أظهرت النتائج الأولية لأول انتخابات تشهدها ليبيا منذ أكثر من 50 عاما فوزا ساحقا لتحالف القوى الوطنية "الليبرالى " الذي يقوده رئيس المكتب التنفيذي السابق محمود جبريل بعد أن سجل أكبر عدد من الأصوات في أغلب المدن بما فيها العاصمة طرابلس وبنغازي والزاوية ومدن الوسط والجبل الغربي. وبينت النتائج التي نشرتها مفوضية الانتخابات أن هذا التحالف الذي يمثل التوجه الليبرالي حسم النسب الأكبر من المقاعد في المؤتمر الوطني بفوز ساحق وبفارق عشرات الآلاف من الأصوات في بعض الدوائر على منافسيه من الأحزاب الأخرى وبخاصة ذوي التوجه الإسلامي . وحقق تحالف جبريل الذي يضم أكثر من 40 حزبا صغيرا في مدينة بنغازي وحدها التي توصف بأنها مدينة الشرارة الأولى للثورة ضد النظام السابق أغلبية ساحقة بحصوله على ( 95733 ) صوتا مقابل (16145) لحزب العدالة والبناء ذو التوجه الإسلامي . وفي طرابلس المركز حصل التحالف على أكثر من (46225) صوتا مقابل 4 آلاف لحزب العدالة، وفي دائرة تاجوراء القربولي- سوق الجمعة حصل على(78241 ) صوتا وفي ابوسليم وعين زاره على أكثر من 60 ألف صوت، فيما لم تتجاوز الأصوات التي حصل عليها حزب العدالة بضعة آلاف . ورغم أن النتائج النهائية لم تعلن بعد إلا أن الدوائر الانتخابية التي أعلنت نتائجها والتي وصلت إلى أكثر 70 بالمائة أظهرت تقدما واضحا وكبيرا لهذا التحالف، ما يمثل مفارقة كبيرة مع ما جرى في مصر وتونس حيث سيطر الإسلاميون . وحسب النتائج الأولية فإن التحالف الوطني يكون قد ضمن حتى الآن النسبة الأكبر من المقاعد في المؤتمر الوطني العام التي يتألف من 200 مقعد موزعة على أساس 80 مقعدا للكيانات السياسية و120 مقعدا مخصصة للنظام الفردي . ورغم هذه النتيجة إلا أن الإسلاميين يرفضون الاعتراف بالهزيمة ، معتبرين عدم اختيار الناخبين لقائمتهم المتمثلة بحزب العدالة والبناء يعود إلى حملات التشويه التي تعرض لها الإسلام بينما أكد آخرون أن التحالف الوطنى اعتمد فقط على شعبية جبريل وليس على برنامج تنموى فضله الشعب على برامج الأحزاب الإسلامية . وذهب رئيس حزب العدالة محمد صوان إلى التأكيد أن فوز الإسلاميين سيكون واضحا على القوائم الفردية، في إشارة منه إلى ترشح العشرات من المستقلين تحت هذه الصفة غير أنهم ينتمون إلى الإسلاميين . وقال صوان في تصريح صحفى "إن الدليل على أن الإسلاميين هم الذين تفوقوا ستبينه القوائم الفردية وسيكتشف الجميع أن ال ( 120 ) الذين ترشحوا على الفردي جلهم من الإسلاميين ". وكان زعيم تحالف القوى الوطنية محمود جبريل أكد أن المنتصر الوحيد في هذه الانتخابات هو الشعب الذي حرص على بناء دولته، رافضا أن يكون تحالفه مبنيا أي أيديولوجية. ودعا إلى أن يكون لليبيين في الخارج صوتا مسموعا في المؤتمر الوطني باستثناء الذين سرقوا المال العام أو ساهموا في قتل الليبيين أو انتهاك الأعراض . ودعا جبريل الجميع للمشاركة في بناء ليبيا بما في ذلك الذين يوصفون بالتطرف، مؤكدا أن الإقصاء لا مكان له في ليبيا الجديدة .