الفوضى .. هذه الكلمة ليست معناها العشوائية فالفوضى قد تكون منظمة .. وهذا ما لاحظته في الأيام السابقة فهناك فوضى تجتاح مصر وآخر تلك الفوضى المنظمة الهجمة التي افتعلها كل من يرى في نفسه أنه مثقف وأنه وصيّ على الدين .. هاجموا فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية .. واتهموه بالتطبيع .. فهيا بنا نحاول أن نفهم ما معنى التطبيع .. التطبيع عندي مفهومه هو تمكين العدو من أرضنا ومالنا وأنفسنا وعند تطبيق هذا المفهوم على الإسرائيليين فمعناه تمكين إسرائيل من فلسطين وشعبها ومقدساتها .. فلننظر للموضوع من الخارج -بعيدا عن زيارة المفتي للقدس – كيف يتمكن الإسرائيليون من الأراضي الفلسطينية أولى الخطوات أن يظهروا للعالم كله أن حربهم وسجالهم مع الفلسطينيين فقط وأن المقدسات الموجودة في فلسطين لا تهم أحداً سوى أهل فلسطين وذلك حتى لا يكونوا في نظر العالم معادين لكل المسلمين وإنما تظهر القضية على أنها احتلال مثل احتلال العراق مثلاً أو أي دولة أخرى .. فبداية عليهم أن يجعلوا الأقصى وحيداً حتى يظهر للعالم أجمع أن المسلمين مهتمون فقط بالمسجد الحرام لأنه قبلتهم أما المسجد الأقصى فلا يشكل عندهم أدنى أهمية وبالتالي هم لا يزوروه ، وقد نجحت فعلا إسرائيل في تنفيذ هذا المخطط وبدأت في تحويل المقدسات في فلسطين إلى مقدسات يهودية فهناك مسجد تحول إلى متحف يهودي يعرض فيه تماثيلهم وتحفهم .. فلماذا تحول هذا المسجد إلى متحف ؟ والإجابة تكون لأنه ليس به مصلين فالأقصى سيتحول أيضا إلى متحف إذا لم يجد الإسرائيليون فيه مصلين مسلمين موحدين .. نريد من العقلاء والعلماء إعادة التفكير مرة أخرى في المسجد الأقصى وكيفية نصرته وكيفية استعادته مرة أخرى وأن يذهب كل العلماء والخطباء والدعاة إلى المسجد الأقصى وأن يخطبوا في المسجد وأن تبث صلاة الجمعة على كل القنوات من المسجد الأقصى وأن يُعقد فيه حلقات العلم كما تعقد في الأزهر الشريف فالله عز وجل قال في كتابه "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر" ونحن نتركه لليهود ليعمروه .. فهيا بنا نعمر مسجد الله وأولى القبلتين .