منال عيسي مربية حيوانات معروفة في مصر وأصبحت شهرتها تصل لخارج مصر كثيرا وهي سكرتيرة سابقة في أحدي شركات الأدوية، حاصلة علي ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة وتسكن في حي العجوزة، أطلق عليها المقربون منها "عاشقة الزواحف وألام الحنون للحيوانات ".. وهي مربية الزواحف الأولي في مصر، فمنذ طفولتها كان والدها يحرص علي اصطحابها معه لزيارة حديقة الحيوان بالجيزة مرة كل أسبوع وذلك لأن ابنته تحب الحيوانات والزواحف وتراقب أفعالها وحركاتها وكان والدها يؤكد لها أن للحيوانات جوانب إيجابية وليست شرسة أو سيئة. ومن هنا قررت منال استكشاف ودراسة الحيوانات حتى تعرف كيفية التعامل معها وأكثر ما يجذبها في بعض الحيوانات الحركة الدائمة والشراسة.. وبدأت منال بتربية الحيوانات منذ 12 سنة عندما قامت بشراء كلب من فصيلة وولف ثم اشترت الثعابين العملاقة فصيلة الاصلة والتمساح والفئران الجبلية والسنجاب والسحالي والسلحفاة والحرباء والخفاش والقنفد . قالت منال لجريدة "الموجز" أن الحيوانات مخلوقات جميلة وتستحق منا الرعاية. وأعلم أن حبي للحيوانات قد يراه البعض غير طبيعي ولا يجعلني إنسانة عادية، ولو قيل عني إنني مجنونة مثلاً، فلن أتضايق لأن جنوني لا يضر الآخرين. وقد سخرت وقتها وحياتها لعقد صفقة حقيقية مع الزواحف والحيوانات المخيفة و تقدم لهم كل أنواع الرعاية والحب والاهتمام وأصبح منزلها شبيها بحديقة حيوان مصغرة، دون أن تفكر في خطر أو غدر محتمل حدوثه منهم وهي علي يقين أن تلك الحيوانات تتميز بالصراحة والصدق والأمان، كما أنها أصبحت عملة نادرة لدي البشر.أشارت منال أنها تشعر بالرضا والراحة عندما تقترب من أي كائن حي غير الإنسان، وأشارت إلي أن هذه الحيوانات والزواحف مظلومة بسبب الحياة الصاخبة في المجتمع وتنامي الصراعات والحروب والكراهية والأحقاد بين البشر. ولم تشعر منال بالخوف في تربية الحيوانات والزواحف خاصة ثعبان "الأصلة" لأنها لمست فيه الوفاء وعدم الغدر وتقول: إن الزواحف والحيوانات بكل أنواعها تحس بالإنسان وتشعر بمن يحبها ومن لا يحبها وأكدت منال أنها عقدت صداقة قوية مع الحيوانات والزواحف لذلك لا تؤذيها أبدا. تتغذي الثعابين علي الفئران والأرانب والحمام، حيث تلتهم من ثلاثة إلي أربعة أرانب أو4 حمامات أو فئران شهريا فقط ولا يزيد تكلفة هذه الوجبة علي 40 جنيها، أما التمساح فيتغذي علي الأسماك والطيور ولا يحتاج إلي غذاء يومي، فالوجبة الجيدة تكفيه عدة أسابيع، ومنال تقوم بشراء الفيتامينات للزواحف وتوفر لهم الجو المناسب والبيئة الملائمة حتي لا تتعرض للأمراض التي يمكن ان تصاب بها من خلال البكتريا التي توجد علي اجسام الحيوانات واكتسبت منال خبرة كافية في تربية «الأصلة» فهي لا تقترب منها نهائيا إذا كانت عصبية أو غاضبة لأن في حالة اقترابها قد تهاجم في أي لحظة، خصوصا عندما تغير جلدها، لأن حالتها النفسية تكون سيئة وتتوقف عن الأكل والشراب. واشارت منال انها لم تفكر نهائيا في ترك هوايتها أو بيع ما لديها من زواحف لأنها اكتشفت أن التعامل مع الحيوانات في بعض الأحيان أسهل بكثير من التعامل مع الإنسان، لكنها أطلقت سراح خفاش مؤخرا بعد أن ربته لمدة عامين بسبب ما يتردد حول قيامه بمص الدماء وقد ثبت لها عدم صحة هذا الكلام. أضافت منال إن الإعلام هو الذي قاد تفكير المجتمع للخوف والحذر من بعض الحيوانات والزواحف وربطها بالأديان لكن الله أعطانا عقلاً نفكر به لنعرف أن الحقيقة مغايرة لما سمعناه.الغريب في الأمر أن حيوانات منال أقامت علاقات مع بعضها فالكلب والقطة والثعبان والفأر والحرباء والقنافد يتعايشون مع بعض تحت سقف منزل واحد دون أن يعتدي طرف فيهم علي الآخر والمثير أن الكلب وفصيلته «ريدج باك» له صداقة قوية تربطه بمستر "بلاك" وهو غراب يأتي يوميا في بلكونة المنزل لزيارة الكلب.