الكثير من الشعب المصري بل العالم بأكمله يراقب الأيام في انتظار محاكمة الشخصية التي حكمت مصر لمدة ثلاثين عاما ثم قامت ثورة 25 يناير المجيدة في النهاية ياسقاطها من على عرش مصر نحن نتحدث عن الرئيس السابق محمد حسني السيد مبارك الذي أصبح الصغار قبل الكبار مهتمون بأي خبر عنه لذلك قررنا أن نتعرف على سيكولوجية هذا الرجل ونتتبع تصريحات الاطباء النفسيين عنه . حياته ... قال د/ محمد مختار صالح إستشارى الصحة النفسية والعلاج النفسي السلوكي متحدثاً عن مراحل تعليم مبارك بأنه خرج من مرحلة الابتدائية إلى الثانوية ثم إلى الكلية الحربية وبعدها التدرج الوظيفي إلى أن أصبح رئيس للجمهورية، فحياته كانت خالية من أي ثقافة أو حوار ثم أصبح شخصية عنيدة وه مرحلة فارقة في حياته . وعندما تزوج من سوزان ثابت فكانت في سن ال 16 عام ولم يكن زواج عن حب بل زواج " صالونات " مجرد زواج تقليدي و لم تكن له أي تجارب عاطفية وكان يغيب عنه أيضا فن الحديث والتحاور لأنه ببساطة " لم تكن له حياة اجتماعية تسمح له بسماع الرأي والرأي الأخر " وذلك ما اضعف موقفه أمام الشعب ونتذكر حديث الرئيس مع أحد المواطنين حين قام بالسخرية من شهداء عبارة السلام وموت أكثر من 1000 شخص في البحر. وقد علمت زوجته سوزان مفاتيح مبارك الأمر وعلمت انه لا يتمتع بصفات القيادة فبدأت هي تقود بدلأً منه كما استخدمت كل أعوانها في الحكم وسخرت كل شئ من أجل أن يتولى ابنها الأصغر جمال الرئاسة . فترة حكمه .... وصف روبرت سبرينجبورج المتخصص في سيرة الرئيس بأن مبارك كان يؤمن إيمانا شديدا بالسيطرة من أعلي وبأن المعارضة كانت لا تحظى بأي بشرعية.. فهو غير ديمقراطي . ويتابع سبرينجبورج وصفه للرئيس السابق بأنه ليس شخصية مجازفة مثلما كان السادات وعبدالناصر ،فهو رجل من نوع مختلف ارتأي أن مصر كانت بحاجة لفترة من التهدئة والاستقرار. ويرى انه ليس خطيبا بليغا، ولكنه استراتيجي يقوم بإجراء حسابات عن طريق تهيئة المناخ لأي معركة سياسية فبدلا من أن يأخذ معارضيه علي حين غرة فهو يضعفهم عن طريق احتفاظه باليد العليا ضدهم. تعامله مع الآخرين... في المقابل ذكر أشخاص تعاملوا مع مبارك - وفقا لصحيفة نيويورك تايمز - بأنه غالبا ما يرفض قبول فكرة تُطرح له للوهلة الأولى، ولكن ما أن يمضي أسبوع عليها حتى يتبناها وكأنه صاحبها. ومضت الصحيفة إلى الزعم بقدرة مبارك على تحويل ميله لتفادي المخاطر إلى مَنَْقبة، ومن ثم الإيحاء ببراعته في تجنب الانجرار إلى اتخاذ قرارات "متهورة".فهو يستمد انتصاراته ليس من فعل الأشياء بل من تحاشي القيام بها. تصرفاته ... وكان مبارك يكتب اسمه على جاكيت بدلته وفي تحليل د/أحمد عكاشة لذلك أكد ان هذا نوع من الاستخفاف والاستعلاء والنرجسية و هذا الانتفاخ الذاتي لا يتأتي الا اذا كان الشخص يشعر بالسلطة المطلقة فكأنه يقول "لا يوجد مصر انا مصر" وهذا بدوره ناتج عن الاستمرار في فترة الحكم مدة طويلة فهو يتوحد مع الكرسي. . سقوطه .... اما عن شعور ونفسية مبارك بعد إحالته للمحاكمة أكد عكاشة أنها من أصعب فترات حياته، فيجد نفسه بعد القوة والسلطة والمال، فى قفص حديدى يحاكم أمام الشعب. مبارك فبدا في أول محاكمة في حالة اللامبالاة وعدم التصديق وكأنه يشاهد فيلم إثارة سينمائي. واتفق د/محمد المهدي أن الرئيس السابق أثناء محاكمته ظهر فى حالة تسليم كامل، ولامبالاة، وينظر بعينيه بعدم اكتراث ويرجع المهدي ذلك إلى كبر سن مبارك، بما يجعل الاستجابات بطيئة، كما أن مبارك بطبيعته استجابته بطيئة، وردة فعله تأتى متأخرة. الرئيس السابق مبارك شخصية يدور حولها الآن الكثير من الجدل ،وانقسم المصريون حولها ما بين مؤيد ومعارض...فلاشك اننا نمر بأهم مرحلة في تاريخ مصر ولكن وحده القضاء هو الذي سيقول كلمته في النهاية،وما علينا سوى ان نترقب ما ستسفر عنه محاكمة القرن...