علي الرغم من إعلان قيادات القطاعات المختلفة داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عن تغيير السياسة الإعلامية، بما يحقق المقابل المادي الغائب منذ سنوات، إلا أنه بمواجهتهم ببعض الأعمال التي تجلب الثروات الطائلة، لخزينة الاتحاد، أكدوا أنه لن يتم البدء في التنفيذ تحسبا لوقوع الاشتباكات التي تمتلئ بها الشوارع والميادين، والانفجارات التي اخترقت مباني شرطية وأجهزة سيادية، فضلا عن حالة الحداد التي تم الإعلان عنها، كما تحدثنا مع بعضهم عن ظاهرة اختفاء أصحاب الأصوات الرائدة في تلاوة القرآن الكريم، وكأن مصر ودعت الوسط منذ أن رحل عمالقة القراء، وأصحاب الحناجر الذهبية كالمشايخ عبدالباسط عبدالصمد، ومحمود البنا، ومصطفي إسماعيل، والنقشبندي، وغيرهم، خاصة أن إذاعة القرآن الكريم، كانت هي المعنية باكتشاف أصحاب الأصوات الجميلة، إلا أن انشغالها خلال الفترة العصيبة التي قضتها جماعة الإخوان المسلمين في حكم مصر، جعلتها تودع رسالتها الأساسية وتنضم إلي السياسة. وفي هذا الإطار قال المخرج مجدي لاشين، رئيس قطاع التليفزيون، إن هناك خطة لإعادة حفلات ليالي التليفزيون، خلال الفترة المقبلة، نافيا أن تكون هناك خطة للإعادة في الوقت الراهن، تحسبا لوقوع أي أعمال عنف، مؤكدا أن هناك خطة أيضا لاستحداث برامج الجوائز من خلال التعاقدات التي تم توقيعها مع رجال أعمال وسيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبا. ولفت لاشين، إلي أنه سيتم تنظيم عدة احتفالات خلال المولد النبوي الشريف، وأيضا بمناسبة أعياد الكريسماس، بما يتماشي مع حالة الحداد التي تم الإعلان عنها منذ أن سقط عشرات الضحايا في تفجيرات مديرية أمن الدقهلية الأسبوع الماضي. من ناحية أخري، أكد الإذاعي الكبير، عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية، أن رئيس الاتحاد، عصام الأمير، أصدر قرارا بتشكيل لجنة لمتابعة أداء القراء والمبتهلين المعتمدين في الإذاعة والتليفزيون، وتقديم أصحاب الأصوات الجيدة، بعضوية كل من الإذاعي محمد عويضة، رئيس شبكة القرآن الكريم، ومدير عام التخطيط بالإذاعة، ورئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية في التليفزيون، وعدد من أساتذة معهد الموسيقي، ومدير عام التخطيط، ومستشار التخطيط الديني، وأساتذة الأزهر المتخصصين في أحكام القرآن، موضحا أنه يتم اختبار المتقدمين للعمل في الإذاعة كل أربعاء، حيث يقوم المتقدم للمسابقة، بتسجيل تلاوته للقرآن الكريم، كما يتم اختباره في الحفظ، واضاف رشاد، أن مصر ستظل هي القاطرة التي تقدم أفضل الأصوات القرآنية، وقال: لا تخافوا علي مصر فهي دولة القرآن الكريم، وهي من أنجبت قراء تأثرت بهم تلاوة القرآن في العالم، وأضاف رئيس الإذاعة أن هذه اللجنة مهمة للغاية ولا بد من التدقيق في عملها، لافتا إلي أنه تم استبعاد مشاهير القراء منها منعا للقيل والقال، وأشار رشاد، إلي أن اللجنة ستقدم شابا من خلال الاحتفال بالليلة المحمدية، عمره 16 عاما، وسيقدم المفاجآت في مجال الابتهالات الدينية. وأما بالنسبة لما يتردد بشأن إذاعة القرآن الكريم، التي ضلت طريقها الدعوي، وقاتلت ببرامجها وضيوفها، خلال السنة الماضية، للدفاع عن جماعة الإخوان، وتبرير أعمال العنف الصادرة عن الجماعة، فقال رشاد، إن إذاعة القرآن الكريم، ضلت طريقها بالفعل، خلال فترة حكم الإخوان، وعندما تسلمت مسئوليتي كرئيس للقطاع، بدأت خطة لتطويرها بما لا يتنافي مع بنود الوثيقة الأصلية، للشبكة، بعدما تسربت إليها اتجاهات سياسية كانت تخدم بها الإخوان، ووجدنا أن الوثيقة تؤكد أن بها70% تلاوات قرآنية، و30% برامج، وحوارات، وأحاديث إسلامية. كما أكد رئيس الإذاعة المصرية، أنه تم وضع خطة للتطوير لخدمة الإسلام الوسطي السمح، بالتعاون مع الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، موضحا أنه تم استحداث مجموعة من الضيوف، والمتحدثين، كما تم الاهتمام بالتراث المسجل لكبار علماء الأزهر، الذي يقدم الإسلام الوسطي، باعتبار أن هذا التراث يقاوم الإرهاب الغاشم، وأنهي رشاد، كلماته بأن شبكة القرآن الكريم، لا تحتوي علي رائحة السياسة.