●● يخرج عالم كرة القدم من كل بطولة كبيرة بحكمة ينطق بها كأنها القول الفصل: «ليس صحيحا أن الإحصائيات تصدق دائما. وليس صحيحا أن السيناريوهات التى تكتب وتصاغ قبل المباريات الفاصلة تنتهى بما يضعه المؤلفون، وهم هنا الصحفيون والخبراء والمدربون والمحللون».. ثم قبل انطلاق بطولة جديدة يعود المؤلفون إلى بث أشكال وألوان من نفس الحكمة التى أكدوا أنها ليست صحيحة دائما! ●● هذا اختصار نصوص نشرت فى صحف إنجليزية وأوروبية بعدما خرجت ألمانيا من كأس أوروبا، وبعدما خرج نادال من بطولة ويمبلدون. مع أن التنس تبدو مبارياته فى نتائجها أحيانا مثل نتائج الأفلام العربية.. أما ما يحدث فى كرة القدم فيشبه قصص الغرام التاريخية، فلم يتزوج روميو من جولييت، ولا تزوج قيس من ليلى، ولا تزوج يونس وعزيزة فدخلت قصصهم التاريخ..! ●● هل تكون مباراة الليلة بين إسبانيا وإيطاليا «حصة ملل» أم فيلما من أفلام هيتشكوك بما فيه من إثارة ودراما وخسارة. ففى أفلام هذا المخرج العبقرى كان يمكن أن يخسر بطل حياته أو تخسر بطلة حياتها أو يخسر متفرج حياته رعبا.. وكان فعلا ماضيا لأن البشر فى بدايات القرن العشرين كانوا يخافون من الذين يصنعون الخوف، لكن البشر الآن هم الذين يصنعون الخوف (اقرأ صفحة الحوادث.. هيتشكوك طفل يحبو فى سطورها). ●● يصنع الإسبان الملل بالتمرير ويصنع الطليان الانقضاض بإتقان.. وخبراء يرون أن مباراة الليلة بين زافى وبين بيرلو، وبعضهم يراها بين بالوتيلى وبين توريس، وبعضهم يعود إلى الخلف ويراها صراعا بين بوفون وبين كاسياس.. وكلهم يجمعون على أنها مواجهة بين مدرب يقترب من صناعة مجد جديد للكرة الإسبانية وهو ديل بوسكى الذى تولى قيادة ريال مدريد والمنتخب بطل العالم وأوروبا وبين مدرب بصدد إحياء مجد قديم للكرة الإيطالية وهو برانديلى الذى درب فرقا درجة ثانية مثل اتالانتا وليتشى وفيرونا وفينيزيا وبارما وفيورنتينا.. ولكن.. أنتم وهم وأنا نعلم أن مباراة الليلة بين هؤلاء جميعا. ●● عندما انتهت مباراة ألمانيا وإيطاليا توجه بالوتيلى إلى المدرجات وعانقته بحب وحرارة سيدة إيطالية عجوز.. وظننتها إحدى مشجعات كرة القدم من الجيل الجديد الذى لا توقفه السنين ولا شحنات الإثارة.. لكنها كانت والدة النجم الإيطالى بالتبنى.. وقد قال بالوتيلى: «كانت والدتى حاضرة فى الملعب ووالدى يشاهد المباراة امام التليفزيون. سجلت هدفين امام والدتى، وأريد ان اسجل أربعة لوالدى فى المباراة النهائية فى كييف. ●● أنتهى بملاحظة لمحرر وكالة الأنباء الفرنسية يقول فيها: غريب امر الطليان، فبعد فضيحة «توتونيرو» عام 1982 احرزوا كأس العالم فى إسبانيا، وبعد فضيحة «كالتشوبولى» أحرزوا كأس العالم 2006، وها هم بعد فضيحة «كالتشوسكوميسى» للتلاعب فى نتائج المباريات على طريق المجد بقيادة المدرب تشيزارى برانديلى». ●● انتهت الملاحظة. لكن هل تغسل كأس أوروبا 2012.. فضيحة كالتشو سكوميسى.. هل تكون البطولة بمثابة جراحة ناجحة للكرة الإيطالية?!.. فى جميع الأحوال نحن فى انتظار «حلم ليلة صيف». نقلا عن الشروق