ثورة يناير أحيت التنظيم الخاص للجماعة..بمباركة المخابرات الأمريكية __________________________________________ ** "بديع" و"الشاطر" و"حسين" شاركوا في إحياء التنظيم السري للجماعة رغم اعتراض "أبو الفتوح" و"حبيب" ____________________________________________________________ ** تم الاستعانة بكتائب عز الدين القسام وحزب الله وإيران لاستغلال ثورة يناير لصالح الإخوان _____________________________________________________________________ ** التنظيم الخاص نفذ مذبحة الجنود ال"16" في رفح بأمر من "الشاطر" وإشراف التنظيم السري ____________________________________________________________________________ ** يتم نقل الأسلحة عبر الصحراء الغربية إلي قلب القاهرة وتخزينها في مخازن الجماعة ب"حلمية الزيتون" __________________________________________________________________________________ استعجل كُثر فقالوا أن جماعة الإخوان المسلمين سقطت للأبد ولن تقوي علي لم شتاتها من جديد ، وهذا تحليل خاطئ،فمما لا شك فيه أن الربيع العربي صحبته صبغة اسلامية صماء ساهمت بقدر ما في صعود قوي الاسلام السياسي المتنازعة علي السلطة إلي مقاعد عليا لا سميا في مصر ،لكن قواعد الديمقراطية سرعان ما اصطدمت مع المخطط الإسلامي التي أدارته لفترة قصيرة جماعة الإخوان المسلمين فكتبت نهايتها بأيديها، لكن السؤال الذي بات ملحا وضروريا بعد سقوط الإخوان في مصر ..هل سيستسلم هؤلاء الإخوانيون وما يرافقهم من كيانات اسلامية أخري إلي مصيرهم ؟ وما وقع ذلك وتأثيره علي أذرع الجماعة في تركيا وتونس بالأخص؟ ما يحدث الآن في ميدان رابعة العدوية المستأثر عليه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي من الممكن أن نطلق عليه "سكرات الموت" النهائية ،فهم يريدون الوصول لمائدة تفاوض تضمن لهم الخروج الأمن دون ملاحقة عسكرية " فمن ترك رابعة العدوية وذهب إلي بيته فهو آمن" ، لكن ما يلوح في الآفق مع ما تقوم الجماعات الموالية للرئيس المعزول يؤكد أن هناك دولة تدير هذه التنظيمات والمسيرات والتجمعات الإخوانية في محافظات مصر كافة .. هذه الدولة يديرها التنظيم الخاص أو "السري" لجماعة الإخوان المسلمين أملا منهم في عودة مجدهم من جديد واستمرارا لمخططهم الذي لم يستمر طويلا في أخونة مؤسسات الدولة واستكمال الاحتلال الإخواني لأركانها ،،،وفي خضم السطور التالية تكشف "الموجز" حقيقة التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين . وما يدور الآن من هجوم عنيف علي الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقيادات المجلس العسكري هو مخطط انتهجه التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين أولا بنشر عدة اخبار تظهر انقسام الجيش من الداخل عقب عزل الرئيس محمد مرسي ووضعه تحت الإقامة الجبرية واستعطاف قوي الغرب للوقوف بجاورهم لعودته مرة أخري ، إلي جانب تسليط اللجان الاليكترونية للجماعة للتسويق لفكرة الانقلاب العسكري غير المسموح بع علي مستوي العالم وإدارة كافة مسيرات وتحركات انصار المعزول داخليا وخارجيا. ففي منتصف مايو من عام 2009 انعقد مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في سرية وتكتم شديدين بأمر من المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة لمناقشة طلب كان قد تقدم به الشاطر والدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة والأمين العام لها الدكتور محمود حسين ، اختص هذا الطلب بخطة سرية لعودة العمل بالتنظيم الخاص من جديد واستخدامه في التمكين لهم داخل مؤسسات الدولة وعلي رأسها مؤسسة القضاء بعد أن ضيق عليهم نظام مبارك الأسبق الخناق وأصبح عملهم داخل البرلمان ونضالهم السياسي لا يثمن ولا يغني من جوع ، ورغم أن بعض اعضاء مكتب الإرشاد صوتوا بالإعتراض علي إحياء العمل بالتنظيم الخاص للجماعة خاصة في هذه المرحلة الخطرة ومن بينهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق والدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق ، إلا أن "بديع والشاطر وحسين " أصروا علي ضرورة العمل به فكان التصويت بالموافقة من اغلبية أعضاء مكتب الإرشاد ، وتم آنذاك تفويض كل من الدكتور محمد بديع والمهندس خيرت الشاطر والدكتور محمود حسين بتكوين هيئة إدارية جديدة تختص بإعادة إحياء العمل بالتنظيم الخاص للجماعة في سرية تامة ، وفي نهاية الاجتماع تم التبيه علي اعضاء مكتب الإرشاد بعدم مناقشةهذا الأمر مع أعضاء الجماعة حتي لا تنتبه الأجهزة الأمنية لمخططهم السري. اعتمدت خطة شاطر الإخوان في إحياء التنظيم الخاص علي دعم مالي وعسكري تلقته الجماعة من كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس الفلسطينية ، ومع اندلاع موجات الغضب في الشارع المصري قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير أرسل المهندس خيرت الشاطر رسالة عاجلة من محبسه في سجن "طره" للدكتور محمد بديع مفادها " ضرورة التحرك تمهيدا لترسيخ قواعد التنظيم الخاص في مصر وباقي الدول خاصة أن ما يحدث في مصر وقتذاك سيمهد للتنظيم الخاص ويجلعه يتقدم الصفوف الأمامية في عملية الحراك السياسي الدائرة في البلاد ، وفي نهاية رسالة "الشاطر" شدد علي ضرورة الإستعانة بكتائب عز الدين القسام الحمساوية وحزب الله اللبناني ودولة إيران لأن هذه القوي _حسب قوله_قادرة علي تحريك دفة الأمور في مصر لصالح الجماعة واستغلال ثورة يناير لصالح الإخوان "، وعقب نجاح الثورة وسيطرة أعضاء الإخوان علي مجلس الشعب رفض الشاطر تفكيك التنظيم الخاص وقال :" إن الدولة التي استلمناها الآن دولة هشة وضعيفة وأن المجلس العسكري قد سحب كل صلاحيات الرئاسة بإعلانه الدستوري ،فعلينا عدم الاستعجال والعمل لفترة بالتنظيم الخاص حتي نضمن البقاء أكبر فترة ممكنه عل سطح الحياة السياسية" . وعبر اتصالات التنظيم الخاص للإخوان بالمخابرات الأمريكية علم خيرت الشاطر أن أمريكا غير متمسكة بوجود المجلس العسكري علي سطح الحياة السياسية ، فكانت الإشارة له بضرورة الإطاحة برموز المجلس العسكري فتم اعطاء الأوامر لكتائب عز الدين القسام بقيادة ممتاز دغمش بالقيام بمذبحة الجنود المصريين في رفح ومن ثم إقالة رموز المجلس العسكري ورئيس جهاز المخابرات المصرية آنذالك اللواء مراد موافي . عقب ذلك مباشرة شرع التنظيم الخاص للجماعة في إنشاء أجهزة ومؤسسات موازية لأجهزة الدولية القائمة لتدميرها واستبدالها بأجهزة إخوانية أخري تسير حركة مؤسسة الرئاسة وتعطي الأوامر للرئيس المصري المعزول محمد مرسي. _________________________ نشأة التنظيم الخاص للإخوان : _________________________ التنظيم السري أو الخاص لجماعة الإخوان المسلمين يعد جناحا من أجنحة النظام العسكري ،أسسته الجماعة عام 1940 وكانت مهمته الرئيسية إعادة نخبة منتقاة من اعضاء جماعة الإخوان المسلمين للقيام بمهمات خاصة والتدريب علي بعض العمليات العسكرية ضد الاعداء ومحمو الامية العسكرية للشعب المصري في ذلك الوقت ، ورغم أن عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الاوائل قالوا عن هذا التنظيم أن أنشئ في البداية لمحاربة الاحتلال الانجليزي والتصدي للمخطط الصهيوني اليهودي لاحتلال فلسطين ، وكان من أشهر أعضائه الزعيم جمال عبد الناصر وخالد محي الدين ، وانضما إلي هذا التنظيم عام 1943 _بحسب رواية أحمد رائف_ الخبير في مجال الحركات الاسلامية إلا أنهما سرعان ما اكتشفا أمر هذا التنظيم السري الذي تم تكوينه في البداية لأهداف خاصة بجماعة الإخوان المسلمين وعلي الفور انسحبا من هذا التنظيم بعد علمهما بحقيقة جماعة الإخوان المسلمين ومخططاتها السرية . قام حسن البنا أول مرشد لجماعة الإخوان المسلمين بإنشاء هذا التنظيم السري لتكوين "الجيش المسلم" مع شعوره بضعف الجيش المصري والحكومات العربية في ذلك الوقت ، وكانت فكرة هذا التنظيم وليدة تفاهم مشترك بين الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك والإمام حسن البنا، وتم اكتشاف أمر هذا التنظيم عام 1948 في قضية "السيارة الجيب" حيث عثر البوليس الحربي علي سيارة جيب تابعة لأحد أعضاء الإخوان تحتوي علي ملفات وأوراق خاصة بالنظام الخاص للجماعة ومن بينها أوراق التكوين والنشأة والأهداف وتم تقديمها علي يد حكومة النقراشي باشا إلي محكمة الجنايات ،والغريب أن المحكمة برئاسة المستشار أحمد كامل وقتها حكمت ببراءة أكثرية المتهمين وحُكم علي الباقين بأحكام مخففة ، وقالت حيثيات المحكمة إن المدانين كانوا من ذوي الأغراض السامية التي ترمي أول ما ترمي إلى تحقيق الأهداف الوطنية لهذا الشعب المغلوب علي أمره، وكان من بين المتهمين في هذه القضية عبد الرحمن السندي ، مصطفي مشهور ، محمود الصباغ ، أحمد حسنين ، وأحمد زكي وغيرهم كثيرون ، وكانت المفاجأة بعد ذلك أن المستشار أحمد كامل انضم إلي جماعة الإخوان المسلمين ، مما دعا اكثرية الصحف وقتها أن تنشر في صدر صفحاتها " حاكمهم ثم انضم إليهم ". وعهد البنا أمر التنظيم السري للجماعة إلي الحاج صالح العشماوي وكان وكيلا للإخوان آنذاك ومعه كل من " عبد العزيز أحمد ، حماد شريت ، حسين كمال الدين ومحمود عبد الحليم " ولعب الأخير دورا مهما في هذا التنظيم حيث كان مسؤولا عن انضمام طلاب الجماعات له لجعلهم عنصرا رئيسيا فيه ، ثم تم تقسيم هذا التنظيم إلي مجموعات عنقودية صغيرة لا يعرف بعضها البعض مع تغذيتهم ببرنامجا روحيا وإيمانيا مكثفا زيادة علي دارسة مستفيضة لكيفية الجهاد في الإسلام حتي لا تهتز قناعتهم أو إيمانهم بأمر هذا التنظيم الخاص ، مع التدريب علي استعمال كافة أنواع الأسلحة وما يصاحبها من أعمال شاقة أشبه بأعمال الجيش العسكري مع ضرورة كتامنهم السر حسب قاعدة السمع والطاعة في الخير والشر _كما كان يقال لهم_ "نفذ دون أن تستشير" ، وبعد أن سافر محمود عبد الحليم إلي مدينة دمنهور لتولي مهمة الجماعة هناك عهد الأمر برمته بتصديق من حسن البنا إلي عبد الرحمن السندي . ____________________ طريقة عمل التنظيم : ____________________ كما دللت أوراق هذا التنظيم الخاص للإخوان ،فإنه عمل وفق مجاميع وفرق عنقودية تتبع بعضها البعض ، وتتكون كل مجموعة من خمسة أفراد يتولي كل منهم تكوين مجموعة من خمسة أفراد آخرين ويستمر هذا التسلسل إلي ما لا نهاية ،أي أنه أشبه بالشبكة العنقودية في شركات التسويق المباشر ، ومن هذه المجموعات يختار ثمانية أفراد تكون مسؤوليتهم التواصل مع رؤوس هذه المجموعات ، وكانت المجموعة الرئيسية التي تقود أمر هذا التنظيم تتكون من عشرة أفراد ، خمسة منهم يديرون التنظيم بشكل مباشر مع الإمام حسن البنا وهم "عبد الرحمن السندي،مصطفي مشهور، محمود عساف، أحمد زكي ومحمود الصباغ" . ______________________ كيفية الانضمام للتنظيم الخاص : ______________________ في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص للإخوان" روي محمود الصباغ أنه كان أول ما يختبر به الأعضاء الجدد داخل هذا الجهاز السري رغبته في الجهاد في سبيل الله ثم يكلف بشراء مسدس علي نقفته الخاصة وكان ثمنه في هذا التوقيت لا يتعدي ال"3" جنيهات ، وكان يتم وضع الطلاب المؤهلون للانضمام إلي التنظيم الخاص تخت الإختبار لفترة تتجاوز ال"3" شهور ، وكان الشخص المرشح يمر بسبع جلسات بمعرفة "المُكوٌن" المسؤول عن تكوين أعضاء التنظيم ، تبدأ هذه الجلسات بالتعارف الكامل علي المرشح " اسمه كاملا ..عمره ..وظيفته ..موطنه الأصلي..محافظته "ثم جلسات روحية تشمل الصلاة والتهجد وقراءة القرآن ، تأتي بعد ذلك المرحلة الأخطر وهي الخاصة بالقيام بمهمة مسلحة يقوم قبلها الفرد بكتابة وصيته ،وتكون هذه بمثابة الاختبار ، ثم يستتبع ذلك مراقبة هذا الشخص وسلوكه ومدي نجاحه في المهمة التي تم تكليفه بها ، وقبل تنفيذ المهمة بأقل من ربع ساعة يتدخل الشخص المسؤول عنه ويوقف المهمة ، وبعد ذلك يتم دعوة هذا الشخص للقسم أو "البيعة" في وجود الشخص المسؤول عنه وعبد الرحمن السندي زعيم التنظيم وكانت تتم في منزل صغير بحي "الصليبة" بجوار سبيل أم عباس الخاص بمنطقة حي القلعة ، ويدخل الثلاثة لغرفة مغلقة مطفأة الأنوار ثم يجلسون علي الأرض في مواجهة شخص أخر مغطي جسده كاملا برداء أبيض ثم يرخج يداه ويمدها علي منضدة منخفضة عليها مصحف ثم يطلب من العضو الجدي إخارج المسدس من جيبه ويتحسس المصحف ثم يتلي عليه أيات القرآن الخاصة بالجهاد في الاسلام ، ثم يتم تذكير العضو بأن التحلل من البيعة يواجهه غضب إخواني جم وتهمة الخيانة العظمي ومن ثم يستباح دمه ، وللعلم فإن الشخص الذي يكون وجهه مغطي هو "صالح عشماوي" الذي عهد إليه البنا بإنشاء هذا التنظيم من البداية ، وبعد ذلك يتلقي العضو برنامجا قاسيا لمدة 15 أسبوعا في التربية العسكرية والجاهدية فضلا عن الجانب التعبدي والروحاني. _________________________ أبرز العمليات التي قام بها التنظيم الخاص : _________________________ علي زعم أن هذا التنظيم الخاص تكون لمحاربة الكيان الصهيوني اليهودي وتحرير القدس ، فكان أول تحرك له بقدوم مفتي فلسطين "أمين الحسيني" إلي القاهرة عام 1946 هاربا من محاكمة الحلفاء في أعقاب الحرب العالمية الثانية ،علي خلفية اتهامه بالتعاون والتخابر مع المسؤولين المصريين بهذا الشأن ، وكان للإخوان دورا كبيرا في مساندة الحاج أمين الحسيني والتدخل لدي الحكومة المصرية لمنحه حق اللجوء السياسي لمصر ، عقب ذلك قام النظام الخاص بتعيين ضابط اتصال بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الهيئة العربية العليا في شئون التسليح والتي كان يمثلها "عبد القادر الحسيني" بمساعدة احد التجار الفلسطينين والذي كان مسؤولا عن المالي للهيئة العربية للتسليح ،وقد قام اعضاء من التنظيم الخاص بأمر من حسن البنا وعبد الرحمن السندي بجمع الأسلحة والذخائر التي تركتها الجيوش المتحاربة في صحراء العلمين في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وكان يتم نقلها من الصحراء إلي قلب القاهرة في مخازن وأماكن الجماعة تمهيدا لإرسالها إلي المجاهدين في فلسطين بعد تنظيفها من الرمال التي تركت بها لعدة شهور وعمل صيانة شاملة للتاكد من وظائفها كاملة داخل المصانع التي قام الجهاز الخاص بإنشائها من أجل هذا الغرض في حملية الزيتون ، وقد قامت الحكومة المصرية بالتصريح لجماعة الإخوان المسلمين بجمع الإسلحة لمساعدة الفلسطينين في حرب 1948 ، ودخل اعضاء هذا التنظيم في الحرب بالتعاون مع الجيش المصري أحيانا وبمفردهم كثيرا ، وكانوا يتقدمون في اتجاهيين الأول يوازي الساحل الفلسطيني شمالاً، والثاني إلى الجنوب، حيث أقام اتصالاً مع الجيش الأردني الذي اندفع إلى القدس واشتبك مع اليهود، وكان من أشهر هذه المعارك "معركة دير البلح"، واستطاع المجاهدون دخول "العوجة"و و"العسلوج" و"بئر السبع" و"بيت لحم" و"صور" و"رامات راحيل" و"دير مار إلياس" و"مستعمرة تل بيوت"، وتمكَّنوا من احتلال "رأس الأحرش"، وعندما يَئِس العدو الصهيوني من اقتحام مدينة "بيت لحم" و"الخليل"- بعد تحرير المجاهدين لها- قام بمهاجمة قوات الجيش المصري في "أسدود" و"المجدل"؛ مما اضطر الجيش أن ينسحب إلى منطقة "الفالوجا" التي حوصر فيها بقوة كبيرة من الصهاينة، فقام المجاهدون بتقديم المُؤَن لأفراد القوات المسلحة لمساعدتهم على الصمود، بعد أن انقطع طريق المواصلات بينهم وبين "القاهرة". _________________________ أدوار مسلحة أخري للتنظيم الخاص : _________________________ كما قلنا في البداية أن النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين نشأ شاهرا الجهاد ضد العدو الصهيوني المحتل إلا أن هناك أهداف أخري لم يتم الإعلان عنها جري الكشف عنها بعد ذلك ،فقد كرس عبد الرحمن السندي هذا الجهاز لصالحه ولا يعلم حتي وقتنا هذا سواء كان ذلك بعلم من حسن البنا أم من وراء ستار، اشتد أمر السمع والطاعة علي يد السندي وأظهر يد البطش علي كل اعضاء التنظيم الذين يخالفون رأيه ، وأمر بإغتيال القاضي أحمد الخاذندار في 22 مارس 1948 ،حيث قتل علي يد اثنين من التنظيم الخاص هما حسن عبد الحافظ و ومحمود زينهم وتم الحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر من نفس العام ، وحسب قول الدكتور فريد عبد الخالق رفيق درب حسن البنا والمسؤول عن قسم الطلاب آنذاك ، فإنه دخل علي الإمام بعد اغتيال الخاذندار إنه دخل على الأستاذ البنا، بعد نشر وقوع الحادثة، فوجده أشد ما يكون غضبًا وحنقًا، حتى إنه كان يشد شعره من شدة الغضب، وقال له: أرأيت ما فعل إخوانك يا فريد؟ أرأيت هذه الجريمة الحمقاء؟ إني أبني وهو يهدمون، وأصلح وهم يفسدون،ماذا وراء هذه الفعلة النكراء؟ أي مصلحة للدعوة في قتل قاضٍ؟ متى كان القضاة خصومنا؟؟ وكيف يفعلون هذا بدون أمر مني؟ ومن المسؤول عن الجماعة؟ المرشد العام أم رئيس النظام الخاص؟. ولم يكتف عبد الرحمن السندي بهذا الأمر إلا أنه مهد لمقتل محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر عام 1948 وطلب من شاب إخواني يدعي "عبد المجيد أحمد حسن" ، ثم محاولة نسف غرفة الأرشيف بمحكمة الاستئناف في 12 ينيار 1949 و حرق أوراق قضية السيارة الجيب المذكورة سالفا ،لكنها لم تتم ، وبعد اشتداد الخلاف بين البنا والسندي قام الأول بتدشين حزمة من الإجراءات لتنظيم العمل المسلح للجماعة علي رأسها تقسيم عمل التنظيم الخاص إلي محورد مدني مسلح يكون مسؤولا عنه عبد الرحمن السندي وينتمي إليه المدنيون فقط لا غير ، ونظام خاص اخر داخل الشرطة وسلاح الوحدات وكان تحت مسؤولية اللواء صلاح شادي، ونظام خاص أخر داخل الجيش مسؤول من الصاغ محمود لبيب ويعاونه عبد المنعم عبد الرءوف . أما بخصوص فروع التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين حول مستوي العالم فكان يعمل بالتعاون مع بعض العناصر في فلسطين والأردن وعدد من الدول العربية الأخري، وكان يتم الإمداد المالي والعسكري لهم من الكتائب المسلحة المنتشرة حول مستوي العالم . وللعمل فإن أمر هذا التنظيم السري لم ينته بعد اغتيال حسن البنا أو وفات مؤسسيه ، فإن هذا الجهاز لا يزال يعمل في الباطن برئاسة المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعضوية كل من الدكتور محمد بديع المرشد العام والدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة بالتعاون مع أعضاء التنظيم الدولي للجماعة من بينهم أحمد عبد العاطي مدير مكتب الرئيس المعزول محمد مرسي ومراقبو الإخوان في الدول العربية علي رأسهم زكي بن أرشيد مراقب إخوان في الأدرن ،ومراقف إخوان سوريا محمد رياض شقفة ، ومراقب الإخوان في اليمن همام سعيد، وتتم عمية نقل الأسلحة حتي الآن عبر الصحراء الغربية إلي قلب القاهرة تحت رعاية أعضاء التنظيم الدولي للجماعة وبإشراف خاص من ممتاز دغمش ويتم تخزينها داخل المخازن الخاصة بالجماعة في حلمية الزيتون وأمكان سرية أخري منتشرة في محافظات مصر.