جرجس" مزق جسد " رفيق " لهاجر ثم فتح الباب لترى المشهد الأخير فى قصة حبهما" ومن الحب ما قتل».. هى جملة مأثورة تختصر تفاصيل الكثير من الجرائم المأساوية التى يتحول على أثرها المحبون إلى ضحايا، واحدة من تلك الجرائم حدثت بمدينة الإسكندرية الأسبوع الماضى، اطرافها شابان جمعتهما مشاعر الصداقة.. مع اختلاف ديانتيهما، المدهش أن كليهما وقع فى غرام فتاة.. واحتفظ بمشاعره لنفسه، وفى اليوم الذى قررا مكاشفة بعضهما سقط أحدهما قتيلا وتم القبض على الآخر.. بينما لم تحتمل الفتاة أن يكون مشهد النهاية يحمل كل هذا القدر من الدراما السوداء. تفاصيل المأساة سجلتها دفاتر النيابة.. ونسج أحداثها مدحت شرف رئيس نيابة المنتزه أول، الضحية شاب عمره 32 عاما، موظف بمكتبة الإسكندرية.. وناشط سياسى يؤمن بالليبرالية ولا يعترف بالحواجز التى تعيق المجتمعات وابناءها عن الحياة بحرية وكرامة تتناسب مع ما كرم الله به البشر عن سائر المخلوقات، لذا كان عقله وقلبه لا يقف عن تقبل الأشخاص حسب دياناتهم، أما الجانى فهو شاب مسيحي، اسمه «جرجس» عمره 32 عاما.. وهو الرقم ذاته الذى توقف عنده صديقه، الضحية والجانى جمعتهما صداقة لم ينل منها الزمن، إلى أن ألقى بينهما القدر بكلمة النهاية. حسب تحقيقات النيابة.. عرف كلاهما مشاعر الحب فى وقت واحد تقريبا، كلاهما ارتبط بنفس الفتاة، «هاجر» الطالبة الجامعية التى لا يتجاوز عمرها 24 عاما، وكان «رفيق» هو صاحب السبق فى توطيد علاقته بها، أو هكذا تشير تحقيقات النيابة. لذا بادر بعد ثقته فى تجاوبها مع مشاعره بإطلاع صديقه على ما يعيشه من متعة العشق، ليشاركه الفرحة، وفى جلسة جمعتهما فى شقته.. قرر أن يطلعه على تفاصيل قصة حبه، لكن صديق العمر الذى أسعده فى البداية أن تتوج قصة حب صاحبه بالزواج تبدلت مشاعره حين علم اسم الفتاة، انتبه «جرجس» إلى أن كلمات الحب الرقيق التى ينطقها صاحبه كانت تشبه الكلمات التى يشعر بها تجاه الفتاة التى يحبها، وأن صفات حبيبة صديقه تطابق صفات محبوبته، ظنها صدفة تؤكد الصفات التى تجمعه بصديقه، لكن تطابق الاسم جعل الصدفة تتحول إلى كارثة.. والحلم ينتهى بكابوس. هى ذات الفتاة، وكلاهما يرغب فى الارتباط بها، بسرعة شديدة تناسى كل منهما ما يكنه للآخر من احترام ومحبة، تحولا إلى ذكرين فى قطيع يتنافسان على أنثى واحدة. تلاشت كل مظاهر التسامح الدينى والإنساني.. وتشبث الاثنان بالاختلافات التى تمكنهما من الفوز بالعروس المنتظرة، فى ثوان انقلب الحوار إلى مشاجرة.. ومن الاشتباك بالأيدى إلى استخدام السلاح الأبيض، وتمكن «جرجس» من توجيه ثلاث طعنات بسكين المطبخ لصديق عمره «رفيق» ثم جلس بالقرب من الجثة وقطعها إلى أجزاء كأنه يخشى أن يعود صاحبها للحياة مرة أخرى ليخطف منه حبيبته.. الحبيبة التى ظهر اسمها على شاشة التليفون المحمول الخاص بالضحية، كانت تحاول الاتصال به بعد أن غاب عن الدنيا، تكررت محاولاتها دون رد، وهو ما أثار داخلها حالة من القلق الشديد، تزايدت مخاوفها بشكل دفعها إلى أن تلجأ إلى صديق مشترك يعرف الإعجاب المتبادل بينهما، طلبت منه أن يصطحبها إلى منزله، طرقت الباب بكل ما تحمل من مشاعر الخوف والقلق، وحين فتح الباب.. لم تجده أمامها.. وجدت نفسها فى مواجهة شخص تغطى الدماء ملابسه ويكسو الغضب ملامح وجهه، ويده قابضة على سكين، الآن فقط أدركت أن مخاوفها لم تكن مجرد هواجس محبين، صرخت بكل ما تبقى لديها من قوة.. فتجمع الجيران وسكان المنطقة، ليؤدوا دور مجاميع الكومبارس فى مشهد لم يكن ليصدق أحد أنه يصلح لنهاية فيلم عربى ابطاله تلك الكائنات الساذجة التى تقترف الجرائم من أجل أن يقول المخرج والمؤلف إن الجريمة لا تفيد الحبيب