أكد "اسامة شفيق " المخرج المسرحى " أنه لم يعتاد أن يشاهد عرضا مسرحيا مرتين ولكنه فعلها في عرض فرقة قصر ثقافة طنطا لمسرحية وليام شكسبير الصعبة والممتعة ( يوليوس قيصر ) للمخرج الجديد الوافد على مسرح الثقافة الجماهيرية رامي الطمباري ولأن شهادتي قد تكون مجروحة في حق هذه الفرقة الرائعة في رابع اعمالها منذ مولدها وذلك لإعتباري منتميا لمدينة طنطا وكوني قمت بالإخراج لهذه الفرقة العام الماضي فسأكتفي بالحديث عن هذا الشاب الرائع رامي الطمباري مخرج العرض . تتسم معظم عروض شكسبير بكثرة المونولوجات النفسية الطويلة مثلها مثل معظم أعمال المسرح الكلاسيكية وذلك لجمال الصياغة الشعرية في كتابة مكنون الشخصيات والتي بالتبعية تفقد الكثير من متعتها عند الترجمة لوسيط غير اللغة الشعرية لذلك فقد إعتمد المخرج في إعداده على مزج المونولوجات النفسية لكل شخصية بما يخالفها الرأي داخل مكنونات الشخصيات الأخرى . وبهذا قد إكتسب العرض رشاقة لا متناهية في عرض جميع الأفكار مما ساعد المخرج في التأكيد على حالة التنافر والتجاذب الفكري في جوهر قضية قتل قيصر . و شعور الجمهور بأن النص جاء ليعبر عن ما يشغل بال المواطن المصري الأن لدرجة أنك قد تشعر وأنت تشاهد هذا العرض بأن شكسبير قد كتب هذا العرض ليناقش الثورة المصرية و تحديدا حالة اللغط الشديد والجدل الذي يعيشه المواطن المصري الأن يعد الثورة وكأنني أرى في سقوط قيصر سقوطا للنظام السابق في مصر وأن تحركات (كاشياس) كانت إرهاصات الثورة وإن إختلفت الأراء في مدى نبل نوايا (كاشياس) ... وكأنني أرى أن مخادعة (أنطونيو) في خطبة التأبين لقتلة قيصر تشابها في شكلها في ما أشاعه أتباع النظام السابق من فوضى ودمار وخراب كعقاب على من تطاول على إمبراطورهم. ولقد تألق إبداع المخرج تحديدا في مشهد مخاطبة الجماهير التائهة بين أقطاب الثورة على قيصر بقيادة (كاشياس) وما يقابله من فكر مضاد للثورة على قيصر بقيادة (أنطونيو) في النهاية لا أملك سوى سعادتي بهذا العمل الرائع لفرقة تخطوا رابع خطواتها في مسرح الثقافة الجماهيرية ومخرج بتشرف به مسرح الثقافة الجماهيرية في أول أعماله بالهيئة . جدير بالذكر أن" اسامة شفيق" مخرج وناقد مسرحي حاصل على العديد من الجوائز في مجال الإخراج المسرحي له في مجال الكتابة للمسرح مسرحية بعنوان "مذكرات مشنوق " قدمتها العديد من الفرق المسرحية داخل مصر وخارجها.