وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين بان تبقى الولاياتالمتحدة "الحليف الصلب والموثوق به" للعراق بعد رحيل اخر جندي اميركي من هذا البلد بنهاية العام الحالي، فيما قدم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الشكر للولايات المتحدة على "ما قدمت والتزمت". وقال اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع المالكي في البيت الابيض "خلال الايام المقبلة يغادر اخر الجنود الاميركيين العراق بشرف وبرؤوس مرفوعة. وبعد نحو تسعة اعوام، تنتهي هذا الشهر حربنا في العراق".
واعتبر الرئيس الاميركي ان انتهاء الوجود الاميركي في العراق سيتيح فتح "فصل جديد" في العلاقات بين البلدين، مضيفا "في الوقت الذي يواجه فيه العراق مستقبله، على العراقيين ان يعلموا انهم ليسوا وحدهم. ستجدون في الولاياتالمتحدة الشريك الصلب والموثوق به".
وفي تحذير ضمني لايران، حذر اوباما "دولا اخرى" لم يسمها من اي "تدخل" في شؤون العراق بعد انسحاب الجنود الاميركيين.
وقال "نقيم شراكة (مع العراق) من اجل امن المنطقة، وكما ان العراق وعد بعدم التدخل في شؤون دول اخرى، على الدول الاخرى الا تتدخل" في الشؤون العراقية، مشددا على اهمية "احترام سيادة العراق".
وتزامن كلام اوباما مع اعلان البيت الابيض بيع 18 طائرة مقاتلة من طراز اف-16 اضافية الى العراق.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي تومي فيتور "اليوم ابلغت الادارة الكونغرس بعزمها على بيع دفعة ثانية من 18 طائرة اف-16 الى العراق"، موضحا ان هذه الصفقة "تعكس ايضا التقدم الذي حققه العراق في ضمان امنه وتصميمه على حماية سيادته واستقلاله".
واعتبر الرئيس الاميركي من جهة اخرى ان "التاريخ سيحكم" على قرار اجتياح العراق العام 2003، وذلك بعدما كان وجه انتقادا شديدا لهذا القرار الذي اتخذه سلفه الجمهوري جورج بوش. واضاف "الا ان ما هو بديهي اننا بفضل تضحيات هائلة قدمها جنود ومدنيون اميركيون وبفضل شجاعة العراقيين اصبح هناك عراق يحكم نفسه بنفسه ولديه امكانات هائلة".
من جهته، قدم المالكي "الشكر" للولايات المتحدة مع قرب انتهاء انسحاب القوات الاميركية من بلاده، مشددا على ان "الالتزام المشترك" بين البلدين هو الذي انهى الحرب.
وقال المالكي في المؤتمر الصحافي نفسه "نقدم الشكر والتقدير على ما قدمتم والتزمتم".
واضاف المالكي مخاطبا الرئيس الاميركي "شكرا على اجواء الحوار الايجابي الذي جرى بيننا" مضيفا "بالالتزام المشترك انهينا الحرب وبالالتزام المشترك تمت عملية انسحاب القوات الاميركية من العراق".
واعتبر ان هذا الانسحاب "يؤشر على النجاح وليس كما اراد ان يصوره البعض سلبيا".
وتابع المالكي "ان الاهداف التي وضعناها نصب اعيننا تحققت، فتحققت للعراق عملية سياسية بنهج ديموقراطي وتم اعتماد مبدأ الانتخابات والتداول السلمي للسلطة".
واضاف "لم يتصور احد اننا سننجح في هزيمة القاعدة والارهاب، والعراق اصبح اليوم يعتمد على اجهزته الامنية في تثبيت امنه نتيجة الخبرة التي حصل عليها".
واكد ان العراق "يبقى بحاجة الى التعاون مع الولاياتالمتحدة في القضايا الامنية والمعلومات ومكافحة الارهاب ومجال التدريب والتجهيز".
واعتبر ان العراق "يحتاج ايضا الى تعاون سياسي" مع الولاياتالمتحدة "يتعلق بالامور التي تهمنا" من دون ان يشير اليها.
وبعد المؤتمر الصحافي توجه اوباما برفقة المالكي الى المقبرة الوطنية في ارلينغتون حيث دفن نحو 4500 جندي اميركي قتلوا في العراق منذ بدء الحرب في هذا البلد التي اودت بحياة اكثر من مئة الف مدني عراقي اضافة الى نحو 20 الف جندي عراقي.
ولا يزال في العراق حاليا نحو ستة الاف جندي وموظف مدني اميركي من اصل 170 الف جندي خلال العامين 2007 و2008.