طهران (رويترز) - أغلقت بريطانيا يوم الاربعاء السفارة الايرانية في لندن وطردت جميع العاملين بها قائلة ان اقتحام البعثة الدبلوماسية البريطانية في طهران لم يكن ليحدث دون موافقة ما من جانب السلطات الايرانية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أيضا ان السفارة البريطانية في طهران اغلقت وجرى اجلاء جميع افرادها في اعقاب الهجوم الذي قام به يوم الثلاثاء حشد من الناس اقتحموا البوابات ونهبوا المكاتب واحرقوا الاعلام البريطانية احتجاجا على العقوبات التي فرضتها بريطانيا على حكومة طهران.
وهذه أعنف واقعة حتى الان مع تدهور العلاقات بين الدولتين بسبب نزاع أوسع بشأن البرنامج النووي الايراني.
وقال هيج ان دول الاتحاد الاوروبي استدعت سفراء ايران لديها لتوجيه احتجاجات شديدة بشأن الواقعة. لكن بريطانيا لم تصل الى حد قطع علاقتها مع ايران بشكل كامل.
وقال هيج للبرلمان "يجري ابلاغ القائم (بالاعمال) الايراني في لندن الان اننا نطلب الاغلاق الفوري للسفارة الايرانية في لندن وانه يجب على كل الموظفين الدبلوماسيين الايرانيين مغادرة المملكة المتحدة خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة."
وتابع "أغلقنا السفارة البريطانية في طهران. وقررنا اجلاء جميع عاملينا."
وهذه هي اسوأ ازمة بين بريطانيا وايران منذ استئنافهما العلاقات الدبلوماسية عام 1990 بعد عشر سنوات من اصدار اية الله روح الله الخميني فتوى بقتل المؤلف سلمان رشدي بسبب كتابه "ايات شيطانية".
وقال هيج ان من غير الواقعي الاعتقاد بأن هذا الهجوم ما كان ليقع بدون "قدر من الموافقة من جانب النظام".
واضاف "هذا لا يصل الى حد قطع العلاقات الدبلوماسية كلية. انه تحرك لخفض علاقاتنا مع ايران الى ادنى مستوى يمكن الابقاء معه على العلاقات الدبلوماسية."
ورأس ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني اجتماعين للجنة الازمة بالحكومة الليلة الماضية وصباح الاربعاء لتحديد رد لندن.
لكن بريطانيا انتظرت مغادرة جميع افراد بعثتها الدبلوماسية وعائلاتهم البلاد قبل الاعلان عن تحركها واضعة في اعتبارها سيطرة طلبة ايرانيين على السفارة الامريكية في طهران عام 1979 واحتجازهم 52 أمريكيا رهائن لمدة 444 يوما.
وعبرت وزارة الخارجية الايرانية عن اسفها "للسلوك غير المقبول لعدد قليل من المتظاهرين".
ومنعت بريطانيا الاسبوع الماضي جميع مؤسساتها المالية من التعامل مع ايران بما في ذلك مع بنكها المركزي بعدما اشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى أن ايران ربما تسعى لتطوير ترسانة نووية.
وتقول ايران خامس أكبر مصدر للنفط في العالم انها تسعى فقط لاستخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء.