«قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار» تلك العبارة التى ارتبطت بمحطة القرآن الكريم فى أذهان المصريين، تعبر بدقة عن الفلسفة التى من أجلها قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إنشاء إذاعة خاصة للتلاوات القرآنية على مدى ساعات اليوم، بأصوات فرسان التلاوة امثال عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل والشيخ محمد رفعت ومحمود خليل الحصرى والطبلاوى. وبعد احتفالها بمرور 50 سنة على أنشائها تبدأ المحطة تجربة جديدة مع ادخال الدراما لأول مرة على برامجها، حسب تصريحات للإذاعى محمد عويضة رئيس اذاعة القرآن الكريم، والذى اشار الى ان المذيعين أنفسهم هم من سيقومون بهذا الاداء الدرامى لتوصيل المعنى المقصود، مؤكدا أن الدراما أصبحت أكثر تأثيرا من العرض الصوتى، والاحاديث المباشرة. يقول عويضة وهو يحتفى باليوبيل الذهبى للمحطة، إن قرار انشاء إذاعة لتقدم التلاوات القرآنية كان له بعد استراتيجى غير تلبية رغبة الجماهير فى الاستماع للقرآن يقرأ بأصوات اساطين التلاوة، وذلك بعد ظهور مصاحف مزخرفة تضمن اخطاء متعمدة فى الآيات، ومن هنا اقترح الدكتور عبد القادر حاتم وزير الارشاد القومى وكانت وزارة واحد تجمع الثقافة والإعلام آنذاك أن يتم طبع اول نسخة صوتية من القرآن الكريم، والتى تم تكليف الشيخ محمود خليل الحصرى بتسجيلها، ومن هنا جاءت فكرة اطلاق محطة متخصصة فى تقديم هذه التلاوات، والتى خرجت على الاثير فى 25 مارس من عام 1964. يضيف عويضة ان البث بدأ ب 14 ساعة فقط، وكان يقدم القرآن المرتل بصوت الحصرى، وفى عام 1965 تم اعتماد مجموعة من القراء منهم الشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ مصطفى اسماعيل، وعبدالباسط عبد الصمد والطبلاوى وغيرهم ممن يجودون القرآن، ليتم تسجيل نسخ جديدة من القرآن بأصوات مختلفة لتكوين مكتبة قرآنية خاصة بالإذاعة. واضاف بأن فكرة المحطة انتقلت لمرحلة جديدة مع منتصف عام 1966، وذلك بعد مطلب من النائب محمد حافظ سليمان، وكان من علماء الازهر، بضرورة توسيع قاعدة نشاط إذاعة القرآن الكريم لنقل التلاوات القرآنية على الهواء مباشرة، من خلال الاحتفالات الدينية، وفى نفس العام ايضا تم إدخال البرامج الدينية متخصصة فى التفسير، والاحاديث. وعن اتهامات الأخونة التى لاحقت المحطة قبل 30 يونيو 2013، قال رئيس إذاعة القرآن الكريم: «المحطة لها منهج ثابت وواضح وهو تقديم الإسلام الوسطى، ولكن تزامنت فترة حكم الاخوان مع مرحلة من مراحل التطوير المستمر، حيث كنا نعمل على اقرار منهج الإذاعة التفاعلية، بان يكون للمستمع مشارك فيما تعرضه الإذاعة، وهذا ما خلق حالة من الالتباس على البعض، خاصة وان الاجواء كانت معبأة بكثير من نقاط الخلاف».