نشرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية تفاصيل اللقاء الذى تم مؤخرا بين المشير عبد الفتاح السيسى المرشح الرئاسى مع عدد من الخبراء والصحفيين الأمريكيين، والذى استمر لمدة ساعتين، ودار عن العلاقات المصرية- الأمريكية. وأشارت الشبكة الإخبارية إلى أن السيسى – الذى وصفته بالحاكم الفعلى لمصر- دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى استئناف المساعدات العسكرية لمصر التى تم وقفها العام الماضى بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، محذرا من أن عدم رغبة أمريكا فى محاربة التطرف الإسلامى فى الدول العربية المضطربة سوف يعرض الولاياتالمتحدة وحلفائها العرب والأوروبيين للخطر. وقال السيسى إن "مصر تحتاج بشدة المعونة الأمريكية لمحاربة الإرهاب فى سيناء ومخيمات تدريب الجهاديين فى ليبيا بالقرب من الحدود المصرية"، موضحا أن "عدم رغبة أمريكا فى مساعدة مصر فى معركتها ضد ما يعتبر أكبر موجة إرهاب فى التاريخ المصرى، والمساعدة فى احتواء الحرب الأهلية فى العراق وليبيا وسوريا، والذى خلق أرضية مواتية للتطرف الدينى، ستؤدى إلى نتائج كارثية سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو العرب". وأكد كل ما يعرفه الجهاديون المسلحون فى سوريا والدول العربية الأخرى هو الدمار، وأن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لم يكن سوى الأول"، على حد تعبيره. وصرح السيسى بأن رفض نشر قوات غربية للمساعدة فى استقرار ليبيا بعد قيام قوات حلف شمال الأطلنطى "الناتو" بالإطاحة بالديكتاتور معمر القذافى في 2011، متهما "الولاياتالمتحدة والناتو بخلق فراغا سياسيا ترك ليبيا تحت رحمة المتطرفيين والقتلة والدمويين، وأن التاريخ سوف يحكم عليكم بقسوة". وقالت "فوكس نيوز" إنه خلال لقاء السيسى الذى استمر ساعتين مع مجموعة صغيرة من المتخصصين فى الأمن القومى الأمريكى والصحفيين فى القاهرة، شدد المشير على رغبة مصر فى إقامة علاقات قوية مع واشنطن. وأشار إلى أن "أمريكا وحلفاؤها لديهم مصلحة فى تجنب مزيدا من الفوضى فى مصر، وفى المساعدة علي إستعادة الاستقرار السياسى والنمو الاقتصادى فى أكبر دولة عربية. وتابع أن "مصر التى يبلغ عدد سكانها 94 مليون شخصا والتى يزداد عدد سكانها مليون شخص كل تسعة أشهر تحتاج إلى دعم اقتصادى دائم للتغلب على التحديات الراهنة. وأكدت "فوكس نيوز" على أن السيسى الذى انتقد الولاياتالمتحدة بشدة بسبب رد فعلها على عزل مرسى، واتهم إدارة الرئيس باراك أوباما بتجاهل إرادة الشعب المصري، وذلك خلال لقائه مع لالى ويموث بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى أغسطس الماضى. وذكرت أنه خلال لقاء الأسبوع الماضى، وعلى النقيض، تحدث المشير بشغف عن أيامه فى كلية الحرب الأمريكية، وأعرب عن رغبته فى أن ترقى مصر إلى الديمقراطية مثل أمريكا وبريطانيا. وقال إن الإطاحة بمرسى لم تكن نتيجة انقلاب عسكرى، لكن ثورة شعبية ضد الحكم المتطرف للإخوان المسلمين، وهو ما يعتبره المصريون "ثورة ثانية" بعد مظاهرات الربيع العربي التى أجبرت الرئيس الأسبق حسنى مبارك على التنحى عن منصبه. وأضاف أنه بينما يتفهم أسباب قيام واشنطن بتعليق المساعدات، الا أن العديد من المصريين لا يتفهمون ذلك. وأوضح أن "المصريون يشعرون بالإهانة والأذى بسبب وقف أوباما للمعونة، فى ذورة العمليات الإرهابية، خاصة أن الرئيس أوباما نفسه تعهد بعدم تأثر أموال مكافحة الإرهاب والمعدات العسكرية، ونتيجة لذلك، تساءل المصريون العاديون: لماذا يفعل أصدقاؤنا ذلك معنا؟". وأشار إلى أن "مصر تحتاج بشدة المساعدات العسكرية والاقتصادية، وأنه بمجرد انتهاء الخلافات الحالية، فأن مصر ستكون ممتنة لأكثر من ال 73 مليار دولار التى دفعتها أمريكا فى الفترة من 1948 وحتى 2012، وكان أغلب هذا المبلغ مخصص للمعدات العسكرية وتدريب الجنود". وشدد السيسى على أن " الدعم السياسى والاقتصادى الأمريكى سيكون حاسما لتعافى مصر سياسيا واقتصاديا". وأكد أن الإرهاب والعنف الذى اشتعل بعد عزل مرسى أغضب المصريين العاديين، وأن رفض الشعب المصرى لمرسى، الذى تم انتخابه فى مايو 2012 بنسبة 51،7% لم يكن رفضا فقط للإخوان بل للإسلام السياسى أيضا. وتابع أن المصريين لا يريدون من يجبرهم على "المسجد أو الكنسية"، وأن الأقباط الذين يشكلون 10% من تعداد السكان، عانوا تحت حكم مرسى، وفشلت الشرطة فى حماية كنائسهم، وأنه فى الوقت نفسه الإخوان حاولوا إنكار الحقوق القانونية والاجتماعية للمرأة، مؤكدا أن "المرأة حرة فى ارتداء أو عدم ارتداء الحجاب". وطالب السيسى الأمريكيين بالصبر حيث تكافح مصر من أجل تطوير المؤسسات والثقافة المطلوبة للديمقراطية، موضحا أن الديمقراطية مازالت جديدة فى مصر، وأنه ينبغى عدم الحكم بمعايير الديمقراطيات الناضجة فى الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول. وقال إن المصريين لم يعودوا خائفين من الإخوان المسلمين، وأنهم سيطالبون أى حكومة منتخبة فى المستقبل بتلبية مطالبهم السياسية والاقتصادية وتوقعاتهم. وشدد السيسى على أنه يوجد بين المصريين والجيش "روابط خاصة"، وأن المصريين غاضبون بشكل خاص من هجمات الإسلاميين على الجنود المصريين وقوات الأمن حيث سقط منهم 500 جنديا خلال العامين الماضيين