نشرت وكالة رويترز العامية تقرير عن الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك ،قالت ان مبارك الذي أتم عامه الرابع والثمانين هذا الشهر ويخضع للمحاكمة أيامه في المركز الطبي العالمي بالقاهرة،يجلس في الاستراحة ويسير في الحديقة ويشاهد التليفزيون ويقابل أقاربه وفقًا لمصدر في المركز قدم لمحات نادرة غير مصرح بها عن أنشطة الرئيس المخلوع، تؤكد أنه يتمتع بصحة أفضل من الصورة التي يظهر بها في جلسات المحكمة حيث يظهر ممددا على محفة يرتدي نظارات شمسية ولا يشارك إلا نادرا في إجراءات المحاكمة،وينكر مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي توجيه أوامر بقتل المتظاهرين، ويواجهان في حال إدانتهما حكمًا بالإعدام لكن بوسعهما الاستئناف وقد يحمي الجيش مبارك القائد السابق للقوات الجوية من الإعدام. وحجز القاضي القضية للنطق بالحكم في الثاني من يونيه وهو تاريخ يقع بين الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة وجولة إعادة محتملة يومي 16 و17 يونيه،ويحاكم أيضا مع مبارك في اتهامات بالفساد نجلاه جمال الذي اعتبر يومًا وريثه وابنه الأكبر علاء،ويعتبر كثير من المصريين المحاكمة اختبارًا للمساءلة ويريدون القصاص لأرواح 800 شخص قتلوا خلال الثورة لكن مبارك لا يزال له أنصار. تقول صفحة "احنا اسفين يا ريس" على الفيسبوك التي تضم 62 ألف عضو إن مبارك أخطأ ووثق في أشخاص حوله بلا ضمير لكنه سيبقي في قلب كل مصري يحبه،وقد يزيد السخط من الفوضى التي تفشت بعد الانتفاضة وصعوبة الأحوال المعيشية الحنين إلى نظام مبارك. يقول سبرينجبورج "الاقتصاد في وضع بالغ الصعوبة، لم يؤد رحيله إلى فترة ذهبية لمصر.. لذا يتوق كثير من المصريين بالفعل إلى أيامه"،وخلال عهد مبارك تحسنت المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية لمصر لكن النمو الاقتصادي تخلف عن نظراء سابقين مثل تركيا وكوريا الجنوبية بالرغم من انطلاقة شهدتها السنوات السبع الأخيرة من حكمه إذ حققت سياسات تحرير السوق الرخاء للبعض. يقول كوك "كانت المشكلة في أن معظم الناس لم يستفيدوا من هذه المزايا وللحفاظ على الهيمنة السياسية استخدم مبارك العنف والإكراه،وقد أفلحت هذه الأساليب على مدى 3 عقود لكن بعد اندلاع الثورة التونسية تخلى المصريون عن خوفهم وأطاحوا خلال 18 يومًا بالزعيم الذي لا يعرف كثيرون منهم غيره. ومنذ ذلك الحين وبالرغم من بروز جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الأحزاب الإسلامية باعتبارهم القوة السياسية الرئيسية في مصر فإن قوة الشارع - التي لا يقودها ولا يحركها الإسلاميون وحدهم - هي التي أجبرت الجيش في أحيان كثيرة على تقديم تنازلات، وقد تكون هذه القدرة أحد أهم نتائج حركة الشباب التي أطاحت بمبارك،يقول رشيد خالدي، أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا، "لم أر مطلقًا أناسًا يتحدثون بهذا القدر من الحرية ويتنوعون في آرائهم وبدون خوف، "هل يعود هذا المارد إلى القمقم؟ أشك. وعبر حي مصر الجديدة وحول قصر الرئاسة الخالي تتناثر على الأشجار الملصقات الخضراء والزرقاء والبرتقالية للمرشحين الذين يتنافسون ليكون أحدهم الساكن الجديد للقصر. وإذا ما حقق مصطفى البنا، النائب في مجلس الشعب عن حزب النور السلفي، هدفه فلن يكون القصر مقرًا لأي رئيس بل سيتحول إلى فندق،يضيف "سيتحول إلى أيقونة لمصر وللعالم. سيريد الناس الإقامة في قصر عاش فيه مبارك حتى آخر لحظة من حكمه،عندما يأتي الرئيس المقبل ويرى ما حدث لسلفه ولقصره لن يجرؤ على إهدار المال كما كان الحال من قبل، سيكون مواطنًا عاديًا يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وخدمة الأمة.. نحن الذين نصنع الديكتاتور.