مدريد (رويترز) - تعرض رئيس الوزراء الاسباني المنتخب ماريانو راخوي يوم الاثنين لضغوط لاعطاء تفاصيل سريعة حول سياساته للتغلب على أسوأ أزمة اقتصادية منذ أجيال وذلك بعدما حقق حزب يمين الوسط الذي ينتمي اليه أكبر فوز في اسبانيا منذ 30 عاما. وأسقطت أزمة ديون منطقة اليورو خامس حكومة ضحية لها في انتخابات يوم الاحد بعد أن عاقب الناخبون بقوة الحكومة الاشتراكية المنتهية ولايتها بسبب ازمة دفعت البطالة الى أعلى معدل في الاتحاد الاوروبي بلغ 21 في المئة.
وفي اطار عملية الانتقال الاسبانية الطويلة لن يتولى راخوي السلطة حتى 20 ديسمبر كانون الاول تقريبا وسيكون أمامه القليل من الوقت لينعم بالنصر الكبير الذي حققه حزبه حزب الشعب.
وهناك ضغوط على راخوي لتهدئة الاسواق المتوترة بكلمة عما يتوقع ان يكون اجراءات تقشف عميقة ومؤلمة. ومنذ انتصاره لم يقل سوى أنه لن تكون هناك معجزات لحل الازمة.
ووطن الاسبان انفسهم للقبول بحزمة من الاجراءات لانعاش الاقتصاد قد تجعل الامور أكثر سوءا قبل تحسنها وعلى الاقل قد تزيد في البداية من معدلات البطالة رغم وجود خمسة ملايين عاطل بالفعل.
واقتربت اسبانيا رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو من خطة للانقاذ المالي طلبتها ايرلندا واليونان والبرتغال حيث ارتفعت الاسبوع الماضي تكلفة الاقتراض الى مستويات شديدة.
وحتى الان أشار راخوي الى سوق العمل واصلاح مالي اضافة الى تغييرات شاملة في القطاع العام لكنه لم يكشف عن خطوط سياسية واضحة مستندا بدلا من ذلك على غضب الناخبين من الاشتراكيين الذي دفعه الى السلطة.
وقالت صحيفة (الموندو) اليمينية في افتتاحياتها "لن يكون مطلوبا من راخوي فقط أن يصلح الاقتصاد بل ايضا تجديد الحياة السياسية."
وأضافت "سيكون عليه أن يتبنى اجراءات لا تحظى بشعبية يحتمل ألا تقبلها النقابات أو المعارضة الاشتراكية."
ويلقي الاسبان باللوم على الاشتراكيين في التحرك متأخرا جدا لادارة انهيار سوق الاسكان المزدهر وهو الامر الذي جعل البلد تنزلق نحو ثاني كساد في عامين.
وقال راخوي (56 عاما) لانصاره المبتهجين في كلمته بمناسبة الفوز ليل الاحد "لن تكون هناك معجزات. لم نعد بهذا لكننا شهدنا في أوقات اخرى أنه عندما تتم الامور بشكل جيد تثمر عن نتائج."
وأضاف "لابد من احترام صوت اسبانيا من جديد في بروكسل وفرانكفورت..لن نكون جزءا من المشكلة وسنكون جزءا من الحل."