نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا عن مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة مع محطة "ايه بي سي" الأمريكية حيث قال التقرير إن الأسد يسعى دائما للحصول على الاهتمام وإن نظام العلاقات العامة الخاص بالنظام قد بدأ في العمل مرة أخرى إلا أن موافقة سوريا المشروطة على الاتفاقات الخاصة بجامعة الدول العربية وتصريحاته في هذه المقابلة التلفزيونية يعدان اكبر مؤشر على تأزم وتراجع النظام السوري او على الألاقل الشق الدبلوماسي به. واعتبرت الصحيفة - في تقرير اخباري على موقعها الالكتروني - ان الاقتراح المقابل لاتفاقات الجامعة العربية الذي قدمته سوريا محاولة يائسة في اخر دقيقة لتجنب العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الدول العربية ولتحجيم دور وفود المراقبة التي ستبعثها الجامعة العربية لسوريا. وقالت الصحيفة انه ما اذا قبل دخول مراقبين الى سوريا فستبدأ لعبة القط والفأر الدبلوماسية حيث في المستقبل سيشتكي المراقبون من الاوضاع وستتذمر جامعة الدول العربية وربما يستجيب النظام السوري ولكن بعد استمرار هذه المسرحية لبعض من الوقت فإن النظام السوري سيقرر الشعور بالإهانة لتدخل المراقبين وربما يقرر إيجاد جاسوس وسطهم وسيتم طرد المراقبين وربما تحدث مواجهة دبلوماسية وبعد ذلك يعود هدوء تدريجي يسمح بعودة المراقبين. وأضافت الصحيفة أنه من الواضح ان سوريا تأخذ تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية وفرض العقوبات الاقتصادية مأخذ الجد حيث أن الاسد في مقابلته التلفزيونية كان يبدو عليه عدم الارتياح ويحاول إبعاد اللوم عنه في موضوع قمع المتظاهرين لدرجة أنه قال انه ليس مسئولا عن الجيش وعندما سئل إذا ما كان يشعر بالذنب قال انه فعل ما بوسعه ولذلك لا يشعر بالذنب. وعلقت الصحيفة ايضا على طريقة حديث الرئيس السوري وقالت إنه لم يظهر أبدا بهذه الصورة فهو دائما كان إما منتصرا مسميا قادة دول الخليج بأنصاف الرجال وإما كوميديا يطلق النكات كما فعل في البرلمان السوري في بداية الازمة ولكنه لم يكن قط معتذرا أو متأسفا فقد قال في حواره الأخير إن أشخاصا آخرين فعلوا كل الأشياء السيئة وانه لا يمتلك البلد فهو مجرد رئيسها.. مذكرا في ذلك -حسب تعبير الصحيفة- بقول معمر القذافي انه لا يمتلك منصبا حكوميا ولو كان يمتلكه لكان لوحه في وجوه الشعب الليبي. واستمر تشبيه الصحيفة الأسد بالقذافي حيث قالت ان الرئيس السوري كان قد هدد بزلزال قد يحرق الشرق الأوسط لو أصبحت سوريا هدفا لحلف شمال الاطلسي (ناتو)وذلك على غرار تهديد القذافي بحرق البحر المتوسط اذا ما تم الهجوم على ليبيا. وأضاف تقرير الصحيفة ان حزب الله اللبناني شعر بخطورة وضع النظام السوري لدرجة ان الامين العام للحزب حسن نصرالله خاطر بالظهور علنا لاول مرة منذ سنوات مخاطبا تابعيه المخلصين مؤكدا دعمه للنظام السوري في مواجهة ما يعتقد انه مؤامرة اجنبية. واضافت الصحيفة ان كلا من النظام السوري وحزب الله يحاولان استفزار اسرائيل بإرسال رجال ونساء غير مسلحين لمنطقة الجولان.. راجين بذلك دفع الناس ضد عدوهم التقليدي لينزعوا قوة دفع الثورة السورية. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة انه حتى هذه اللحظة لا نرى صدوعا على مستوى رفيع في النظام السوري ربما لان الاسد مازال يبدو انه يستطيع الإفلات منها الا انه بعد أحداث الاسبوع الماضي لن يصبح الحال كما هو عليه.