تعظيم مصر وتوقير واحترام جيشها يجب أن يكون جزءا من عقيدة المسلم. ذلك لأن عقيدة المسلم تبني بالدرجة الأولي علي ما ورد في كتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم. ولقد ورد اسم مصر في كتاب الله العزيز ثمان وعشرون مرة. منها خمس مرات ذكر فيها الاسم صراحة. بينما جاء في البقية علي سبيل الوصف والإشارة. وجميعها في موضوع التقدير والتعظيم. وبلد عظمه الله تعالي وكرمه لابد أن تعطي مظلة التكريم هذه الجيش الذي يتولي حمايته والدفاع عنه. بل تمتد إلي كل من يعمل علو شأنه ويسعي إلي رخاء شعبيه. ومثلما كرم الله تعالي مصر كرم رسوله جيشها. فخصه صلي الله عليه وسلم من بين جيوش الأرض بالمديح وبالثناء. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: إذا فتح الله عليكم مصر فاتخدوا فيها جندا كثيراً. فذلك الجند خير أجناد الأرض. فقال له: ولم يا رسول الله؟. قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم القيامة. فهل يعقل بعد هذا أن يخرج علينا ببعض أبناء مصر فيسعي إلي تشويه صورة الجيش ويوقع العداوة والبغضاء بينه وبين الشعب؟!. كيف إذن غاب عن هؤلاء جميعا أن تشويه صورة الجيش المصري لا يصب إلا في مصلحة طرف وحيد معروف للقاصي والدني هو إسرائيل؟ نعم إسرائيل التي ساءها أن تنادي بعض الأصوات في مؤسسات دولية من خارج مصر. أكرر ¢من خارج مصر¢ بضرورة ترشيح الجيش المصري لنيل جائزة نوبل للسلام مكافأة له علي موقفه النبيل من ثورة الشعب. وهل يصلح بل هل يجوز أن يجلس بعضنا ينحت المصطحات المقيتة التي توقع جيشنا ورجاله في حرج كبير من قبيل ¢الخروج الآمن¢ أو ¢الخروج العادل¢؟ وهل يدك هؤلاء الذين يتظاهرون في محيط وزارة الدفاع بين الحين والآخر مدي الخدمة التي يقدمونها لإسرائيل علي طبق من ذهب؟. إنني أدعو مجلس الشعب وغيره من سلطات الدولة كما أدعو الشعب المصري كله إلي الاستعداد التام التنظيم احتفال شعبي كبير نكرم فيه الجيش المصري يوم أن يقوم بتسليم السلطة للرئيس المزمع انتخابه. وياليت نجد من بين وسائل الإعلام بدلا من النفخ في النار ليل نهار. أتمني من الدكتور سعد الكتاتني أن يشكل لجنه من الآن تعد لهذا الاحتفال لرد الجميل لجيشنا العظيم. وشكره علي ما قدم لثورة الشعب. فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. ولا يفوتني في هذا المقام التأكيد علي أن علاقتي المباشرة بالجيش المصري تنحصر فقط في أداء الخدمة العسكرية ضمن سلاح المشاة. لكن علاقتي بالجيش بمعناها الواسع هي علاقة كل مصري به. فخور ومزهو به وأباهي به. ذلك لأن تصرف جنوده بمختلف رتبهم بدءا من العسكري المجند وصولا إلي أعلي رتبة منذ بداية الثورة وحتي الآن. وضبط النفس الذي أبدوه إزاء المأجورين والمسيئين له عن قصد أو غير قصد يعد من دلائل النبوة ومعجزات الرسول. فلو تصرف الجيش مع الثورة مثلما تتصرف الجيوش الأخري من حولنا مع ثورات شعوبها. لكنا تساءلنا وتعجبنا: أهذا هو الجيش الذي امتدحه الرسول الكريم صل الله عليه وسلم؟!. ولكن بما أن الجيش تصرف علي هذا النحو الذي عايشناه جعلنا نزداد إيمانا بأن رسول الله لا ينطق عن الهوي. جيوش الدول العربية التي ثارت شعوبها لم تيتيم الأطفال وترمل النساء وتهدر كرامة الكبار فحسب. بل قتلهم جميعا. نعم قتلت الأطفال والنساء والكبار معا وقبله الشباب. بينما جيشنا لا يزال يجمينا كمصريين من أنفسنا. يحمينا من البلطجة. فكل يوم وبمعاونة الشرطة يلقي القبض علي عشرات من اللصوص وقطاع الطرق. ويداهم أوكار تجار المخدارات. ويحبط محاولات احتكار وتهريب مقدرات الشعب من المحروقات. لذا فإنه يستحق أن نكرمه ونثبت للعالم أجمع أننا معه ونعتز به فأمامه مهام جسام للدفاع عن حدود مصر والحفاظ علي وحدتها والله من وراء القصد.