بعد مجزرة بورسعيد قمت بكتابة هذا المقال بعد زيارتي لإعتصام الأولتراس, والآن أقوم بإعادة كتابته لأني أعتقد أن هذا وقته, وأن الأولتراس يحتاج إلى من يوضح حقيقتهم التي يريد البعض تشويهها, وتشويه كل شباب الوطن الطاهر مثلما حدث قبل ذلك مع حركة 6 إبريل, ولكن مالا يعرفه الكثير أ، هؤلاء الشباب لا يموتوا .. وإليكم المقال .. عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : ( سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيرا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض .. فقال له أبو بكر : ولم يا رسول الله قال : لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة ) ..
رغم ضعف هذا الحديث فإنه حتى الآن ثبتت صحة كلامه في شعب مصر الذي يعتبر كل مواطن فيه جندي إذا جاءت المعركة , أو إذا واجه ظلما , وعلى مر التاريخ أثبت الشعب المصري أنه لا يقبل الإهانة ولا الظلم ولا الاحتلال الخارجي ولا الداخلي , وكان يظهر في كل حقبة من الزمن المصري "جيوش شعبية" كانت هي الحلقة الفاصة في تلك الحقبة وكانوا هم خير أجناد الأرض ..
وجنود هذا الزمن هم .."الأولتراس"
توجهت إلى اعتصام الأولتراس الأهلاوي بعد أحداث مجزرة بورسعيد لدعمهم ولكي أقف بجوار أقوى جيش شعبي موجود في مصر الآن – بالإضافة للوايت نايتس الزملكاوي والحركات الثورية– , فرأيت فعلا خير أجناد الأرض وتعلمت كيف يكون الرباط الذي ذكره الحديث السابق ..
رأيت فيهم النخوة والعزة والكرامة التي افتقدها كثير من الناس الآن , وجدت لديهم تمسكهم بحقوقهم التي وعدوني بأنهم لن يتركوها حتى ولو قام المجلس العسكري –آنذاك - بقتلهم جميعا , بعيدا عن انه لا يستطيع .
وعندما تحدثت معهم وجدت أذكى شباب مصري مخلص يحب وطنه وقال أحدهم لي عندما سألته : " مش خايف من إن الجيش ييجي يفض الإعتصام بالقوة ؟! " فرد قائلا : " سيبها على الله .. إحنا فينا قوة ميقدرش عليها الرصاص " ..
فتعجبت من ثقتهم بنفسهم ..
– وذلك مع احترامي الكبير لبعض من الجيش المصري الذي مازال جيش مصر وليس جيش السلطة أمثال ضباط 8 إبريل . .
بارك الله في هذا الشباب الطاهر الذي مات على يديه إخوانهم في الميدان وفي بورسعيد وحاول النظام السابق إضعافهم بشتى الطرق ولكنهم لا يضعفوا .. لا يموتوا .. لأن "الفكرة مش بتموت" .
وأوجه رسالتي لهم الآن : احذروا من الخيانة .. فإن جنود مصر على مر التاريخ لم تهزم إلا بالخيانة .. تمالكوا أعصابكم .. تعاملوا بالذكاء الذي إعتدناكم عليه .. إلتحموا مع جميع القوى الثورية ..
واعلموا أن من ينصر الله ينصره .. كونوا على قدر المسؤولية .. اثبتوا ولا يهمكم كلام من لا يعرفون قدركم .. فبعد زمن سيأتي كثير من شعب مصر ويقول : "يارتني كنت معاهم .. يارتني كنت معاهم".