عبدالرحمن صلاح : التقارب الروسى المصرى سيكون له أثر سلبى على العلاقات بين القاهرةوواشنطن.. والإدارة الأمريكية لن تقف مكتوفة الأيدى رؤوف سعد: الولاياتالمتحدة قلقة كثيرا من الزيارات التى قام بها الوفد الروسى مؤخرا إلى القاهرة.. و "كيرى" يحاول تضميد الجراح حسام سويلم: أمريكا لن تستطيع قطع المعونة العسكرية عن مصر خوفا من فقدان مصالحها فى الشرق الأوسط أكد عدد من السفراء والعسكريين أن التقارب الروسى المصرى قد يكون له آثارا سلبيا على شكل العلاقة بين القاهرةوواشنطن خلال الفترة المقبلة, مشيرين إلى أن بلاد العم سام سوف تحاول بشتى الطرق وقف هذا التعاون من خلال ممارسة الضغوط فى شتى المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية. مطالبين القاهرة بالثبات على موقفها وضرورة تنويع علاقتها الخارجية بعد أن ظلت لعقود طويلة تعتمد على مصدر واحد فيما يتعلق باحتياجاها المادية والعسكرية. فى هذا الصدد يقول السفير عبدالرحمن صلاح مساعد وزير الخارجية للشئون العربية الأسبق ، إن التقارب الروسى المصرى سيكون له أثر سلبى على العلاقات بين القاهرةوواشنطن خصوصا أنه جاء كرد فعل على قرار بلاد العم سام بتجميد جزء من المساعدات العسكرية للقاهرة ووقف تسليم أسلحة وطائرات للجيش المصري. مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستحاول بشتى الطرق وقف التعاون العسكري المصري الروسي، وذلك للحفاظ على علاقتها الاستراتيجية والسياسية مع القاهرة موضحا أنه من انصار أن يكون لمصر علاقة قوية مع أمريكا وفى نفس الوقت يتم تنسيق علاقات جيدة ومباشرة مع الدول الأخرى لتحقيق مصالحها سواء الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية بما يحقق عملية التوازن مع جميع الدول وذلك لتلافى الأخطاء التى وقع فيه النظام السابق باعتماده على مصدر واحد فى التمويل والتسليح. مشيرا إلى أن واشنطن سوف تمارس ضغوط عدة على القاهرة خلال الفترة المقبلة لوقف تعاونها مع موسكو, لافتا إلى أن أساليب الضغط قد تتمثل فى وقف المعونات بصفة نهائية ومحاولة محاربة النظام الحاكم دوليا ولكن من خلف ستار كما حدث فى موقف قرض صندوق النقد الدولى خلال الفترة الماضية. وأوضح السفير رءوف سعد سفير مصر في روسيا ومساعد وزير الخارجية الأسبق ، أن مصر الآن لديها اتجاه قوى لإزالة التواترات مع الولاياتالمتحدة نظرا لأن العلاقة بين البلدين قوية جدا ولا تزال قائمة وبالتالى لا يجب أن يكون هناك أى أثار سلبية على العلاقات الثنائية فى ظل التقارب الروسى لأنه من المفترض أن تحكم هذه العلاقات مصالح الجميع. وتابع حديثه :" الولاياتالمتحدة قلقة كثيرا من الزيارات التى قام بها الوفد الروسى مؤخرا إلى القاهرة ولذلك كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى مصر فى محاولة منه للحد من التقارب بين البلدين من ناحية, وعودة العلاقات مع القاهرة إلى طبيعتها مرة أخرى. وأوضح أن القاهرة تحتاج لإعادة علاقتها الخارجية مع معظم الدول الغربية بشكل يحقق مصالحها فى المقام الأول والأخير. وقال السفير سامح شكري سفير مصر السابق بالولاياتالمتحدة إن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمصر في هذا التوقيت يعد تطور إيجابي بالنسبة للقاهرة التي تحاول إعادة صياغة سياساتها الخارجية من جديد مع العلم بان العلاقات بين البلدين لها جذور تاريخية ولذلك يسهل تجديدها. وأضاف شكري أن مصر أدركت أنه يجب عليها تنويع علاقاتها الخارجية لاسيما بعد الموقف الأمريكي من ثورة 30 ينويو وتعليق المساعدات العسكرية وهو الخطأ الذى أدركته واشنطن مؤخرا وحاولت تفاديه من خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر ، والذي حاول إزالة التوتر بين البلدين وهو ماظهر فى تصريحاته التي أكد خلالها ان ما حدث في القاهرة ليس انقلابا في محالة لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي لكن هذا لا يمنع من أن يكون لمص علاقات مع كل دول العالم على نفس المستوى من القوة. مؤكدا أن أمريكا تتابع بترقب مايحدث فيما يتعلق بتطور العلاقات الروسية المصرية لكن هذه هي طبيعة العلاقات الدولية فعندما تخطيء دولة في قرار ما سيكون الثمن خسارة علاقاتها مع دولة أخرى فكل فراغ تملأه دولة بديلة على الفور وهو ما حدث مع مصر. ولفت شكري إلى أن العلاقات الدولية دائما ترتكز على المصالح وبالتالي فإن القاهرة سوف تبحث عن مصلحتها وبناء على ذلك سوف يتحدد شكل العلاقة سواء مع واشنطن أو موسكو. وأوضح أن الولاياتالمتحدة ترغب في إعادة العلاقات مع مصر ولكنها وضعت شرط تنفيذ خارطة الطريق مضيفا أن محاولة التقارب الروسي المصرى قد يدفع الإدارة الأمريكية للتنازل عن بعض القرارات خصوصا فيما يتعلق بوقف المساعدات العسكرية للقاهرة. مطالبا القاهرة بالسعى لتنويع مصادر أسلحتها وإقامة علاقات متوازنة مع كل دول العالم بما يتماشى مع مصالح الشعب المصري. ويرى السفير وهيب المنياوي عضو مجلس الشئون الخارجية وسفير مصر السابق باليابان أن زيارة وزيرين روسيين لمصر في توقيت واحد يثبت أن القاهرة تسير على الطريق الصحيح سياسيا بما يتماشى مع الثورة التي قام بها الشعب وأذهلت العالم كله. لافتا إلى أن الوفدين الشعبيين اللذان زارا روسيا مؤخرا كان لهما أثرا إيجابيا ظهر من خلال ردود الفعل هناك والتي أكدت بما لايدع مجالا للشك أن مصر لها أهمية كبرى وهي بمثابة شهادة من العالم على ذلك وطالب المنياوي باستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي من المقرر أن يزور مصر قريبا استقبالا شعبيا وليس رسميا فقط لأن وجوده سيكون رسالة لأمريكا وغيرها أنه لاأحد يستطيع أن يملي أو يفرض على مصر أى شروط. وتوقع أن تصعد مصر اقتصاديا وسياسيا بخطوات متسارعة بعد تنفيذها لخارطة الطريق ،موضحا أن السبيل لتحقيق ذلك هو اللجوء للشرق وليس للغرب خصوصا روسيا والتى ستكون هي الدولة العظمى في المستقبل بديلا للولايات المتحدة التي ظلت لفترة طويلة هى اللاعب الأوحد فى المنطقة. وأكد المنياوي أن توجه مصر لروسيا دفع أمريكا للتراجع عن موقفها المضاد للقاهرة وهو ماوضح فى زيارة كيري الأخيرة للقاهرة والتى تعد تراجعا فى الموقف الرسمى الأمريكى المعاد لثورة 30 يونية. أما بالنسبة ل "العسكريون" فقد أكد اللواء بحرى يسرى قنديل الخبير العسكري والاستراتيجي ، أنه من مصلحة مصر أن يكون لها علاقات جيدة مع جميع الأطراف وعدم الاعتماد على مصدر واحد فى تناقل الخبرات والمعرفة فى النواحى العسكرية بجانب المعونات وغيرها. وأوضح اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى , أن الولاياتالمتحدة هى الخاسر الأكبر فى حال قطع العلاقات مع مصر سواء السياسية أو العسكرية خصوصا أن موسكو على أتم استعداد لمد القاهرة بكل ماتحتاجه. وأضاف اللواء حسن الزيات قائد الجيش الثالث الميداني الأسبق قائلا:" من الطبيعى أن تحاول أمريكا الضغط على مصر لوقف تعاونها مع روسيا من خلال وقف المعونات ، لافتا إلى أن مصر يجب أن تعى هذا جيدا وبالتالى التوازن مطلوب فى العلاقات الخارجية. متوقعا سعى الولاياتالمتحدة خلال الفترة المقبلة لتصحيح أخطاءها والتخلى عن موقفها المتشدد فيما يتعلق بدعم جماعة الاخوان وعدم الاعتراف بثورة 30 يونية. وقال اللواء حسام سويلم المدير الأسبق لمركز الأبحاث الاستراتيجية للقوات المسلحة ، إن الولاياتالمتحدة لا تستطيع قطع المعونة العسكرية عن مصر لأنها تعد ورقة الضغط الأخيرة التى تملكها على القاهرة وفى حالة اتخاذ هذه الخطوة سوف تفقد كافة مصالحها ليس فى مصر فقط بل فى منطقة الشرق الأوسط أجمع, ولذلك ستجد القاهرة نفسها مضطرة لتنويع مصادر الحصول على الأسلحة من روسيا والصين ، وهو مابدأ المضى فيه قدما خلال الفترة الراهنة. وأشار سويلم إلى أنه رغم الآثار السلبية التى قد تنتج من التقارب الروسى المصرى إلا أن هذا لن يؤثر على خطة القاهرة فيما يتعلق بعملية التسليح ومواجهة الإرهاب حيث أصبح هناك أكثر من مصدر على أتم استعداد لتزويد القاهرة بكل أنواع الأسلحة.