أبدا لن يجرأ قلمي على مهاجمتك , لن أخذلك عندما تحتاج إلى من يؤازرك وقت تحملك مسئولية تفوق قدرات كل سياسي مصري في الوقت الراهن , لن أتربص بك الآن وقد حميتنا جميعا وقت أن كنا ضعفاء , والآن خذلك البعض منا , ولكني أبدا لن أخذلك . يمتلكني بين لحظة وأخرى شعورا بالحيرة والدهشة , لما أراه وأشاهده يوميا من آراء وتحليلات لكبار رجال السياسة وأباطرة الفكر والرأي والنشطاء السياسيين في مصر . أسمعهم يتكلمون ويتحاورون وينددون بالفتنة الطائفية الجديدة القديمة في مصر , ويتشدقون بشعارات جار عليها الزمن وأصبحت مثل الصحراء الجرداء التي لا زرع فيها ولا ماء , ويحذرون من عواقب هذه الفتنة وانها ستعصف بكل المصريين على السواء , ولن تفرق بين المسلم والمسيحي , ولكنها مجرد كلمات مستهلكة الغرض منها كسب المزيد من الأرضية الشعبية أو إرضاء فصيل أو طائفة ما , و لا يقدمون أي حلول فعلية ممكنة التنفيذ على ارض الواقع , على الرغم من أن هذه الفتنة وما يحدث بين المسلمين والمسيحيين ليس بجديد ولكنه شديد . أما العجب كل العجب وما يجعلني حائرا مندهشا إنني أجد هذه ألألسنه وفى ذات الحوار, تثير الفتنة ولكنها من نوع آخر اشد خطرا علينا , وهى محاولة إثارة الشعب على قواته المسلحة أليست هذه فتنة أيضا ستعصف بكل المصريين بل وبالعرب أجمعين ! وان ناقشتهم يرددون كلمات اقرب إلى السفسطائيين ويجادلون ويجاوبون بأننا ننتقض المجلس الأعلى للقوات المسلحة وليست القوات المسلحة - فإن الجيش منا- " قولا حق يراد به باطل " فما هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وما هي القوات المسلحة فالعلاقة بينهم علاقة الجزء بالكل , ماذا تريدون ؟ هل تريدون أن يأتي اليوم الذي يصدر فيه المجلس الأعلى أوامر للقادة والضباط والجنود ولا يقومون بتنفيذها وينقلبوا عليه لأنه مجلسا فاسدا وعميلا متواطئا ؟ هل تريدون اقتلاع العمود الأوسط للخيمة ؟ هل تريدون أن تشيع الفوضى " الخلاقة " في مصر؛ هل وهل وألف هل ؟ أقول لكم " اللهم اجعل كيدكم في نحوركم" فهذا جيش - أحمس - وقطز - واحمد عرابي – وجيش العبور , دائما وأبدا ما تفوح منه رائحة الوطنية والشموخ والكبرياء وأبدا لم ولن ينقلب ويحيد عن المسار الذي قد بشرنا به رسول الله عندما قال في حديثة الشريف " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك خير أجناد الأرض " وعندما سئل لماذا قال " لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة " صدق الذي لا ينطق عن الهوى . أليس هذا هو نفس المجلس والذي انعقد في لحظات فارقة أثناء الثورة , وقد عزل قائدة الأعلى الرئيس السابق في خطوة جريئة تدل على وطنية خالصة , وعزموا على ألا يطلق الجيش رصاصة واحدة في صدر أي مصري , أليس هذا قرارا قد اتخذه المجلس الأعلى ونفذته القوات المسلحة قادة وضباط وجنود . ألم يكن المجلس قادرا على اتخذا القرار المخالف في الوقت الذي كانت أنظار الجميع تترقب في خوف وتوتر ماذا سيكون موقف الجيش , ألم يكن وقتها قادرا على أن يدهس الجميع تحت مدرعاتة ويؤد الثورة في مهدها . هذا هو المجلس العسكري الذي وقف احد قادة أمام الملايين وفى مشهد مهيب أثلج صدورنا جميعا وأدى التحية العسكرية لشهداء الثورة وما كان فاعلا إلا بتعليمات من المجلس بأكمله . لماذا انقلبنا على أنفسنا وأصبحنا نتهم المجلس بعدم الوطنية وانه مجلس متواطأ بعد تصفيقنا وتهليلنا له أيان الثورة بوقوفه بجانبنا وبجانب الإرادة الشعبية , أهي ثورة التخوين أم أننا أصبحنا غير قادرين على التمييز بين الطيب والخبيث بعد سنوات ساد فيها الضلال والفساد . أيها العقلاء لا تسلموا أنفسكم وعقولكم مرة أخرى للمخربين , فنحن قد تجرعنا مرارة تخريب العقول لعقود طويلة فيجب ألا نعود للخلف مرة أخرى , ففي مثل هذا المناخ السائد في مصر الآن والذي يشوبه التوتر والقلق السياسي , وتسود فيه المطامع والأحقاد , ويختلط فيه الحابل بالنابل , وتشيع الفتنة بين العباد , يجب علينا في هذا الوقت أن نأخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال لآبا ذر( يا آبا ذر , أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا , كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم . قال ( اقعد في بيتك , وأغلق عليك بابك ) .