ومحلية شيماء سامى: تكريمى من السيدة انتصار السيسي نقطة انطلاق للبطولات الرياضية    بعثة الأهلي تصل مطار القاهرة بعد التعادل مع الترجي التونسي    تداول امتحان مادة العلوم للشهادة الإعدادية بالقليوبية    انتداب المعمل الجنائي لفحص أسباب حريق 10 أكشاك فاكهة بشبرا الخيمة    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة بالقاهرة والجيزة    كشف تفاصيل صادمة في جريمة "طفل شبرا الخيمة": تورطه في تكليف سيدة بقتل ابنها وتنفيذ جرائم أخرى    القناة الدولية الأهم التى تحمل القضية المصرية والعربية: أحمد الطاهرى: «القاهرة الإخبارية» صاحبة الرؤية الموضوعية فى ظل ما أفسده الإعلام العالمى    بالصور.. متحف شرم الشيخ ينظم معرضا للصور وعروض للأطفال    إقبال الأطفال على النشاط الصيفي بمساجد الإسكندرية لحفظ القرآن (صور)    «البحوث الإسلامية» يوضح أعمال المتمتع بالعمرة إلى الحج.. «لبيك اللهم لبيك»    حديث أفضل الأعمال الصلاة على وقتها.. الإفتاء توضح المعنى المقصود منه    «الصحة» توجه عدة نصائح مهمة للمواطنين بشأن الموجة الحارة    دراسة طبية تكشف عن وجود مجموعة فرعية جديدة من متحورات كورونا    الفنان سامح يسري يحتفل بزفاف ابنته ليلى | صور    حظك اليوم وتوقعات برجك 19 مايو 2024.. مفاجأة للجوزاء ونصائح مهمة للسرطان    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    ماس كهربائي وراء حريق أكشاك الخضار بشبرا الخيمة    جانتس يطالب نتنياهو بالالتزام برؤية متفق عليها للصراع في غزة    ترامب: فنزويلا ستصبح أكثر أمانًا من الولايات المتحدة قريبا    برنامج واحد من الناس يواجه أحمد ماهر بابنه لأول مرة على قناة الحياة غداً الإثنين    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    تعرف على سعر الدولار اليوم في البنوك    ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام    بأسعار مخفضة.. طرح سلع غذائية جديدة على البطاقات التموينية    8 مصادر لتمويل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفقًا للقانون (تعرف عليهم)    خبير اقتصادي: صفقة رأس الحكمة غيرت مسار الاقتصاد المصري    القومي للبحوث يوجه 9 نصائح للحماية من الموجة الحارة.. تجنب التدخين    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السوريين فى مصر.. المثقفون يروون تفاصيل اعتقالهم فى سجون بشار
نشر في الصباح يوم 28 - 02 - 2013

على مر التاريخ والعصور، كانت وما زالت الكلمة والقلم والفن، هما سلاح الإنسان البسيط ضد كل الأنظمة الديكتاتورية، فالتاريخ ملىء بالعديد من الروايات والمواقف التى تشهد بقوة الكلمة وتأثيرها، وربما أن المشهد السورى عبر السنوات الماضية شهد أكبر عملية قمع للحرية والإبداع إلى حد وصل إلى قطع لسان الشعراء، وكانت القضية الأشهر قطع لسان الشاعر «حسن الخير» وآخرها مقتل الفنان ياسين بقوش، إلى جانب طرد كل المبدعين الأحرار وملاحقتهم خارج حدود الوطن الذين تحدثوا عن رحلتهم عبر السنوات الماضية.

النظام يرسل شبيحته لملاحقتنا ونخشى سيطرة الإسلاميين بعد الثورة

السلطة والثقافة ألد الأعداء على مر العصور فالسلطة الديكتاتورية دائما ما تقمع كل الأساليب التى تعبر عن معاناة المواطن البسيط أو تكشف حماقة هذه الأنظمة.
هذا الأمر لم يقتصر على مصر فقط أو حتى الدول العربية فمنذ القدم كان هذا الأمر شائعا فى كل بلاد العالم والتاريخ ملىء بالشواهد، لكن الأمر الذى قد يعنينا الآن ويشغل الكثير من العرب هى القضية السورية التى تشابكت خيوطها حتى أصبحت غير معلومة الملامح ومن خلال أدبائها ومثقفيها الذين رسموا الصورة الحقيقية لذلك النظام الذى استخدم كل أسلحته ضد الحرية والإبداع.

«الأخوين ملص» ورحلة الفن ضد النظام
«الأخوين ملص» هما أحمد ومحمد التوءم اللذين أصبحا الأشهر حاليا على الساحة الفنية السورية بعد أن قاما بالعديد من الأعمال التى تفضح النظام الذى حاول أن يظهر أن الثوار ما هم إلا مجموعات إرهابية ذلك من أجل إخضاع الرأى العام لصالح النظام .
عانى الأخوان من اضطهاد النظام لهما مثل كل المبدعين فقد طردا خارج وطنهما حتى لا يتمكنا من إكمال مسيرتهما الفنية وهو ما قاله الأخوان، الاضطهاد للفن فى سورية لا تاريخ له كى تذكره.
هو عبارة عن حالة حياتية تعيشها كلما قررت أن تكون فنانا، وأذكر قول أناتول فرانس «وحشان يهددان الفن الفنان غير المتمكن والمتمكن غير الفنان».
وتعتبر أصعب المواقف التى قد تطبع صورتها داخل أى مبدع وفنان هو مغادرة الوطن مجبرا على ذلك وهو الذى وصفه «الأخوين ملص» كأنها لوحة بريشة فنان.

عندما يغتصب الوطن
أصعب المواقف التى تعرضنا لها، ليس اعتقالنا ولا حتى التهديدات، أصعبها كان عندما هربنا من سورية مضطرين بعد 7 شهور داخل الوطن كانت مسيرات التأييد المليئة بالشبيحة والموظفين المجبرين على النزول رغماً عنهم.. تملأ ساحة السبع بحرات.. ونحن كنا نودّع دمشق مرغمين كان موقفا ما زال حتى الآن يرهق الذاكرة وكأنك ترى وطنك يغتصب.. وأنت لا تستطيع أن تفعل شيئا وتركنا بعدها سوريا لا نعلم إلى أين تقودنا قدمانا ولكن أكثر الدول ومن دون منازع. وهى ما نطلق عليها اليوم وطننا الثانى «مصر».
نعم.. مصر هو وطننا الثانى بشوارعها المرهقة وأحجارها المتعبة والمقاهى المليئة بالحب
وقد يكون الوضع المستقبلى بالنسبة الثورة السورية هو ما يثير الخوف لدى بعض المبدعين خاصة بعد ظهور التيار الإسلامى هناك، فيقول الأخوان:
نحن متفائلان جدا رغم كل ما حدث ويحدث وبالنسبة للفن، لم ولن يقف فى وجهه أحد فدمشق لها سحر خاص يجعل الآخرين فنانين رغماً عنهم، وحتى الآن لازالت مطاردات الشبيحة تلاحقنا فى كل مكان.

الروائى مصطفى سعيد
مصطفى سعيد من الشخصيات التى قطعت مسافة كبيرة فى الأدب السورى له الكثير من الروايات لعل أشهرها والذى اعتقل على إثرها «أسياد بلا أجياد»، والتى طبعت منها ثلاث طبعات أولها 2006 ببيروت والثانية ببيروت أيضا أما الثالثة بالقاهرة 2013.
إضافة إلى مجموعات قصصية كثيرة وقدم العديد من البرامج التلفزيونية منها «تحرير دمشق، أعلن انشقاقى» والكثير من البرامج الأخرى وكتب العديد من الأفلام الروائية والوثائقية منها «سماء من تراب وزاويا رمادية إلى جانب عدد من المسرحيات».
وهى تجربة أمر من الواقع الذى يسمعه الكثيرون عن اضهاد النظام السورى فقد اعتقل وهجر لفترات كثيرة قبل الثورة يقول:
لا يمكن أن يعلق المرء أن العالم كله لن يشهد أسوأ من هذا النظام الطاغى خصوصاً بعد مقتل الفنان الكوميدى ياسين بقوش.. هو لا يعترف بفن إلا الذى يؤيده وكل من يقف برأيه ضده مستعد لتصفيته حتى لو كان فنانا له تاريخ مثل ياسين بقوش.

الغربة داخل الوطن
أما بالنسبة لمعاناتى ما من مرة دخلت بلادى إلا وشعرت بأنى بضاعة مهربة، دخولاً وخروجاً.. على مدار الساعة وأنت فى إجازتك تشعر بأنك مهدد فى أى لحظة، هذا ما عشته طيلة فترة إجازاتى والتى بدأت معاناتى مع الغربة منذ عام 1999 خرجت للسعودية وكنت آتى كل سنة إجازة لا تتعدى أسبوعين أقضيها فى أروقة فروع الأمن، ومؤخراً كنت ممنوعا من السفر وتهمتى كانت بسبب روايتى «أسياد بلا جياد» وهى السعى لاقتطاع جزء من الدولة وضمها لدولة أجنبية، تخيل هذه هى التهمة المعلبة الجاهزة ضد المبدعين، إما العمالة لإسرائيل أو السعى فى تنظيم سياسى لقلب موازين الحكم فى البلاد أو التهمة الأخيرة بالنسبة للأكراد وهى اقتطاع جزء من الدولة وضمها لدولة أجنبية.

وحين اعتقلت بعد الثورة ب 17 يوم تقريبا كتبت مقالة حين خرجت من البلاد بعنوان إلى وزير الداخلية السورى إليك تفاصيل اعتقالى، ذكرت فيها كل التفاصيل وكانت قد تداولاتها معظم المواقع والصحف الإلكترونية عن تفاصيل مداهمة بيتى واعتقالى وعاملونا بصورة وحشية ولا زلت حتى هذه اللحظة أعانى من وجع فى ظهرى من أثر الضرب المبرح الذى تعرضنا له أن ومن معي. وأظن ان أذرع النظام ما زالت تمتد لتصل إلينا وهم الشبحية الذين تواجدوا بأعداد كبيرة داخل مصر.

أما الأمر ذاته الذى يخيم شبحه على الساحة السورية وهو الأمر الذى قد يفطنه الأدباء السوريون هى نبرة التيارات الإسلامية التى دائما ما تعادى الإبداع ولا تؤمن سوى بالسمع والطاعة هى الأخرى فهذا ما يخشاه الأدباء السوريون.
إذا ما وصل هؤلاء إلى الحكم ليعيدوا السيطرة على الإبداع مرة أخرى فيقول مصطفى سعيد:
كل المعطيات على أرض الواقع تدل على ذلك، أن هناك مرحلة قادمة فى سوريا بعد سقوط النظام سيؤدى إلى سيطرة الإسلاميين وهذا ما خطط له النظام بأنه نجح بتحويل الثورة السليمة من سلمية إلى مسلحة وحقق بعضاً من مآربه.
أما دور المبدعين المصريين وتعانقهم مع أشقائهم السوريين هو ما أوضحه الروائى مصطفى سعيد:
بالنسبة للمبدعين المصريين. بصراحة لا يمكن إنكار دور الشعب المصرى العظيم ومواقفه ووقوفه مع مطالب الثورة السورية العادلة وهذا الموقف التاريخى لا يمكن لأى سورى على وجه الأرض إنكاره وقد رأينا التعاطف من أصغر مصرى حتى أكبرهم قدراً رغم أن هناك بعض التحفظات الطفيفة على دور الحكومة، لكن ذلك لا يؤثر على موقف الشعب الشجاع الذى أيد ووقف وساند كل سورى داعم للثورة فى كل تفاصيل ومناحى الحياة، ومعظم الكتاب والمبدعين لم يتأخروا فى إظهار دعمهم الحقيقى لمطالب الثورة السورية وهى إسقاط النظام بجميع رموزه وكانت لهم وقفات ومساندات لا يمكن أن تمحا من ذاكرة الشعب السوري.
عبد الكريم الحسن «الفرشاة حين تنطق تصرخ ثورة»
كل مبدع له وسيلته التى يستخدمها للتعبير عن فنه ولكن هناك بعض الأساليب المتميزة قد تكون من أعظمها القلم والفرشاة وهى التى تجسد الصورة التى قد تستدعيك للتفكير كثيرا، عبد الكريم الحسن ضمن المبدعين المتميزين فى الفن التشكيلى قام بعمل الكثير من المعارض التى جسدت صور النظام الديكتاتورى حتى تمت ملاحقته إلا أن القدر قدر له أن يعيش بعد أن استطاع الفرار من النظام واللجوء إلى مصر، يقول: الفرشاة واللوحة هما سر حياتى وقد تعلمت منذ صغرى تأثير الصورة على الإنسان، والنظام السورى من أكثر الأنظمة الديكتاتورية التى تعادى الإبداع والمبدعين ولها الكثير من الجرائم ضد المبدعين والتى كانت على مرأى ومسع من العالم بأكمله، أما خلال الثورة فقد قمت بتجسيد الثورة عبر المراحل التى تمر بها حتى الآن، وكذلك قمت بعمل مرسم للأطفال حتى يستطيعوا التعبير عما بداخلهم، لكن الأمر الذى يحزننى كثيرا هو عندما أرى طفلا يرسم دبابة أو بندقية هذا ما قد يبشر بأن الجيل القادم سيكون أكثر دموية وهذا ما دفعنا إلى أن نعالج هذه الظاهرة وتوصيل صورة الإبداع إلى أذهان الأطفال، أما الأمر الذى يفكر فيه الكثير من المبدعين هو ما بعد الثورة فنحن نخشى صعود التيارات الإسلامية وتعيد هى الأخرى معاداتها للإبداع والمبدعين، لكنه فى النهاية يبقى القول إن من وقف أمام نظام مثل نظام بشار الأسد لا يمكن لأى قوى أن تسيطر على حريته مرة أخرى وبرغم ان النظام أرسل عيونه للترصد بنا وملاحقتنا إلا أننا لا نخشى الموت وسنقدم فننا لآخر لحظة فى العمر .

رسالة «الأخوين ملص» إلى مصر بعد أول فيلم روائى عن الثورة
هذه الرسالة الخاصة قد وجهها «الأخوين ملص» من فرنسا إلى كل المصريين والسوريين فى مصر فى أول فيلم روائى عن الثورة السورية وكان عرضه الأول فى مصر، فيقول «الأخوين ملص» فى الرسالة حرفيا:
17 _2 _1997 قررنا أن نصبح ممثلين وفى 17_2_213 تحقق الحلم ربما... نعم فالفضل لله وللثورة فى تحقيق الحلم ... ومن كان يحاول اغتصاب طموحنا فى 16 سنة هو من حاول اغتصاب طموح أى شاب سورى أو فتاة سورية وهو من يحاول تدمير سوريا بعد أن ورثها عن أبيه هو وعصابته القذرة.
فى مثل هذا اليوم 17 _2_1997 قررنا أن نصبح ممثلين بعد أن قالت لنا أختنا الغالية علا استريحا قليلا استراحة المحارب من صالات (الكينج بوكسنج)، فأنا أدعوكما لحضور عرض مسرحى فى حياتكما وكان هذا العرض هو السبب، مسرحية للكاتب الروسى (أربوزوف) وكانت من إخراج حاتم على وبعدها بدأت رحلة الطموح مسرح الشبيه لفظنا.. المسرح الجامعى لفظنا ... المعهد العالى للفنون المسرحية لفظنا.. شركات الإنتاج لفظتنا .. فكان أمامنا خيار وحيد هو المعاهد الخاصة وتتلمذنا على يد كل من (نائلة الأطرش، باسم قهار ، أمل عمران ،ياسر عبد اللطيف، رأفت الزار قوت) وبعض ورشات العمل مع أساتذة عرب وأوروبيين، وبعد ذلك جاءت فكرة مسرح الغرفة التى أخذنا فيها موافقة البابا والماما الغاليين وبس .. وبدأت رحلة مسرح الغرفة التى همسنا بعدها تماما رغم ترشح أول عرض لموسوعة «جينيس» كأصغر خشبة فى العالم، ولكن مديرية المسارح العزيزة استكثرت علينا 2500 دولار كى تأتى لجنة موسوعة «جينيس» وتصور المكان وهنا لاحظنا أن المسرح لا يطعم خبزا ونحن نحتاج لفرصة ،فكان نصيبنا من 60 مسلسلا فى السنة مشهدين فى مسلسل أبو جانتى ومشهدين فى مسلسل كليوباترا إلى أن بدأت الثورة فكانت مسرحيتنا فى النزل وبعد اعتقالنا واعتقال بعض الأصدقاء هربنا من سوريا لنبدأ ببعض الارتجاليات على اليوتيوب تحت شعار (المعركة مستمرة والفن هو سلاحنا من فشأت الخلى إلى مسرحيات قصيرة مصورة إلى ثورة ضوء الخ.

ومن بيروت الى القاهرة الى فرنسا فى حفلات دعم الشعب السورى ... ندعوكم اليوم الى أول فرصة تشبه ما نريد من 16 عاما والفضل لله وللثورة ثانيا وللمخرج أحمد عاطف والفتاة رشا دندش التى اجتمعنا عن طريقها بصحفى كان يريد أن يتحدث عن الثورة السورية والفن فيها وما كان إلا ان سمع اللقاء المخرج أحمد عاطف وقال لنا أريدكم أبطال فيلمى القادم حول الثورة السورية.

اغتيال نجم الكوميديا «ياسين بقوش»
التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بعد مضى العديد من السنوات التى اغتيل فيها عدد من رموز الثقافة العربية وقد يكون أشهرها مصر وحادثة أخرى بسوريا وهو قطع لسان الفنان السورى، يعود المشهد مرة أخرى لاغتيال المبدعين والفنانين والمعارضين أيضا، يبدو أنها سمة الأنظمة البائدة والقادمة، فمن جديد يضاف ياسين بقوش إلى قائمة اغتيالات الفنانين والمبدعين.
وهذه هى شهادة أحد رفاقه السوريين يقول: بقوش هو قامة فى تاريخ الكوميديا السورية، هذا الإنسان كان (مهرج السلطان) دريد لحام وكان له الفضل فى تشكيل ثنائى جميل فى أغلب أعماله، مثل مسلسل«صح النوم» ومسلسل «حمام الهنا»، وهذه المسلسلات القديمة التى حفرت فى ذاكرة كل سورى، لكنه لم يكن مثل مهرج السلطان يماشى مصالحه مع النظام ولكنه حين بدأ يشعر بأن الفن فى سوريا مرهون بأروقة فروع الأمن، غضب عليه النظام وأقصاه واستبعده عن معظم الأعمال الفنية، وحين التقيته فى سنة 2011 قبل الثورة السورية بعدة شهور كنا قد تحدثنا عن تفاصيل إلصاق تهمة إليه، رغم أنه كان آنذاك يبلغ من العمر 73 سنة إلا أن النظام والأمن لم يحترما تاريخه الفنى الطويل ولا عمره وصار يزعجه، وكان يتعرض للمضايقة بسبب أنه شتم نقيب الفنانين آنذاك بسبب التعامل الإقصائى معه، وحين بدأت الثورة لم يتردد ياسين بقوش فى الوقوف مع مطالب الثورة السورية والشعب السورى الذى نادى بالحرية، وكان المشهد الأخير أن تتم تصفيته بهذه الطريقة البشعة والذى أدمى القلب والفؤاد بهذا الشكل المأساوى.

«نتلى مطر» أصغر فنانة سورية: أشكر الثورة التى منحتنى الشهرة
«نتلى مطر» فنانة سورية عمرها «10 سنوات» حضرت إلى مصر منذ سنة ونصف و مرت عليها العديد من المشاهد الأليمة مثل العديد من الأطفال الذين لم ينجوا من مجازر الأسد.
حضرت إلى مصر بصحبة أسرتها ووالدها الإعلامى المنشق عن نظام بشار «فرحان مطر» لتكون أصغر فنانة سورية بعد الثورة لتروى فى أول فيلم روائى لها عن الثورة السورية معاناة السوريين بالهجرة من بلادهم هربا من الموت.
تقول «مطر»: الفن موهبة جميلة وكنت أتمنى أن أصبح فنانة لأننى لدى الموهبة وسعيدة لأننى خرجت فى أول دور يمثل الأطفال السوريين فى سورية، خاصة بعد الألم الذى شعرت به بعد ترك الأرض التى عشنا بها ولى ذكريات فيها ولن أنساها.
أكدت مطر ان الثورة السورية هى التى جعلتها فنانة وهذا كان حلمها، و لكن لم تشعر بنشوة النجاح لأنها بعيدة عن بلدها وأن أصدقاءها فى المدرسة يموتون على يد السفاح «بشار الأسد» على حد وصفها.
قالت «مطر» بنبرة حزن إن كل ما تتمناه أن تعود إلى بلدها وأن يكون كل أطفال فى سوريا يعيش بأمان، وأن يكون فيلمها القادم على مسارح بلدها مثل ما مثلت فى مصر.
قالت «مطر» أتابع جميع المسلسلات وأخبار الفنانين كى أعلم نفسى بنفسى عن طريق المشاهدة حتى تأتى لى الفرصة فى الظهور أكثر، ومثلى الأعلى والدى، وأتمنى أن أجسد دور الأطفال السوريين فى سوريا وآلامهم لأننى فقدت العديد من أصدقائى نتيجة القذف فى سوريا.
وقال والدها فرحان مصر إن «نتلى» هى الابنة الأصغر له وأن لديها موهبة التمثيل وقد اكتشفها وأخرج موهبتها للنور المخرج المصرى «أحمد عاطف» ولم يطلب منها أحد المشاركة حتى الآن فى أى عمل سينمائى أو فنى لأن الفيلم السورى ما زال يعرض فى العديد من الدول والمهرجانات لكن أتوقع أن تكون فنانة جيدة بالرغم من صغر سنها.

«أبو على».. تجربة 32 عاما من الشتات
الظلم والاضطهاد تتوارثه الأنظمة الديكتاتورية، فما فعله حافظ الأسد فعله الابن بشار ليكمل مسيرة الدم التى بدأها والده إلا أن القدر شاء أن يضع نهاية لهذه الأنظمة، وهناك بعض ضحايا حافظ الأب التى شهدت مجازر الابن هو الآخر .
«أبو على مروان» فنان سورى خرج بأول دور له أمام كاميرات السينما بعد 67 عاما من عمره و32 عاما من طرده من سوريا بمدينة «حما» ليكون ضمن المضطهدين من نظام «حافظ الأسد» لأنه إخوانى.
لجأ إلى مصر ليعيش بها منذ أربع سنوات من خروجه أمام كاميرات الدراما يقول: «لقد شردت مثل الآلاف الذين طردهم حافظ الأسد ضمن الجرائم التى ارتكبها فى الماضى وتنقلت خلال 23 عاما بين كل البلاد العربية تاركا وطنى وأهلى، وكنت دائما ما يأخذنى الحنين لتراب الوطن لكنى كنت على قائمة المرتقبين تقف عقبة لتحقيق هذا الحلم فإن عدت سأقتل من ميليشيات بشار، لأن حافظ الأسد فى عام 1982 ضرب مدينة«حماه» التى كنت أعيش بها، وتم طردى أنا وأسرتى المكونة من تسعة أبناء وزوجتى وهو المشهد الذى قررت الخروج به فى أول فيلم سورى بعد الثورة السورية على نظام الأسد، وكان قرار المشاركة فيه بعد هذا العمر لأننى بالفعل لدى معاناة مع الغربة، وقد اعتمدت فى المشاهد على التجربة الذاتية فلم أعتمد على حفظ السيناريو، فما أقوله لم أحفظه على يد مخرج أو كاتب فلم تخرج كلمة واحدة إلا من واقع حياتى وإذا قررت أن أشارك فى أفلام أخرى سوف تكون بنفس الطريقة لأن بداخلى 32 عاما من الغربة لبلدى التى أحلم بالعودة إليها.
أضاف أبو على وعيناه تدمعان: «مازال لدى العديد من القصص التى مررت بها من العذاب أنا وأسرتى أثناء الانتقال فى الصحراء ومعاناة الخروج بدون أى شىء».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.