في تأكيد جديد على أن عزلة نظام الأسد تتزايد يوما بعد يوم ، كشفت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن السلطات الليبية الجديدة أجرت محادثات سرية في اسطنبول حول تزويد المعارضين السوريين بالأسلحة والأموال . وأضافت الصحيفة أن المعارضين السوريين طلبوا في اللقاء الذي تم في إسطنبول في 25 نوفمبر بحضور مسئولين أتراك دعما من ليبيا وأن أسلحة عرضت عليهم مع احتمال إرسال متطوعين لمساعدتهم. ونقلت عن مصدر ليبي مسئول اشترط عدم كشف هويته قوله :"إن شيئا يجري التخطيط له لإرسال أسلحة وربما حتى مقاتلين من ليبيا إلى سوريا" ، بل وفجر مفاجأة قوية مفادها أن تدخلا عسكريا يجري الإعداد له بالفعل وأنه "في غضون أسابيع قليلة سوف يتكشف للعيان". وتابعت الصحيفة البريطانية في تقرير لها في 26 نوفمبر أن مناقشات أولية بشأن إمدادات الأسلحة جرت بين الطرفين عندما زار أفراد من المجلس الوطني السوري المعارض ليبيا في أوائل نوفمبر. بل وكشفت مصادر بمدينة مصراتة الليبية أن أسلحة ربما تم بالفعل إرسالها ، ووفق أحد مهربي السلاح خلال الثورة الليبية , فإن بعض الأشخاص قد تم بالفعل توقيفهم بينما كانوا يبيعون أسلحة لمشترين سوريين. كما نقلت قناة "الجزيرة "عن عضو المجلس العسكري بطرابلس حامد الماجري القول إن الليبيين يشعرون بتحالف وثيق مع السوريين خصوصا أن بشار الأسد أرسل أسلحة للقذافي خلال الثورة الليبية وثمة مئات الأشخاص الذين يريدون الذهاب للقتال في سوريا ، أو المساعدة بوسائل أخرى وفق استطاعتهم ، موضحا أن السلطات الجديدة في ليبيا أول من اعترف من دول العالم بالمعارضة السورية بوصفها السلطة الشرعية. ورغم أن الأسد مازال يواصل التحدي ، إلا أن الأنباء السابقة من شأنها أن تضاعف قلقه ، خاصة في ظل انتشار السلاح في ليبيا ، بالإضافة إلى الهجوم الذي شنه منشقون على قاعدة جوية خارج مدينة حمص قبل أيام وقتل فيه ستة طيارين . ويبدو أن الأسوأ مازال بانتظار الأسد بالفعل ، حيث تزامنت الأنباء السابقة مع العقوبات التي أقرتها الجامعة العربية في 27 نوفمبر بعد انقضاء المهلة التي حددتها من أجل التوقيع على بروتوكول المراقبين. واللافت للانتباه أن التزام دمشق الصمت تجاه المهلة الجديدة التي منحتها جامعة الدول العربية لنظام الأسد في 24 نوفمبر للسماح بدخول مراقبين عرب لحماية المدنيين السوريين ، أعطى أيضا مبررا قويا لأنقرة للتحرك بقوة في هذا الصدد . صحيح أن تركيا لم تؤكد صحة التقارير المتزايدة حول تدخلها لإقامة مناطق عازلة لحماية المدنيين السوريين ومنع ظهور أزمة لاجئين داخل أراضيها ، إلا أن تصريحات وزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو في 25 نوفمبر عن إجراءات مشتركة مع الجامعة العربية ما لم يظهر نظام الأسد نوايا حسنة وحديثه أيضا عن مشاورات في هذا الصدد مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والأمم المتحدة ، يدعم صحة ما سبق . بل إن وصول علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي للقاهرة في 26 نوفمبر للمشاركة في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري ، يرجح أيضا أن لحظة عقاب نظام الأسد على مجازره بحق شعبه اقتربت جدا ، وهذا ما ظهر بوضوح في تصريحات المصدر الليبي لصحيفة "الديلي تليجراف" على هامش اجتماع اسطنبول حول التدخل العسكري الوشيك .