فوجئ فريق تلفزيوني بهجوم عنصري نفذه رجلان اسكتلنديان واستهدف فناناً من أصول إفريقية، بينما كان يقوم الفريق بتصوير الفنان وسط مدينة "جلاسكو" شمالي بريطانيا، في هجوم نادر الحدوث يستهدف رجلاً أسود كان يحمل بيده آلته الموسيقية التي يطرب بها الناس. وتحظر القوانين في بريطانيا بصرامة شديدة أية أقوال أو أفعال أو إشارات أو إيماءات يمكن فهمها بشكل عنصري، فضلاً عن أن القوانين تجرم بصورة مشددة أية هجمات بالأيدي بغض النظر عما إذا كانت بدوافع عنصرية أم نتيجة خلافات عادية. وفي تفاصيل الجريمة الجديدة، فإن فريقاً من قناة "بي بي سي" كان يقوم بتصوير فلم وثائقي مع مغنٍ إفريقي مشرد يُدعى "ميلو"، وذلك وسط مدينة "جلاسكو"، وهي أكبر المدن الاسكتلندية في شمال المملكة المتحدة، إلا أن المغني والفريق التلفزيوني فوجئوا باعتداء بالأيدي استهدف الرجل الإفريقي ذو البشرة السوداء ونفذه رجلان اسكتلنديان بدوافع عنصرية بحتة، وعلى مرأى ومسمع من المارة، وبينما كانت الكاميرات تصور المشهد. وبدا واضحاً المغني الإفريقي الذي تعود أصوله الى أنغولا وهو يقول للمعتدين: "أتركوني وحدي، ماذا فعلت؟ أنا أعلم بأنني أسود وأنا فخور بذلك"، بينما كان الرجلان ينهالان عليه بالضرب والشتائم. وبحسب الفيديو الذي تمكنت كاميرات الفريق التلفزيوني من تسجيله فقد صرخ أحد المعتدين قبل أن يبدأ هجومه قائلاً: "إنه يقوم بحلب بلادنا من أجل جمع آلاف الجنيهات.. أنا أدفع مئات الجنيهات كضريبة من أجل أن يحافظوا عليك هنا في هذا البلد"، وذلك في إشارة الى المساعدات الحكومية التي يتلقاها المهاجرون العاطلون عن العمل والتي يتحمل عبؤها دافعوا الضرائب من البريطانيين. وقالت جريدة "ديلي ميل" البريطانية إن الفنان الإفريقي الأصل ميلو دافع عن نفسه بشجاعة عندما تعرض للهجوم، مستخدماً عربة معدنية في الدفاع عن نفسه، وهي عربة ذو عجلات مخصصة لنقل أدواته الموسيقية من مكان لآخر. ووصلت قوات من الشرطة البريطانية الى مكان الحادث فوراً وألقت القبض على المعتدين الذين استهدفوا الرجل، فيما ظل الرجلان اللذان نفذا الاعتداء يطلقان العبارات التي تمثل انتهاكات عنصرية حتى بعد تقييدهما واعتقالهما من قبل قوات الشرطة. وتبين أن أحد منفذي الاعتداء كان قد أمضى في السجن 10 شهور نتيجة اعتداء آخر نفذه في العام 2012، وخلال وجوده في السجن اعتدى على شرطية تعود أصولها الى إحدى الدول الآسيوية بدوافع عنصرية أيضاً. يشار الى أن قضية المهاجرين أصبحت تشغل الرأي العام البريطاني في السنوات الأخيرة، بسبب تأثيرهم على الاقتصاد المحلي في ظل الأزمة وإجراءات التقشف التي تقوم بها الحكومة، في الوقت الذي يتحمل فيه دافعوا الضرائب عبء تقديم المساعدات المالية للعاطلين عن العمل منهم، إلا أن الحكومة نجحت الى حد كبير في تقييد دخول المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي بينما لا زالت تبحث في طريقة لتقييد الوافدين من الدول الأوروبية الفقيرة.