الكونجرس يستعين بكتاب «عزل أوباما» لكشف فضائح الرئيس الكونجرس الذى يخوض الحرب ضد أوباما بسلاح المخابرات استعان أيضاً بكتاب فى غاية الخطورة، ففى الوقت الذى يتصاعد داخل الولاياتالمتحدة نقاش وطنى جاد يطالب بعزل الرئيس الأمريكى باراك أوباما من منصبه صدر كتاب يقدم لنواب الكونجرس الأمريكى قائمة بأبرز الاتهامات التى بموجبها يجب سحب الثقة من الرئيس الأمريكى ويقدم مخططا قانونيا يجعل من السهل على الكونجرس صياغة مواد الإقالة. كتاب «قضية عزل أوباما» يقدم المؤلفان انتهاكات جسيمة للدستور الأمريكى الذى أقسم أوباما على حمايته والدفاع عنه وإساءة لاستخدام السلطة والأهم هو انه عرض أمن الشعب الأمريكى للخطر وفرض أجندته الراديكالية عندما فتح لجماعة الإخوان المسلمين أبواب البيت الأبيض وسهل لهم مهمة الاستيلاء على السلطة فى منطقة الشرق الأوسط الجديد خاصة مصر. الكتاب من تأليف الصحفى الاستقصائى آرون كلاين وبمشاركة المؤرخة والمدونة الأمريكية الشهيرة بريندا إليوت، وبين قائمة طويلة من الاتهامات، يوجد اتهام حول علاقة الرئيس الأمريكى بجماعة الإخوان المسلمين وما يصفه المؤلفان من إهداره لعلاقات الشراكة مع أبرز حلفاء أمريكا فى المنطقة وهى مصر ومساهمته فى نشر مخاطر الأصولية الإسلامية مع تورطه فى مقتل السفير الأمريكى فى بنغازى فى 9/11 من العام الماضى سواء من خلال تسهيله لحصول المتطرفين الإسلاميين على الأسلحة فى ليبيا وهو ما يسميه الكتاب مخطط تسليح المتمردين الجهاديين فى بنغازى أو من خلال تجاهله لتقارير مخابراتية أمريكية كانت تؤكد وجود مخطط لقتل السفير الأمريكى فى بنغازى. فى جانب آخر يوثق الكتاب الاتهام حول تسليح الولاياتالمتحدة بشكل سرى للمتمردين فى سوريا التابعين لتنظيم «القاعدة» من خلال تركياوقطر. وعن علاقة أوباما بجماعة الإخوان وكيف سمح لهم أوباما بالتسلل إلى البيت الأبيض ودعمهم للاستيلاء على السلطة فى الشرق الأوسط يركز المؤلفان على عدد من الشخصيات المنتمية إلى جماعة الإخوان الذين سمحت لهم إدارة أوباما بدخول وكالات حكومية مهمة ومرتبطة بالأمن القومى الأمريكى مما يجعلهم مؤثرين على سياسات الولاياتالمتحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب حيث يشير الكتاب إلى تعريض المعلومات المتعلقة بالأمن القومى للتسريب من خلال ما أسماهم المؤلفان أعداء أمريكا ويركز بصفة خاصة على هوما عابدين مساعدة وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون التى ثبت أن لها علاقات عميقة مع المتطرفين الإسلاميين ومنظمات إرهابية مرتبطة بجماعة الإخوان ومتهمة بتمويل جهات تابعة لتنظيم «القاعدة» فى عدد من الدول العربية منها مصر وليبيا وسوريا. حذر المؤلفان من أن هناك العديد من فصائل جماعة الإخوان وفروعها المنتشرة فى الولاياتالمتحدة والممولة من بعض دول الخليج هذه الفصائل التى أسست العديد من الجمعيات والمؤسسات فى قلب الولاياتالمتحدة تسعى للنفوذ من خلال الضغط على بعض أعضاء الكونجرس وأيضاً من خلال التسلل إلى المنظمات التى تساند القضية الفلسطينية وإلى شخصيات بارزة فى الإدارة الأمريكية الحالية. على سبيل المثال يقدم الكتاب كيف توطدت علاقة أعضاء من الإخوان بمدير وكالة المخابرات المركزية الحالى جون برينان وكيف أن هذه العلاقات أثرت على صياغة معايير سياسية جديدة فى مجال مكافحة الإرهاب والتدابير الأمنية الخاصة بالتعامل مع الجماعات الإرهابية ويرصد المؤلفان فى هذه النقطة تحديدا أن بعض خطابات برينان الخاصة بالإرهاب ومنها خطاب قدمه فى جامعة نيويورك عام2010 «قبل أن يتولى منصبه» تحدث فيه حول معايير جديدة للتعامل مع الجماعات الإسلامية فى الولاياتالمتحدة وخارجها كان قد كتبه أشخاص تابعون لجماعة الإخوان ولديهم روابط وثيقة مع جبهات إسلامية أخرى متطرفة وأيضاً مع البيت الأبيض ووكالات الأمن القومى الأمريكى. ركز الكتاب فى هذا السياق على ارتباط برينان والأجهزة الأمنية بالجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية أوISNA وهى الجمعية التى تأسست فى أمريكا عام1981 وخرجت من عباءة رابطة الطلبة المسلمين وهى الرابطة التى أسستها جماعة الإخوان وتعمل الجمعية الإسلامية على الترويج إلى تطبيق نظام إسلامى متطرف عبر مساجد الولاياتالمتحدة. وصف الباحث فى الشئون الإسلامية ستيفن شوارتز تلك الجمعية بأنها واحدة من القنوات الرئيسية التى من خلالها يمرر نموذج متطرف من الإسلام إلى الولاياتالمتحدة وتمول الترويج لهذا النموذج فى عدد من البلدان العربية فى حين يكتب المؤلفان على لسان خبير الإرهاب ستيفن ايمرسون فإن الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية هى جماعة متطرفة تختبئ تحت قشرة كاذبة من الإسلام المعتدل. ويروى المؤلفان أن برينان ليس وحده فى إدارة أوباما الذى تربطه علاقات وثيقة مع الجمعية الإسلامية ففى مايو2011 تم رصد وجود علاقة ما بين من كان آنذاك نائب مستشار أوباما للأمن القومى دينيس ماكدونو والجمعية وعمل على التنسيق بين إدارة أوباما والجمعية على ما سمى بمبادرة البيت الأبيض للتواصل مع المسلمين ماكدونو هو حاليا كبير موظفى أوباما فى البيت الأبيض. فى واحدة أخرى من عشرات الأمثلة التى ورد ذكرها فى جرائم موجبة للعزل فى يوليو 2011 شارك مستشار أوباما إيبو باتيل وتحدث فى مؤتمر لمدة ثلاثة أيام نظمته جمعية الطلاب المسلمين التابعة لجماعة الإخوان. ظهر باتيل فى إحدى جلسات المؤتمر جنبا إلى جنب مع طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان وسراج وهاج الذى كان متهما بأنه أحد المحرضين على تفجير مركز التجارة العالمى عام1993. كان وهاج قد دافع عن المتآمرين عن التفجير المدانين وحث فى العديد من خطبه على ضرورة أن يعمل الإسلاميون على حكم أمريكا فى نهاية المطاف.. بدأت علاقة الجمعية الإسلامية مع البيت الأبيض حتى قبل تولى أوباما منصبه فى عام2009 كما يوثق الكتاب. قبل أسبوع واحد قبل تنصيب أوباما كان سيد سعيد مدير مكتب الجمعية الإسلامية والمنسق العالم لما يعرف بالائتلافات المجتمعية والحوار بين الأديان جزءا من الوفد الذى اجتمع مع مدراء فريق أوباما الانتقالى. وناقش الوفد طلبات من قبل تلك الائتلافات لإيقاف الملاحقات الأمنية لبعض رموز الجماعات الإسلامية فى الولاياتالمتحدة.كما مثلت رئيسة الجمعية الإسلامية إنجريد ماتسون المسلمين الأمريكيين فى حفل تنصيب أوباما فى يونيو 2009 دعت كبير مساعدى أوباما فاليرى جاريت ماتسون للعمل فى مجلس البيت الأبيض للنساء والفتيات الذى تقوده جاريت.. فى يوليو من هذا العام قامت وزارة العدل برعاية كشك المعلومات الخاص بها فى معرض أقامته الجمعية الإسلامية فى واشنطن أيضاً فى هذا الشهر وجهت جاريت كلمة فى المؤتمر السنوى ال46 للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية.. ووفقا للبيت الأبيض فقد حضرت جاريت كجزء من سياسة أوباما للتواصل مع المسلمين. من بين الشخصيات الإخوانية الأخرى التى يرصد الكتاب ارتباطها بإدارة أوباما محمد الإبيارى هذه الشخصية المثيرة للكثير من الجدل داخل واشنطن هو حاليا عضو فى إدارة المجلس الاستشارى الأمن الوطنى الأمريكى والابيارى كان قد أعلن انه مؤيد للرئيس المصرى المعزول محمد مرسى وهو أيضاً الرئيس والمدير التنفيذى لمؤسسة الحرية و العدالة فى ولاية تكساس والتى طالبت مصلحة الضرائب الأمريكية بإيقافها فى مايو2010 لعدم تقديمها ما يثبت مصادر تمويلها ولكنها مع هذا مازالت تعمل!! طبقا لما جاء فى الكتاب فإن الابيارى من رموز الإخوان الذين يقدسون آراء سيد قطب وآية الله خومينى وأمام نيويورك الراديكالى سراج وهاج وقد أكدت نظريات المؤامرة انه يدعم الأفراد والمنظمات ذات الصلة بالإرهاب وسبق أن اتهم الحكومة الأمريكية بأنها تشن حربا ضد الإسلام وهو يعتبر سيد قطب والد الثورة الإسلامية الإرهابية الحديثة ووفقا للكتاب فإن أسامة بن لادن والجماعات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم تعتمد على قطب فى فتاواهم وأيديولوجيتهم وقد ثبت أيضاً أن الابيارى مرتبطة بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير الذى أسسه بشكل أساسى جماعة الإخوان وتدعمه حماس. يتزامن ذلك مع استمرار ارتفاع الأصوات الغربية المنادية، فى كل من أوروبا وأمريكا الشمالية، بفتح تحقيقات بشأن جماعة «الإخوان»، وبحث حظر أنشطتها وتصنيفها «جماعةً إرهابية»، لاسيما بعد فتح ملف بشأن الجماعة، بشكل رسمى، فى المملكة المتحدة. 3 «كماشة» الغرب لقص الإخوان يتزامن ذلك مع استمرار ارتفاع الأصوات الغربية المنادية، فى كل من أوروبا وأمريكا الشمالية، بفتح تحقيقات بشأن جماعة «الإخوان»، وبحث حظر أنشطتها وتصنيفها «جماعةً إرهابية»، لاسيما بعد فتح ملف بشأن الجماعة، بشكل رسمى، فى المملكة المتحدة. عضو «شبكة خبراء الأمن والإرهاب فى كندا» المحلل توم كويجن، نشر مؤخراً دراسةً عنوانها «جماعة الإخوان المسلمين فى أمريكا الشمالية». فى الدراسة، أكد كويجن أن «هدف جماعة الإخوان فى أمريكا الشمالية هو إضعاف وتدمير أسس المجتمعات الحرة المنفتحة فى كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية من الداخل، واستبدالها بالمبادئ السياسية لمؤسس الجماعة حسن البنا، وسيد قطب، وأفكار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عموماً»، مندداً باتجاه الجماعة نحو العنف والتطرف والإرهاب، إضافةً لمحاولتها المستمرة للتغلغل فى نسيج المجتمع الكندى. إلى ذلك، يعتبر كويجن أن «الإخوان بدأوا التحرك، فى أمريكا الشمالية فى الخمسينيات، وتحديداً فى 1958، وجرى كثير من النقاش داخل الجماعة نفسها حول ما إذا كان عليهم إبقاء جماعتهم «سراً»، كما كان حالهم فى مصر، أو أن يعلنوا عن أنفسهم، لذا فثمة تناقضات بشأن الجماعة، حيث إن بعضاً من مؤسساتها تراه منفتحاً وعلنياً ك«جماعة الطلاب المسلمين»، و«إيسنا»، لكنّ بعض المؤسسات تقسم أغلظ الإيمان أن لا علاقة لها بالجماعة، ولكن فى ذات الوقت تعترف بأنها تسيرعلى نهج مؤسس الجماعة حسن البنا». عن الدور الأمريكى فى التحقيقات بشأن الجماعة، استغرب كويجن من سياسة «غض الطرف «التى تتبعها الولاياتالمتحدة عن الجماعة، وعزا ذلك لأن الإدارة الأمريكية «لم تقرر بوضوح» بعد الطريقة التى تريد التعامل بها مع الشرق الأوسط. وأضاف كويجن أن كندا سحبت الصفة الخيرية من جماعات عدة فى البلاد، منها «ويكس» (مجتمع العالم الإسلامى) و«وامى» (الجمعية العالمية للشباب المسلم)، لثبوت دعمهما المادى والمعنوى لجماعة الإخوان. ويوضح كويجن أن «أحد أعضاء مجلس مؤسسة «كير كان» –المفترض أنها خيرية- الإداريين، الدكتور جمال بدوى، تم تصنيفه من قبل جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم على أنه قائد هام فى الجماعة»، ناهيك عن وائل حدراة، الذى كان مستشاراً سياسياً لمحمد مرسى، ومستشاراً انتخابياً له أيضاً، وتم اعتماده «الممثل الرسمى» عن الرئيس المصرى فى الأممالمتحدة، وممثلاً عن السفير المصرى. وحسب موقع «التر انفو» الفرنسى المتخصص فى الإعلام «البديل» كانت قطر بين 2012 و2013 المشترى الأساسى لمصانع السلاح والذخيرة فى عدد من دول العالم بما فيها مصر «الإخوانية» ووضعت قطر يدها على الصفقات «القانونية» وعلى تهريب السلاح فى الأسواق السوداء فى كل من بلغاريا والبوسنة والهرسك ولبنان وتشيكيا والعراقوتركيا وليبيا، لتأمين الصواريخ المضادة للدبابات والرشاشات الثقيلة والقذائف، فى حين كانت مؤسسة صقر المصرية فى زمن حكومة الإخوان بين 2012 و2013 تؤمن الإمداد بالقذائف الأرضية والمدفعية. ومع تصديها لتطويع الساحة السورية لم تتأخر قطر فى إنفاق مبالغ ضخمة وصلت حسب «فايننشيال تايمز» إلى 3 مليارات دولار، حتى منتصف 2013، أما صحيفة واشنطن بوست فقدرت من جهتها التمويلات «غير الرسمية» لتأمين السلاح بواسطة الجمعيات والمنظمات الخيرية القطرية بضعف المبلغ الذى تحدثت عنه «فايننشيال تايمز». ولكن الدور القطرى لم يقتصر على تأمين الأسلحة وحده، بل تعداه إلى نهب الثروات التاريخية والأثرية الفريدة، عبر تأمين خروج تحف وتماثيل ومنحوتات وكنوز أركيولوجية نادرة فى إعادة لما حدث فى العراق مع الغزو الأمريكى فى 2003. ما يثير على المستوى الدولى أيضاً، أن بريطانيا عقدت محاكمة فى قضية على درجة عالية من الأهمية، بخصوص ملف الإرهاب، فى «سرية تامة»، بعد قرون من المحاكمات العلنية و«العادلة» فى المملكة المتحدة، بحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية. وللمرة الأولى فى تاريخ القضاء البريطانى، تحتفظ المحكمة بسرية اسمى رجلين متهمين ب«انتهاكات إرهابية خطيرة»، ويتم منع وسائل الإعلام والعامة من الناس من حضور المحاكمة، بحسب أوامر «محكمة الاستئناف» فى البلاد، التى قررت أن يحتفظ المتهمان بسرية هويتهما، وإلى الآن يتم التعريف عنهما فقط باسمى «اى بى» و«سى دى». ويكفى أن نعرف أن المدعين زعموا أنهم طالبوا بسرية المحكمة خوفاً من «عواقب كارثية»، قد تؤدى لإسقاط الدعاوى إذا عقدت المحاكمة علناً.. وقال المدعى ريتشارد ويتام إن «هذه القضية تقع ضمن ظروف استثنائية، حيث هناك سبب جيد جداً لإبقاء هوية المتهمين سراً وعقد المحكمة فى جلسات خاصة»، وأصر على أن تطبيق الإدانة لم يكن مطلقاً على قواعد من «الأمن القومى» فقط.