رحل الفنان الكبير أحمد رمزى, رحل دنجوان السينما المصرية ورحلت معه أخلاقنا وضمائرنا, فلم يمش فى جنازته سوى ابنته وحفيده وأهالى وموظفى القرية الساحلية التى كان يقطن بها, ولم يهتم من الفنانين سوى الفنان أحمد السقا الذى حرص على تشييع جثمانه ودفنه بيده وسط دموعه التى انهمرت حزنا على فراق مثله الأعلى الذى دائما ما اعتبره بمثابة والده واعتبر نفسه بمثابة ابنه. رحل "الفتى الشقى" الذى شهد مشواره الفنى 111 عملا سينمائيا ومسلسلين تليفزيونين استطاع من خلالهم أن يصبح فتى أحلام معظم الفتيات على مر الأجيال, وبرغم كل هذا لم يكترث أحد بوفاته, فأين زملائه الفنانين الذين عاصروه أو عملوا معه على مدار مشواره الفنى؟, أين نقابة الممثلين من هذا الحدث الهام؟, فلقد اكتفى الفنان سامح الصريطى وكيل نقابة المهن التمثيلية بقوله أنه اتصل هاتفيا بابنة الفنان الراحل وسألها عما تستطيع النقابة تقديمه من مساعدة وأنه لن يسافر هو أو وفد من النقابة لحضور الجنازة بناءً على رغبة عائلته في دفنه بهدوء ودون ضجة على أن يتم إقامة عزاء له فى القاهرة. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا سافر النجم "الأصيل" أحمد السقا لحضور الجنازة ودفنه بيده؟, فإذا ربطنا الأمر بالضجة التى كانت قد تحدث بسبب حضور الفنانين فكان من الأولى ألا يحضر السقا بنجوميته المعروفة لدى الجميع والتى -من وجهة نظرى- أقرب من أن تحدث هذه الضجة التى تتحدثون عنها, وأن تحضروا أنتم بنجوميتكم المعروفة أيضا لدى الجميع, ولكنه "الواجب" الذى قد لا يعرف عنه بعضكم شيئا. عندما رحلت الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية منذ شهور قليلة قامت الدنيا ولم تقعد, وسمعنا الآهات والصرخات والبكاء على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد من فنانينا المبجلين على فراق نجمة كبيرة بحجم وردة, ألم يستحق الفنان الراحل أحمد رمزى -رحمه الله- بحجمه وقيمته وإسمه الكبير هذا الإهتمام منكم أيضا؟ وعندما نشبت الأزمة الشهيرة بين الفنانة إلهام شاهين والشيخ عبد الله بدر قامت الدنيا أيضا ولم تقعد, وسمعنا عن مؤتمرات ووقفات احتجاجية وقضايا ومبارزات على شاشات التليفزيون وبرامج التوك شو وصفحات الجرائد والمجلات دفاعا عن فنانتنا الذى أكن لها كل تقدير واحترام, ولكن رمزى فنان كبير أيضا ومن حقه علينا أن نعطيه ولو جزءا بسيطا من هذا الإهتمام, ودعونى أتساءل, ماذا لو قام أحد الشيوخ اليوم بسب الفنان أحمد رمزى -رحمه الله- مثلما حدث مع الفنانة إلهام شاهين؟!! كيف سيكون رد فعلكم؟.. أعرف الإجابة "للأسف". لا يسعنى الآن سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته, فلقد عاش وحيدا ومات وحيدا. لا تحزن يا من قدمت الكثير للسينما المصرية, ولا تخف .. فلن تكون وحيدا حتى بعد وفاتك, وإذا خذلك البعض فلا تهتم , ستظل خالدا فى ذكرانا للأبد, فهاهو الفن دائما, تقدم له وتضحى من أجله وتفنى عمرك فيه ثم ترحل وقد ينساك البعض, ولكن يبقى لك الجمهور, وتبقى خالدا فى ذكراه, فهو من عشت من أجله, وهو الأوفى لك.