أعلن قائد "الجيش السوري الحر" العقيد المنشق رياض الأسعد، أن جيشه سيستأنف العمليات العسكرية "النوعية" ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بعد أن "انكشفت نوايا" النظام في "جمعة الله أكبر"، في إشارة إلى سقوط 22 قتيلاً أمس برصاص قوات الأمن والجيش السورية. يأتي ذلك بعد أن كان "الجيش السوري الحر" الذي يضم عسكريين منشقين عن النظام السوري ليل الأربعاء الماضي لإعطاء الفرصة للمبادرة العربية بالنجاح، والتي تنص على وقف كامل للعنف والإفراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الإعلام الدولية، وذلك قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة. وقال الأسعد في اتصال هاتفي مع صحيفة "الشرق الأوسط": "أعطينا فرصة للنظام السوري يومين بعدما أعلن عن موافقته على المبادرة العربية، وذلك كي نكشف كذبه ومناورته، ومنذ اليوم وبعدما انكشفت نواياه في (جمعة الله أكبر) سنعاود تنفيذ العمليات العسكرية النوعية وستكون تحركاتنا بشكل أكبر وأوسع". ونفى الأسعد ما نشرته صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية حول تخطيطه ليكون جيشه الجناح العسكري للمعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وقال "نرفض أن نكون تابعين لأي طرف، وسأعمد إلى تشكيل مجلس عسكري في أقرب وقت ممكن". وعما إذا كان هناك أي تنسيق فيما يتعلق بهذه العمليات مع المجلس الوطني السوري الذي يرفض أعضاؤه تحويل الثورة إلى عسكرية، لفت إلى أنه ليس هناك أي اتصال على المستوى الرئاسي بل على مستوى شخصيات محددة. وأضاف "نحن منشقون عن الجيش السوري ويحق لنا الدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا عسكريا، ولمن يظن أن هذا النظام السوري سيسقط سلميا فهو واهم، لذا نرفض البقاء على الثورة السلمية، وسأعمد إلى تشكيل مجلس وطني عسكري في أقرب وقت ممكن وسيكون لنا برنامج خاص نعلن عنه في حينه". وأكد أن "الانشقاقات تزيد يوما بعد يوم ويمكنني التأكيد أننا تخطينا ال 15 ألف عسكري". كما نفى أي تنسيق عسكري مع السلطات التركية، وقال "ليس هناك أي تنسيق أمني مع تركيا ويقتصر الدعم الذي تقدمه لنا السلطات على المساعدات الإنسانية، إضافة طبعا إلى المحافظة على أمننا وأمن الشعب السوري". بدوره، نفى عضو المجلس الوطني جبر الشوفي وجود أي تنسيق بين المجلس وقيادة الجيش السوري الحر، وقال "ليس هناك أي تنسيق بيننا وبين الجيش السوري الحر ولا علاقة لنا بأي عمليات يقوم بها على الأرض، لأننا نرفض عسكرة الثورة، مع العلم أننا ندعم هذه الانشقاقات شرط أن تكون منطلقة باتجاه الثورة السلمية". وقال في تعليقه حول تخطيط الأسعد ليكون جيشه الجناح العسكري للمعارضة السورية، إن "المجلس لم يتبن هذا الجيش أو أي جناح فيه». وفيما يتعلق بإمكانية التنسيق مع الأسعد في المرحلة المقبلة". وأضاف: "من الممكن أن تفتح معه قنوات الاتصال إذا وافق والتزم بشروطنا الأساسية وهي عدم عسكرة الثورة، والحرص على بقائها سلمية كما بدأت، لأننا على قناعة كاملة بأن تحويل الثورة إلى عسكرية سيفقدها اتساعها وسيعطي النظام حجة إضافية لاستخدامها ضدنا وضد المتظاهرين". وتابع قائلا: "ندعم استخدامهم للسلاح إذا كانوا في حالة الدفاع عن أنفسهم وعن البيوت والمواطنين، لكننا نرفض بشكل قاطع أي هجوم أو عمليات عسكرية لأن هذا الأمر يتناقض مع أهدافنا وتوجهاتنا التي ترتكز عليها الثورة السلمية". فيما قال عضو المجلس الوطني عمر إدلبي إن مسألة علاقة المجلس الوطني بالجيش السوري الحر، تأخذ حيزا من النقاش بين الأعضاء، وسيعلن عن نتائجها خلال أيام قليلة، لا سيما أن بعضهم يرفض التعاون معه انطلاقا من مبدأ "الحفاظ على طهارة الثورة"، معتبرا إياها "وجهة نظر مثالية غير قابلة للتطبيق".