ألقى الشيخ محمد عبد الله نصر، المعروف باسم «خطيب التحرير»، كلمة فى عزاء نائبة رئيس الطائفة اليهودية بدأها ب«باسم إله اليهود والمسيحيين والمسلمين إله كل البشر»، وقال إن «الفرق بين اليهودي والصهيوني، هو نفسه الفرق بين المسلم والمتأسلم». وتوجه «خطيب التحرير» بالعزاء باسم ثوار ميدان التحرير لأسرة نادية شحاتة، وقال «تحية لكل إنسان جاء ليؤدي واجب العزاء فى بنت مناضل حارب من أجل الإنسان»، فى إشارة لشحاته هارون الذى رفض السفر لإسرائيل، وأضاف: «من أراد أن ينصر دينه ودمر وطنه فقد خان دينه ووطنه»، وتابع: «مصر حاضر اليوم فى هذا المكان بكل أطيافها معانا، فى بيت يذكر فيه اسم الله، مصر الحضارة والهوية التى مصرت اليهودية والمسيحية والإسلام». العزاء شهد غياب رسمي، وحضور عدد من الشخصيات العامة، ساحة معبد «شاعار هاشامايم» (بوابة السماء)، المعروف باسم «معبد عدلي»، عن آخرها بالمعزين في نادية شحاتة هارون، نائبة رئيس الطائفة اليهودية في مصر، ماجدة هارون. وشارك في العزاء عدد من الشخصيات العامة منها، المخرجان داوود عبد السيد ويسري نصر الله، والأمين العام لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، طلعت فهمي، وسيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، الذي شارك شحاته هارون (والد نادية) فى تأسيسه، وكان عضو لجنته المركزية. وفيما غاب المسؤولون الرسميون، شارك في العزاء محمد عطيان، الشهير ب«أبو الثوار»، ومنسق جبهة أزهريون من أجل الدولة المدنية، محمد عبد الله نصر، المعروف ب«خطيب التحرير». ويُعد معبد «شاعار هاشامايم» (عدلي)، من أفخم المعابد اليهودية في القاهرة، وبُني في عام 1905 بدعم من عائلة «موصيري» الشهيرة، وهو المعبد الوحيد الآن، المفتوح للصلاة، إلا أن تعاليم الديانة اليهودية تشترط وجود 10 رجال يهود من أجل إتمام الصلاة، وهو ما لا يتوافر في الطائفة اليهودية في مصر الآن. واستقدمت رئيسة الطائفة اليهودية حاخامًا خاصًا من تركيا لأداء الصلاة على شقيقتها، التي توفيت، الخميس الماضي، إثر تعرضها لأزمة قلبية مفاجئة أثناء عملها، كما استقدمت في 2001 حاخامًا خاصًا من فرنسا لأداء الصلاة على والدها، شحاتة هارون، الذي رفضت استقدام حاخام من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة للصلاة عليه. ويعيش في القاهرة، حوالي 20 يهودي، معظمهم من السيدات المسنات، وهم من تبقوا، من واحدة من أقدم الطوائف الدينية في مصر، والتي لعب أبنائها دورًا كبيرًا في الحياة السياسية والاقتصادية والفنية. وشُيعت جنازة نادية هارون من «معبد عدلي»، صباح الثلاثاء، بعد أداء الحاخام التركي الصلاة عليها، قبل أن يتم نقل الجثمان، إلى مقابر اليهود في البساتين، حيث دُفنت إلى جوار والدها. وماجدة ونادية هارون، هما ابنتا المحامي المصري اليهودي، شحاتة هارون، الذي رفض السفر إلى إسرائيل، واشتهر بنضاله ضد الصهيونية، وتمسكه بمصريته وديانته اليهودية. وناضل شحاتة هارون في صفوف الحركة الشيوعية المصرية، وشارك في تأسيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، وفي أعقاب تولي ابنته ماجدة رئاسة الطائفة اليهودية، العام الماضي، في أعقاب وفاة الرئيسة السابقة، كارمن وينشتاين، كتبت عنها صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «بنت عدو إسرائيل تتولى رئاسة الطائفة اليهودية في مصر». وتخلل طقس العزاء، توزيع أبناء الطائفة بيض مسلوق على الحضور، وهو طقس ديني يهودي، يرمز إلى الموت والحياة. و